سودانايل:
2024-09-24@11:16:33 GMT

مدينة كسلا تقدم نموذجاً في احتضان النازحين

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

تعد مدينة كسلا في شرق السودان من المدن التي شهدت حركة نزوح كبيرة خلال الحرب مؤخراً، نتيجة الصراع المسلح الذي نشب في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد تسبب في أزمة إنسانية هائلة، وساهم في تفاقم الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد. ونتيجة للأزمات المتكررة التي شهدتها مناطق مختلفة من السودان، بسبب النزاع المسلح والصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع.

أدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة وضواحيها، مما جعل المجتمع المحلي والمنظمات الشعبية تتبنى مشاريع متعددة لدعم النازحين من حيث الإيواء والإطعام وتوفير الاحتياجات الأساسية.
أحد التحديات الكبرى التي واجهتها مدينة كسلا كانت في كيفية توفير أماكن آمنة وصحية لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين. وقد ظهرت عدة مبادرات شعبية استجابة لهذا التحدي، ومنها إقامة المخيمات المؤقتة حيث كان للمجتمع المحلي دور كبير في إنشاء مخيمات مؤقتة في ضواحي المدينة. وتعاونت العائلات والأفراد مع الجهات التطوعية لتوفير المساحات المفتوحة وتحويلها إلى أماكن سكن مؤقتة للنازحين. تميزت هذه المبادرات بالاعتماد على الخيام البسيطة والمصنوعة من المواد المحلية، مثل القماش والبلاستيك والأخشاب. بالإضافة إلى توفير السكن لدى العائلات، في ظل الضغط الكبير على المخيمات، قامت العديد من العائلات في كسلا بفتح منازلها للنازحين. هذه المبادرة شكلت جزءًا من النسيج الاجتماعي السوداني الذي يعتمد على التعاون والتكافل. العائلات المضيفة لم تقتصر مساعدتها على السكن فقط، بل امتدت لتشمل تقديم الطعام والرعاية الصحية الأساسية. كما قامت بعض المبادرات الشعبية بجمع التبرعات المحلية لبناء ملاجئ أكثر استدامة. هؤلاء المتطوعون يعملون على بناء منازل بسيطة من الطين أو القش تتوافق مع الظروف البيئية للمنطقة، مما يوفر حلاً طويل الأجل للأسر النازحة.
بسبب تزايد أعداد النازحين، ظهر تحدي توفير الطعام اليومي للأسر المتضررة. وبرزت عدة مبادرات شعبية في هذا المجال مثل المطابخ المجتمعية التي تعرف ب (التكايا) جمع تكية، حيث أقامت مجموعات شبابية ونسائية مطابخ مجتمعية تقوم يومياً بطهي وتوزيع وجبات الطعام على النازحين. تعمل هذه المطابخ بتمويل من التبرعات المحلية والمغتربين، دون إعلام وضوضاء وتستخدم الموارد المتاحة في المنطقة، مثل الذرة والقمح والبقوليات.
رغم النجاح النسبي لهذه المبادرات في سد الاحتياجات العاجلة للنازحين، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها مثل نقص الموارد .. حيث تعتمد هذه المبادرات بشكل كبير على التبرعات المحلية، وغالباً ما تعاني من نقص التمويل والموارد الأساسية لتلبية جميع الاحتياجات. علاوة على الظروف الصحية الصعبة في ظل الضغط الكبير على المخيمات والملاجئ المؤقتة، يكون من الصعب الحفاظ على الظروف الصحية الجيدة، خاصة في ظل نقص المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي. كما تعتمد معظم هذه المشاريع على جهود فردية ومجتمعية تطوعية، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الدعم على المدى الطويل، خاصة مع استمرار الأزمة وتزايد أعداد النازحين.
إن المبادرات الشعبية في مدينة كسلا تعكس روح التعاون والتكافل التي يتميز بها المجتمع السوداني، حيث انصب جهد السكان المحليون لدعم النازحين في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي. ومع أن هذه المبادرات تمكنت من تحقيق بعض النجاح، إلا أن استدامتها تعتمد على التعاون المستمر بين المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، إضافة إلى البحث عن حلول أكثر ديمومة لمعالجة الأزمة الإنسانية.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المبادرات مدینة کسلا

إقرأ أيضاً:

وزير الشباب: مركز شباب التجلي الأعظم بسانت كاترين سيكون نموذجاً لمراكز التنمية الشبابية

أكد وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، أن تحويل مركز شباب التجلي الأعظم في سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء إلى مركز تنمية شبابية، يأتي في إطار حرص الدولة على تنمية قدرات الشباب وتوفير بيئة متكاملة لهم، وخاصة في المناطق التي تحمل رمزية تاريخية ووطنية مثل سيناء.

تأتي هذه التصريحات تعقيبا على إصدار الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء قرارا بالموافقة على طلب وزارة الشباب والرياضة بشأن تحويل مركز شباب سانت كاترين "سابقا" / مركز شباب التجلي الأعظم "حالياً" بمحافظة جنوب سيناء، إلى مركز تنمية شبابية.

وأشار إلى أن مركز شباب التجلي الأعظم سيكون نموذجاً رائداً لمراكز التنمية الشبابية على مستوى الجمهورية، حيث سيشهد عملية تطوير شاملة تشمل استكمال السور المحيط بالمركز، وتطوير المبنى الإداري، وإنشاء مدرجات للجماهير في الملعب القانوني.. كما سيتم تغيير نجيلة الملعب إلى اللون الأحمر بما يتناسب مع الهوية البصرية الفريدة للمنطقة وتناسقاً مع معالم مدينة سانت كاترين التاريخية.

وشدد صبحي على أن وزارة الشباب والرياضة تسعى دائماً إلى تطوير الخدمات المقدمة للشباب في جميع أنحاء الجمهورية، مع التركيز على المناطق الحدودية ويأتي هذا المشروع كجزء من رؤية الوزارة لتلبية احتياجات الشباب المصري وتوفير الفرص لهم لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم.

مقالات مشابهة

  • حكومة السوداني تقدم تسهيلات إلى اللبنانين من حيث الإقامة لدعم صمود حزب الله اللبناني!
  • السوداني يدعو منظمة الهجرة الدولية لإنقاذ سكان المحافظات الجنوبية من الجفاف ومعالجة ملف النازحين
  • تدشين أرض الصناعات الدوائية بولاية كسلا
  • السوداني لمنظمة اليونيسيف:حققنا تقدم كثير في مجال الطفولة والتربية والتعليم !
  • تحالف التأهيل في هونغ كونغ: الإمارات نموذجا يحتذى في تمكين أصحاب الهمم
  • وزير الشباب: مركز شباب التجلي الأعظم بسانت كاترين سيكون نموذجاً لمراكز التنمية الشبابية
  • اجتماع طوارئ كسلا يستعرض الوضع الوبائي للكوليرا وسبل المكافحة
  • 7 شهداء في قصف إسرائيلي لمدرسة تأوي النازحين في مدينة غزة
  • ارتكاب مجزرة بحق النازحين في مدرسة الزيتون جنوب شرق مدينة غزة