تقرير: أمريكا لا تعرف أهدافها من الحرب في أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتقديم الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لمساعدات اقتصادية وعسكرية ضخمة لأوكرانيا، مازالت نهاية هذه الحرب بعيدة للغاية، ولم تظهر أي مؤشرات على إمكانية تحقيق الهدف الغربي الأسمى وهو انتصار أوكرانيا.
وفي المناظرة الانتخابية التي جمعت نائبة الرئيس الأمريكي، ومرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، ورداً على سؤال "هل تريد أن تكسب أوكرانيا الحرب؟" لم يقل ترامب نعم، وإنما قال إنه "يريد إنهاء الحرب".
What Does it Mean to Win the War in Ukraine? https://t.co/OXvmYA9WjH
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) September 23, 2024وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال توماس غراهام، زميل مجلس العلاقات الخارجية وكبير مديري إدارة روسيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، إن السؤال ليس بسيطاً، كما أنه لا توجد إجابة مشتركة بين دول الغرب ولا بين دول الغرب وأوكرانيا، للسؤال عن معنى النصر في حرب أوكرانيا.
فمنذ البداية، حدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، النصر، بأنه تحرير كل الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا منذ 2014، واستعادة الحدود الدولية المعترف بها لبلاده منذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلب الأوكرانيين يتفقون مع زيلينسكي في الهدف، رغم ظهور بعض التحولات في الرأي العام، مع ارتفاع تكلفة الحرب.
ويمكن لآخرين إعلان النصر، إذا نجحت أوكرانيا في إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ بداية الحرب الحالية في 23 فبراير (شباط) 2022، وهناك معسكر ثالث يمكنه اعتبار مجرد الحفاظ على أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة في نهاية الحرب، انتصاراً لها حتى مع استمرار احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية. وقد يذهب البعض إلى الادعاء بأن أوكرانيا انتصرت بالفعل، لأن روسيا قد لا تتمكن من التقدم في الأراضي الأوكرانية بأكثر مما فعلت.
حالة الغموض التي تحيط بمفهوم النصر لدى الأوكرانيين موجودة وبدرجة أكبر في واشنطن، حيث لا تمتلك إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس تعريفاً واضحاً للنصر ولا أهدافاً واضحة تسعى لتحقيقها في أوكرانيا. كما أنها لم تعلن أبداً تبنيها لهدف زيلينسكي. وبدلاً من ذلك تحدث بايدن مرتين عن قوة الحرية في الانتصار على الاستبداد، لكنه لم يحدد النصر في أوكرانيا بمصطلحات ملموسة.
وقد قدم مسؤولون آخرون لمحات عن تفكير الإدارة الأمريكية، لكن أياً منهم لم يقدم تفصيلاً شاملاً لأهداف الإدارة. وتحت ضغط الكونغرس، أرسلت الإدارة أخيراً استراتيجية سرية للتعامل مع ملف أوكرانيا في منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن.
ويقول غراهام إن "هذا يعني أن أمريكا لا تمتلك إلا مجموعة عناصر غير متماسكة لسياستها تجاه أوكرانيا". على سبيل المثال تتعهد الإدارة بمواصلة دعم أوكرانيا "طالما كانت تحتاج لذلك"، لكنها تركت تعبير الحاجة دون تحديد. وهي تقول إنها تسلح أوكرانيا، لكي تعزز موقفها على مادة المفاوضات دون إشارة إلى طبيعة الاتفاق، الذي تأمل أن تحصل عليه أوكرانيا عبر المفاوضات.
كما أن الإدارة الأمريكية أعلنت هدفها، وهو المحافظة على أوكرانيا دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها لم تحدد بوضوح ضمن أي حدود، رغم أن الولايات المتحدة تعترف رسمياً بحدودها عام 1991.
وقبل بدء الحرب، قال الرئيس بايدن إن بلاده لن تحارب روسيا وتخاطر بوقوع كارثة نووية دفاعاً عن أوكرانيا. ولكن هل يمكن استمرار هذا الموقف إذا اتضح أن السبيل الوحيد للمحافظة على أوكرانيا، دولة مستقلة ذات سيادة هو دخول أمريكا الحرب ضد روسيا؟ لا أحد يعرف الإجابة حتى الآن بحسب توماس غراهام.
