المسلة:
2024-09-24@17:19:39 GMT

التصعيد.. هل يقود إلى حرب شاملة أم تهدئة مؤقتة؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

التصعيد.. هل يقود إلى حرب شاملة أم تهدئة مؤقتة؟

24 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

رضوان عبد الله

الوضع في لبنان كما نقلته «رويترز» يشير إلى تصعيد خطير ودموي غير مسبوق منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية. فالقوات الإسرائيلية بدأت هجوماً واسعاً ، منذ الصباح الباكر، يستهدف مواقع تابعة لـحزب الله ، مترافقة مع تحذيرات للسكان اللبنانيين بالابتعاد عن المواقع العسكرية المحتملة، بما في ذلك المناطق المدنية التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنها تحتوي على أسلحة أو معدات عسكرية للحزب.

فالغارات الجوية طالت معظم مناطق جنوب لبنان والبقاع، مع تمدد الهجمات إلى بعض المناطق في جبل لبنان، مما يبرز مدى اتساع نطاق العمليات العسكرية. هذا التصعيد يأتي في سياق اشتباكات وتبادل للقصف بين حزب الله و”إسرائيل”، في وقت يحذر فيه الجيش الإسرائيلي من تصعيد أكبر إذا استمرت التهديدات الأمنية على أراضيه.

هذه الأحداث تعكس توترًا متزايدًا في المنطقة وتثير مخاوف من مزيد من الانهيار في الأوضاع الأمنية، خصوصاً مع استهداف المدنيين واستخدام التحذيرات للابتعاد عن المواقع الاستراتيجية،لذا فان التصعيد المتدحرج كان قد اشتد من الصباح ووصل ذروته مساء اليوم كما يلي:

1. التصعيد العسكري: “إسرائيل” بدأت هجوماً جوياً واسعاً في لبنان، مستهدفة مواقع تابعة لـحزب الله في جنوب لبنان والبقاع، مع تحذيرات للسكان بالابتعاد عن تلك المواقع.

2. تحذيرات للسكان: الجيش الإسرائيلي دعا السكان اللبنانيين، خاصة في القرى القريبة من مواقع حزب الله أو المناطق التي تحتوي على أسلحة، إلى الابتعاد حفاظاً على سلامتهم.

3. استهداف واسع: الغارات الإسرائيلية شملت مناطق واسعة في جنوب لبنان، مثل الزهراني، صيدا، صور، النبطية، مرجعيون، والبقاع الشرقي، وأيضاً للمرة الأولى، بلدة في جبيل شمال لبنان.

4. اتهام حزب الله: “إسرائيل” تتهم حزب الله بتخزين أسلحة في المباني المدنية واستخدام السكان كدروع بشرية.

5. غارات مكثفة: “إسرائيل” أعلنت أنها هاجمت نحو 800 هدف في لبنان، بما في ذلك مناطق تخزين الأسلحة والطائرات المسيّرة،حسب زعمها.

ويؤكد المراقبون ان الهدف من التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد لبنان هو إضعاف قدرات حزب الله العسكرية ومنعه من تهديد الأمن الإسرائيلي. ومن خلال الهجمات المكثفة، تسعى “إسرائيل” إلى استهداف مواقع تخزين الأسلحة والبنية التحتية العسكرية للحزب، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، قبل أن تُستخدم ضدها.

وفي نفس السياق فان “إسرائيل” تعتبر حزب الله تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وترى في تصعيد عملياتها العسكرية وسيلة لتقليل قدرات الحزب الاستراتيجية وردع أي هجمات مستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، فان الهجمات تأتي بشكل اعتداءات موسعة على ما يبدو أنه تزايد النشاط العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود،الذي يعتبره حزب الله معارك وانشطة مساندة للشعب الفلسطيني المقاوم لحرب الابادة الاسرائيلية المستمرة منذ نحو سنة على غزة والضفة والقدس المحتلة ، مما يرفع من مستوى التوتر بين الطرفين.

وكما تشير التحذيرات الإسرائيلية للسكان المدنيين اللبنانيين إلى محاولة لتجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة كما تزعم البيانات الاسرائيلية ، مع السعي إلى تفادي الضغط الامريكي والدولي الذي قد ينجم عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين،رغم انه وفقا لوزارة الصحة اللبنانية،تم ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي اليوم إلى 492 والإصابات إلى 1645 خلال اقل من 24 ساعة من القصف الجوي العنيف بحق المدنيين بالقرى والارياف والمدن الجنوبية والبقاعية.

والا ان حزب الله قادر على الرد بقوة وعنف على الغارات الإسرائيلية، ولديه تاريخ طويل من المواجهات مع “إسرائيل”، خاصة خلال حرب 2006. فالحزب يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة التي يمكن أن تصل إلى مناطق واسعة في “إسرائيل”، بالإضافة إلى قدرات عسكرية غير تقليدية تشمل الطائرات المسيرة، والصواريخ الموجهة، وتكتيكات حرب العصابات.

