سودانايل:
2025-01-05@05:15:31 GMT

حرب السودان حسب القانون الدولي الانساني !

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

مناظير الثلاثاء 24 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* كثفت مليشيا الجنجويد في الآونة الأخيرة قصف الأسواق وقتل وترويع المدنيين، حيث شهد السوق الكبير بمدينة الفاشر (سوق حجر قدو) مؤخرا قصفا مدفعيا متواصلا بواسطة قوات الدعم السريع تسبب في وقوع 27 قتيلا وعشرات المصابين، وقصفت مدافعها الغادرة يوم أمس سوق (صابرين) في ام درمان مما أدى لمقتل 13 شخصا وإصابة 33، فما الذي تهدف إليه المليشيا المتوحشة من وراء ذلك، ولماذا يظل المدنيون الابرياء الهدف الدائم للحرب بدون مراعاة لدين أو أخلاق أو قوانين .

. وما الذي تجنيه الاطراف المتحاربة من قتل وترويع الاطفال والنساء وكبار السن والمدنيين العُزَّل، وارتكاب جرائم حرب حسب القانون الدولي الإنساني (وهو مجموعة من القواعد التي تسعى إلى الحد من آثار النزاع المسلح، وحماية الأشخاص الذين لا يشاركون أو كفوا عن المشاركة في الأعمال القتالية، وتضع قيودًا على وسائل الحرب وأساليبها)؟!

* وحتى لو افترضنا أن القصف حدث بشكل عشوائي، كما يردد بعض قادة الطرفين، فإنه لا يعفي الجاني من إرتكاب جريمة حرب حسب (القاعدة 11 ) التي تحظر القصف العشوائي أو الهجمات العشوائية والتي تُعرِّفها (القاعدة 12 ) بأنها التي لا تُوجَّه الى هدف عسكري محدد (الفقرة 7 أ)، أو التي تَستخدِم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن توجيهها الى هدف عسكري محدد (7 ب)، او التي تستخدم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن تحديد آثارها على النحو الذي يقتضيه القانون، ومن شأنها في حالةٍ كهذه أن تصيب أهدافاً عسكرية ومدنيين أو أعياناً مدنيّة دون تمييز(7 ج).

* وبالتالي فإن تبرير قتل وترويع المدنيين بأن القصف حدث بشكل عشوائي لا يعفي من وقوع الجريمة، ولا بد من محاسبة الشخص المباشر الذي ارتكبها والذي اصدر الاوامر إليه، حسب (القاعدة 152 ) التي تنص على أن " القادة والأشخاص الآخرون الأرفع مقاماً مسؤولون جزائيا عن جرائم الحرب التي تُرتكب بناء على أوامرهم".

* بل ذهبت القاعدة (153) الى أبعد من ذلك وقضت بتجريم القادة إذا عرفوا بوقوع الجريمة ولم يعاقبوا مرتكبها، أو كان لديهم علم بوقوعها ولم يتخذوا التدابير المعقولة لمنعها، وجاء في نص القاعدة: "القادة والأشخاص الآخرون الأرفع مقاماً مسؤولون جزائياً عن جرائم الحرب التي يرتكبها مرؤوسوهم إذا عرفوا، أو كان بوسعهم معرفة أنّ مرؤوسيهم على وشك أن يرتكبوها أو كانوا يقومون بارتكاب مثل هذه الجرائم ولم يتخذوا كل التدابير اللازمة والمعقولة التي تخولها لهم سلطتهم لمنع ارتكابها أو معاقبة الأشخاص المسؤولين عنها".

* كما تُلزم القاعدة ( 154 ) المقاتل بعدم إطاعة أمر غير قانوني: " يجب ألاّ يطيع المقاتل أمراً من الواضح أنه غير قانوني"، ولا يحميه من المحاسبة الدفع بأنه ارتكب الفعل إطاعة لأوامر عليا إذا كان يعرف أن الفعل غير قانوني، حسب القاعدة 155 التي تنص على: " لا يُعفَي المرؤوس من المسؤولية الجزائية إطاعة أوامر عليا إذا عرف أن الفعل المأمور به كان غير قانوني، أو كان بوسعه أن يعرف ذلك بسبب الطبيعة غير القانونية الواضحة للفعل المأمور به."

