سودانايل:
2025-02-02@00:23:58 GMT

ولجت حقل التعليم بكامل سمتها التربوي

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

ولجت حقل التعليم بكامل سمتها التربوي ، واعطت واعطت ولم تستبق شيئا ورحلت وهي عائدة للتو من مدرستها التي احبتها من كل قلبها .
بنتنا الأستاذة الراحلة بلقيس محمد احمد الخليفة ابراهيم كانت مربية قبل أن تكون معلمة وقد نهلت من تربية والدها الخليفة محمد احمد الذي كان سابقا لعصره في حكمته وبعد نظره وتعامله مع الآخرين ومع أبنائه كان يتخذ منهم اصدقاء ودائما تجده مبتسما وهو يتبادل معهم النقاش وقد تعلموا منه حسن الانصات والجدية ووزن الأمور بميزان الصبر والروية وعدم التعجل وأن يضعوا الأمور في نصابها وعندما يستدعي الأمر الحزم يكون حازما في غير تطرف أو شدة بل كان يعطي الدرس في أن لكل مقام مقال ولكل حادث حديث .


كانت الراحلة وقد نشأت في بيت شوري ومنذ الصغر عرفت وعرف الأبناء تداول الآراء وبسطها بكل شجاعة أدبية تدربوا عليها من غير تكلف أو حب للظهور أو للدعاية والاعلان ... ولا ننسي الام التي كانت موئل للعطف والحنان وقد انداح حنانها لأبنائها واحترامها لزوجها والجيران وفاض لعموم الأهل والمعارف فقد جسدت معني الالفة والتآلف والتعامل الذكي العفوي من بطريقة السهل الممتنع وقد صارت رمزا للعمل في صمت من أجل مد يد العون للآخرين بكل أريحية فاقت الوصف .
الراحلة بدأت حياتها العملية معلمة بالمرحلة الأولية وتنقلت خارج العاصمة بكل همة ونشاط وأظهرت منذ البداية عشقها للمهنة وقد استعدت لها تماما بحكم التنشئة من اب مستنير وام مثالية ... وكان لابد لها أن تطور من نفسها وهذا هو ديدن من زرع فيهم الطموح بواسطة آباء غر ميامين ... ومع إرهاق العمل خاصة في المدرسة الأولية التي تكثر فيها مهام المعلم ويكون جدول الحصص عادة مكتظا واصلت دراستها المسائية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم وتخرجت فيها بليسانس علم الجغرافيا والدراسات البيئية وتم ترفيعها لتعمل في شعبة الجغرافيا بالمدارس الثانوية وقد أثبتت حقا تفوقها في تدريس هذه المادة التي يسمونها احيانا بعلم الخرائط وقد تميزت برسم الخرائط بإبداع فنان عالي الموهبة من غير النظر إلي كتاب أو مطبوعة وكانت تنقل رأسا خطوطها الجميلة من الذاكرة رأسا وكانت الاحصائيات عندها حاضرة ومعني هذا أنها كانت تدخل الفصل بكامل الاستعداد وهي جاهزة لتقدم ما يفيد خدمة للطلاب واحتراما لاقبالهم علي الدرس في شوق وتوق وحب للمادة ومعلم المادة الذي سخر نفسه تماما من أجل هذه المهمة العلمية التي يحتاجها المجتمع ويحتاجها الوطن الذي لابد من وضعه في حدقات العيون ليأخذ مكانه الطبيعي تحت الشمس بين ارقي الأمم.
من الأشياء أو من المكرمات التي لا انساها لبنتنا الأستاذة الراحلة يوم طلبنا منها يد العون لتسعف بنتنا بمراجعة ضرورية في مادة الجغرافيا وغدا امتحان الشهادة وهي لم تجتهد ابدا في هذه المادة ولم تنتبه للخطر إلا في آخر لحظة وطبعا والأمر كذلك لم يكن أمامها إلا أن تذرف الدموع وتتحسر ... المهم وبسرعة البرق اتصلنا بابنتنا المديرة بلقيس ونحن نعرف مسؤولياتها ومسغولياتها التي لا حصر لها خاصة وهي مديرة لمدرسة نموذجية تنافس علي المراكز الأولي وان مكتبها دائما يكون مكتظ بالمراجعين من أولياء الأمور والطالبات ... ورغم ذلك لم تخذلنا وجاءت الي بيتنا في فترة المساء وظلت تشرح وتشرح في حماس وترفع من روح ابنتنا المعنوية ولا اقول كم ساعة قضت معها ولكن كان وقتا طويلا جعل ابنتنا تنام غربرة العين وقد عرفت في تلك الساعات من علم الخرائط والدراسات البيئية مالم تعرفه منذ سنين ...
وظهرت النتيجة وكانت مادة الجغرافيا عندها متوجة بنتيجة ممتازة ودرجة محترمة ودخلت جامعة الخرطوم الجميلة ومستحيلة وتخرجت بصورة مشرفة.
هذه هي الأستاذة بلقيس محمد الخليفة ابراهيم ابنة اختي الراحلة فاطمة فضل المولي عبد الرحمن قرشي. زوجة المهندس النابغة عبدالرحمن النجومي وتركت وراءها من الأبناء والبنات وكلهم ما شاء الله من الناجحين وقد توارثوا النبوغ من أجدادهم ووجدوا أمامهم أما رعتهم بالحنان والعطف والتربية السليمة بنفس اسلوب والدها الذي يجعل من أبنائه اصدقاء يتناول معهم مايهمهم بمنتهي الشوري والرقي والذوق الرفيع والفهم والعلم النافع .
وكان يوم رحيلها يوم عادت من مدرستها التي احبتها من كل قلبها ودخلت البيت عند المساء ووضعت دفاترها واقلامها علي المنضدة واتكات لتأخذ قسطا من الراحة ومن ثم تهب للصلاة ولتناول وجبة الغداء ...
ويبدو أنها الرقدة الأخيرة وشعرت ببعض التعب مما استدعي نقلها علي عجل للمستشفي وكان الأجل اسرع ففاضت روحها آمنة مطمئنة وكانت مبتسمة .
جعل الله سبحانه وتعالى الجنة متقلبها ومثواها وادخلها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. و ( إنا لله وانا اليه راجعون ) وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم .
خال الراحلة فقيدة التربية والتعليم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رموز الفن المصري في معرض القاهرة الدولي للكتاب

