رغم جهودها المكثفة التي تبذلها بدون هوادة منذ حوالي سنة، تبدو الدبلوماسية الأمريكية عاجزة عن التأثير على حليفها الإسرائيلي، الذي لا يزال يتجاهل الدعوات لوقف التصعيد في لبنان.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سيشارك، اليوم الثلاثاء، وغد الأربعاء، في نيويورك للمرة الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الإثنين أنه "يعمل على احتواء التصعيد في لبنان"، حيث كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الدامية موقعاً مئات القتلى بينهم أطفال.

ومن جهته، أعلن مسؤول أمريكي أن واشنطن بصدد تقديم "أفكار ملموسة"، لخفض التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان وإيجاد حل دبلوماسي للنزاع.

"A total impasse," caused by the fact "none of the actors in this dangerous confrontation has a real strategy."@pierrehaski at @franceinter describes a lethally dangerous dead end.https://t.co/zT1BYR3mQP

— eurotopics [en] (@eurotopics_en) September 24, 2024 تسارع الأحداث 

ولكن يبدو أن الأحداث تتسارع، بدون أن تتمكن الولايات المتحدة من فعل الكثير، حيث فشلت في اللجوء إلى وسائل الضغط الرئيسية على حليفتها، وهي تسليم الأسلحة.

ورفض جو بايدن وهو من أشد داعمي إسرائيل، حتى الآن استخدام هذه الورقة باستثناء تعليق تسليم قنابل في مايو (أيار) الماضي، ويبدو أنه من غير المرجح أن يغير استراتيجيته مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأعلنت الولايات المتحدة في الوقت نفسه إرسال "عدد صغير" من الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، رداً على تصاعد التوترات الإقليمية.

ونشرت الولايات المتحدة آلاف الجنود في المنطقة بالإضافة إلى سفن عسكرية، وطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي تهدف إلى حماية إسرائيل والقوات الأمريكية هناك.

وفيما انتقلت جبهة الحرب في الأيام الماضية إلى لبنان، وعد حزب الله، المدعوم من إيران، بمواصلة  "جبهة الإسناد" لقطاع غزة على الحدود الشمالية لإسرائيل، مؤكداً أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة".

وازدادت حدة تبادل النيران بين إسرائيل وحزب الله، منذ موجة تفجيرات أجهزة اتصال يستخدمها عناصر من حزب الله نسبت إلى إسرائيل، وأعلنت الولايات المتحدة أنها لم تعلم مسبقاً بذلك، داعية إلى الهدوء. وفي المقابل، كثّفت إسرائيل هجماتها.

وللمفارقة، فإن تفجيرات أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله، وقعت في أوج زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة، حيث كان يحاول إعادة إطلاق المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس في قطاع غزة.

انتخابات أمريكية

وفي واشنطن، لا يخفي مسؤولون أمريكيون في مجالسهم الخاصة استياءهم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يفعل كل ما يريده محاولاً الحفاظ على استمراريته السياسية.
وأكد نتانياهو أمس الإثنين، أن إسرائيل تقوم بتغيير "موازين القوى" في جنوب لبنان، مضيفاً أن "إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه".

وقال مايكل حنا، مدير البرامج في مجموعة الأزمات الدولية، إن "الدبلوماسية الأمريكية راهنت بكل شيء، بدون جدوى، على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو السبيل الوحيد بالنسبة إليها لتحقيق الحل في شمال إسرائيل".

وأضاف: "لكن يبدو أن هذا الأمر وصل إلى طريق مسدود، والجهود المبذولة للفصل بين الاثنين، التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل فيما تستمر الحرب في غزة، أثبتت أيضاً أنها وصلت إلى طريق مسدود".

