الجزيرة:
2025-02-20@01:54:24 GMT

ضابط إسرائيلي سابق: حزب الله يحاول جرنا لحرب استنزاف

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

ضابط إسرائيلي سابق: حزب الله يحاول جرنا لحرب استنزاف

قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق دورون ماتزا إن إسرائيل تتجنب الدخول في حرب برية شاملة مع حزب الله، وتسعى بدلا من ذلك إلى تعظيم الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب لإجباره على الدخول في تسوية سياسية تعيده إلى ما وراء نهر الليطاني، وتجعله يتراجع عن مساندته لغزة.

وأكد الضابط الإسرائيلي في مقالة بصحيفة معاريف الإسرائيلية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك عمليات البيجر واللاسلكي والاغتيالات في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت تهدف إلى خلق ارتباك وإحراج للحزب، لكن هذا لم يكن تمهيدا لحملة برية.

وأضاف "لو كانت إسرائيل تريد شن هجوم بري واسع، لكانت استغلت هذا الارتباك لشن ضربة كبيرة على حزب الله، لكنها لم تفعل ذلك، مما يدل على أن وجهتها ليست الحرب الشاملة.

وللتأكيد على هذا المنهج الإسرائيلي، أشار ماتزا إلى تصريحات لمسؤولين إسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري. وقال "بالأمس، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإيجاز عن نقل "رسالة" إلى حزب الله من خلال الضربات العسكرية (وليس من حيث العمل الحاسم أو البري)".

كما أوضح وزير الخارجية يسرائيل كاتس أنه إذا لم يسحب المجتمع الدولي حزب الله إلى خط الليطاني، فإن إسرائيل ستفعل ذلك (أراد أن يقول إن هذا هو ما تتوقعه إسرائيل، أي أن المجتمع الدولي سيقوم بالضغط على حزب الله).

وحتى قادة الجيش الإسرائيلي، الذين تحدثوا عن المزيد من العدوان أمس، لم يذكروا عملية برية، وبالتأكيد لم يستخدموا مصطلح الحسم، لكنهم أشاروا إلى مهمة "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، مما يترك مجالا للتفسير والمرونة العملياتية فيما يتعلق بكيفية القيام بذلك".

وسخّف ماتزا منطلق الاعتقاد بأن تكثيف الضربات على حزب الله ستدفعه إلى الاقتناع بعدم جدوى الحرب وستقوده إلى الاستسلام، واصفا ذلك بأنه "تفكير طفولي جدا".

رافعات دولية وداخلية

وأوضح الضابط أن النهج الإسرائيلي الجديد قائم على خلق سلسلة من ردود الفعل التي تهدف إلى تحقيق نفوذ سياسي داخلي في لبنان، بدلا من السعي إلى تحقيق نصر عسكري كامل".

وأضاف أن أحد العناصر الأساسية في هذه الإستراتيجية هو ما وصفه الضابط بـ"فوضى الحرب المنظمة"، مشيرا إلى أن "الهدف من التصعيد العسكري هو تكثيف النيران في لبنان وإثارة الفوضى لخلق حركة سياسية كبيرة تؤدي إلى تسوية".

ونفى ماتزا سعي إسرائيل لتوجيه ضربة قاضية لحزب الله أو دفع نصر الله إلى الاستسلام، بل قال إنها تسعى إلى خلق حالة من الفوضى المسيطر عليها بهدف فرض ضغوط على الحزب من الداخل والخارج.

ووفقا للضابط الإسرائيلي، فإن إسرائيل تعتمد على تفعيل رافعتين لدفع حزب الله للقبول بالتسوية السياسية، وهما الرافعة الدولية، والرافعة المحلية.

وبالنسبة للرافعة الدولية، فقد قال إن الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من اللاعبين الدوليين لديهم مصلحة في تهدئة الأوضاع في لبنان، مشيرا إلى أن إسرائيل "تعوّل على المجتمع الدولي للضغط على حزب الله من أجل خلق ترتيب سياسي جديد في لبنان".

أما بالنسبة للرافعة المحلية، فقد أوضح ماتزا أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "يعمل في سياق الدولة اللبنانية، وهناك العديد من اللاعبين السياسيين في الداخل اللبناني الذين يخشون من التصعيد مع إسرائيل".

وقال إن إسرائيل تأمل أن تسهم الضغوط الداخلية، سواء من النخب السياسية أو الشعب اللبناني، في دفع حزب الله نحو التسوية.

ولكنه ختم هذه الفكرة بالقول "ليس من الواضح ما إذا كان نصر الله على وجه الخصوص، والمجتمع الدولي والجبهة اللبنانية الداخلية سيبتلعان الطعم ويتعاونان مع هذه الخطوة الإسرائيلية".

التحذير من الاستنزاف

وأكد الضابط الإسرائيلي أن إسرائيل لا تسعى إلى نصر عسكري شامل على حزب الله، بل إلى تسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال التصعيد المتزايد". وأوضح أن "الفكرة هي التوصل إلى ترتيب سياسي توافقي، يشمل انسحاب قوات حزب الله من جنوب الليطاني وتعديل قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006.

وأضاف أن إسرائيل ليست مهتمة بحرب كبيرة قد تكون نتائجها كارثية، وتفضل التوصل إلى تسوية، لكنها تدرك أن ذلك يتطلب تصعيدا عسكريا في البداية.

لكن ماتزا حذر من أن هذه الإستراتيجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية. فبينما تسعى إسرائيل إلى تحقيق نفوذ سياسي، يعتمد حزب الله على "تكتيك الاستنزاف"، الذي يهدف إلى إضعاف إسرائيل تدريجيا عبر عمليات عسكرية مستمرة دون الانجرار إلى حرب شاملة.

وقال "نصر الله يعتمد على تكتيك الاستنزاف منذ بداية الصراع، ويرى في التصعيد الحالي فرصة لتوسيع هذا النهج الذي سيؤدي إلى إضعاف قدرات إسرائيل ومصادر قوتها، بالتزامن مع ما فعله الفلسطينيون في غزة والحوثيون في اليمن.

واعتبر الضابط الإسرائيلي أن نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها يعتمد على التوازن بين التصعيد العسكري من جهة، والضغط الدولي والداخلي على حزب الله من جهة أخرى.

وقال "إسرائيل تواجه مخاطر كبيرة، إذ يمكن أن تجد نفسها في نهاية المطاف عالقة في حرب استنزاف طويلة الأمد، مما سيجبرها على الدخول في حرب شاملة قد تكون أكثر تكلفة".

وأوضح أن "المخاطر تكمن في أن حزب الله قد يستغل التصعيد لتحسين مواقعه وتطوير حملته ضد إسرائيل، مما سيجبر الأخيرة في النهاية على خوض حرب كبرى في لبنان في ظروف أقل ملاءمة.

واختتم الضابط حديثه بالقول إن "إسرائيل أمام مفترق طرق، والتحدي الآن هو كيفية تحقيق النفوذ دون الوقوع في فخ الاستنزاف الذي يسعى نصر الله إلى نصبه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على حزب الله حزب الله من إن إسرائیل نصر الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

طائرات لـحزب الله تثيرُ الذعر.. تقرير إسرائيليّ يكشف

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ سباق التسلح لـ"حزب الله" يواجه سلسلة من العقبات، مشيراً إلى أنَّ الإيرانيين لن يستسلموا بسرعة أمام الواقع الجديد الذي طوّق قدرتهم على تسليح الحزب في لبنان.   ووفقاً للتقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، فقد تحدث العقيد إحتياط الإسرائيلي كوبي ماروم عبر إذاعة "FM103" عن الوضع الأمني عند الحدود اللبنانية على خلفية انسحاب الجيش الإسرائيليّ من جنوب لبنان والاستعدادات لعودة سكان مُستوطنات شمال إسرائيل المُحاذية للبنان إلى منازلهم، وأضاف: "لا يوجد أي تناقض بين الإنجازات الدرامية التي حققها الجيش الإسرائيليّ واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه فعلياً. لم يكن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون الإنجازات دراماتيكية إلى هذا الحد، والجمهور في إسرائيل أقل وعياً بمدى الضرر الذي لحق بحزب الله. من ناحية أخرى، من المستحيل تجاهل أزمة الثقة القائمة في إسرائيل، لأنه بعد هجوم 7 تشرين الأول 2023، يطرح الجمهور أسئلة صعبة وهي: كيف سمحتم لحزب الله وفرقة الرضوان ببناء مثل هذه البنية التحتية العسكرية على الحدود الشمالية، في حين أن إسرائيل تعلم ولا تفعل شيئاً؟.. لهذا السبب تظل أزمة الثقة قائمة".   وفي سياق حديثه، تابع ماروم في إشارة إلى البؤر الاستيطانية الخمس التي سيحتفظ بها جيش الإسرائيلي في لبنان: "حقيقة أنه في المستقبل القريب سيكون هناك خمس بؤر استيطانية على طول الحدود هي مهمة من حيث الشعور بالأمن. عندما يعود سكان المطلة، سيشاهدون العلم الإسرائيلي داخل لبنان، لكن إسرائيل لا تسيطر على قطاع واحد، فقد انسحبت إسرائيل من معظم الأراضي. في الواقع، فإننا نسيطر على 5 نقاط على طول الحدود خلال المستقبل المنظور حتى ينهي الجيش اللبناني مهمته".   وأردف: "إن توقعاتنا بأن الجيش اللبناني سوف يتحول بين عشية وضحاها إلى قوة تقاتل حزب الله، لا أساس لها من الصحة. بمعنى آخر، فإن الجيش اللبناني يفاجئنا، ويتخذ خطوات مستقلة، ويتوسع، ويدمر البنية التحتية، ولكن ليس إلى الحد الذي ينص عليه الاتفاق. لذلك، فإنَّ لدى إسرائيل سبب وجيه للإصرار على البقاء في هذه النقاط الخمس داخل لبنان".   وأضاف: "الواقع على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل أكثر أماناً بكثير مما كان عليه في السادس من تشرين الأول 2023. أولاً وقبل كل شيء، هناك الضرر الشديد الذي لحق بحزب الله في كل التشكيلات، والجيش الإسرائيلي على استعداد كامل سواء في المناطق أو على الحدود بشكل كبير".   وأكمل: "إن الجيش الإسرائيلي، على النقيض من سياسته عشية الحرب، يتبنى سياسة عدوانية في الرد على أي انتهاك، وأفضل دليل على ذلك هو أنه منذ وقف إطلاق النار قبل 3 أشهر، تم القضاء على نحو 60 مُقاتلاً من حزب الله، فيما تم استهداف 24 مدنياً أرسلهم حزب الله لاختراق حواجز الجيش الإسرائيلي، ولم يرد حزب الله على ذلك، وهذا أمر دراماتيكي".   وفي سياق حديثه، تحدَّث ماروم عن "حزب الله" قائلاً: "إنه منظمة ضعيفة منهكة. أضف إلى ذلك التغييرات التي طرأت على الساحة الداخلية اللبنانية، والتي تُظهر أن حزب الله أصبح ضعيفاً، وهناك حكومة مستقلة تظهر تصميماً ضد الحزب. العملية طويلة، لكن تأثير الأميركيين والسعوديين واضح، وضعف الإيرانيين وحزب الله واضح أيضا. هذه اتجاهات إيجابية للغاية. خلاصة القول هي أن الوضع الأمني أفضل بكثير".   وعن سبب وجود المواقع الـ5 في لبنان، قال ماروم: "إن الجيش اللبناني يظهر حزماً، ولكن ليس بالوتيرة التي نريدها. لذلك، يجب أن يُمنح الوقت للتوسع وتدمير البنية التحتية أيضاً. إن وجود الجيش الإسرائيلي على تلك الأراضي الخاضعة للسيطرة أمر مهم سواء من حيث السيطرة على أراضي جنوب لبنان أو من حيث الشعور بالأمن".   وعن إطلاق "حزب الله" طائرات مُسيرة باتجاه إسرائيل، قال ماروم إن "ما قام به التنظيم اللبناني هو جزء من إشاراته بعدم الهجوم ولكن لتحدّي الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية وإحداث الذعر".     وتابع: "ما زال حزب الله يحتفظُ بعشرات الآلاف من المقاتلين، ولا يزال لديه الكثير من القدرات، على الرغم من أن معظمها تضرر. لقد تعرض لضربة، وعلى إسرائيل أن تكون على أهبة الاستعداد".   وأكمل: "أنا لا أثق بالجيش اللبناني أو قوات الأمم المتحدة الموجودة شمال المطلة. أنا أثق بالجيش الإسرائيلي والتحدي الكبير ليس اليوم، بل ما سيحدث بعد عامين أو ثلاثة أعوام، لأننا نتذكر إلى أين أوصلتنا سياسة الاحتواء الذي مارستها إسرائيل ضد لبنان خلال السنوات الماضية".   معضلة أمام إيران   واعتبر ماروم أنَّ "خروج سوريا من اللعبة يشكل ضربة قاسية لما يسمى محور المقاومة في المنطقة وإيران"، وأضاف: "لقد كانت سوريا حلقة وصل مركزية في عملية التسليح، ولن يستسلم الإيرانيون بهذه السرعة، وسوف يحاولون بحراً وجواً لنقل الأسلحة إلى الحزب، وبالتالي فإن إحدى معضلات الإيرانيين هي كيف يتمكنون من إعادة تسليح حزب الله. هناك حكومة في سوريا معادية لإيران أيضاً". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • طائرات لـحزب الله تثيرُ الذعر.. تقرير إسرائيليّ يكشف
  • صحيفة إسرائيليّة.. هل تُقدم تل أبيب على منع جنازة نصرالله؟
  • الرئاسة الفلسطينية: تحذيرات من التصعيد الإسرائيلي وتوسع الاستيطان بالضفة الغربية
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية
  • حدث ليلا: نزوح آلاف الفلسطينيين من الضفة.. وترامب يكتب نهاية جديدة لحرب أوكرانيا.. ومفاجأة بشأن محتجز إسرائيلي لدى حماس.. عاجل
  • ضابط إسرائيلي سابق: الحكم العسكري لغزة الخيار النهائي لإسرائيل
  • وزير إسرائيليّ يتّهم دولة جديدة بدعم حزب الله.. ماذا قال أيضاً عن الإنسحاب من لبنان؟
  • باحث إسرائيلي: مصر تعزز جيشها ولكنها لا تستعد لحرب ضد إسرائيل
  • رئيس الأركان الإسرائيلي السابق: نتنياهو يحاول عرقلة تنفيذ مراحل الصفقة في غزة
  • الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق 5 مسيرات تجاه إسرائيل منذ وقف إطلاق النار