تُعد السيول من أخطر الظواهر الطبيعية التي تهدد الأرواح والممتلكات في مختلف أنحاء العالم.
وفي المملكة العربية السعودية، تشكل السيول تهديداً كبيراً نتيجة للعوامل الطبيعية والمناخية الفريدة التي تمتاز بها بعض المناطق.
أخبار متعلقة تنفيذ أكثر من 3 آلاف فعالية بـ"تعليم مكة" احتفاءً باليوم الوطني 94القيادة تهنئ رئيس جمهورية غينيا بيساو بذكرى استقلال بلادهوعلى الرغم من الجهود المبذولة للحد من آثار هذه الكارثة، لا تزال هناك حاجة ماسة لتطوير بنية تحتية متكاملة ودراسات هيدرولوجية دقيقة لحماية السكان والممتلكات.


أوضح المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، طارق أبا الخيل، لـ "اليوم"، أن السيول تُعد من أكثر الأخطار الطبيعية انتشاراً وتدميراً للأرواح والممتلكات في المملكة، مبيناً أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة لعدة عوامل طبيعية وجيومورفولوجية ومناخية.
وأضاف أن السيول الفجائية، التي تكون الأكثر خطراً، قد تحدث بشكل مفاجئ نتيجة لهطول كميات كبيرة من الأمطار في فترات زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى فيضانات جارفة تجتاح المناطق السكنية والطرق والمزارع، وتؤدي هذه السيول إلى فقدان الأرواح وضياع الممتلكات، ناهيك عن حالة الخوف والرعب التي تخلقها بين السكان، خصوصاً في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية وقلة أنظمة التصريف.طارق أبا الخيل
وأوضح: "تحدث هذه السيول غالباً في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تتميز بقدرتها المحدودة على امتصاص المياه بسبب طبيعة تربتها القليلة النفاذية".
وقال "أبا الخيل": إن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في حدوث السيول الفجائية. العوامل الطبوغرافية، مثل الارتفاعات والميول الحادة، تسهم في تجميع المياه بسرعة وتوجيهها إلى مناطق منخفضة، إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الجيومورفولوجية المتعلقة بشبكات التصريف وكثافة تفرعات الأودية دوراً مهماً، حيث تساهم كثافة التشعبات في زيادة سرعة اندفاع المياه نحو المناطق السكنية. أما العوامل المناخية، مثل شدة المطر وزمن الهطول، فتؤدي الأمطار الغزيرة والمستدامة إلى تراكم المياه بشكل سريع وغير متوقع، ولا يمكن إغفال تأثير فواقد المياه، مثل التبخر والنفاذية، على قدرة الأرض على امتصاص المياه، مما يزيد من مخاطر الفيضانات. كما أن ضعف البنية التحتية وأنظمة التصريف يزيد من حدة هذه المخاطر.
أسباب تفاقم مشكلة السيول
وبيّن "أبا الخيل" أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة السيول في المملكة، حيث تعتبر ندرة البيانات الخاصة بالتسجيلات المطرية وعدد المحطات المخصصة لرصد الأمطار وقياس السيول من العوامل المؤثرة في قدرة الجهات المعنية على اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
وأكد أنه بدون هذه البيانات المهمة يصبح من الصعب التنبؤ بالسيول واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مخاطرها.
وأكد أبا الخيل على ضرورة إجراء دراسات هيدرولوجية شاملة ومتكاملة لحماية المناطق السكنية الحالية والمخططات المستقبلية من أخطار السيول. تهدف هذه الدراسات إلى تحليل شبكات التصريف وتحديد المناطق الأكثر عرضة للفيضانات واقتراح حلول هندسية وتقنية لتقليل التأثيرات السلبية للسيول وحماية الأرواح والممتلكات من الكوارث المحتملة.
التعدي على الأودية
فيما يتعلق بالأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث السيول الفجائية، أشار "أبا الخيل" إلى أن التعدي على الأودية والبناء في بطونها يعتبر من أبرز الأسباب التي تزيد من احتمالية وقوع السيول. كما أن تغيير مجاري الأودية بشكل غير مدروس، وبناء العقوم التي تحول دون التدفق الطبيعي للمياه، بالإضافة إلى رمي المخلفات داخل الأودية، يزيد من خطر انسدادها وتفاقم المشكلة. عدم وجود أنظمة تصريف مناسبة وزيادة معدلات الأمطار في بعض المناطق يسهمان أيضاً في زيادة احتمالية حدوث السيول الفجائية التي تهدد الأرواح والممتلكات.
وأكد "أبا الخيل" إن حماية الأرواح والممتلكات من أخطار السيول الفجائية تتطلب جهوداً مكثفة على مستوى التخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية في مختلف المناطق. ومع استمرار التغيرات المناخية والزيادة في معدلات الأمطار، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل تحسين أنظمة التصريف وزيادة عدد المحطات المخصصة لرصد الأمطار والسيول، فضلاً عن تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر التعدي على الأودية والتصرفات غير المسؤولة التي تزيد من احتمالية وقوع الكوارث.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 المساحة الجيولوجية الأرواح والممتلکات أبا الخیل

