أكد عدد من خبراء الإعلام ضرورة الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامي في تقديم المحتوى الجيد وكسب ثقة الجمهور، مشددين على ضرورة حسن استغلال البرامج الحوارية من قبل المذيعين في تقديم الرؤى المختلفة ومناقشة جميع القضايا، دون الاستخدام السيئ لتلك المنصات للتعبير عن بعض الأفكار المغلوطة أو الهدامة للتأثير سلبيًا على المتلقي.

فتح مساحة للحوار الحر والمتوازن

وبدوره، أكّد الدكتور سامي عبدالعزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، أنَّ استغلال بعض مذيعي برامج التوك شو للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم الخاصة يُعدّ ظاهرة مقلقة في المشهد الإعلامي، موضحًا أنَّ هذا الاستغلال يُحوّل البرنامج من مساحة للنقاش العام إلى منصة لتمرير أجندات شخصية، مما قد يؤثر سلبًا على وعي وثقافة الجمهور الذي يتابع هذه البرامج بحثًا عن معلومات محايدة ومفيدة.

وأشار «عبدالعزيز» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أنَّ الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد إلى استضافة مذيعي التوك شو لأشخاص غير مؤهلين لمناقشة تلك القضايا، إذ يتمّ تقديمهم على أنهم خبراء دون امتلاكهم المعرفة والخبرة اللازمة، مؤكّدًا أنَّ هذا النوع من الاستضافة يُضعف مصداقية النقاش ويحول الحوار إلى تأكيد لرأي المذيع بدلاً من فتح مساحة للحوار الحر والمتوازن.

الالتزام بتوصيات مبادرة التنظيم الذاتي

ودعا إلى ضرورة العودة إلى أصول العمل الإعلامي والالتزام بتوصيات مبادرة «التنظيم الذاتي» التي أعلن عنها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بهدف تقديم محتوى مهني ومحايد، بجانب الاعتماد على ضيوف يمتلكون الخبرة والتأهيل المناسبين لمناقشة القضايا المطروحة، مؤكّدًا أنَّ فتح المجال أمام النقاش الموضوعي مع ضيوف ذوي كفاءة هو الطريق الأمثل للحفاظ على مصداقية البرامج التلفزيونية وثقة الجمهور، وضمان تقديم إعلام نزيه يخدم المجتمع.

المصداقية والثقة

من ناحيته، أوضح الدكتور رضا عبدالواجد عميد كلية إعلام جامعة الأزهر، أنَّ برامج التوك شو أو البرامج الحوارية أنشئت بهدف جمع الخبراء والمختصين للحديث حول قضايا هامة ومحورية، إذ أنَّ المذيع لا يمتلك المعلومات الكافية عن كافة المجالات أو الموضوعات مما يجعله دائماً في حاجة لتزويد القارئ بمعلومات المصادر لإضفاء المزيد من المصداقية والثقة في المحتوى المقدم.

وأشار «عبدالواجد» في تصريحات لـ«الوطن» أنَّ استغلال مذيعي البرامج الحوارية للمنابر الإعلامية للتعبير عن بعض الاتجاهات أو الأفكار بهدف التأثير في المتلفى تتنافى مع طبيعة العمل الإعلامي وهدفه الأسمى وهو الحياد الذي يعد أحد أهم مواثيق الشرف الإعلامي، الذي يجب أن يسعى إليه أي مذيع أو مقدم محتوى لكسب ثقة الجمهور. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنظيم الذاتي الإعلام برامج التوك شو

إقرأ أيضاً:

اليورانيوم في ليبيا: فرص اقتصادية واعدة تصطدم بالتحديات السياسية والأمنية

تقرير: مستقبل استغلال اليورانيوم في ليبيا بين الفرص والتحديات

فرص الاستثمار في اليورانيوم

اعتبر المحلل الاقتصادي أحمد الخميسي أن الاستثمار في اليورانيوم لا يقتصر على تحقيق عوائد مالية مباشرة، بل يمثل فرصة لبناء صناعات مساندة مثل التعدين والطاقة النووية. وأشار الخميسي، في تصريحات خاصة لقناة “الجزيرة” القطرية، إلى أن ليبيا، في حال استغلالها لاحتياطيات اليورانيوم المتوفرة، يمكنها تحقيق عوائد تتراوح بين مليار و3 مليارات دولار سنويًا، شريطة وجود كميات كافية ودخول السوق العالمي.