ومع ذلك، فان قرار الرد بقوة يعتمد على عدة عوامل، منها:
1. التوقيت السياسي والعسكري: فحزب الله قد يختار الوقت المناسب للرد بناءً على حسابات داخلية وخارجية، بما في ذلك الوضع الإقليمي والدولي، ومستوى الدعم الإيراني،والتطورات على الساحة اللبنانية.

2. التوازن العسكري: رغم قدراته العسكرية، يدرك حزب الله أن الرد العنيف قد يؤدي إلى تصعيد شامل، وربما إلى حرب أوسع مع “إسرائيل”. وهذا يحمل مخاطرة بتدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية وتأثير كارثي على المدنيين.

3. الحسابات الاستراتيجية: الحزب قد يفضل تجنب التصعيد الفوري واختيار رد محدود أو مرحلي للحفاظ على قوته وزخم الصراع في المستقبل، خاصة في ظل الضغوط الدولية والداخلية.وبالتالي، في حين أن القدرات للرد موجودة، فإن القرار بالرد بقوة أو اختيار تكتيكات أخرى سيكون مبنياً على حسابات أوسع تشمل الأهداف طويلة المدى للحزب والمنطقة.

وبعد هذا التوتر الكبير بين “إسرائيل” وحزب الله، فان هناك عدة سيناريوهات محتملة تعتمد على سلوك الطرفين والمواقف الإقليمية والدولية:
1. تصعيد محدود: قد يستمر التصعيد لفترة قصيرة عبر تبادل الضربات، مع محاولة الطرفين تجنب حرب شاملة. وهذا السيناريو يشمل ضربات محدودة من حزب الله ضد أهداف إسرائيلية، وردود إسرائيلية موجهة. فالهدف هنا هو إظهار القوة من الجانبين دون الانجرار إلى نزاع طويل الأمد.

2. حرب واسعة النطاق: إذا استمر التصعيد وتجاوز الحدود الحالية، قد ينجر الطرفان إلى حرب شاملة شبيهة بحرب 2006،وفي هذه الحالة، ستشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً واسعاً، مع ضربات مكثفة ضد المدن الإسرائيلية واللبنانية. هذا السيناريو سيكون له تداعيات كارثية على لبنان، بالنظر إلى التدمير الواسع المحتمل للبنية التحتية.

3. تهدئة بتدخل دولي: قد تتدخل الأطراف الدولية والإقليمية مثل الولايات المتحدة، فرنسا، والأمم المتحدة للضغط على الجانبين لوقف التصعيد. هذا التدخل يمكن أن يؤدي إلى هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة إذا كانت الضغوط الدبلوماسية قوية بما يكفي.

4. مواجهة محدودة دون تصعيد: قد يكتفي «حزب الله» برد محدود للحفاظ على موقفه السياسي والعسكري دون الدخول في مواجهة شاملة،وفي هذه الحالة، من المتوقع أن تقوم “إسرائيل” بضربات محددة وتوجيهية، لكن دون السعي إلى توسيع الصراع.

5. التأثير على الوضع اللبناني الداخلي: التصعيد الحالي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الداخلية في لبنان، حيث قد يتعرض البلد لمزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية، مما يزيد من تعقيد الأزمات الحالية. وبالتالي فان المجتمع الدولي قد يتدخل ليس فقط لمنع التصعيد، ولكن أيضاً لتخفيف الضغط عن لبنان.

والتوقع الأكثر ترجيحًا هو حدوث تصعيد محدود في الوقت الراهن، حيث يسعى الطرفان إلى تجنب حرب شاملة، ولكن هذا يعتمد على مدى نجاح الوساطات الدولية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: بما فی ذلک حرب شاملة فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيل وحزب الله.. مخاوف أميركية من حرب واسعة وآمال بالدفع نحو الدلبوماسية

قال مسؤولون أميركيون، إن إدارة الرئيس جو بايدن، "قلقة للغاية" بشأن خطر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، في ظل التصعيد غير المسبوق منذ اندلاع الحرب في غزة قبل نحو عام.

وأوضح المسؤولون، وفق موقع "أكسيوس" الأميركي، أن واشنطن، على الرغم من ذلك، تأمل في أن يقود الضغط العسكري الإسرائيلي على الجماعة، إلى "الوصول لحل دبلوماسي" يعيد المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأوضح الموقع أن إسرائيل والولايات المتحدة "تبحثان عن طرق لفصل حزب الله عن حماس" (والحركتان تصنفهما الولايات المتحدة كمنظمتين إرهابيتين).

