لماذا لم يستخدم حزب الله صواريخه الطويلة المدى ضدّ إسرائيل؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
ذكر موقع "عربي 21" أنّ صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قالت إنّ حزب الله لا يزال مترددا في التصعيد مع إسرائيل، مرجحة أن تكون إيران تضغط على "الحزب" حتى لا يدخل في معركة من شأنها إدخال الولايات المتحدة إلى القتال في المنطقة.
وقال التقرير إنه "قد يكون من الحماقة استفزاز الدب الروسي، لكن استفزاز الدب اللبناني يبدو أمرا مختلفا".
فبحسب التقرير البريطاني، "حزب الله هو بلا شك القوة القتالية من الفصائل المسلحة الأكثر قوة في العالم. وتتجاوز قدراته العسكرية قدرات جيوش العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان. وتشمل ترسانته الضخمة صواريخ موجهة قادرة على ضرب أي مدينة إسرائيلية".
ومع ذلك، كان رد فعل حزب الله على أيام من الاستفزاز فاترا إلى حد كبير حتى الآن. وحذر حسن نصرالله إسرائيل من أن أي ضربة على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت سيواجه برشقات صاروخية تصل إلى تل أبيب.
وقالت الصحيفة: "في الأسبوع الماضي، أصيب الآلاف من أفراد حزب الله بالشلل في هجمات متزامنة على أجهزة بيجر ووكي توكي. ولم يكن رد حزب الله مجرد الرضوخ والمطالبة بالمزيد، ففي نهاية هذا الأسبوع، أطلق الحزب أعنف هجماته الصاروخية عبر الحدود منذ أن بدأ إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل تضامنا مع حماس في تشرين الأول الماضي.
وأضافت: "جاء وابل الصواريخ بعد إعلان الحزب أنه في "معركة حساب مفتوحة" مع إسرائيل. وقد تجنب الحزب استهداف التجمعات السكانية الإسرائيلية، كما لم ينشر أسلحته الأكثر تطورا، بل تحدث بلغة التهديد وإن بطريقة غامضة عن الرد في وقت غير محدد في المستقبل. وهذا أقل كثيرا من إعلان الحرب الكاملة التي يتوق إليها مقاتلوه، فلماذا الخجل؟"
وقالت الصحيفة: "الإجابة الأكثر وضوحا هي أن إيران تعمل على كبح جماح الحزب. فحزب الله هو أقوى فصيل حليف لطهران في الشرق الأوسط وصواريخه الموجهة بدقة، مثل صاروخ فاتح 110 الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، ومسيراته القتالية، تأتي من إيران".
وبحسب الصحيفة": "تنظر إيران إلى حزب الله باعتباره بوليصة تأمين في حالة مهاجمة إسرائيل لبرنامجه النووي. وكلما أطلق حزب الله المزيد من الصواريخ، تآكلت قوة الردع الإيرانية. ولهذا يجد حزب الله نفسه مضطرا لأن يعزف على ألحان راعيته. ولكن قيادة حزب الله مترددة أيضا في تصعيد الصراع إلى حد بعيد لأسباب خاصة بها".
ونقلت الصحيفة عن قاسم قصير، الكاتب المقرب من حزب الله، قوله إن بعض هذه الأسباب تتعلق بالرأي المحلي.
أما الأسباب الأخرى فتتعلق بمخاوف حزب الله من أن يؤدي تبنيها للحرب الوقوع في فخ نصبه نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال قصير لصحيفة التلغراف: "هناك أمران يجب أخذهما في الاعتبار. الأول داخلي. حزب الله يعرف أن لبنان منقسم وبالتالي فهو لا يريد جر البلاد إلى حرب لا يريدها البعض، والسبب الآخر، هو معرفة حزب الله بأن نتنياهو يحاول جره إلى حرب شاملة على أمل توريط الولايات المتحدة بالنزاع" مضيفا: "يعرف حزب الله أنه إذا وقع في هذا الفخ، فإن أي حرب لن تكون فقط مع إسرائيل، بل وأيضاً مع داعميها الغربيين". (عربي 21)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تفاوض إيجابي بين الحزب والعهد حول ملف شمالي الليطاني
سادت أجواء غير تفاؤلية الأيام الماضية عندما تعثر تشكيل الحكومة حيث بدت التعقيدات التي تشوب هذا التشكيل مشابهة للتعقيدات التي مرت بها الحكومات السابقة، وعندما جرى تأجيل الانسحاب الاسرائيلي 18 يوما بطلب إسرائيلي وموافقة أميركية. وبدا المشهد وكأنه أخد باتجاه التشاؤم، لكن أوساطاً سياسية متابعة لا تزال تعتبر بأن هذه التعقيدات هي موقتة ومرحلية وستعود الأمور إلى نصاب التهدئة والانفراج فتتشكل الحكومة وينسحب الإسرائيليون في 18 شباط المقبل.