وأكد الخميسي على ضرورة توفير تشريعات تُشجع الاستثمارات الأجنبية، وتخفيف المخاطر السياسية والأمنية، مما يعزز فرص تطوير قطاع اليورانيوم كجزء من استراتيجية وطنية لتنويع الاقتصاد.

التحديات السياسية والأمنية

من جانبه، أكد عز الدين أبو غالية، مستشار وخبير بمجال النفط والطاقات الجديدة والمتجددة، أن التذبذب السياسي والأمني منذ عام 2011 يشكل العائق الأكبر أمام استغلال اليورانيوم كمورد للطاقة. وأوضح أبو غالية في تصريحاته لـ”الجزيرة” أن غياب الاستقرار والأمن يؤثران بشكل مباشر على إمكانية التنقيب واستغلال الموارد الطبيعية.

وأضاف أبو غالية أن ليبيا تفتقر للبنية التحتية اللازمة، إلى جانب نقص المؤسسات المحلية المتخصصة في هذا المجال، مشيرًا إلى وجود تحديات إضافية تتعلق بالمخاطر البيئية والصحية المرتبطة باستغلال اليورانيوم، والتي تحتاج إلى خطط دقيقة وإجراءات وقائية.

شرط استقرار البلاد

وفي ذات السياق، شدد وزير النفط والغاز السابق في حكومة الدبيبة، محمد عون، على أهمية استقرار البلاد وتشكيل حكومة واحدة موحدة قبل الخوض في مسألة اليورانيوم والطاقة النووية. وقال عون في تصريحاته لقناة “الجزيرة” إن استغلال الموارد الطبيعية مثل اليورانيوم يجب أن يتم تحت إدارة حكومة قوية تحرص على تنمية ثروات البلاد بما يضمن مصلحة الأجيال القادمة.

وأكد الوزير أن التحول نحو استغلال موارد مثل اليورانيوم قد يسهم في تنويع الاقتصاد، مشيرًا إلى أهمية مقارنة حجم الإنفاق على المحروقات بالاستثمارات المطلوبة لدعم هذا التحول.

بين الفرص والتحديات

يرى الخبراء أن استغلال اليورانيوم في ليبيا يتطلب تحقيق توازن بين الفرص الاقتصادية المتوقعة والتحديات الأمنية والسياسية القائمة. بينما تبدو العوائد المحتملة كبيرة، فإن غياب الاستقرار والتخطيط المؤسسي يمثلان عائقين رئيسيين. ومع ذلك، فإن اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق الاستقرار السياسي والأمني قد يمهد الطريق أمام استثمار ناجح في هذا القطاع الواعد.

مقالات مشابهة

  • وزارة الإعلام ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون تنعيان الإعلامي جمال الرميم
  • المنتدى الاقتصادي العماني القطري يناقش استغلال الفرص الاستثمارية وتوسيع نطاق التعاون
  • خبراء الأمن يحذرون من نشاطات احتيالية مرتبطة بـ DeepSeek
  • ترامب يعيد تنظيم الوصول الإعلامي للبيت الأبيض
  • الجماز يثير الجدل بتغريدة غامضة حول الإعلام الرياضي
  • افتتاح معرض "رواق عالية" في قلعة نخل
  • خبراء يحذرون من تطبيق "ديب سيك" DeepSeek ويذكرون السبب
  • بعد ضبط 700 عبوة فيتامينات ومستحضرات تجميل منتهية الصلاحية بالقاهرة.. خبراء يحذرون من خطورتها الكبيرة على الصحة.. ومطالب بتعزيز الرقابة على الأسواق لضمان سلامة المواطنين
  • خبراء الإعلام: مصر خط أحمر وسيناء للمصريين
  • اليورانيوم في ليبيا: فرص اقتصادية واعدة تصطدم بالتحديات السياسية والأمنية