سودانايل:
2024-12-18@13:24:50 GMT

مدينة كسلا تقدم نموذجاً في احتضان النازحين

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

تعد مدينة كسلا في شرق السودان من المدن التي شهدت حركة نزوح كبيرة خلال الحرب مؤخراً، نتيجة الصراع المسلح الذي نشب في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد تسبب في أزمة إنسانية هائلة، وساهم في تفاقم الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد. ونتيجة للأزمات المتكررة التي شهدتها مناطق مختلفة من السودان، بسبب النزاع المسلح والصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع.

أدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة وضواحيها، مما جعل المجتمع المحلي والمنظمات الشعبية تتبنى مشاريع متعددة لدعم النازحين من حيث الإيواء والإطعام وتوفير الاحتياجات الأساسية.
أحد التحديات الكبرى التي واجهتها مدينة كسلا كانت في كيفية توفير أماكن آمنة وصحية لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين. وقد ظهرت عدة مبادرات شعبية استجابة لهذا التحدي، ومنها إقامة المخيمات المؤقتة حيث كان للمجتمع المحلي دور كبير في إنشاء مخيمات مؤقتة في ضواحي المدينة. وتعاونت العائلات والأفراد مع الجهات التطوعية لتوفير المساحات المفتوحة وتحويلها إلى أماكن سكن مؤقتة للنازحين. تميزت هذه المبادرات بالاعتماد على الخيام البسيطة والمصنوعة من المواد المحلية، مثل القماش والبلاستيك والأخشاب. بالإضافة إلى توفير السكن لدى العائلات، في ظل الضغط الكبير على المخيمات، قامت العديد من العائلات في كسلا بفتح منازلها للنازحين. هذه المبادرة شكلت جزءًا من النسيج الاجتماعي السوداني الذي يعتمد على التعاون والتكافل. العائلات المضيفة لم تقتصر مساعدتها على السكن فقط، بل امتدت لتشمل تقديم الطعام والرعاية الصحية الأساسية. كما قامت بعض المبادرات الشعبية بجمع التبرعات المحلية لبناء ملاجئ أكثر استدامة. هؤلاء المتطوعون يعملون على بناء منازل بسيطة من الطين أو القش تتوافق مع الظروف البيئية للمنطقة، مما يوفر حلاً طويل الأجل للأسر النازحة.
بسبب تزايد أعداد النازحين، ظهر تحدي توفير الطعام اليومي للأسر المتضررة. وبرزت عدة مبادرات شعبية في هذا المجال مثل المطابخ المجتمعية التي تعرف ب (التكايا) جمع تكية، حيث أقامت مجموعات شبابية ونسائية مطابخ مجتمعية تقوم يومياً بطهي وتوزيع وجبات الطعام على النازحين. تعمل هذه المطابخ بتمويل من التبرعات المحلية والمغتربين، دون إعلام وضوضاء وتستخدم الموارد المتاحة في المنطقة، مثل الذرة والقمح والبقوليات.
رغم النجاح النسبي لهذه المبادرات في سد الاحتياجات العاجلة للنازحين، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها مثل نقص الموارد .. حيث تعتمد هذه المبادرات بشكل كبير على التبرعات المحلية، وغالباً ما تعاني من نقص التمويل والموارد الأساسية لتلبية جميع الاحتياجات. علاوة على الظروف الصحية الصعبة في ظل الضغط الكبير على المخيمات والملاجئ المؤقتة، يكون من الصعب الحفاظ على الظروف الصحية الجيدة، خاصة في ظل نقص المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي. كما تعتمد معظم هذه المشاريع على جهود فردية ومجتمعية تطوعية، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الدعم على المدى الطويل، خاصة مع استمرار الأزمة وتزايد أعداد النازحين.
إن المبادرات الشعبية في مدينة كسلا تعكس روح التعاون والتكافل التي يتميز بها المجتمع السوداني، حيث انصب جهد السكان المحليون لدعم النازحين في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي. ومع أن هذه المبادرات تمكنت من تحقيق بعض النجاح، إلا أن استدامتها تعتمد على التعاون المستمر بين المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، إضافة إلى البحث عن حلول أكثر ديمومة لمعالجة الأزمة الإنسانية.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المبادرات مدینة کسلا

إقرأ أيضاً:

تعطيل الدراسة لجميع المراحل الدراسية بولاية كسلا

أصدرت وزارة التربية والتوجيه بولاية كسلا قراراً قضى بتعطيل الدراسة بجميع المراحل الدراسية بالولاية اعتباراً من السبت 21 ديسمبر الجاري نسبة للإستعداد لإجراء امتحانات الشهادة الثانوية،على أن تستأنف الدراسة يوم السبت 11 يناير من العام الجديد.
وقد أوضح مدير عام وزارة التربية والتوجيه ماهر الحسين محمد علي في تصريح لمراسل صحيفة التيار أن عدد المراكز في الولاية 206 مركز وأن عدد الجالسين 15033 طالب وطالبة فيهم 7583 نازح، وأضاف أن التجهيز للإمتحانات الشهادة الثانوية يسير بصورة طيبة. وأنه يتوقع تفوق الطلاب من هذه الولاية. وطمأن المواطنين أن إجراء تعطيل الدراسة فقط يجئ لتهيئة الظروف المثالية لقيام الامتحانات وأنه بعد نهايتها مباشرة ستستأنف الدراسة بصورة طبيعية.

التيار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعطيل الدراسة لجميع المراحل الدراسية بولاية كسلا
  • الدول الأوروبية التي تقدم أعلى أجور
  • "حياتنا" تقدم منتجات عالية الجودة لتلبية احتياجات العائلات
  • تقدم صهيوني في بعض احياء مدينة الحضر بريف القنيطرة السورية
  • موتيسيبي: منح المغرب احتضان المونديال هو اعتراف بجهود المملكة من أجل تطوير كرة القدم في القارة الإفريقية
  • احتضان النفايات « ١»
  • رئيس الوزراء يُتابع الموقف التنفيذي لأعمال تطوير مدينة رأس الحكمة وإعادة تسكين العائلات داخل منطقة "شمس الحكمة"
  • رئيس الوزراء يتابع أعمال تطوير مدينة رأس الحكمة وإعادة تسكين العائلات في شمس الحكمة
  • “تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
  • السوداني يرأس اجتماعاً خاصاً لإطلاق الأعمال التنفيذية للمرحلة الثالثة من مشروع تأهيل مدينة بغداد التأريخية