المسلة:
2025-02-02@04:29:11 GMT

التصعيد.. هل يقود إلى حرب شاملة أم تهدئة مؤقتة؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

التصعيد.. هل يقود إلى حرب شاملة أم تهدئة مؤقتة؟

24 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

رضوان عبد الله

الوضع في لبنان كما نقلته «رويترز» يشير إلى تصعيد خطير ودموي غير مسبوق منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية. فالقوات الإسرائيلية بدأت هجوماً واسعاً ، منذ الصباح الباكر، يستهدف مواقع تابعة لـحزب الله ، مترافقة مع تحذيرات للسكان اللبنانيين بالابتعاد عن المواقع العسكرية المحتملة، بما في ذلك المناطق المدنية التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنها تحتوي على أسلحة أو معدات عسكرية للحزب.

فالغارات الجوية طالت معظم مناطق جنوب لبنان والبقاع، مع تمدد الهجمات إلى بعض المناطق في جبل لبنان، مما يبرز مدى اتساع نطاق العمليات العسكرية. هذا التصعيد يأتي في سياق اشتباكات وتبادل للقصف بين حزب الله و”إسرائيل”، في وقت يحذر فيه الجيش الإسرائيلي من تصعيد أكبر إذا استمرت التهديدات الأمنية على أراضيه.

هذه الأحداث تعكس توترًا متزايدًا في المنطقة وتثير مخاوف من مزيد من الانهيار في الأوضاع الأمنية، خصوصاً مع استهداف المدنيين واستخدام التحذيرات للابتعاد عن المواقع الاستراتيجية،لذا فان التصعيد المتدحرج كان قد اشتد من الصباح ووصل ذروته مساء اليوم كما يلي:

1. التصعيد العسكري: “إسرائيل” بدأت هجوماً جوياً واسعاً في لبنان، مستهدفة مواقع تابعة لـحزب الله في جنوب لبنان والبقاع، مع تحذيرات للسكان بالابتعاد عن تلك المواقع.

2. تحذيرات للسكان: الجيش الإسرائيلي دعا السكان اللبنانيين، خاصة في القرى القريبة من مواقع حزب الله أو المناطق التي تحتوي على أسلحة، إلى الابتعاد حفاظاً على سلامتهم.

3. استهداف واسع: الغارات الإسرائيلية شملت مناطق واسعة في جنوب لبنان، مثل الزهراني، صيدا، صور، النبطية، مرجعيون، والبقاع الشرقي، وأيضاً للمرة الأولى، بلدة في جبيل شمال لبنان.

4. اتهام حزب الله: “إسرائيل” تتهم حزب الله بتخزين أسلحة في المباني المدنية واستخدام السكان كدروع بشرية.

5. غارات مكثفة: “إسرائيل” أعلنت أنها هاجمت نحو 800 هدف في لبنان، بما في ذلك مناطق تخزين الأسلحة والطائرات المسيّرة،حسب زعمها.

ويؤكد المراقبون ان الهدف من التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد لبنان هو إضعاف قدرات حزب الله العسكرية ومنعه من تهديد الأمن الإسرائيلي. ومن خلال الهجمات المكثفة، تسعى “إسرائيل” إلى استهداف مواقع تخزين الأسلحة والبنية التحتية العسكرية للحزب، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، قبل أن تُستخدم ضدها.

وفي نفس السياق فان “إسرائيل” تعتبر حزب الله تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وترى في تصعيد عملياتها العسكرية وسيلة لتقليل قدرات الحزب الاستراتيجية وردع أي هجمات مستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، فان الهجمات تأتي بشكل اعتداءات موسعة على ما يبدو أنه تزايد النشاط العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود،الذي يعتبره حزب الله معارك وانشطة مساندة للشعب الفلسطيني المقاوم لحرب الابادة الاسرائيلية المستمرة منذ نحو سنة على غزة والضفة والقدس المحتلة ، مما يرفع من مستوى التوتر بين الطرفين.

وكما تشير التحذيرات الإسرائيلية للسكان المدنيين اللبنانيين إلى محاولة لتجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة كما تزعم البيانات الاسرائيلية ، مع السعي إلى تفادي الضغط الامريكي والدولي الذي قد ينجم عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين،رغم انه وفقا لوزارة الصحة اللبنانية،تم ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي اليوم إلى 492 والإصابات إلى 1645 خلال اقل من 24 ساعة من القصف الجوي العنيف بحق المدنيين بالقرى والارياف والمدن الجنوبية والبقاعية.

والا ان حزب الله قادر على الرد بقوة وعنف على الغارات الإسرائيلية، ولديه تاريخ طويل من المواجهات مع “إسرائيل”، خاصة خلال حرب 2006. فالحزب يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة التي يمكن أن تصل إلى مناطق واسعة في “إسرائيل”، بالإضافة إلى قدرات عسكرية غير تقليدية تشمل الطائرات المسيرة، والصواريخ الموجهة، وتكتيكات حرب العصابات.

