"إزالة الركام".. غابت المعدات فامتهنها فتية طحنتهم الحرب
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
خان يونس - خاص صفا
أيدٍ صغيرة لم تعتد العمل الشاق؛ فقلمه وألوانه أيام ارتياد مدرسته التي هدمها جيش الاحتلال بخانيونس كانت في مثل هذه الفترة من العام كل ما ينشغل به.
ومع حرمان العدوان على غزة للفتى محمد أبو حطب (13 عامًا) من التعليم منذ ما يقرب السنة؛ خشُنت وغارت دماء تلك الأيدي بفعل حرفة إزالة الركام الخطير وتنظيف البيوت المتضررة من آثار القصف.
رؤية الصبية العاملين في تلك الحرفة الشاقة أصبحت مألوفةً في كل حي وزقاق بالعديد من مدن قطاع غزة الذي أنهى حتى اليوم 50 أسبوعًا من حربٍ لا هوادة فيها.
في رحلتهم العصيبة يوميًا، والتي تبدأ مع توقيت وصوله لمدرسته آنذاك؛ يصحب أبو حطب شبان آخرون يكبرونه قليلاً بسنّ العشرين، حاملين معدات يدوية لتفتيت الحجارة والجدران المحطمة في المنازل المتضررة لتنظيفها.
بوجنتيه الرماديتين المغبرّتين يضع مطرقته جانبًا ويقول الفتى لمراسل "صفا": "أصحاب البيت النازحين رجعوا ليقيموا في غرفةٍ واحدة بقيت من منزلهم المتعدد الغرف، واليوم آخذ أجري مع أصدقائي لإزالة وتنظيف ما تبقى من منزلهم".
ويتراوح أجر عمل يوم عن إزالة ذلك الركام حسب كميته وخطورته من 100-200 شيقل؛ فيما يحصل محمد على خُمس ذلك كونه مبتدئًا ولا يتولى المهام الشاقة كالشبان الأكثر دراية بهذه الحرفة.
الاحتماء بما تبقى
ويعتمد بعض المواطنين الذين يعودون إلى منازلهم في المدينة التي شهدت نسبة التدمير الأكبر خلال شهور العدوان؛ على أنفسهم في استصلاح بعض ما يمكن من منازلهم ولو الاحتماء تحت أحد أسقفها المحظوظة التي لم تطالها القذائف.
حمودة أبو تيم صاحب منزل مسوّىً في الأرض في بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس: "بقي غرفة وحمام فقط، والآن أزلنا بعض الركام".
وتعجز طواقم البلديات التي بالكاد كانت تمتلك معدات مترهلة قبل العدوان، عن إزالة ملايين الأطنان من الركام. فلا معدات حديثة ولا وقود متوفر يمكن أن يعيد دوران تلك الآلات الثقيلة.
فعلى جانبي طريق صلاح الدين الشهير في خان يونس؛ يمكن مشاهدة العديد من الآليات الثقيلة المعطوبة مقلوبةً رأسًا على عقب بفعل التخريب المتعمد من جنود الاحتلال خلال اجتياح خان يونس المتكرر.
في مدينة حمد التي استكمل جيش الاحتلال في الهجوم الأخير عليها قبل نحو شهرين، تدمير معظم أبراجها؛ فوجئ من بقيت عماراتهم السكنية صامدةً، مم أن الجيش تعمّد قصف سلالمها، تاركًا ركاماً أعجزهم عن الدخول لتلك الأبراج.
ويقول سكان تلك العمارات إنهم استهانوا بحرفيين من أقران الفتى أبو حطب لإزالة الركام، عبر جمع مبلغ مالي بشكلٍ جماعي.
محمود انعيم، أحد السكان هناك يقول لوكالة "صفا": "درج البرج تعرض للتدمير، أما الشقق أعلاه لا زالت قائمة".
جيران انعيم تمكنوا مؤخرًا من جمع تكلفة سلمٍ حديدي كسلالم الهروب للوصول إلى شققهم التي يتوقون لتفحصها والعودة إليها بعد أسابيع وأشهرّ قضوها قسرًا في خيامٍ بديلة يتهددها قدوم الشتاء الذي يحمل الكثير من المفاجآت التي لا يودّ قاطنوها تجربتها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: إزالة الركام حرب غزة
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يشهد اصطفاف معدات المراكز والأحياء لمواجهة أي طارئ
شهد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط؛ اصطفاف معدات المراكز والأحياء والقطاعات الخدمية وشركات المرافق بالمحافظة للتأكد من جاهزيتها وصلاحيتها الفنية لمواجهة أي طارئ وذلك تنفيذاً لخطة المحافظة وتكليفات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ومتابعة منال عوض وزير التنمية المحلية بضرورة الاستعداد بشكل كامل لموسم الشتاء وإتخاذ ما يلزم من إجراءات استباقية في كافة مراكز وقرى المحافظة.
جاء ذلك بمشاركة الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، والمحاسب عدلي أبو عقيل سكرتير عام المحافظة، وخالد عبد الرؤوف السكرتير العام المساعد للمحافظة، واللواء إسماعيل حسين مستشار المحافظ لشئون الإدارة العامة للمكتب الفني، ورؤساء المراكز والأحياء ووكلاء الوزارة وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
وتفقد المحافظ ومرافقوه؛ السيارات والمعدات المشاركة في الاصطفاف وشاهد تشغيل المعدات وإجراء التجارب العملية للتشغيل لكافة المعدات والسيارات المشاركة كـ (الأوناش، واللوادر، والحفارات، ووحدات تدخل سريع وسيارات شفط مياه وسيارات شفط الأتربة، ونافوري، ومدمج، وكباش) فضلاً عن سيارات الإسعاف.
وأكد محافظ أسيوط على جاهزية مختلف الجهات ومعداتها واطمأن على مدى سرعة التحرك والتعامل مع المواقف في حالة حدوث أي مشكلة أو طارئ من خلال الخطة الملائمة مع وضع الخطط البديلة للتدخل الفوري وسرعة التعامل معها موجهاً الشكر لكافة المشاركين في الاصطفاف لجاهزيتهم واستعدادهم وطالبهم ببذل المزيد من الجهد والتفاني في العمل لتقديم الخدمات للمواطنين بكافة ربوع المحافظة لافتاً إلى ضرورة تضافر الجهود والتعاون والتنسيق بين كافة الجهات والمديريات ورؤساء المراكز والأحياء وكافة شركات المرافق مع ربطهم مع مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالمحافظة وغرفة العمليات المركزية بالمحافظة على مدار 24ساعة خاصة في حالة حدوث أي طارئ لمجابهة الأزمات في أسرع وقت ممكن حيث تم تخصيص أرقام خطوط ساخنة لتلقي أية بلاغات أو شكاوى من المواطنين وهي (2135858/ 088) و ( 2135727/ 088) على مدار 24 ساعة لمواجهة أية طارئ والتعامل الفوري معها مشيراً إلى ضرورة متابعة الإمكانات البشرية المدربة على سرعة التفاعل مع الأزمات والسيطرة الكاملة لاحتواء المواقف المختلفة والتعامل معها بكامل القوة عند اللزوم.