قد يكون هناك صلة بين التعثر الحكومي وتأجيل الانسحاب الاسرائيلي، بحسب أوساط سياسية، طالما أن واشنطن تمسك بمقاليد الملفين معاً، وحيث تم الاتفاق بين الجانبين اللبناني والأميركي على زيارة مرتقبة للوسيطة الأميركية مورغان لمتابعة ملف الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بما في ذلك ملف الأسرى اللبنانيين. وكان واضحاً خلال الأسابيع الماضية محاولات تشكيل الحكومة قبل الانسحاب الاسرائيلي، فإذا تعذر التشكيل يتعذر الانسحاب، من زاوية أن التشكيل في مرحلة بقاء الجرح الجنوبي مفتوحاً من شأنه أن يشكل عاملاً ضاغطاً على "الثنائي الشيعي"، بينما حصول الانسحاب الاسرائيلي من شأنه أن يحسن في الموقع التفاوضي لحزب الله وحركة أمل، لذلك من المرجح، بحسب هذه الأوساط أن تشهد الاسابيع الثلاثة المقبلة تشكيلاً للحكومة واتماماً للانسحاب الإسرائيلي.
في واقع الحال، إن الحاجة للتهدئة موجودة عند الأميركيين والدولة اللبنانية وحزب الله، تقول هذه الأوساط، فالإدارة الأميركية تتخذ من التهدئة عنواناً عاماً للسياسة الشرق أوسطية، والمقصود هنا التهدئة العسكرية من دون أن يعني ذلك بالضرورة أبداً التهدئة على مستوى المواقف السياسية أو على مستوى سياسة العقوبات الاقتصادية، أما الدولة اللبنانية فتريد التهدئة بصورة ملحة تأكيداً على صدقية العهد وتدشيناً للمرحلة الجديدة التي يتحدثون عنها، في حين أن حزب الله من جهته يحتاج إلى التهدئة بشدة من أجل إطلاق عملية إعادة الاعمار وتأمين مصادر التمويل ويعتبر هذا الأمر من الملفات التي تضغط على الحزب بقوة والتي لا تحتمل المزيد من التباطؤ والتأجيل نظرا لارتداداتها السلبية عليه.
ان الكلام عن احتمالات التهدئة لا يلغي، بحسب هذه الأوساط، كون ملف شمالي نهر الليطاني ملفاً إشكالياً، من ناحية التفاهمات التي ستجري بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، ومسؤولو الحزب أعلنوا مراراً وتكراراً أن ورقة الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 تختص فقط بجنوب النهر أما شماله فهو على طاولة المعالجة بينه وبين الحكومة اللبنانية. ولغاية اللحظة يمكن القول، بحسب الأوساط نفسها، إن هذه المعالجة تجري بطريقة إيجابية مع العهد ومن دون ضجيج وبالطريقة التي تناسب الطرفين، علماً أن موضوع شمالي نهر الليطاني سيكون محل متابعة دقيقة من قبل الحكومة الإسرائيلية واللجنة الدولية الأمر الذي يثير مخاوف من أن تلجأ إسرائيل إلى استهدافات بين الحين والآخر بذريعة عدم قيام الجيش اللبناني بما هو مطلوب منه وفقاً للقراءة الاميركية - الاسرائيلية لورقة الاجراءات التنفيذية.
وتشدد مصادر معنية بملف الجنوب على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية بوصفها الضامن الذي يتيح للبنانيين إدارة المرحلة الشديدة التعقيد على النحو الذي يقلل من مستوى المخاطر ويتيح فعلاً الانتقال الى مرحلة جديدة.
المصدر: خاص "لبنان 24"