* لقد احتوى القانون الدولي الإنساني على كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بالحد من النزاع المسلح وحماية المدنيين والبيئة التي يوجدون فيها واماكن إقامتهم وأعمالهم وحياتهم اليومية..إلخ، خلال النزاعات المسلحة الدولية أو غير الدولية، ولم يترك ثغرة واحدة ينفذ منها مرتكبو الجرائم والانتهاكات، من عدم توفير الحماية للمدنيين وتخريب البيئة وتدمير الاعيان المدنية ونهب وتخريب الأملاك المدنية العامة والخاصة والممتلكات الثقافية، والمعاملة المهينة والحط من الكرامة والترويع والتعذيب والتجويع واعاقة وصول الاغاثات والعنف الجنسي، والقتل، ومعاملة الأسرى والمعتقلين والجرحى والموتي، والنازحين، والأشخاص الذين يتمتعون بحماية خاصة (الاطفال، النساء، كبار السن المعوقون والعجزة)، والرعاية الطبية للجرحى والاشخاص الآخرين، والتعويض عن الخسائر، ونوع الاسلحة المستخدمة والألغام، وكل انواع الجرائم والانتهاكات الاخرى، كما يتحدث القانون عن توعية العسكريين بالقانون الدولي الإنساني (القاعدة 142 )، والسكان المدنيين (القاعدة 143 )، وينص على عدم سقوط جرائم الحرب بالتقادم مهما مر عليها من سنوات، وكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالنزاعات المسلحة والحد منها وحماية المدنيين.

* الى متى يظل المدنيون الابرياء ضحايا لطرفى الحرب، وما الذي تجنيه الاطراف المتحاربة من استهداف المدنيين ومتى تتحرك القوى المدنية السودانية والسودانيون لانقاذ انفسهم ووطنهم وأجيالهم القادمة من هذه المحرقة الكيزانية الجنجويدية البشعة؟!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القانون الدولی غیر قانونی التی ت أو کان

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: مصر كشفت جرائم الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان على غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إنّ شهادات المسؤولين الدوليين بشأن جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة واستهداف البنى التحتية والصحية والمستشفيات والمدارس تثبت ما أكدت عليه مصر منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر 2023.

وأضاف خبير العلاقات الدولية في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ مصر كشفت جرائم إسرائيل منذ اليوم والأسبوع الأول، وأكدت أن ما تقوم به يتجاوز مبدأ الدفاع عن النفس إلى انتهاج سياسة العقاب الجماعي وقتل الفلسطينيين واستهداف النساء والأطفال واستهداف البنى التحتية وعدم التفريق بين ما هو مدني وغير مدني.

وتابع : «الاحتلال يتعامل مع كل سكان قطاع غزة وكأنهم أهداف مشروعة ومسلحون، وبالتالي، فإنها تمارس جرائم الحرب وسط تواطؤ غربي ودولي ودعم وصمت وتبرير أمريكي لما تقوم به من جرائم الإبادة الجماعية، إلا أن مصر تحركت على كل المسارات مثل المسار القانوني بكشف جرائم الاحتلال والعمل على محاكمة مرتكبي جرائم الحرب وتحركت في محكمة العدل الدولية وتضامنت في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بخصوص ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية».

مقالات مشابهة

  • الاحتلال نفذ 94 غارة على قطاع غزة تسببت باستشهاد 184 فلسطينيا
  • بعد غلق دار رعاية.. كيف واجه القانون جرائم إهمال المسنين
  • السودان… عام آخر من الحرب!
  • يوم عمل عادي في السودان
  • أجندة!!
  • توسع أحكام الإعدام في السودان بمزاعم التعاون مع «الدعم السريع» .. هيئة حقوقية: ما يحدث للنساء في ولاية النيل الأزرق «جرائم ضد الإنسانية»
  • الميدوب: ممارسات للمليشيا ضد المدنيين في ظل صمت مخزي للمجتمع الدولي
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • خبير علاقات دولية: مصر كشفت جرائم الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان على غزة
  • ما هي الرؤى بعد الحرب ؟