ومع ذلك، فان قرار الرد بقوة يعتمد على عدة عوامل، منها:
1. التوقيت السياسي والعسكري: فحزب الله قد يختار الوقت المناسب للرد بناءً على حسابات داخلية وخارجية، بما في ذلك الوضع الإقليمي والدولي، ومستوى الدعم الإيراني،والتطورات على الساحة اللبنانية.

2. التوازن العسكري: رغم قدراته العسكرية، يدرك حزب الله أن الرد العنيف قد يؤدي إلى تصعيد شامل، وربما إلى حرب أوسع مع “إسرائيل”. وهذا يحمل مخاطرة بتدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية وتأثير كارثي على المدنيين.

3. الحسابات الاستراتيجية: الحزب قد يفضل تجنب التصعيد الفوري واختيار رد محدود أو مرحلي للحفاظ على قوته وزخم الصراع في المستقبل، خاصة في ظل الضغوط الدولية والداخلية.وبالتالي، في حين أن القدرات للرد موجودة، فإن القرار بالرد بقوة أو اختيار تكتيكات أخرى سيكون مبنياً على حسابات أوسع تشمل الأهداف طويلة المدى للحزب والمنطقة.

وبعد هذا التوتر الكبير بين “إسرائيل” وحزب الله، فان هناك عدة سيناريوهات محتملة تعتمد على سلوك الطرفين والمواقف الإقليمية والدولية:
1. تصعيد محدود: قد يستمر التصعيد لفترة قصيرة عبر تبادل الضربات، مع محاولة الطرفين تجنب حرب شاملة. وهذا السيناريو يشمل ضربات محدودة من حزب الله ضد أهداف إسرائيلية، وردود إسرائيلية موجهة. فالهدف هنا هو إظهار القوة من الجانبين دون الانجرار إلى نزاع طويل الأمد.

2. حرب واسعة النطاق: إذا استمر التصعيد وتجاوز الحدود الحالية، قد ينجر الطرفان إلى حرب شاملة شبيهة بحرب 2006،وفي هذه الحالة، ستشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً واسعاً، مع ضربات مكثفة ضد المدن الإسرائيلية واللبنانية. هذا السيناريو سيكون له تداعيات كارثية على لبنان، بالنظر إلى التدمير الواسع المحتمل للبنية التحتية.

3. تهدئة بتدخل دولي: قد تتدخل الأطراف الدولية والإقليمية مثل الولايات المتحدة، فرنسا، والأمم المتحدة للضغط على الجانبين لوقف التصعيد. هذا التدخل يمكن أن يؤدي إلى هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة إذا كانت الضغوط الدبلوماسية قوية بما يكفي.

4. مواجهة محدودة دون تصعيد: قد يكتفي «حزب الله» برد محدود للحفاظ على موقفه السياسي والعسكري دون الدخول في مواجهة شاملة،وفي هذه الحالة، من المتوقع أن تقوم “إسرائيل” بضربات محددة وتوجيهية، لكن دون السعي إلى توسيع الصراع.

5. التأثير على الوضع اللبناني الداخلي: التصعيد الحالي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الداخلية في لبنان، حيث قد يتعرض البلد لمزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية، مما يزيد من تعقيد الأزمات الحالية. وبالتالي فان المجتمع الدولي قد يتدخل ليس فقط لمنع التصعيد، ولكن أيضاً لتخفيف الضغط عن لبنان.

والتوقع الأكثر ترجيحًا هو حدوث تصعيد محدود في الوقت الراهن، حيث يسعى الطرفان إلى تجنب حرب شاملة، ولكن هذا يعتمد على مدى نجاح الوساطات الدولية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: بما فی ذلک حرب شاملة فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيعين مقاومة لمس وجهك؟ اكتشفي سر العلاقة بين التوتر والبشرة

كم مرة تجدين نفسك تلمسين وجهك من دون وعي؟ ربما أثناء العمل، أو أثناء التحدث مع الآخرين، أو حتى أثناء مشاهدة التلفاز؟ وفقًا لدراسة علمية حديثة، فإن الإنسان يلمس وجهه بمعدل 50 مرة في الساعة، أي ما يصل إلى 800 مرة يوميا، من دون أن يدرك ذلك!

يقول عالم النفس الألماني جوليان باكهيسر من جامعة الرور في بوخوم إن بعض هذه اللمسات لها دوافع واضحة، مثل تعديل الحجاب، أو ترتيب الشعر، أو فرك العيون المتعبة، ولكن معظمها يحدث بلا سبب محدد.

