الفريق الإنساني الإماراتي يواصل توزيع السلال الغذائية في تشاد
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
واصل الفريق الإنساني الإماراتي المتواجد في جمهورية تشاد توزيع السلال الغذائية على اللاجئين السودانيين والمجتمع المحلي في مدينة أمدجراس التشادية، وذلك بتنسيق من قبل مكتب تنسيق المساعدات الإماراتية في تشاد، في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لدعم الشعب التشادي، وتعزيز الجهود المبذولة لتوفير الدعم الإنساني والإغاثي للمؤسسات الإنسانية الإماراتية، التي تقوم بتوفير الدعم للاجئين السودانيين في تشاد.
ويتكون الفريق المتواجد في تشاد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بالإضافة لمكتب تنسيق المساعدات الإماراتية في تشاد.
سلال غذائيةوتجسيداً لحرص الجهات الإنسانية في دولة الإمارات على إيصال المساعدات لمستحقيها والتعرف على احتياجاتها، توجه الفريق صباح اليوم السبت إلى قرية جوني التابعة لمدينة أمدجراس وقام بتوزيع السلال الغذائية على الأسر المحتاجة، وذلك بحضور ممثلين عن الفريق الإنساني الاماراتي ورئيس بلدية المدينة عزالدين داوود و عمدة القريةمحمد سيري .
وقال محمد سالم العامري، من مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، إن "الفريق قام حتى اليوم بتوزيع 2500 سلة غذائية استفاد منها أكثر من 15000 شخص من الأشقاء اللاجئين السودانيين ومن أسر المنطقة"، مشيراً إلى أن الفريق وبتوجيهات القيادة الرشيدة كثف جهوده خلال الفترة الماضية حرصاً على التخفيف من معاناة اللاجئين السودانيين والعمل على توفير احتياجات المجتمع المحلي.
وأضاف أن دولة الإمارات وبتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سباقة دائماً في تقديم يد العون والإغاثة للأشقاء والأصدقاء في مختلف أنحاء العالم على نهج مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وأكد الفريق الإنساني الإماراتي استعداده التام لتوفير احتياجات القرية من إمدادات المياه النظيفة الصالحة للشرب في إطار جهود توفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية للأشقاء السودانيين اللاجئين إلى تشاد وكذلك لدعم المجتمع المحلي، خاصة الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
من جانبه، تقدم عمدة قرية جوني بالشكر الجزيل لدولة الإمارات على جهودها الإنسانية والخيرية التي تمتد إلى جميع أنحاء العالم، مشيداً بجهود الفريق الإنساني الإماراتي الذي تكبد مشقة الطريق ليصل إلى القرية النائية لتقديم يد العون لسكانها المحتاجين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الفریق الإنسانی الإماراتی آل نهیان فی تشاد
إقرأ أيضاً:
اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
بسبب الحرب الطاحنة في السودان، يهرب الكثير من السودانيين إلى الجارة تشاد التي تعاني هي الأخرى من ويلات الفقر، تعتبر معاناة اللاجئين السودانيين من أكبر الأزمات المنسية في العالم، تقرير من منطقة الحدود السودانية التشادية.
مريم أنقذت حياتها ووصلت إلى هدفها - بعد جهد جهيد. وها هي تعبر الحدود إلى تشاد هاربةً من السودان المنكوب بالحرب. وقد أخذت معها في عربة صغيرة جميع الأشياء التي ما تزال تملكها حتى الآن. وهذه الشابة السودانية هربت من الجحيم. وهي لا تستطيع الآن الحديث حول ذلك. وتقول: "والله، البلد كله مدمر".
وفي وطنها السودان، يشتعل صراع على السلطة بين طرفين متحاربين مدججين بالسلاح:الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" شبه العسكرية. ومنذ نيسان/أبريل 2023، ينشر المحاربون العنف والإرهاب في جميع أنحاء السودان - ويقضون على قرى بأكملها ويغتصبون أمهات وبناتهن، بالإضافة إلى تدميرهم الحقول ونهبهم المواشي. وكذلك يتعرض الرجال للتعذيب والقتل، ويتم تجنيد الأبناء تجنيدًا إجباريًا واختطافهم. عنف لا يُصدّق ونهايته لا تلوح في الأفق.
