موقع 24:
2024-09-24@12:27:32 GMT

تقرير: أمريكا لا تعرف أهدافها من الحرب في أوكرانيا

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

تقرير: أمريكا لا تعرف أهدافها من الحرب في أوكرانيا

بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتقديم الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لمساعدات اقتصادية وعسكرية ضخمة لأوكرانيا، مازالت نهاية هذه الحرب بعيدة للغاية، ولم تظهر أي مؤشرات على إمكانية تحقيق الهدف الغربي الأسمى وهو انتصار أوكرانيا.

وفي المناظرة الانتخابية التي جمعت نائبة الرئيس الأمريكي، ومرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، ورداً على سؤال "هل تريد أن تكسب أوكرانيا الحرب؟" لم يقل ترامب نعم، وإنما قال إنه "يريد إنهاء الحرب".

وكذلك لم تقل هاريس نعم، وإنما على عكس منافسها، قالت إنها "ستدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".

What Does it Mean to Win the War in Ukraine? https://t.co/OXvmYA9WjH

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) September 23, 2024

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال توماس غراهام، زميل مجلس العلاقات الخارجية وكبير مديري إدارة روسيا  في مجلس الأمن القومي الأمريكي، في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، إن السؤال ليس بسيطاً، كما أنه لا توجد إجابة مشتركة بين دول الغرب ولا بين دول الغرب وأوكرانيا، للسؤال عن معنى النصر في حرب أوكرانيا.

فمنذ البداية، حدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، النصر، بأنه تحرير كل الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا منذ 2014، واستعادة الحدود الدولية المعترف بها لبلاده منذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلب الأوكرانيين يتفقون مع زيلينسكي في الهدف، رغم ظهور بعض التحولات في الرأي العام، مع ارتفاع تكلفة الحرب.

ويمكن لآخرين إعلان النصر، إذا نجحت أوكرانيا في إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ بداية الحرب الحالية في 23 فبراير (شباط) 2022، وهناك معسكر ثالث يمكنه اعتبار مجرد الحفاظ على أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة في نهاية الحرب، انتصاراً لها حتى مع استمرار احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية. وقد يذهب البعض إلى الادعاء بأن أوكرانيا انتصرت بالفعل، لأن روسيا قد لا تتمكن من التقدم في الأراضي الأوكرانية بأكثر مما فعلت.

حالة الغموض التي تحيط بمفهوم النصر لدى الأوكرانيين موجودة وبدرجة أكبر في واشنطن، حيث لا تمتلك إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس تعريفاً واضحاً للنصر ولا أهدافاً واضحة تسعى لتحقيقها في أوكرانيا. كما أنها لم تعلن أبداً تبنيها لهدف زيلينسكي. وبدلاً من ذلك تحدث بايدن مرتين عن قوة الحرية في الانتصار على الاستبداد، لكنه لم يحدد النصر في أوكرانيا بمصطلحات ملموسة.

وقد قدم مسؤولون آخرون لمحات عن تفكير الإدارة الأمريكية، لكن أياً منهم لم يقدم تفصيلاً شاملاً لأهداف الإدارة. وتحت ضغط الكونغرس، أرسلت الإدارة أخيراً استراتيجية سرية للتعامل مع ملف أوكرانيا في منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن.

ويقول غراهام إن "هذا يعني أن أمريكا لا تمتلك إلا مجموعة عناصر غير متماسكة لسياستها تجاه أوكرانيا". على سبيل المثال تتعهد الإدارة بمواصلة دعم أوكرانيا "طالما كانت تحتاج لذلك"، لكنها تركت تعبير الحاجة دون تحديد. وهي تقول إنها تسلح أوكرانيا، لكي تعزز موقفها على مادة المفاوضات دون إشارة إلى طبيعة الاتفاق، الذي تأمل أن تحصل عليه أوكرانيا عبر المفاوضات.

كما أن الإدارة الأمريكية أعلنت هدفها، وهو المحافظة على أوكرانيا دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها لم تحدد بوضوح ضمن أي حدود، رغم أن الولايات المتحدة تعترف رسمياً بحدودها عام 1991. 

وقبل بدء الحرب، قال الرئيس بايدن إن بلاده لن تحارب روسيا وتخاطر بوقوع كارثة نووية دفاعاً عن أوكرانيا. ولكن هل يمكن استمرار هذا الموقف إذا اتضح أن السبيل الوحيد للمحافظة على أوكرانيا، دولة مستقلة ذات سيادة  هو دخول أمريكا الحرب ضد روسيا؟ لا أحد يعرف الإجابة حتى الآن بحسب توماس غراهام.

كل هذا يوضح أن الإدارة ذاتها لم تتفق داخلياً على أهدافها، أو أنها تعتقد أن تلك الأهداف لن تصمد أمام قوة النقاش العام. وربما تشعر أيضاً بالقلق من أن يؤدي إعلان أهدافها إلى نسف الوحدة الغربية والتحالف مع أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.