متابعة بتجــرد: تبرز كتب السير الشخصية والإصدارات التذكارية عن أعلام الفن المصري داخل أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام كعلامة على امتداد أثرهم في وجدان القراء رغم مرور عقود على رحيلهم ومحاولة من المؤلفين لرد الاعتبار إلى أسماء فنية غابت عنها الأضواء.

وتتصدر المطربة أم كلثوم عناوين عدد من الكتب منها “أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة” الصادر عن ديوان للنشر للكاتب حسن عبد الموجود الذي يسرد 50 حكاية عن الراحلة تشمل مفارقات في مشوارها منذ كانت طفلة في الريف حتى أصبحت أيقونة فنية.

كما أصدرت دار إبداع للنشر والتوزيع كتابا بمناسبة مرور 50 عاما على ذكرى وفاة أم كلثوم بعنوان “صاحبة الجلالة.. أم كلثوم” للمؤرخ الفني محمد شوقي، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.

ويستعرض الكتاب زوايا مختلفة للمطربة الملقبة “كوكب الشرق” منها نظرة الغرب لها، ورحلاتها الخارجية، واستقبالها في معظم مطارات العالم العربي بحفاوة تحاكي استقبال الملوك وكبار الشخصيات.

ومن الكتب التي تخلد ذكرى أم كلثوم في المعرض أيضا كتاب “أم كلثوم والأتراك” الصادر عن دار مرفأ للثقافة والنشر للباحث الموسيقي التركي مراد أوزيلدريم وترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير.