لمس الوجه وعلاقته بالتوتر

يعتقد الباحثون أن لمس الوجه يلعب دورا مهما في تنظيم المشاعر والتقليل من التوتر. فوفقا لأحدث النظريات العلمية، فإن هذه العادة قد تساعد في تهدئة الجهاز العصبي واستعادة التوازن العاطفي.

لكن كيف يمكن أن يكون لهذا السلوك تأثير مهدئ؟ وفقًا لدراسة أجرتها جامعة غوته بفرانكفورت عام 2021، فإن لمس الآخرين أو لمس الذات قبل موقف مرهق يقلل من مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) في الجسم.

لماذا يجب الانتباه لهذه العادة؟

رغم الفوائد العاطفية التي قد نحصل عليها من لمس الوجه، فإنه ليس دائما أمرا إيجابيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحة البشرة. فملامسة الوجه باستمرار قد تؤدي إلى نقل الجراثيم والبكتيريا، مما يزيد من احتمال ظهور الحبوب والبثور، خصوصًا إذا كانت اليدان غير نظيفتين.

إعلان

لكن التوقف عن هذه العادة ليس بالأمر السهل! إذ يقول الباحثون من جامعة لايبزيغ إن محاولة منع نفسك من لمس وجهك تتطلب وعيا ومجهودا ذهنيا مستمرا.

لماذا الوجه تحديدا؟

في بعض الأحيان، لا يقتصر لمس الجسم على الوجه فقط، فقد يميل البعض إلى لمس الذراعين أو وضع اليد على الصدر عند الشعور بالقلق. لكن الأبحاث أثبتت أن الوجه هو أكثر أجزاء الجسم تعرضًا للمس في اللحظات العصيبة أو التي تتطلب تركيزا ذهنيا.

وقد أظهرت مراجعة علمية أجراها معهد بول فليكسينغ لأبحاث الدماغ عام 2021 أن ملامسة الوجه قد تكون وسيلة طبيعية للجسم للتخفيف من الضغط النفسي.

ملامسة الوجه قد تكون وسيلة طبيعية للجسم للتخفيف من الضغط النفسي (شترستوك) ما السر وراء هذه العادة؟

يشرح جو نافارو، المحلل السلوكي السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، أن الوجه يحتوي على شبكة معقدة من النهايات العصبية المرتبطة مباشرة بالدماغ، تجعله أكثر حساسية للمس مقارنة بباقي أجزاء الجسم.

من بين هذه الأعصاب، العصب الثلاثي التوائم (العصب الخامس) والعصب الوجهي (العصب السابع)، وهما مسؤولان عن إرسال إشارات التهدئة إلى الدماغ بسرعة فائقة.

هذا يعني أن لمسة خفيفة على الخد أو لمس الشفاه قد ترسل إشارات تهدئة فورية تساعد في استعادة الهدوء الداخلي بسرعة، خاصة عند الشعور بالتوتر.

لمس الوجه مؤشر على المشاعر!

لا يقتصر الأمر على تهدئة النفس فقط، بل يمكن أن يكون لمس الوجه إشارة للآخرين عن الحالة العاطفية التي تمرين بها. فقد يكون تكرار لمس الأنف أو الفم علامة على القلق أو الحاجة إلى الدعم العاطفي.

لذا، إذا لاحظتِ أن صديقتك أو زميلتك تلمس وجهها كثيرًا أثناء حديثها، فقد يكون من الجيد أن تسأليها إن كانت بحاجة إلى التحدث أو الدعم.

كيف تتجنبين لمس وجهك؟

إذا كنتِ ترغبين في الحد من هذه العادة لحماية بشرتك وتقليل انتقال البكتيريا، جربي هذه النصائح البسيطة:

اشغلي يديكِ بشيء آخر، مثل الإمساك بقلم أو خاتم. استخدمي منديلًا بدلًا من يديكِ عند الحاجة لحك الوجه. ضعي عطرًا على يديكِ، فالرائحة ستذكّرك بعدم لمس وجهكِ. حافظي على يديكِ نظيفتين دائما، حتى تقللي من تأثير هذه العادة. إعلان

صحيح أن عادة لمس الوجه عادة طبيعية تساعد في تهدئة الأعصاب، لكنها قد تؤثر على صحة البشرة إذا لم يتم التحكم بها. لذا، في المرة القادمة حين تجدين نفسك تلمسين وجهكِ بلا وعي، حاولي أن تفكري إذا كان ذلك بسبب التوتر، واعملي على إيجاد طرق أخرى للاسترخاء دون التأثير على نضارة بشرتكِ

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • لماذا لا تستطيعين مقاومة لمس وجهك؟ اكتشفي سر العلاقة بين التوتر والبشرة
  • عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • تصعيد غير مسبوق منذ الاتفاق.. هل تشتعل الجبهة الجنوبية من جديد؟!
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