كما أن جدول الأعمال السياسي الأمريكي، زاد من تعقيد الأمور، بحيث تخوض نائبة الرئيس كامالا هاريس التي خلفت جو بايدن في السباق الرئاسي بعد انسحابه منه، حملة صعبة في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

وتحاول إدارة بايدن جاهدة التوصل إلى اتفاق في غزة قبل الانتخابات الرئاسية، لتجنب حرب شاملة وإعطاء انطباع بالفوضى، لكن قلة من المراقبين ترى أنها مسعدة لاتخاذ إجراءات جذرية، على سبيل المثال بشأن الأسلحة، مع اقتراب موعد الانتخابات لهذا الحد.

وأوضح حنا: "من غير المبالغ فيه القول إن برنامج الأعمال السياسي الأميركي، قد يكون أدى دوراً في اتخاذ القرار الإسرائيلي، بشأن التوقيت الذي تم اختياره لتوسيع نطاق النزاع إلى لبنان".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان الجيش الإسرائيلي قطاع غزة لبنان غزة وإسرائيل إسرائيل أمريكا حزب الله الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

السفارة الأمريكية لدى إسرائيل تعلن تقييد سفر موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم

سرايا - وقالت السفارة في بيان، إنها "تراقب عن كثب وبشكل مستمر الوضع الأمني استجابة لزيادة التوترات والصراع العسكري المستمر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني".

وأضافت: "تذكر السفارة الأمريكية المواطنين الأمريكيين بالحاجة المستمرة إلى توخي الحذر وزيادة الوعي الأمني الشخصي (بما في ذلك معرفة موقع أقرب ملجأ) حيث تقع الحوادث الأمنية، بما في ذلك إطلاق قذائف الهاون والصواريخ واختراقات أنظمة الطائرات بدون طيار، غالبا دون أي تحذير".

وأكدت السفارة أنه "تم تقييد موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم مؤقتا من أي سفر شخصي شمال الطريق السريع 65 باتجاه العفولة وشمال / شمال شرق الطريق السريع 71 من العفولة إلى الحدود الأردنية. أي سفر رسمي في هذه المنطقة سيتطلب الموافقة، سيتم السفر المعتمد فقط في المركبات المدرعة".

وحذرت السفارة مواطنيها من "خطر السفر إلى "إسرائيل" والضفة الغربية وغزة بسبب الوضع الأمني والتوترات الإقليمية المتزايدة كما حذرت من السفر إلى شمال "إسرائيل" على بعد 2.5 ميل من الحدود اللبنانية والسورية".

ودخلت الحرب بين "إسرائيل" وحزب الله، مرحلة جديدة بعدما شنت طائرات الجيش "الإسرائيلي" غارات جوية مكثفة على مدار أمس الاثنين، على أماكن متفرقة في لبنان، قابلتها عمليات من حزب الله.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات "الإسرائيلية" على لبنان الاثنين إلى 492 شهيدا بينهم 35 طفلا و58 سيدة و1645 جريحا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

 

إقرأ أيضاً : قادة العالم يجتمعون في نيويورك وسط مخاوف من حرب إقليمية بالشرق الأوسط إقرأ أيضاً : الأوقاف الفلسطينية تحذر: تصعيد "إسرائيلي" خطير في الحرم الإبراهيمي إقرأ أيضاً : نتنياهو: الهدف الأساسي يتمثل بقطع العلاقة بين جبهة لبنان وجبهة غزة

 

 


مقالات مشابهة

  • طريق مسدود.. الدبلوماسية الأميركية فشلت في منع التصعيد ضدّ لبنان
  • الدبلوماسية الأميركية تصل لـطريق مسدود أمام التصعيد في لبنان
  • السفارة الأمريكية لدى إسرائيل تعلن تقييد سفر موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم
  • الخارجية الأمريكية: لا ندعم التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • واشنطن: خطر التصعيد في لبنان حقيقي.. ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل
  • الرئيس الأمريكي جون بايدن يعمل على احتواء التصعيد في لبنان
  • بايدن: نعمل على خفض التصعيد في لبنان
  • بايدن يعلن أنه “يعمل على احتواء التصعيد” في لبنان
  • تصعيد إسرائيل وحزب الله.. مخاوف أميركية من حرب واسعة وآمال بالدفع نحو الدبلوماسية