ويكشف الكتاب عن تأثر الأتراك بالمطربة المصرية الراحلة خاصة في فترة حظر إذاعة الموسيقى الكلاسيكية في تركيا بين عامي 1934 و1936، ما جعل أم كلثوم الصوت الأقرب لأذن المستمع التركي عبر أثير الإذاعة الحكومية المصرية الناشئة آنذاك.

وهناك كذلك كتاب “أم كلثوم ومن معها” للكاتب إبراهيم شكري الذي يقدم شرحا مبسطا للموسيقى والمقامات وفهما أوسع لتاريخ الموسيقى العربية للقارئ غير المتخصص مع تحليل لأشهر أغاني أم كلثوم.

أما القاص والصحفي شريف صالح فجاءت مساهمته في إحياء ذكرى أم كلثوم عبر رواية صادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 270 صفحة من القطع المتوسط بعنوان “مجانين أم كلثوم”.

ويقول الناشر في تعريفه بالكتاب “لا تقدم هذه الرواية فقط توثيقا لروائع “الست” وإنما هي محاولة جدية لرسم سردية جديدة لأغنياتها التي باتت في دماء الشعب العربي بأكمله، كجزء من الهوية المصرية والعربية”.

وتطرح دار ريشة للنشر والتوزيع المتخصصة في كتب السير الذاتية مجموعة كبيرة من الإصدارات عن رموز الفن المصري في معرض القاهرة للكتاب منها “مَلِك حزين.. سيرة درامية” عن الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين من تأليف الناقد الفني ماهر زهدي. (…)

أما الشاعر والباحث الموسيقي محب جميل فيواصل رحلته التي بدأها قبل سنوات مع السير الشخصية للفنانين بإصدار جديد عن المحرر للنشر والتوزيع بعنوان “سعاد مكاوي.. أكبر من النسيان” يستعرض فيه رحلة فنانة متعددة المواهب (1928-2008) لم تنل حظا وافرا من الشهرة.

ويقول جميل في تقديمه للكتاب “لقد حضرت سعاد بصوتها في الإذاعة وبرامجها المتنوعة، كما زينت طلتها العديد من المشاهد الفكاهية في الأفلام الغنائية خلال حقبتي الأربعينيات والخمسينيات. فكونت مع إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو ثنائيا مدهشا أمتعنا بكوكبة من المونولوجات الفكاهية والديالوجات في أفلام حملت توقيع كبار المخرجين أمثال: عباس كامل وحسن الإمام وحلمي رفلة وحسن رمزي وآخرين”.

ومن بين نجوم الماضي الذين أعاد معرض القاهرة للكتاب الاعتبار لهم الممثلة ميمي شكيب في كتاب بعنوان “ميمي شكيب.. سيرة أخرى” الصادر عن ديوان للنشر في 240 صفحة للكاتب والباحث محمد الشماع.

وقال الشماع إن الكتاب يرتكز على مذكرات الفنانة الراحلة التي نشرت في حلقات بمجلة عربية لكن ما سردته عن نفسها توقف عند عام 1974 ليبدأ هو في استكمال باقي التفاصيل عبر بحثه وتدقيقه في كل ما نشر وكتب عنها لاحقا.

وتشارك 1345 دار نشر من 80 دولة في الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية في الفترة من 23 كانون الثاني إلى الخامس من شباط.

main 2025-01-31Bitajarod

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • «التربوي للغة العربية لدول الخليج» يعرّف بإصداراته في «القاهرة للكتاب»
  • ياسمين صبري بكامل أناقتها فوق الجليد (صور)
  • موسى صبري 50 عاما في قطار الصحافة.. «متواضع وكانت قضيته محاربة الفساد»
  • رموز الفن المصري في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • وزير التربية واليونسكو يبحثان سبل تعزيز الملف التربوي في محافظات العراق
  • الشيباني: القادم أدهى وأمر إذا لم تتم استعادة الدولة بكامل هيبتها
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية