الجزيرة:
2025-03-26@07:25:18 GMT

ضابط إسرائيلي سابق: حزب الله يحاول جرنا لحرب استنزاف

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

ضابط إسرائيلي سابق: حزب الله يحاول جرنا لحرب استنزاف

قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق دورون ماتزا إن إسرائيل تتجنب الدخول في حرب برية شاملة مع حزب الله، وتسعى بدلا من ذلك إلى تعظيم الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب لإجباره على الدخول في تسوية سياسية تعيده إلى ما وراء نهر الليطاني، وتجعله يتراجع عن مساندته لغزة.

وأكد الضابط الإسرائيلي في مقالة بصحيفة معاريف الإسرائيلية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك عمليات البيجر واللاسلكي والاغتيالات في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت تهدف إلى خلق ارتباك وإحراج للحزب، لكن هذا لم يكن تمهيدا لحملة برية.

وأضاف "لو كانت إسرائيل تريد شن هجوم بري واسع، لكانت استغلت هذا الارتباك لشن ضربة كبيرة على حزب الله، لكنها لم تفعل ذلك، مما يدل على أن وجهتها ليست الحرب الشاملة.

وللتأكيد على هذا المنهج الإسرائيلي، أشار ماتزا إلى تصريحات لمسؤولين إسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري. وقال "بالأمس، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإيجاز عن نقل "رسالة" إلى حزب الله من خلال الضربات العسكرية (وليس من حيث العمل الحاسم أو البري)".

كما أوضح وزير الخارجية يسرائيل كاتس أنه إذا لم يسحب المجتمع الدولي حزب الله إلى خط الليطاني، فإن إسرائيل ستفعل ذلك (أراد أن يقول إن هذا هو ما تتوقعه إسرائيل، أي أن المجتمع الدولي سيقوم بالضغط على حزب الله).

وحتى قادة الجيش الإسرائيلي، الذين تحدثوا عن المزيد من العدوان أمس، لم يذكروا عملية برية، وبالتأكيد لم يستخدموا مصطلح الحسم، لكنهم أشاروا إلى مهمة "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، مما يترك مجالا للتفسير والمرونة العملياتية فيما يتعلق بكيفية القيام بذلك".

وسخّف ماتزا منطلق الاعتقاد بأن تكثيف الضربات على حزب الله ستدفعه إلى الاقتناع بعدم جدوى الحرب وستقوده إلى الاستسلام، واصفا ذلك بأنه "تفكير طفولي جدا".

رافعات دولية وداخلية

وأوضح الضابط أن النهج الإسرائيلي الجديد قائم على خلق سلسلة من ردود الفعل التي تهدف إلى تحقيق نفوذ سياسي داخلي في لبنان، بدلا من السعي إلى تحقيق نصر عسكري كامل".

وأضاف أن أحد العناصر الأساسية في هذه الإستراتيجية هو ما وصفه الضابط بـ"فوضى الحرب المنظمة"، مشيرا إلى أن "الهدف من التصعيد العسكري هو تكثيف النيران في لبنان وإثارة الفوضى لخلق حركة سياسية كبيرة تؤدي إلى تسوية".

ونفى ماتزا سعي إسرائيل لتوجيه ضربة قاضية لحزب الله أو دفع نصر الله إلى الاستسلام، بل قال إنها تسعى إلى خلق حالة من الفوضى المسيطر عليها بهدف فرض ضغوط على الحزب من الداخل والخارج.

ووفقا للضابط الإسرائيلي، فإن إسرائيل تعتمد على تفعيل رافعتين لدفع حزب الله للقبول بالتسوية السياسية، وهما الرافعة الدولية، والرافعة المحلية.

وبالنسبة للرافعة الدولية، فقد قال إن الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من اللاعبين الدوليين لديهم مصلحة في تهدئة الأوضاع في لبنان، مشيرا إلى أن إسرائيل "تعوّل على المجتمع الدولي للضغط على حزب الله من أجل خلق ترتيب سياسي جديد في لبنان".

أما بالنسبة للرافعة المحلية، فقد أوضح ماتزا أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "يعمل في سياق الدولة اللبنانية، وهناك العديد من اللاعبين السياسيين في الداخل اللبناني الذين يخشون من التصعيد مع إسرائيل".

وقال إن إسرائيل تأمل أن تسهم الضغوط الداخلية، سواء من النخب السياسية أو الشعب اللبناني، في دفع حزب الله نحو التسوية.

ولكنه ختم هذه الفكرة بالقول "ليس من الواضح ما إذا كان نصر الله على وجه الخصوص، والمجتمع الدولي والجبهة اللبنانية الداخلية سيبتلعان الطعم ويتعاونان مع هذه الخطوة الإسرائيلية".

التحذير من الاستنزاف

وأكد الضابط الإسرائيلي أن إسرائيل لا تسعى إلى نصر عسكري شامل على حزب الله، بل إلى تسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال التصعيد المتزايد". وأوضح أن "الفكرة هي التوصل إلى ترتيب سياسي توافقي، يشمل انسحاب قوات حزب الله من جنوب الليطاني وتعديل قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006.

وأضاف أن إسرائيل ليست مهتمة بحرب كبيرة قد تكون نتائجها كارثية، وتفضل التوصل إلى تسوية، لكنها تدرك أن ذلك يتطلب تصعيدا عسكريا في البداية.

لكن ماتزا حذر من أن هذه الإستراتيجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية. فبينما تسعى إسرائيل إلى تحقيق نفوذ سياسي، يعتمد حزب الله على "تكتيك الاستنزاف"، الذي يهدف إلى إضعاف إسرائيل تدريجيا عبر عمليات عسكرية مستمرة دون الانجرار إلى حرب شاملة.

وقال "نصر الله يعتمد على تكتيك الاستنزاف منذ بداية الصراع، ويرى في التصعيد الحالي فرصة لتوسيع هذا النهج الذي سيؤدي إلى إضعاف قدرات إسرائيل ومصادر قوتها، بالتزامن مع ما فعله الفلسطينيون في غزة والحوثيون في اليمن.

واعتبر الضابط الإسرائيلي أن نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها يعتمد على التوازن بين التصعيد العسكري من جهة، والضغط الدولي والداخلي على حزب الله من جهة أخرى.

وقال "إسرائيل تواجه مخاطر كبيرة، إذ يمكن أن تجد نفسها في نهاية المطاف عالقة في حرب استنزاف طويلة الأمد، مما سيجبرها على الدخول في حرب شاملة قد تكون أكثر تكلفة".

وأوضح أن "المخاطر تكمن في أن حزب الله قد يستغل التصعيد لتحسين مواقعه وتطوير حملته ضد إسرائيل، مما سيجبر الأخيرة في النهاية على خوض حرب كبرى في لبنان في ظروف أقل ملاءمة.

واختتم الضابط حديثه بالقول إن "إسرائيل أمام مفترق طرق، والتحدي الآن هو كيفية تحقيق النفوذ دون الوقوع في فخ الاستنزاف الذي يسعى نصر الله إلى نصبه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على حزب الله حزب الله من إن إسرائیل نصر الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري: التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان ينذر بعودة الصراع

القاهرة - أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الأحد 23مارس 2025، "استئناف العمليات العدائية ضد المدنيين في قطاع غزة غير مقبول على الإطلاق".

وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنه "يجب الابتعاد عن سياسية تجويع الفلسطينيين في غزة"، مؤكدا ضرورة وجود هيئة شرطية تتولى فرض الأمن والنظام في غزة، وفق وكالة سبوتنيك الروسية.

وأضاف وزير الخارجية المصري: أن "هناك تفكير بنشر قوة دولية أممية في قطاع غزة"، مشددا على "ضرورة التحرك بسرعة نحو مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتوفر حسن النية للتمكن من تحقيق تقدم".

وأكد أن "السبيل الوحيد لإطلاق سراح الرهائن هو العودة للتفاوض"، مشيرا إلى أن "الخطة العربية لمستقبل غزة تتضمن اختيار أشخاص تكنوقراط لا علاقة لهم بالفصائل لإدارة القطاع لـ6 أشهر حتى تسليمه للسلطة الفلسطينية".

وبشأن لبنان.. أوضح وزير الخارجية المصري، أن "التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان ينذر بعودة الصراع"، مؤكدا "ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل الكامل من جنوب البلاد".

وتابع: "اتفقت مع المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية على أهمية ضمان حرية الملاحة بالبحر الأحمر"، مشددا على "ضرورة التوقف الكامل عن استهداف السفن وضمان حرية الملاحة الدولية".

واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة، الثلاثاء الماضي، بعد توقف لنحو شهرين وتحديدا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.

وشهدت المظاهرات التي عمت تل أبيب، أعمال عنف وغلق طرقات، استخدمت فيها الشرطة العنف بتكسير نوافد المركبات، لإعادة حركة المرور إلى طبيعتها.

وأكدت "القناة 12" الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على رئيس حزب "الديمقراطيين"، يائير غولان، الذي سقط على الأرض بعدما أطاح به أحد أفراد الشرطة، خلال مشاركته في مظاهرات الأمس، رفضا لإقالة رئيس الشاباك.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت" قد وافق، في وقت متأخر الخميس، على طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إقالة رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • للمرة الثالثة.. وزير الدفاع الإسرائيلي يعزل ضابط احتياط رفض الخدمة بالجيش
  • أوروبا: ضربات إسرائيل على سوريا ولبنان تؤدي لمزيد من التصعيد
  • تساقط رؤوس الفتنة : اعتقال ضابط مخابرات سابق متورط في "أحداث الساحل" السوري
  • العاقوري: التصعيد الإسرائيلي في لبنان غير مستغرب ويجب دعم الجيش الوطني
  • إيران تحذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي الجديد ضد لبنان
  • صواريخ مجهولة ترفع وتيرة التصعيد.. هل تريد إسرائيل العودة للحرب؟!
  • وزير أردني سابق: إسرائيل تختلق ذرائع لتحقيق أهدافها وتغيير المنطقة
  • وزير الخارجية المصري: التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان ينذر بعودة الصراع
  • وزير خارجية الأردن يحذر من تبعات التصعيد الإسرائيلي على استقرار المنطقة
  • التصعيد الإسرائيلي: رسائل تتجاوز الرد العسكري