يشهد المشهد الاقتصادي المصري تحولات كبرى، يقودها وزير المالية الجديد أحمد كوجك، الذي استطاع في فترة قصيرة أن يترك بصمة واضحة من خلال جولاته العالمية للترويج للسياسة النقدية والمالية الجديدة لمصر. كوجاك، الذي يتمتع برؤية ثاقبة وخبرة عميقة في مجالات المال والاقتصاد، لم يكتفِ بالترويج فقط، بل أجرى عدة اتفاقيات مع مؤسسات مالية دولية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المالي والاقتصادي بين مصر والعالم.

منذ توليه المنصب، استطاع كوجاك أن يعيد مصر إلى دائرة الضوء المالي العالمي، ويبدو أن نهجه يذكرنا بما حققه وزير المالية الأسبق الدكتور يوسف بطرس غالي، الذي لعب دورًا محوريًا في ربط مصر بالاقتصاد العالمي. كوجاك يسير على هذا النهج، ولكن في ظروف مختلفة تتطلب حلولًا مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية، سواء كانت محلية أو دولية.

هذا النشاط الملحوظ يأتي في سياق مجهودات رئيس الوزراء المصري الذي يعمل بجد على جذب استثمارات أجنبية جديدة، مستفيدًا من انتهاء مصر تقريبًا من تشييد البنية التحتية الجديدة التي تُعد أحد أعمدة الجمهورية الجديدة. البنية التحتية لم تعد مجرد مشروعات على الورق، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يساعد في جذب المستثمرين الدوليين، الذين يبحثون عن بيئات آمنة ومستقرة لتحقيق عوائد طويلة الأجل.

أحمد كوجاك استطاع أن يقود وزارة المالية في هذه المرحلة الحساسة بنجاح، حيث حققت جولاته واتفاقياته صدى واسعًا في الأوساط المالية العالمية. من المتوقع أن يسهم هذا النشاط الدولي في تعزيز قوة الاقتصاد المصري ويضعه على مسار الاستقرار والازدهار.

كوجاك واستراتيجية الاستدامة المالية

إلى جانب جولاته الدولية، يعتمد كوجاك على استراتيجية متكاملة للاستدامة المالية، حيث يسعى لتحقيق توازن بين الاحتياجات المحلية والمطالب الدولية. تتضمن هذه الاستراتيجية تحسين الإدارة المالية العامة، وتحفيز القطاعات الحيوية مثل السياحة والتكنولوجيا، مع التركيز على تطوير سياسات دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعد عصب الاقتصاد الوطني.

في النهاية، من وجهة نظري الشاب كوجاك ليس مجرد وزير مالية، بل هو مهندس رؤية اقتصادية جديدة تتطلع إلى المستقبل، مستندة إلى البنية التحتية القوية والسياسات النقدية المتطورة، مما يجعل منه قائدًا محوريًا في بناء جمهورية جديدة قائمة على أسس مالية واقتصادية متينة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير المالية الجديد أحمد كوجك للسياسة النقدية

إقرأ أيضاً:

خالد ميري يكتب: في انتظار الخطة العربية

نجحت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في فرض إرادتها من جديد.. في مواجهة محاولات إسرائيل التي لم تتوقف لتهجير الفلسطينيين من غزة وبعدها الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية، توقفت أمريكا عن الدفع لتفريغ غزة من أهلها وخرج وزير خارجيتها ليعلن أنّ أمريكا في انتظار الخطة العربية.

تحركت مصر بقوتها الدبلوماسية وثقلها السياسي لفرملة محاولات إعادة الحرب إلى غزة، ونجحت مع قطر في استكمال المرحلة الأولى للهدنة، حماس والفصائل تواصل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وإسرائيل تفرج عن الفلسطينيين بالمئات، والأهم تفتح الباب لدخول المساعدات ومعدات إزالة الأنقاض وإعادة البناء إلى غزة، وفي نفس الوقت توقف الحديث الأمريكي ولو مؤقتا عن الإصرار على تهجير أهل غزة وتفريغها من سكانها وتحويلها لمنتجع سياحي أمريكي إسرائيلي مع حرمان أصحاب الأرض والحق من العودة لبيوتهم.

السياسة المصرية والالتفاف العربي حولها يقودنا إلى قمة عربية نهاية هذا الشهر في القاهرة وقبلها قمة خماسية في الرياض، القادة العرب يبحثون الاتفاق على خطة لإعمار غزة ورفض كامل للتهجير، على أن يتم إعلان الخطة العربية للعالم في قمة القاهرة الطارئة.. التي سيعقبها لقاء قمة لوزراء خارجية الدول الإسلامية لتأييد الخطة العربية، نحن أصحاب القضية وأهل فلسطين أصحاب الحق ولا أحد يستطيع طرد صاحب الحق من بيته وأرضه.

