الدبلوماسية الأمريكية تواجه إخفاقاً أمام التصعيد في لبنان
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
رغم جهودها المكثفة التي تبذلها بدون هوادة منذ حوالي سنة، تبدو الدبلوماسية الأمريكية عاجزة عن التأثير على حليفها الإسرائيلي، الذي لا يزال يتجاهل الدعوات لوقف التصعيد في لبنان.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سيشارك، اليوم الثلاثاء، وغد الأربعاء، في نيويورك للمرة الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الإثنين أنه "يعمل على احتواء التصعيد في لبنان"، حيث كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الدامية موقعاً مئات القتلى بينهم أطفال.
ومن جهته، أعلن مسؤول أمريكي أن واشنطن بصدد تقديم "أفكار ملموسة"، لخفض التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان وإيجاد حل دبلوماسي للنزاع.
"A total impasse," caused by the fact "none of the actors in this dangerous confrontation has a real strategy."@pierrehaski at @franceinter describes a lethally dangerous dead end.https://t.co/zT1BYR3mQP
— eurotopics [en] (@eurotopics_en) September 24, 2024 تسارع الأحداثولكن يبدو أن الأحداث تتسارع، بدون أن تتمكن الولايات المتحدة من فعل الكثير، حيث فشلت في اللجوء إلى وسائل الضغط الرئيسية على حليفتها، وهي تسليم الأسلحة.
ورفض جو بايدن وهو من أشد داعمي إسرائيل، حتى الآن استخدام هذه الورقة باستثناء تعليق تسليم قنابل في مايو (أيار) الماضي، ويبدو أنه من غير المرجح أن يغير استراتيجيته مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأعلنت الولايات المتحدة في الوقت نفسه إرسال "عدد صغير" من الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، رداً على تصاعد التوترات الإقليمية.
ونشرت الولايات المتحدة آلاف الجنود في المنطقة بالإضافة إلى سفن عسكرية، وطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي تهدف إلى حماية إسرائيل والقوات الأمريكية هناك.
وفيما انتقلت جبهة الحرب في الأيام الماضية إلى لبنان، وعد حزب الله، المدعوم من إيران، بمواصلة "جبهة الإسناد" لقطاع غزة على الحدود الشمالية لإسرائيل، مؤكداً أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة".
وازدادت حدة تبادل النيران بين إسرائيل وحزب الله، منذ موجة تفجيرات أجهزة اتصال يستخدمها عناصر من حزب الله نسبت إلى إسرائيل، وأعلنت الولايات المتحدة أنها لم تعلم مسبقاً بذلك، داعية إلى الهدوء. وفي المقابل، كثّفت إسرائيل هجماتها.
وللمفارقة، فإن تفجيرات أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله، وقعت في أوج زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة، حيث كان يحاول إعادة إطلاق المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
انتخابات أمريكيةوفي واشنطن، لا يخفي مسؤولون أمريكيون في مجالسهم الخاصة استياءهم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يفعل كل ما يريده محاولاً الحفاظ على استمراريته السياسية.
وأكد نتانياهو أمس الإثنين، أن إسرائيل تقوم بتغيير "موازين القوى" في جنوب لبنان، مضيفاً أن "إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه".
وقال مايكل حنا، مدير البرامج في مجموعة الأزمات الدولية، إن "الدبلوماسية الأمريكية راهنت بكل شيء، بدون جدوى، على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو السبيل الوحيد بالنسبة إليها لتحقيق الحل في شمال إسرائيل".
وأضاف: "لكن يبدو أن هذا الأمر وصل إلى طريق مسدود، والجهود المبذولة للفصل بين الاثنين، التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل فيما تستمر الحرب في غزة، أثبتت أيضاً أنها وصلت إلى طريق مسدود".
كما أن جدول الأعمال السياسي الأمريكي، زاد من تعقيد الأمور، بحيث تخوض نائبة الرئيس كامالا هاريس التي خلفت جو بايدن في السباق الرئاسي بعد انسحابه منه، حملة صعبة في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وتحاول إدارة بايدن جاهدة التوصل إلى اتفاق في غزة قبل الانتخابات الرئاسية، لتجنب حرب شاملة وإعطاء انطباع بالفوضى، لكن قلة من المراقبين ترى أنها مسعدة لاتخاذ إجراءات جذرية، على سبيل المثال بشأن الأسلحة، مع اقتراب موعد الانتخابات لهذا الحد.
وأوضح حنا: "من غير المبالغ فيه القول إن برنامج الأعمال السياسي الأميركي، قد يكون أدى دوراً في اتخاذ القرار الإسرائيلي، بشأن التوقيت الذي تم اختياره لتوسيع نطاق النزاع إلى لبنان".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان الجيش الإسرائيلي قطاع غزة لبنان غزة وإسرائيل إسرائيل أمريكا حزب الله الولایات المتحدة حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان يعني تطبيق 1701 على حزب الله فقط
تمثل النقاط الخمس التي رفضت إسرائيل الانسحاب منها في جنوب لبنان تحديا مستقبليا كبيرا لأنها ستعزز قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل في لبنان، وستجعل تطبيق القرار 1701 أمرا صعبا، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ووفقا لما قاله حنا في تحليل للجزيرة، فإن هذه المناطق تمنح الجيش الإسرائيلي تفوقا عسكريا؛ إذ إنها تمكنه من مراقبة الداخل اللبناني وجمع المعلومات الاستخبارية وربما قضم مزيد من الأرض في المستقبل كلما قررت وجود مخاطر أمنية.
ولن يكون الجيش اللبناني قادرا على تنفيذ القرار 1701 الذي جرى تعديله -كما يقول حنا- ومن ثم فإنه سينفذ الجزء الذي يحقق أهداف إسرائيل والولايات المتحدة ثم يلجأ إلى الطرق الدبلوماسية لتنفيذ الأمور التي تخدم مصالح لبنان.
وتكمن المشكلة -برأي الخبير العسكري- في وجود موافقة أميركية على تدخل إسرائيل عسكري في لبنان متى أرادت بينما حزب الله ليس جاهزا حاليا للدخول في حرب شاملة.
تطبيق القرار على لبنان فقط
لذلك، فإن هذا الوجود العسكري الإسرائيلي سيتم تعزيزه مستقبلا بينما سيعمل لبنان على تنفيذ الأمور المتعلقة بتفكيك قوة حزب الله في جنوب نهر الليطاني، وهو أمر يتطلب توافقا عسكريا بين الجيش والحزب، وفق حنا.
إعلانويفرض هذا الوضع كثيرا من الضغوطات على لبنان لأن جيش الاحتلال سيكون قادرا على استهداف مناطق يراها تمثل خطرا عليه، في حين سيكون مستقبل مقاتلي حزب الله وعتاده محل تساؤلات لأن هذه المقاومة جزء من اتفاق الطائف الذي هو أساس استقرار الدولة اللبنانية، حسب حنا.
وكان يفترض أن تنسحب قوات الاحتلال من المناطق التي دخلتها في جنوب لبنان اليوم الثلاثاء تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن تل أبيب قررت البقاء في 5 نقاط رئيسة على الحدود.
وأكدت الحكومة اللبنانية أن استمرار وجود القوات الإسرائيلية على أراضيها يعد "احتلالا"، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان سيعتبر انتهاكا للقرار 1701.