وتواصلت الجهود الدبلوماسية على مدار أشهر من جانب الإدارة الأميركية لمنع التصعيد، لكن حزب الله كان ثابتا على موقفه الذي يؤكد أنه "لن يوقف الهجمات إلا مع وقف الحرب في غزة".

مع استمرار رفع الأنقاض.. حصيلة جديدة للغارة الإسرائيلية على "الضاحية" ارتفعت إلى 45 شخصا حصيلة القتلى جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا لمسؤولين عسكريين في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية، الأحد مع استمرار عمليات رفع الأنقاض لليوم الثالث على التوالي.

وأوضح المسؤولون في حديثهم لأكسيوس، أن إسرائيل تعتقد أن "زيادة الضغط" على حزب الله، سيدفع الجماعة المدعومة من إيران إلى "الموافقة على اتفاق عبر الدبلوماسية، بغض النظر عن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة".

وقال مسؤولون أميركيون للموقع، إنهم "يدركون عقلانية إسرائيل ويتفقون مع ذلك، لكنهم أكدوا أنها معادلة صعبة للغاية، يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة وتقود إلى حرب شاملة".

وقال مسؤول أميركي: "كانت إحدى الرسائل الرئيسية هي أننا نريد إبقاء الطريق مفتوحًا لحل دبلوماسي، وبالتالي لا نريد أن يتخذ الإسرائيليون خطوات من شأنها إغلاق مثل هذا الطريق".

لكن أكسيوس نقل عن مسؤولين أميركيين أيضًا أن مقتل القيادي بحزب الله، إبراهيم عقيل، "تحقيق للعدالة، بسبب دوره في تفجير السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية في بيروت قبل 40 عاما".

وحول المخاوف من اندلاع حرب شاملة، قال مسؤولون أميركيون لأكسيوس، إن "الولايات المتحدة أوضحت أن مثل هذه الحرب لن تساعد إسرائيل" في تحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم، على الحدود مع لبنان.

"مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، لا يمكن التشديد بما يكفي على أنّه لا يوجد حلّ عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ طرف." - المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في #لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت. pic.twitter.com/l3aHUXAfpm

— UNSCOL (@UNSCOL) September 22, 2024

كما حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، الأحد، من أن المنطقة تقترب من "كارثة وشيكة"، وسط التصعيد المتزايد بين حزب الله وإسرائيل، مشددة على أن الحل العسكري "لن يفيد أي طرف".

وكتبت بلاسخارت على منصة إكس: "مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، لا يمكن التشديد بما يكفي على أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يوفر الأمان لأي طرف".

حزب الله يعلن شن هجمات "كرد أولي".. وإسرائيل تتوعد بعمليات "مستمرة ومكثفة" قال حزب الله اللبناني، الأحد، إنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزه عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأعلن حزب الله، الأحد، أنه "استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية" شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزة عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع.

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أن "أكثر من 100 صاروخ" أطلقت من لبنان صباح الأحد، وأن فرق الإطفاء تعمل على إخماد حرائق اندلعت على أثرها، وذلك بعد ساعات من توجيهه ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف للحزب في لبنان.

وبدورها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية، الأحد، إن "60 غارة إسرائيلية تستهدف مواقع في قرى قضاء النبطية منذ ساعات الفجر".

وقتل 45 شخصا وأصيب قرابة 3 آلاف أخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية، جراء تفجير آلاف "أجهزة بيجرز"، الثلاثاء، ثم أجهزة اتصال لاسلكي، الأربعاء، يستخدمها عناصر الحزب.

وأقر "الأمين العام" للحزب، حسن نصر الله، الخميس، بأن الجماعة تعرضت لضربة "كبيرة وغير مسبوقة" في تاريخها، متوعدا إسرائيل التي لم تعلق على الضربات، بـ"حساب عسير".

مقالات مشابهة

  • كيربي: نحث إسرائيل على تجنب حرب شاملة مع لبنان
  • التصعيد في لبنان.. موقف أميركي حذر وجهود لمنع حرب شاملة
  • تقرير إسرائيل: تل أبيب منفتحة على تهدئة التوترات مع حزب الله اللبناني
  • مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: نحن على وشك حرب شاملة بعد التصعيد بين إسرائيل ولبنان
  • هل يقود التصعيد بين حزب الله والاحتلال إلى حرب كبرى؟
  • جماعة الحوثي: إسرائيل تجر المنطقة لحرب شاملة عبر التصعيد بلبنان
  • تصعيد إسرائيل وحزب الله.. مخاوف أميركية من حرب واسعة وآمال بالدفع نحو الدبلوماسية
  • تصعيد إسرائيل وحزب الله.. مخاوف أميركية من حرب واسعة وآمال بالدفع نحو الدلبوماسية
  • مستعدون للدخول في حرب شاملة.. إسرائيل: ردنا على أي هجوم من حزب الله سيكون قويًا