نيويورك تايمز: الأزمات العالمية تصطدم بالسياسة الأمريكية في مؤتمر الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه بينما يستعد الرئيس جو بايدن لمخاطبة زعماء العالم في الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، يَعد مساعدوه بخطاب مليء بالتصريحات حول دور أمريكا في تشكيل المستقبل، ويقولون إنه "سيؤكد على قيادة أمريكا" و"سيحشد العمل العالمي" ويقدم "رؤيته لكيفية توحيد العالم" لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحا، لكن الحقيقة هي أن بايدن سيتحدث في وقت من عدم اليقين العميق بشأن مستقبل دور أمريكا في العالم، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والصراعات المتصاعدة في الشرق الأوسط والمنافسة الاقتصادية المتزايدة مع الصين.
وقالت الصحيفة - في تعليق لمراسليها في الأمم المتحدة مايكل شير وشيرلي ستولبيرج- إن بايدن تعهد بمواصلة السعي إلى وقف إطلاق النار الذي يمكن أن يضع حدا للقتال في غزة، ويعمل مساعدوه في الأمن القومي بحماس لمنع حرب أوسع نطاقا مع حزب الله في لبنان. أما في أوكرانيا، فلا يزال بايدن يواجه قرارات عاجلة، بما في ذلك ما إذا كان سيسمح باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى لضرب عمق روسيا.
غير أن ثمة شعور بالخطر عندما يتعلق الأمر بنوايا أمريكا على المدى الأبعد إذ تتبنى نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى حد كبير وجهة نظر بايدن بشأن أهمية التحالفات الاستراتيجية، على الرغم من أن وجهات نظرها السياسية المحددة لا تزال تتبلور مع حملتها الانتخابية في إطار زمني مضغوط. أما الرئيس السابق دونالد ترامب فقد بالعودة إلى نمطه الانعزالي "أمريكا أولا"، في حين يتباهى بمهاراته الدبلوماسية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن زعماء العالم يجتمعون في الأمم المتحدة في الوقت الذي تتصادم فيه أزمات عالمية متعددة مع السياسة الأمريكية بطريقة ربما تعيد تشكيل الطريقة التي تواجه بها الولايات المتحدة أصعب مشاكل العالم.
ونسبت المقال إلى جون ألترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قوله: "بالنسبة لعالم يشاهد حاليا حربا في أوكرانيا وحربا في غزة واندلاع محتمل لحرب في لبنان، فإن موقف الولايات المتحدة من هذه القضية مهم للغاية وهو خارج عن سيطرتها تماما ".
وأضاف ألترمان أن معرفة الاتجاه الذي تتجه إليه أمريكا بعد انتخابات نوفمبر "هو أمر من أهم أجزاء حساباتهم الاستراتيجية" بالنسبة لقادة الدول الأخرى.
وللقيام بذلك، يسارع العديد من القادة إلى لقاء القادة الثلاثة الحاليين أو المحتملين لأمريكا وهم- بايدن وهاريس وترامب- أثناء أو بعد زيارتهم لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بايدن في المكتب البيضاوي بعد غد الخميس، وذلك بعد يوم واحد من خطابه أمام الأمم المتحدة.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، سيلتقي زيلينسكي بشكل منفصل في البيت الأبيض مع هاريس - وهو ما يشير إلى أنه حريص على تعزيز علاقته الشخصية معها في حالة فوزها بالرئاسة في نوفمبر المقبل.
وبعد ذلك الاجتماع، يقول المساعدون إن البيت الأبيض ليس لديه خطط لمزيد من المشاركة بين هاريس والزعماء الأجانب، وكانت هناك تكهنات حول اجتماع محتمل بين ترامب وزيلينسكي أيضا، على الرغم من أن المتحدث باسم الرئيس السابق قال يوم الاثنين إنه ليس لديه ما يعلنه.
والآن، يسعى القادة في أوروبا وآسيا وأفريقيا لمعرفة ما إذا كانوا يستطيعون التنبؤ بالمستقبل الذي من المرجح أن يتحقق.
ومع دخول حرب أوكرانيا ضد روسيا عامها الثالث، تواجه أوروبا تساؤلات حول أمنها وما إذا كان ينبغي لها أن تتخلص من الاعتماد طويل الأمد على القوة الأمريكية كضمان ضد الحرب الروسية. ومن المرجح أن تجبر رئاسة ترامب وتيرة هذا النقاش على التسارع مجددا.