إقرأ أيضاً:

تضرر خمسة آلاف أسرة جراء السيول التي اجتاحت جبل حبشي غربي تعز

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أعلنت السلطات المحلية في محافظة تعز اليمنية، السبت، تضرر 5 آلاف أسرة جراء السيول التي اجتاحت مديرية جيل حبشي في محافظة تعز مساء الخميس.

وقالت سلطات المديرية الواقعة تحت نطاق سيطرة الحكومة اليمنية، في بيان أن “سيولا جارفة غير مسبوقة استمرت ل 6 ساعات مساء الخميس في مديرية جبل حبشي، ما تسبب بتضرر عدد من منازل المواطنين بشكل كلي ومنازل أخرى بشكل جزئي”.

وأضاف البيان أن هذه السيول ” جرفت العشرات من الأراضي الزراعية والتي كانت على وشك قطف محاصيلها، وهي تعول أكثر من 5000 أسرة، وأصبحت اليوم لا تمتلك شيئا كونها كانت تشكل النشاط الأبرز باعتماد تلك الأسر عليها”.

ولفت البيان إلى أن السيول “تسببت بقطع شبه كامل للطرقات الرئيسية المرتبطة مع مركز محافظة تعز، إضافة إلى قطع كلي للطرق الفرعية المرتبطة في نطاق القرى بالمديرية، وتسببت بأضرار كبيرة في المنشآت التعليمية والصحية ومرافق المياه، تاركةً مأساة إنسانية”.

ووجه البيان “نداء استغاثة ومناشدة عاجلة إلى محافظ محافظة تعز نبيل شمسان والجهات المعنية والمنظمات الأممية والدولية، لإغاثة أبناء المديرية الذين تعرضوا لأضرار بالغة وخسائر وأضرار مادية جسيمة، بسبب كوارث الأمطار والسيول الجارفة”.

وكان  ناشطون قد نشروا صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الأضرار التي طالت الطرقات والمزارع في المديرية.

وتعد مديرية جبل حبشي واحدة من أكبر مديريات محافظة تعز.

مقالات مشابهة

  • المساحة الجيولوجية تطلق دراسة متكاملة للحد من مخاطر وأضرار السيول في عدن
  • المساحة الجيولوجية لـ "اليوم": العقوم العشوائية يفاقم مخاطر السيول المفاجئة
  • عاجل| رئاسة الوزراء اللبنانية: إلغاء جلسة الحكومة التي كانت مقررة اليوم
  • مفتاح والمداني يزوران المناطق المتضررة من السيول في وصاب السافل بذمار
  • فقدان شخصين جراء السيول المتواصلة في الجزائر
  • تضرر خمسة آلاف أسرة جراء السيول التي اجتاحت جبل حبشي غربي تعز
  • بشار.. هذه الطرقات مقطوعة بسبب السيول
  • في أول أيام الخريف.. أماكن سقوط الأمطار اليوم الأحد 22 سبتمبر وتحذير عاجل من «الأرصاد» للمواطنين
  • الأرصاد تحذّر من السيول وتدعو لأخذ الحيطة والحذر