ويرى مسؤول الأمن القومي الأمريكي سابقاً توماس غراهام في تحليله، أن هذه استراتيجية فاشلة، وتهدد الدعم الشعبي المطلوب بشدة لنجاح أي سياسة خارجية في المجتمع الديمقراطي، كما أنها تؤكد أنه سيتم هدر الموارد المخصصة لدعم أوكرانيا، في الوقت نفسه يعزز اعتقاد روسيا بقدرتها على الصمود أمام الغرب لتحقيق أهدافها من هذه الحرب.

Russia may still value ties with the West just enough to be more flexible in its demands to Ukraine, argues Zalmay Khalilzad. https://t.co/UyVefnh7jL

— National Interest (@TheNatlInterest) September 23, 2024

ولذلك حان الوقت لكي تبلور الولايات المتحدة رؤية واضحة لما تريد تحقيقه من الحرب في أوكرانيا، مع وضع استراتيجية لتحقيق هذه الأهداف بنجاح. ويجب أن تستند الأهداف والاستراتيجية إلى الحقائق الموضوعية، مع تقييم واضح للمصالح والقدرات الروسية والأوكرانية والأوروبية والأمريكية، وتحديد الموارد التي ستكون مطلوبة لتحقيق هذه الأهداف.

كما يجب أن تكون أهدافها لأوكرانيا في إطار رؤية أوسع، لهيكل مستقبل أمن أوروبا في مواجهة استمرار العداء الروسي. في الوقت نفسه يجب بلورة مسار للتعايش مع  روسيا،  بغض النظر عن نتيجة الحرب الأوكرانية، على أساس أنها وإن ظلت خصماً استراتيجياً، فإنها ستظل شريكاً ضرورياً في إدارة الاستقرار الاستراتيجي للعالم، والتعامل مع التهديدات الملحة وفي مقدمتها مشكلة التغير المناخي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا دول الغرب الحرب الأوكرانية روسيا أمريكا فی أوکرانیا أوکرانیا فی کما أن

إقرأ أيضاً:

روسيا تكشف عن موقفها من "قمة السلام" مع أوكرانيا

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا لن تشارك في "قمم السلام" بصيغتها المطروحة بشأن أوكرانيا، مؤكدة أن هذه القمم ليس لها علاقة بالتسوية.
وذكرت أن "هذه العملية في حد ذاتها لا علاقة لها بالتسوية".قمة السلام بين روسيا وأوكرانياوبينت أن ما "يسمى بالقمة الثانية تسعى إلى نفس الهدف - الدفع بـ "صيغة زيلينسكي" غير القابلة للتطبيق على الإطلاق، كأساس غير بديل لحل الصراع، والحصول على دعمها من الأغلبية العالمية، تقديم إنذار نهائي لروسيا بالاستسلام، وبالتالي نحن لا نشارك في مثل هذه القمم".
أخبار متعلقة روسيا: الاتهامات الأمريكية الجديدة إعلان حرب معلوماتيةالحرب تشتعل.. روسيا تسيطر على المزيد من الأراضي الأوكرانية"شديد القسوة".. روسيا تتعهد بالرد على الإمدادات الغربية لأوكرانياوأكدت زاخاروفا، أن موسكو لن تتخلى عن التسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة.
وذكرت أن بلادها مستعدة لمناقشة مقترحات جادة حقا تأخذ في الاعتبار الوضع "على الأرض"، والحقائق الجيوسياسية الناشئة والمبادرة المقابلة التي صاغها فلاديمير بوتين في 14 من يونيو الماضي.حرب روسيا وأوكرانياوكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين، قال في تصريحات سابقة، إن روسيا لن تشارك في القمة الجديدة المزمع عقدها حول الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن موسكو لا تقبل ما وصفه بـ"الإنذارات".
وتابع: "نحن نعلم نوايا نظام كييف والمنسقين الغربيين، الذين يحاولون إعادة إحياء قمة بورغنستوك الفاشلة في سويسرا في منتصف يونيو الماضي، وهم يفكرون في عقد فعالية مماثلة وربما دعوة روسيا".

مقالات مشابهة

  • أميركا لا تعرف أهدافها من الحرب في أوكرانيا
  • تقرير إسرائيلي يتحدّث عن المرّة الوحيدة التي كان من الممكن فيها اغتيال نصرالله.. ماذا كشف؟
  • بريطانيا تتوقع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لما بعد عام 2026
  • "زيلينسكي" يؤكد أنه سيعرض على الرئيس الأمريكي "خطة النصر الأوكرانية"
  • روسيا تشن هجمات على أوكرانيا تزامنا مع قرب زيارة زيلينسكي إلى أمريكا
  • روسيا تكشف عن موقفها من "قمة السلام" مع أوكرانيا
  • الرئيس الأوكراني: إنهاء الحرب مع روسيا يعتمد على تصميم الحلفاء
  • روسيا تعلن أنها لا تعتزم المشاركة في قمة ثانية حول أوكرانيا
  • ذا هيل: هذه التكاليف الخفية لتورط أمريكا في حرب أوكرانيا