إسرائيل التزمت بالمرحلة الأولى من الهدنة ولكنها تحاول إطالة أمد المرحلة الأولى، وتحاول التملص من المرحلتين الثانية والثالثة والعودة للحرب من جديد، وتجد في الدعم الأمريكي المفتوح لخططها الصهيونية للتهجير القسري فرصة ذهبية لتحقيق أطماعها التوسعية وضرب عرض الحائط بأى قانون دولي أو التزام بالسلام، إسرائيل تريد الآن القضاء على حماس وتفريغ غزة من سكانها، في نفس الوقت الذي تواصل فيه حربها للتطهير العرقي في الضفة الغربية وترفض الالتزام بأي اتفاق للخروج من لبنان في الموعد المحدد، تريد البقاء في خمسة أماكن بلبنان وترفض حتى العرض الفرنسي بوجود قوات دولية مكان قواتها، التبجح وغرور القوة وصل إلى أقصاه.

مصر القوية الواثقة أعلنتها بكل قوة: لا للتهجير ولا لتخصيص أرض مصرية للفلسطينيين، الأرض المصرية للمصريين عليها يعيشون ومن أجلها ضحوا بالدم أغلى ما يملك الإنسان.. والأردن ملتزمة بالموقف المصري ولن تمنح جزءا من أراضيها القليلة لأحد، والسعودية استنكرت ومعها العرب حديث إفك نتنياهو عن الحصول على جزء من أرضها للفلسطينيين، هذا التفاف على الحقوق والتاريخ والجغرافيا والقوانين الدولية، الفلسطينيون يعيشون فوق أرضهم ومن أجلها ضحوا بكل غالٍ ونفيس ولن يستطيع أحد إخراجهم منها ولن تحصل إسرائيل على مطامعها، فالحق فوق القوة والحق ينتصر في النهاية.

العالم يترقب القمتين العربية والإسلامية، ودول العالم الحرة أعلنت قبلهما تأييدها لرفض التهجير وللحقوق الفلسطينية، وأوروبا تسير بعيدا عن أمريكا ومخططاتها لخدمة الصهيونية، بل وثلثا أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين رفعوا عريضة لترامب برفض خطط التهجير وتقويض فرص السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، وشعوب العالم كلها وفي مقدمتها الشعب الأمريكي مساندة للصمود والحقوق الفلسطينية وضد حرب التطهير العرقي الصهيونية، هذه لحظة من لحظات كتابة التاريخ والموقف العربي الموحد بقيادة مصر قادر على فرض رؤيته للسلام والدفع لإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

تعيش المنطقة على أطراف أصابعها ويعيش العالم واحدة من لحظاته العصيبة، فإما تنتصر إرادة السلام وإما نعود للحرب وسفك دماء الأبرياء، حرب سيخسر فيها الجميع وأولهم إسرائيل التي تظن نفسها -وكل ظنونها إثم- أنّها فوق القانون وفوق الأمم وفوق مقررات التاريخ ودروس الجغرافيا.

نقابة الصحفيين:

بدأت انتخابات نقابة الصحفيين لاختيار نصف أعضاء مجلس النقابة والنقيب، انتخابات بدأت ساخنة بحروب سوشيال ميديا، ودعوتي أن تتوقف هذه الحروب فورا، فحال الصحافة في مصر كما هو في العالم يستدعي وحدة الصف للحفاظ على المهنة السامية في مواجهة تحديات وجود.

عشت داخل جدران النقابة 12 عاما كاملة منحني خلالها الزملاء أعلى الأصوات في الانتخابات، وأشرفت على معظم الملفات من الإسكان لأمانة الصندوق ورئاسة لجنتي القيد والتحقيق 8 سنوات، والنقابة كانت وستظل بيتي كما هي بيت جميع الصحفيين، والحفاظ على وحدتنا فرض في ظل أوضاع صعبة وتحديات قاسية، والصحفيون أحرار سيختارون من يريدون بحرية كاملة، فهذه نقابتنا وهذا سلو نقابتنا.

مقالات مشابهة

  • وزير التموين يناقش تطوير البنية التحتية لتخزين الحبوب لتحقيق الأمن الغذائي للدولة
  • خالد ميري يكتب: في انتظار الخطة العربية
  • ارتقاء 11 شهيداً والمزيد من الدمار في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة
  • "اتصال" تبحث مع قيادات تنظيم الاتصالات دور الجهاز في تنمية السوق المحلي وتطوير البنية التحتية الرقمية
  • أستاذ تخطيط: البنية التحتية بكافة أنواعها أصبحت متوفرة لخدمة المواطن
  • الفيتوري: البنية التحتية لبلدية زليتن قديمة وبحاجة ماسة للتطوير
  • في الذكرى الـ20 لرحيله.. "ثابت" البطل الذي لا ينسى
  • بلدية غزة: الاحتلال دمّر أكثر من 70% من البنية التحتية
  • العدو يواصل هدم المنازل وتدمير البنية التحتية في مخيم نور شمس بطولكرم
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل هدم المنازل وتدمير البنية التحتية في طولكرم