وفي الشرق الأوسط، تسبب دعم بايدن الثابت لإسرائيل في عزلته بين نظرائه العالميين، إذ فشلت جهوده الدبلوماسية في إنهاء الأعمال العدائية بعد هجمات حماس في أكتوبر. وأثار التصعيد الأخير للعنف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان - بما في ذلك الهجمات الصاروخية الإسرائيلية وأجهزة النداء المتفجرة التي أصابت الآلاف من مقاتلي حزب الله - مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
من جانبه،قال جون كيربي،المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، إن خطاب الرئيس في الأمم المتحدة سيحدد "رؤيته لكيفية تضافر جهود العالم لحل هذه المشاكل الكبرى والدفاع عن المبادئ الأساسية مثل ميثاق الأمم المتحدة".
وقال ألترمان إن السؤال الذي سيطرحه القادة الحاضرون هو ما إذا كانت هذه الرؤية ستستمر بعد 20 يناير، مشيرا إلى أن: "الموقف العام تجاه "الكيفية التي يعمل العالم بها وماهية الدور الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تلعبه في العالم؟" يبدو لي متشابها بين هاريس وبايدن ومختلفا بشكل أساسي بين بايدن وترامب".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مؤتمر الأمم المتحدة السياسة الأمريكية الرئيس جو بايدن فی الأمم المتحدة ما إذا
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
استضاف صحيفة نيويورك تايمز حوارا عبر الإنترنت مع كتاب أعمدة الرأي، ماشا جيسين وتريسي ماكميلان كوتوم وبريت ستيفنز، حول ما أسموه "الحملة المُدمِّرة" التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤه على التعليم العالي، مستعرضين كيف أضعفت الجامعات نفسها عبر سلوكيات داخلية وتغيرات ثقافية، جعلتها أهدافا سهلة للهجمات السياسية الشرسة.
وافتتح باتريك هيلي نائب رئيس تحرير قسم الرأي بالصحيفة الحوار بحديث دار بينه مع رئيس جامعة أخبره بأنه نُصح بتعيين حارس شخصي، وقال إنه لم ير هذا القدر من الخوف في عالم التعليم العالي من قبل، وأوضح أن العديد من رؤساء الجامعات "يخافون بشدة" من خفض إدارة ترامب لتمويلهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولةlist 2 of 2جدعون ليفي: أنى لرئيس الشاباك أن يقدم دروسا في الأخلاق حتى لنتنياهو؟end of listوأشار رئيس الجامعة إلى ما يطلقه إيلون ماسك، مستشار الرئيس المقرَّب، من هجمات عبر منصته (إكس)، وإلى دخول عملاء دائرة الهجرة والجمارك الأميركية الحرم الجامعي، وإلى رسائل البريد الإلكتروني الغاضبة التي تغمر صناديق بريدهم، وإلى احتجاجات الطلاب على غزة وإسرائيل، والقلق من التعرض للاستهداف بالعنف.
وأضاف رئيس الجامعة أن الرؤساء والأساتذة قد استهانوا بأمور كثيرة، وظنّوا أنه سيُنظر إليهم دائما على أنهم "منفعة عامة" تُفيد المجتمع، لكنهم أصبحوا يُعتبرون نخبويين ومتعالين على الأميركيين العاديين، مذكرا بأن الأميركيين يكرهون بشدة النخب التي تتعالى عليهم، والآن نشهد محاسبة كبيرة للتعليم العالي أيديولوجيا وثقافيا وماليا، يقودها ترامب واليمين.
إعلان
ووجه باتريك هيلي، الذي قال إنه كان مراسلا للتعليم العالي عندما كانت الجامعات قبل عقدين تحظى بإعجاب واسع في أميركا، إلى الكتاب نفس السؤال الذي وجهه إلى رئيس الجامعة، قائلا "ما الخطأ الذي ارتكبه التعليم العالي؟ وكيف أصبحت الكليات فريسة سهلة؟"
انعدام الثقة بالجامعاتاتفق المشاركون في الحوار على أن الجامعات الأميركية، التي كانت تُعتبر يوما ما مصدر فخر للبلاد، تواجه الآن أزمة وجودية، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أن صورة المؤسسات الأكاديمية تغيرت من كونها ذات "منفعة عامة" إلى كونها كيانات تُوصف بالانعزال والنخبوية والاستعلاء.