هروب إلى الفقر
معبر أدري هو المعبر الرئيسي على الحدود بين السودان وتشاد. يقف على الجانب السوداني ثلاثة جنود مسلحين ويوجد أمامهم حجر حدودي. وهم لا يعبؤون باللاجئين ويتركونهم يعبرون من أمامهم. ويوجد هنا في منطقة الحدود بين البلدين جسر مدمر، كان من المفترض أن يصبح جزءًا من شارع متطور - من أجل تجارة مزدهرة بين الجارتين. ولكن الأمور سارت بشكل مختلف. والآن يعبر الحدود كل يوم مئات الأشخاص على هذا الطريق الطيني الأحمر.
ويزداد عددهم كلما زادت شدة العنف في السودان. إذ يبلغ عدد النازحين السودانيين أحد عشر مليون شخص، معظمهم نازحون داخل بلدهم. أما تشاد فقد استقبلت حتى الآن مليونًا ومائة ألف لاجئ سوداني.
وتعد تشاد واحدة من أفقر دول العالم وتعاني من مشكلات هائلة. فتغير المناخ له عواقب وخيمة هنا. ويشهد هذا البلد الإفريقي فيضانات شديدة تليها فترات جفاف قاسية. وثلث الناس هنا يعيشون في فقر مدقع، أي بأقل من دولارين وخمسة عشر سنتًا في اليوم.
استغلال جنسي للهاربات السودانيات في تشاد
"عبء يفوق طاقة أي دولة"
يتم أولًا تسجيل مريم في نقطة الاستقبال التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أدري. وبعد ذلك تسير بضعة كيلومترات إلى معسكر انتقالي. وينتظرها هناك أطفالها الخمسة. تعتبر أدري في الواقع بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، وتستضيف الآن مخيمًا مؤقتًا للاجئين يعيش فيه 230.000 شخص. وتمتد فيه حتى الأفقخيم مقامة مؤقتًا بأغطية وقطع بلاستيكية. ولا يوجد هنا سوى النساء والأطفال تقريبًا.
لقد سافرت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه إلى هذه الحدود. وذلك بهدف تسليط الضوء على ما تصفه الأمم المتحدة بأزمة اللاجئين الأكبر والأسرع نموًا في العالم. ووعدت بتقديم 57 مليون يورو كمساعدة إضافية من ألمانيا. وهذه الأموال يمكن لمنظمات الإغاثة أن تستخدمها مثلًا من أجل تطوير إمدادات الكهرباء والمياه على المدى الطويل.
وحول ذلك تقول سفينيا شولتسه إنَّ: "وجود مثل هذا العدد من اللاجئين يُحمّل أي دولة أكثر من طاقتها. ولا يمكن لأية منطقة أو دولة أن تتغلب على هذا العبء بمفردها. ولهذا السبب يجب على المجتمع الدولي أن يبدي تضامنه هنا". ويجب عليه تقديم دعم أكبر إلى تشاد، بحسب نداء سفينيا شولتسه.
وتعتبر تشاد شريك صعب. فعندما توفي الدكتاتور التشادي إدريس ديبي بعد حكمه البلاد لفترة طويلة، ظلت السلطة في أسرته. فقد تم انتخاب ابنه محمد إدريس ديبي رئيسًا للبلاد في انتخابات مثيرة للجدل في نيسان/أبريل 2024. وهو يحكم تشاد حكمًا مطلقًا بيد من حديد. ولذلك يعيش المعارضون والصحفيون هنا بخطر.
وتراهن الحكومة التشادية على حلفاء جدد بالإضافة إلى شريكتها الاستراتيجية الأهم، أي القوة الاستعمارية السابقة فرنسا. فهي تراهن مثلًا على دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم حكومة تشاد بقروض مناسبة وبدعم الميزانية.
فهل تشاد تفتح حدودها للاجئين القادمين من السودان وكذلك لنقل شحنات أسلحة إلىالسودان؟. "ليس سرًا أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة تزود السودان بالأسلحة عبر تشاد"، كما يقول أولف ليسينغ، رئيس البرنامج الإقليمي لدول الساحل في مؤسسة كونراد أديناور الألمانية: "يجب فرض حظر على الأسلحة. ويجب على روسيا والإمارات التوقف عن توريد الأسلحة إلى السودان. وقبل ذلك، لا يوجد لمحادثات السلام أي معنى"، كما يقول أولف ليسينغ.