كل هذا يوضح أن الإدارة ذاتها لم تتفق داخلياً على أهدافها، أو أنها تعتقد أن تلك الأهداف لن تصمد أمام قوة النقاش العام. وربما تشعر أيضاً بالقلق من أن يؤدي إعلان أهدافها إلى نسف الوحدة الغربية والتحالف مع أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
ويرى مسؤول الأمن القومي الأمريكي سابقاً توماس غراهام في تحليله، أن هذه استراتيجية فاشلة، وتهدد الدعم الشعبي المطلوب بشدة لنجاح أي سياسة خارجية في المجتمع الديمقراطي، كما أنها تؤكد أنه سيتم هدر الموارد المخصصة لدعم أوكرانيا، في الوقت نفسه يعزز اعتقاد روسيا بقدرتها على الصمود أمام الغرب لتحقيق أهدافها من هذه الحرب.
Russia may still value ties with the West just enough to be more flexible in its demands to Ukraine, argues Zalmay Khalilzad. https://t.co/UyVefnh7jL
— National Interest (@TheNatlInterest) September 23, 2024ولذلك حان الوقت لكي تبلور الولايات المتحدة رؤية واضحة لما تريد تحقيقه من الحرب في أوكرانيا، مع وضع استراتيجية لتحقيق هذه الأهداف بنجاح. ويجب أن تستند الأهداف والاستراتيجية إلى الحقائق الموضوعية، مع تقييم واضح للمصالح والقدرات الروسية والأوكرانية والأوروبية والأمريكية، وتحديد الموارد التي ستكون مطلوبة لتحقيق هذه الأهداف.
كما يجب أن تكون أهدافها لأوكرانيا في إطار رؤية أوسع، لهيكل مستقبل أمن أوروبا في مواجهة استمرار العداء الروسي. في الوقت نفسه يجب بلورة مسار للتعايش مع روسيا، بغض النظر عن نتيجة الحرب الأوكرانية، على أساس أنها وإن ظلت خصماً استراتيجياً، فإنها ستظل شريكاً ضرورياً في إدارة الاستقرار الاستراتيجي للعالم، والتعامل مع التهديدات الملحة وفي مقدمتها مشكلة التغير المناخي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا دول الغرب الحرب الأوكرانية روسيا أمريكا فی أوکرانیا أوکرانیا فی کما أن
إقرأ أيضاً:
الكشف عن المبالغ التي ستحصل عليها أندية مونديال أمريكا
كشفت تقارير إعلامية عن المبالغ المالية التي ستحصل عليها الأندية المشاركة في مونديال الأندية.
ذكرت صحيفة calcioefinanza الإيطالية أنه رغم عدم إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حتى الآن عن الجوائز المالية للأندية المشاركة في النسخة الأولى من البطولة الجديدة التي تضم 32 فريقاً، ولكن الصورة اتضحت بالنسبة إلى المبلغ الذي سيحصل عليه كل فريق نظير تأهله إلى البطولة الاستثنائية التي تقام في أمريكا الصيف المقبل.Mondiale per Club 2025, accordo in vista sui premi dalla #FIFA: le possibili cifre per i club partecipanti https://t.co/4LjxVBwRLY
— Calcio e Finanza (@CalcioFinanza) February 28, 2025وأوضحت: "المفاوضات النهائية جارية داخل رابطة الأندية الأوروبية للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث قيل إن الطرفين قريبان للغاية من بعضهما البعض. ومن المتوقع أن تبلغ مكافأة المشاركة ما بين 15 و18 مليون يورو لكل فريق، وهو ما يبتعد كثيراً عن 50 مليون يورو التي ظهرت في البداية من خلال الشائعات".
وأضافت: "تجاوز مرحلة المجموعات والوصول إلى الدور 16 على أقل تقدير يرفع المبلغ المادي إلى 25 مليون يورو على أقل تقدير".
وتابعت: "لم يتبق سوى أقل من أربعة أشهر على انطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية الجديدة، حيث ستضم بطولة "فيفا" الجديدة 32 فريقًا، وستقام في صيف عام 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن المقرر أن تقام المباراة الأولى في 15 يونيو (حزيران)، في حين تقام المباراة النهائية في 13 يوليو (تموز) على ملعب ميتلايف في مدينة نيويورك بولاية نيوجيرسي.