سودانايل:
2024-12-18@02:00:04 GMT

وسائل التواصل الاجتماعي سرادق عزاء!

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

وسائل التواصل الاجتماعي سرادق عزاء!
السودانيون يموتون بالقهر والحزن والقمع والغربة وأوجاع الحرب!

اقتلعت الحرب ملايين السودانيات والسودانيين، وشردتهم وحاصرتهم داخل منازلهم ومدنهم وقراهم واجبرت الملايين منهم للنزوح واللجوء تحت سطوة القهر والحزن والقمع وضيق ذات اليد والامراض المزمنة وانقطاع سبل كسب العيش فمات الناس حزناً وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي لسرادق كبير للعزاء والحزن ورحيل ووداع الأحبة من الأسرة والأهل والجيران واناس الحي والقرية والمدينة.


إن اي جولة في وسائل التواصل الاجتماعي تمطر حزناً وجبراً للخواطر في ذات الوقت والانسان للإنسان رحمة وهو في الأصل ضيف في هذه الارض وطوبي للضيف أينما كان وحل.
أوجاع الحرب عجلت برحيل الكثيرين بعد ان اقتلعوا عنوة من جذورهم وفارقوا رائحة المنازل وأغنام ومواشي القرية والمزارع ورائحة الليمون والصور القديمة التي تركت عالقة على جدران البيت الكبير، وغابت لمة الاسرة والجيران والأحبة، وتدمرت المدن والاحياء والمؤسسات وجرفت ذاكرة المتاحف ودار الوثائق حتى يكون السودان بلا ذاكرة، وجُرح النسيج الاجتماعي جرحاً غائراً ونازفاً من دم القبائل والأقاليم، إن الطلقة والدانة ستتوقف يوماً ما ولكن الدم الراعف لن يصبح ماء.
من سيعيد للسودانيين إنسانيتهم التي جرحت؟ ويعيد بسمة الأطفال الذين روعوا؟ ومن يستطيع أن ينظر في أعين النساء المغتصبات؟ وكبار السن الذين خدموا مجتمعنا ومتقاعدين كانوا يبحثون عن منزل مطمئن وشجرة ظليلة وكتاب قديم ينُفض عنه الغبار وعنقريب في شمس الضحى، وميشيعون لا يعكر صفوهم الرصاص والارتكازات من سيعيد هؤلاء الأوفياء مرة أخرى إلى منازلهم وأكواخهم ومن يُرجع لنا مراسم تشييع الأحبة التي مضت ؟
إن الماضي لا يعود ولا يسترجع فهو ليس مثل الكتابة على الألواح الاكترونية التي يسهل بها الحذف والحفظ والاسترجاع، ولكن في الماضي دروس للمستقبل، فما يحدث اليوم بدأ في توريت أغسطس ١٩٥٥ وانتهى بحل عالج الاعراض وترك المرض في ٣ مارس ١٩٧٢ في اديس ابابا، لقد كان ٣ مارس عيداً ولكنه لم يكن لوحدة السودان! وجائت نيفاشا والسلام الشامل الذي لم يكن شاملاًً! وتمسك البعض بالشريعة فوق أسنة الرماح وتمسك الآخرين بالمواطنة، ثم جائت اتفاقيات لا تحصى ولا تعد وحروب تناسلت حتى وصلت الخرطوم، ان حرب اليوم هي وليدة حروب الأمس.
الآن نحن بلا مركز وبهامش على طول السودان وعرضه مليئاً بالانتهاكات والجرائم ولا يحفظ حق المدنيين في الحياة.
وستنتهي الحرب ولكن السلام رفيق للعدل متى ما زادت جرعة العدل زادت جرعة السلام وهو يكمن في المواطنة بلا تمييز وتغيير الاتجاه، إن صفحة الماضي مليئة بثقوب الحرب، إذا اردنا ان ننهي الحرب علينا بالسلام المستدام وترك هشاشة الحلول الجزئية خلفنا ولنعالج بالجملة لا بالقطاعي في مشروع جديد، والمستقبل حرية وسلام وعدالة وهو خيار الشعب، ونجده في ديسمبر وليس أبريل.
طوبى لمن مات بالقهر والحزن والقمع والغربة وأوجاع الحرب.
وطوبى لمرور مائة عام على ثورة ١٩٢٤.
وطوبى للسودان الجديد.

٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

سعر حذاء رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن يثير الجدل!

أثار الحذاء الذي كان يرتديها رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن خلال زيارته إلى دمشق وصلاته في المسجد الأموي بعد سقوط نظام بشار الأسد الجدل علي وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.

 

وقالت وسائل إعلام، أن الحذاء الذي كان يرتديه قالن في الصورة مع الصحفي التركي كمال أوزتورك يبلغ سعره 3700 ليرة تركية.

 

وأضافت أن الحذاء الذي كان يرتديها إبراهيم قالن تم إنتاجه محليًا وسعره 3700 ليرة تركية.

 

وتابعت أن نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي قالوا أن سعر الحذاء معقول، وأسلوب قالن المتواضع جدًا.

مقالات مشابهة

  • ما قصة المقابر الجماعية في سوريا التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي؟
  • الآن.. حدث بارز مساء اليوم بصنعاء يشعل منصات التواصل الاجتماعي(التفاصيل)
  • 3 أشهر مهلة لشركات التواصل الاجتماعي لتحسين السلامة أو مواجهة غرامات ضخمة
  • وفاة الناشط الجنوب سوداني الذي اشتهر بحبه للسودان وشعبه “دينق قوج” والحزن يخيم على مواقع التواصل
  • ممثل الأعلى لتنظيم الإعلام: شبكات التواصل الاجتماعي تنتهك القيم
  • سعر حذاء رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن يثير الجدل!
  • لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي!
  • مواقع التواصل الاجتماعي تتحول لسرادق عزاء بعد رحيل القبطان نبيل الحلفاوي
  • الإفتاء: وسائل التواصل الاجتماعي أكثر المصادر نشرًا للفتاوى العشوائية والمضللة بنسبة 39%
  • مفتي الجمهورية: وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار فوضى الفتاوى