وقد أدى هذا التغير إلى انعدام الثقة بالجامعات من قِبل قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي، وقد استفادت إدارة ترامب من هذه الفجوة المتزايدة بين النخب الأكاديمية والعامة للتحريض عليها تحت شعارات مثل "مكافحة النخب" و"العدل في تمويل الجامعات".
ويرى ستيفنز أن المشاكل بدأت من داخل الجامعات نفسها، حيث أدى الاهتمام المفرط بالتنوّع والهويات إلى تقييد حرية التعبير والتفكير، وضرب مثلا على ذلك بحادثة جامعة ييل عام 2015، التي أظهرت كيف بات الطلاب أكثر حساسية تجاه المواضيع الثقافية، مما يعكس نزعة تعزيز الهوية على حساب الحوار المفتوح.
وقال ستيفنز إنه أدرك في تلك اللحظة أن ثمة خطأ فادحا، واتضح له أن قيمتين من قيم الجامعة الحديثة تتعارضان بشدة، التنوع وحرية التعبير، إذ أصبحت بعض الآراء تمنع لأنها تُسيء إلى جماعة أو تُخالف المعتقدات السياسية التقليدية، أو لأنها تقال من قِبل شخص ينتمي إلى هوية عرقية أو إثنية مختلفة.
ومع ذلك انتقد ستيفنز ترامب، مشيرا إلى أن استغلال الإدارة لهذه القضايا لتحقيق أهدافها السياسية يهدد الأسس الفكرية للجامعات.
وأشارت تريسي إلى أن النقد المحافظ للجامعات غالبا ما يضخم الأحداث الفردية لتبدو وكأنها انعكاس لحالة شاملة، وجادلت بأن العديد من مؤسسات التعليم العالي ليست جزءًا من هذه النخبوية المستهدَفة، بل هي جهات تقدم خدمات تعليمية للمجتمع دون الموارد الكافية.
إعلان الأزمة تتجاوز الجامعاتوخلصت الكاتبة إلى أن المشاكل تتجاوز ترامب، مؤكدة أن هناك أزمة اقتصادية وثقافية أوسع تعاني منها الجامعات، تتمثل في تراجع وعد التعليم العالي بتحقيق الحراك الاجتماعي كما كان في الماضي.
أما ماشا جيسين فوصفت الهجمات على الجامعات بأنها جزء من حملة أوسع ضد كل ما هو فكري وعلمي في المجتمع الأميركي، وهي ترى أن المشكلة لا تنحصر فقط في سياسات ترامب والمحافظين، بل تمتد إلى أزمة اجتماعية أعمق تتعلق بالتفاوت الطبقي والانقسام الثقافي، مؤكدة أن الجامعات شاركت على مدى عقود، في خلق هذه الفجوات الاجتماعية من خلال النخبويّة والانعزال عن عامة الشعب.
ووصل النقاش إلى أن الجامعات أصبحت رمزا "للعدو النخبوي" في الخطاب السياسي، إذ يرى المحافظون أن النقاشات الثقافية داخل الجامعات، مثل قضايا العرق والجندر، تتعارض مع القيم التقليدية، وبالفعل أصبحت سياسات الجامعات المفتوحة على الطلاب الدوليين وموضوعات مثل العدالة الاجتماعية أدوات يستغلها ترامب والمتحالفون معه لتأجيج الانقسام.
وفي هذا السياق، ركز المشاركون في النقاش على قضية اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، منظم المظاهرات المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا، ورأوا أن اعتقاله الذي تم تبريره باعتباره إجراءً قانونيا، كان جزءا من محاولة أوسع لتعزيز الخوف وإخماد المعارضة داخل الجامعات، واعتبرت تريسي وماشا أن القضية لا تتعلق بخليل كشخص، بل هي "اختبار لضبط حدود الخطاب السياسي".
وخلص الحوار إلى أن الهجمات على الجامعات ليست مجرد نزاعات سياسية سطحية، بل هي جزء من معركة أعمق حول الهوية الثقافية والاجتماعية للولايات المتحدة، وهي ليست محصورة في التعليم العالي وحده، بل تمتد إلى أزمة ثقة أوسع في المؤسسات العامة، ولذلك يتطلب الأمر قيادة جريئة من رؤساء الجامعات، وتحركا جماعيا، لمواجهة هذا التهديد الذي قد يعيد تشكيل المجتمع الأميركي لسنوات قادمة.
إعلان