أوضاع إنسانية وصحية كارثية للاجئين السودانيين في تشاد
الوزير يقسم أنَّه لا يعرف
يقف وزير خارجية تشاد عبد الرحمن كلام الله عند باب مكتبه في العاصمة نجانيما. ولديه مؤتمر صحفي قصير معضيف قادم من ألمانيا. ويسأله الضيف: ماذا تفعل بلاده لكي لا تصل الأسلحة عبر تشاد إلى السودان؟ وردًا على ذلك أقسم زير الخارجية قائلًا: "أنا شخصيًا لا أعرف أي بلد ينقل أسلحة إلى هناك. وأشهد هنا أمام الله أنني لو كنت أعرف ذلك سأقوله".
وبعد ذلك بقليل، قال بالدال أويامتا حول قَسَم الوزير: "ما هو الجواب الذي تتوقعينه؟ الوزير يحمي مصالحه". وبالدال أويامتا هو المنسق الوطني لرابطة حقوق الإنسان في تشاد. وهو يعرف جيدًا كيف تتعامل الحكومة مع منتقديها. ويقول: "التعامل مع اللاجئين شيء. ولكن المصالح السياسية والمصالح العسكرية شيء آخر".
قطعة أرض من أجل البقاء
وتحاول في شرق تشاد، على الحدود مع السودان، منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة منح اللاجئين القادمين من السودان آفاقًا طويلة الأمد. وقد أقامت هذه المنظمات في جميع أنحاء تشاد 21 مخيمًا للاجئين - يتسع كل منها لخمسين ألف شخص. ومن الصعب جدًا العثور في المناطق القاحلة والمتربة على مواقع مناسبة للمخيمات، كما يقول بيير كامارا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وذلك بسبب عدم وجود أية بنية تحتية. "كل شيء يجب بناؤه من لا شيء، وهذا عمل صعب جدًا". حيث لا توجد إمدادات مياه وكهرباء ورعاية صحية ومدارس - وفي الوقت نفسه تم التعهد بتقديم 29 بالمائة فقط من أموال المساعدات الدولية المطلوبة بسرعة. هذه أزمة منسية. "لا يوجد ما يكفي من أجل توفير ظروف معيشية كريمة"، كما يقول بيير كامارا. ويضيف أنَّ هناك حاجة ماسة إلى بناء خمسة مخيمات أخرى للاجئين على الأقل.
وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه مع وزير خارجية تشاد عبد الرحمن كلام اللهوزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه مع وزير خارجية تشاد عبد الرحمن كلام الله
وتعمل وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بشكل وثيق مع حكومة تشاد، التي تقدم للاجئين قطع أراضي يمكنهم أن يزرعوا فيها طعامهم حول المخيمات. وفي هذا الصدد يقول ألكسندر لو كوزيات، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: "نحن نساعدهم على استغلال الأراضي وزراعة الخضروات وتحقيق دخل". والمجتمعات المحيطة بمخيمات اللاجئين يجب أن تستفيد من ذلك أيضًا. ويجب تمكينهم أيضًا من زراعة المواد الغذائية. ولا بد من تجنب التوترات والخلافات على هذا القليل الموجود هنا.
أمل في العودة إلى السودان
وخلال زيارتها قالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه: "للأسف، يجب علينا أن نفترض أنَّ العودة إلى السودان لن تكون ممكنة بالنسبة لمعظم اللاجئين في المستقبل المنظور". ولكن المساعدات الإنسانية أيضًا لا تعتبر حلًا دائمًا: "لهذا السبب فإنَّ منح اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم أراضي واستغلالها كحقول ومراعي يعتبر نهجًا رائدًا جدًا: لأنَّ مَنْ لديه أرض خصبة يمكنه أن يعيل نفسه بنفسه".
والآن يجب على مريم أن ترى كيف ستسير الأمور بعد ذلك بالنسبة لها ولأسرتها في تشاد. وهي لم تفقد الأمل في تمكنها من العودة يومًا ما إلى وطنها السودان. وتقول إنَّ هذه هي أمنيتها الكبرى.
كتبت: كاتارينا كرول
وكالة الأنباء الألمانية
أعده للعربية: رائد الباش