خبير: العدوان الإسرائيلي على لبنان بدأ مراحله الأولى وسيكون تصاعديًا
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
قال مارسيل بالوكجي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن دولة الاحتلال تعتدي على لبنان من خلال جولات جوية، إذ بدأ العدوان الإسرائيلي مراحله الأولى هناك، والتي سوف تكون تصاعدية.
وأضاف «بالوكجي»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ردود حزب الله غير كافية حتى الآن، ولكن متوقع أن تكن تصاعدية من خلال قصف الأهداف النوعية من حيفا إلى تل أبيب.
وتوقع الخبير العسكري والاستراتيجي، حدوث العديد من الجولات والتصعيد بالقصف الجوي والصاروخي، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستهدف أماكن في مرتفعات السلسلة الشرقية في بعلبك والهرمل وجرود جبيل، والتي تعتبر مناطق استراتيجية وعسكرية بالنسبة لجيش الاحتلال، إذ تحتوي على مخازن ذخيرة وصواريخ لحزب الله.
الهجمات التي حدثت أمس كانت لأهداف عسكريةوأوضح، أن الهجمات التي حدثت أمس كانت لأهداف عسكرية، ولكنها تسببت في إصابة ما يقرب لـ500 شخص، وكان أغلبها من المدنيين، لافتا إلى أن قواعد الاشتباك لا زالت مضبوطة، إذ إن حزب الله ودولة الاحتلال يتجنبان الحرب الشاملة، التي قد تصبح إقليمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال لبنان بوابة الوفد الوفد دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
العاصمة التي كانت وسرديات الاستحقاق- تفكيك أسطورة الترف والامتياز
أهل الهامش.. عندما يروون العاصمة من عرق جبينهم
في زحام الخطابات السياسية الرنّانة، تختفي حكايات من يصنعون الحياة اليومية بعرق جبينهم. ليسوا أعداءً للعاصمة كما يُزعم، بل هم شرايينها النابضة بالحياة. هؤلاء الذين يُوصمون بـ"أهل الهامش" هم في الحقيقة حرّاس الذاكرة وصنّاع التفاصيل الصغيرة التي تُبقي المدن قادرة على التنفس.
بنوك الدم- حين يصبح الخبز دواءً
في أزقة أم درمان، لم تكن "المريسة" مجرد مشروب، بل نظاماً اقتصادياً كاملاً. تلك العجينة المخمرة من الذرة أو الخبز البائت، والتي تُباع بقرشين، كانت مصدر رزق لعائلات بأكملها. "شيخة الإنداية" و"البابكول" (ناقلو المواد الخام) لم يكونوا مجرد بائعين، بل خبراء في كيمياء التخمير، يعرفون كيف يتحكمون بدرجة الحموضة والتركيز لصنع "العسلي" الشفاف أو "البيضة" الغنية بالبروتين. حتى أنهم طوّروا مصطلحاتهم الخاصة: "العرقي الداشر" (المنتوج الأخير ذو الطعم المحروق)، و"الورنيش" (الزجاجات الصغيرة المستعملة).
جامعو الرصاص - إعادة تدوير قبل أن يصبح موضة
في ساحات التدريب العسكري غرب سلاح المهندسين، كان "موسى كودي" وأطفال أم درمان يحوّلون الخطر إلى فرصة. يجمعون الرصاص المستهلك لبيعه للصيادين، في دورة اقتصادية بديعة. حتى أنهم ابتكروا طرقاً لإعادة تعبئة الخراطيش باستخدام الكبريت التشيكي (أبو مفتاح) حين ندرة البارود. لم تكن هذه "مهنة هامشية"، بل نموذجاً للابتكار في زمن الشح.
مهندسو النار- من صنّاع المناقد إلى رواد الاقتصاد الدائري
عندما انتشر الفحم في الخمسينيات، ظهرت حرفة صناعة "المناقد" من صفائح البنزين الفارغة. لكن العبقرية الحقيقية كانت في "الوقايات" - تلك الحلقات المعدنية التي تُبطّن المنقد لتمديد عمره. أطفال كوشة الجبل كانوا يجمعون الأسلاك الكهربائية المحروقة، ويحولونها إلى تحف يدوية تباع بقرشين. لقد سبقوا عصر الاستدامة بعقود، بينما كان "أهل المركز" يناقشون نظريات التنمية.
فنانون منسيون: من قصاصي الأظافر إلى مصممي البراويز
في زوايا الأسواق، كان "النجيريون" يحملون مقصاتٍ مصنوعةً يدوياً لقص الأظافر، بينما انتقدهم الصحفيون بسخرية. وفي مدارس مثل "بيت الأمانة"، كان تلاميذ مثل "عدلان" يصنعون براويز الزجاج من الكرتون وشرائط الزينة، ويجمعون ثروة صغيرة. ألم يكن هؤلاء رواداً للصناعات الإبداعية قبل أن تُدرج في مناهج الجامعات؟
علماء الجسد- من "دلك العرامية" إلى علاجات ما قبل الفيزيوثيرابيا
حين كان "أهل المركز" يستهزئون بـ"طليع القطائع" (مدلكي الأجسام)، كان هؤلاء يمارسون طباً شعبياً دقيقاً. يعرفون كيف يعالجون آلام الخياطين والنجارين الذين يقضون ساعات منحنين. حتى أن بعضهم، مثل "عبد المنعم عبد الله"، طوّروا أساليبَ أصبحت علامة مسجلة: "دلك نوادي" الذي فضّله حتى كبار المقاولين.
حراس النظام- الكشافة والبنقو
في نظام المراقبة الموازي، كان "عين ديك" ورفاقه يطورون شفراتٍ تحذيرية معقدة لحماية بائعي "البنقو" من البوليس السري. لقد صنعوا أمنهم الخاص في غياب الدولة، بينما كان "أهل المركز" يتناقشون في صالوناتهم عن "القانون والنظام".
الهامش الذي يصنع المركز
هذه المهن لم تكن "هامشية"، بل كانت نظاماً اقتصادياً موازياً يملأ فراغات الدولة. لقد صنعوا:
اقتصاداً دائرياً (إعادة تدوير الرصاص، الأسلاك، الصفائح)
طباً شعبياً (علاجات الجسد، التعقيم بالمحيات والبخارات وبالوقدك)
أمناً مجتمعياً (شبكات إنذار المبنج)
فناً تطبيقياً (صناعة البراويز، الديكور)
الخطيئة الكبرى هي تصوير هؤلاء كـ"أعداء للعاصمة". الحقيقة أن العاصمة بنيت على أكتافهم. حين تختفي هذه المهن، لا يخسر "الهامش" وحده، بل تخسر المدينة ذاكرتها وقدرتها على التكيف.
أما أولئك الذين يتغنون بـ"مركزية الدولة"، فليتذكروا أن التاريخ لا يُصنع في القصور، بل في تلك الأزقة حيث يذوب الرصاص القديم ليعود حياة جديدة.
zuhair.osman@aol.com