نيوزيمن:
2025-03-16@00:51:57 GMT

عبداللطيف إعصار الجنوب ضد القاعدة

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

بحزن عميق ودعت أبين والجنوب عامة، يوم الخميس، العميد عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني، إثر استشهاده وعدد من مرافقيه في انفجار عبوات ناسفة زرعتها عناصر إرهابية شرق مديرية مودية.

العميد السيد أبرز قادة أبين والجنوب استشهد بعد حياة حافلة بالإنجازات في الحرب على الإرهاب في محافظة ذات جغرافيا جبلية صعبة اتخذ منها الإرهاب أوكاراً ومعسكرات له منذ سنوات طويلة.

واستشهد السيد وإلى جانبه الشيخ القبلي البارز في أبين "كريد الجعدني" شيخ قبيلة الجعادنة وهي إحدى أكبر قبائل أبين، بالإضافة إلى رئيس عمليات الحزام الأمني في المحافظة النقيب صلاح اليوسفي وعدد من مرافقي السيد، إثر تفجير عدد من العبوات الناسفة استهدف مركبة كانوا على متنها.

ويعد السيد أبرز قادة الحرب على الإرهاب في أبين والجنوب وسبق أن تعرض للكثير من محاولات الاغتيال عبر المفخخات والانتحاريين.

وبدأ السيد حربه على الإرهاب بعد أن عاثت الجماعات الإرهابية فسادا في محافظة أبين في العام2011 وكان من أوائل الذين شكلوا اللجان الشعبية لمواجهة تنظيم القاعدة الذي أسقط المحافظة في تلك الفترة.

وتمكنت اللجان الشعبية بقيادة السيد من تطهير أبين من الإرهاب في 2012، ورغم تعرضه للكثير من الهجمات الإرهابية التي استهدفت شخصه في محاولة لاغتيال روح القيادة لدى اللجان الشعبة إلا أن السيد تمكن من إفشال كافة مخططاتهم والإيقاع بخلايا التنظيم في المحافظة.

عقب الغزو الحوثي لأبين والجنوب كان السيد قائدا للحرب في المحافظة واستشهد الكثير من أفراد اللجان الشعبية، وتمكنت قوات السيد من منع تقدم الحوثيين نحو العاصمة زنجبار التي ظلت منطقة حشد للمقاومة ما شكل ضغطا على المليشيات الحوثية في عدن.

عقب تحرير أبين والجنوب من المليشيات الحوثية عاود التنظيم الإرهابي نشاطه واستهدافه لقيادات اللجان الشعبية والمقاومة، وكان تركيز الإرهاب على العميد السيد قبل غيره حيث تعرض منزله للاقتحام من قبل العناصر التكفيرية أثناء تواجده خارج المحافظة التي كانت تعيش وضعا أمنياً مضطرباً عقب انهيار مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية.

اقتحم الإرهابيون منزل السيد واختطفوا شقيقه "علي" وقاموا بإعدامه وسحله وسط شوارع مدينة جعار.

حاول السيد إعادة ترتيب اللجان الشعبية واستعادة المحافظة بعد أن سيطر مسلحو القاعدة على عاصمتها زنجبار، إلا أن الحكومة الموالية للإخوان، وقتها، رفضت دعمه ودعم الأجهزة الأمنية في أبين وتركتها فريسة للإرهاب.

بعد تشكيل قوات الحزام الأمني بدعم وإشراف من دولة الإمارات العربية المتحدة ونجاحها في تأمين أبين ولحج وصلت الفكرة إلى أبين وبدأ تشكيل قوة خاصة بها.

انطلق السيد وقواته في معركة تطهير أبين بإسناد من القوات الإماراتية وتمكن من تطهيرها بعد أن كانت مأوى لأبرز قيادات القاعدة في اليمن.

دخول القوات الإخوانية إلى المحافظة في أغسطس من العام 2019 أعاد تنظيم القاعدة إلى المحافظة وبدأ التنظيم الانتشار وإنشاء المعسكرات في أبين أمام مرأى ومسمع الجميع وتحت حماية القوات الإخوانية.

وعقب ذلك شهدت أبين الكثير من الاغتيالات التي نفذتها عناصر القاعدة واستهدفت جنود الحزام الأمني دون غيرهم.

وقاد العميد عبداللطيف السيد حملة "سهام الشرق" نهاية العام الماضي، وتمكنت الحملة من تطهير مناطق واسعة من المحافظة وضبط الكثير من عناصرها.

السيد كان أبرز قيادات الحملة والتي شارك فيها عدد من الوحدات العسكرية والأمنية وعرف عنه شدته وبأسه في الحرب على الإرهاب، وهو الذي تعرض قبل انطلاق الحملة بأشهر قليلة لمحاولة اغتيال عبر سيارات مفخخة استهدفت موكبه في منطقة باتيس بأبين.

استشهد العميد السيد وهو على رأس الحملة يقود الأبطال للانتصارات في عومران ووادي الرفض والجنن، في معركة نذر نفسه لها وكرر مراراً أنه لن يوقفها حتى استئصال الإرهاب من محافظته.

حزينة هي أبين وكافة البلاد على رحيل بطل الأبطال وفارس المحافظة وحارسها الأمين، إلا أن المعركة مع الإرهاب لن تتوقف بل ستستمد قوتها من بسالة وإصرار قائدها الرمز عبداللطيف السيد، وقد تعهد رجال أبين على السير في الطريق الذي رسمه السيد لتنعم المحافظة بالأمن والأمان رغماً عن الإرهاب وداعميه.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الحزام الأمنی على الإرهاب فی أبین

إقرأ أيضاً:

القاعدة في جنوب آسيا.. استراتيجية التخفي بين الجماعات الإرهابية الإقليمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواجه تنظيم القاعدة في جنوب آسيا أزمة وجودية غير مسبوقة، إذ أجبرته الضغوط الأمنية المتزايدة والضربات النوعية التي استهدفت قياداته على التحول إلى العمل السري، والاحتماء تحت مظلة جماعات إرهابية إقليمية أكثر نشاطًا مثل حركة طالبان باكستان.

التنظيم بين الضغوط الأمنية والتحالفات الجديدة

منذ مقتل زعيمه أيمن الظواهري في غارة أمريكية على كابول في أغسطس 2022، والتنظيم يعاني من فقدان القيادة والتشتت العملياتي. ومع تزايد الضربات الاستخباراتية والعسكرية، اضطر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية إلى اللجوء إلى المناطق الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان، حيث عزز تحالفاته مع جماعات أخرى لضمان استمراره.

ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير، فإن التنظيم وسع تعاونه مع حركة طالبان باكستان، التي نفذ معها عمليات مشتركة تحت راية حركة الجهاد الباكستانية، مما يعكس نمطًا متزايدا من الاندماج بين الحركات الإرهابية الإقليمية.

دور القاعدة في العمليات الإرهابية الإقليمية

بحسب تقارير أمنية منشورة فإن كبار قادة القاعدة أقروا تقديم دعم مباشر لحركة طالبان باكستان، بما في ذلك تدريب 15 قائدا للمشاركة في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. كما وفر التنظيم مقاتلين لدعم عمليات الحركة، لا سيما في هجوم تشيترال في سبتمبر 2023.

وفي خطوة تكتيكية أخرى، أمرت قيادة القاعدة في يوليو 2023 بالتخلي عن المركبات الخاصة بها لصالح طالبان باكستان، في محاولة للتهرب من الاستهداف الأمريكي.

محاولات الاندماج ومحدودية التأثير

شهدت السنوات الأخيرة اندماج عدة جماعات إرهابية باكستانية مرتبطة بالقاعدة داخل حركة طالبان باكستان، من أبرزها جماعة أمجد فاروقي في محاولة لتعزيز النفوذ في مواجهة تراجع القدرات اللوجستية للقاعدة.

لكن رغم هذه المحاولات، لا تزال قدرة القاعدة على شن عمليات مستقلة محدودة، حيث تعاني من فقدان الموارد البشرية والمالية، بجانب الاستهداف المستمر من قبل الأجهزة الأمنية.

تراجع النفوذ: هل انتهت القاعدة؟

يؤكد المراقبون والخبراء  أن مقتل الظواهري لم يكن مجرد ضربة رمزية، بل أدى إلى انحسار نفوذ التنظيم في المنطقة بشكل واضح. فبخلاف الخسائر القيادية، فإن الاستهداف المستمر لعناصره، مثل اعتقال القيادي البارز أمين الحق في 2024، قلل من قدرته على إعادة التموضع.

وفيما تحاول القاعدة الحفاظ على وجودها عبر دعم الجماعات الإرهابية الإقليمية، فإن استراتيجيتها باتت دفاعية أكثر منها هجومية، ما يعكس حجم التراجع الذي أصاب التنظيم مقارنة بسنواته السابقة.

في النهاية يمكننا القول أن القاعدة في جنوب آسيا تعيش مرحلة حرجة، حيث تتحول من لاعب رئيسي في المشهد الإرهابي إلى مجرد داعم لجماعات أخرى. ورغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على نفوذها عبر التحالفات، فإن مستقبلها يظل مرهونا بقدرتها على التكيف مع الضغوط الأمنية المتزايدة، والتي تجعل من استمرارها تحديًا صعبًا في ظل البيئة الأمنية المشددة.

مقالات مشابهة

  • سخط في وسط سائقي ناقلات الغاز على جبايات الانتقالي في أبين
  • نواب الوسط والجنوب: نرفض زيارة وزير خارجية الجولاني للعراق
  • أبين.. قوات درع الوطن تفتح طريق "المحلحل" وتفرض سلسلة من الاشتراطات
  • قوات درع الوطن تفتح طريق المحلحل في أبين بشروط صارمة: مواعيد العبور
  • إعصار قمعي يضرب مدينة أبها.. فيديو
  • مشاركة المقاومة الشعبية
  • قبائل أبين توجه صفعة قوية للانتقالي باتفاق جديد مع صنعاء
  • القاعدة في جنوب آسيا.. استراتيجية التخفي بين الجماعات الإرهابية الإقليمية
  • «يويفا» يعلن صحة قرار إلغاء هدف جوليان ألفاريز «بيان رسمي»
  • هجوم جوي يستهدف فصائل المرتزقة شرق أبين