جهود لوقف القصف الإسرائيلي.. آخر تطورات المشهد السياسي في لبنان
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
مع استمرار التصعيد في لبنان، تسعى جهود سياسية عديدة لخفض التصعيد، وسط تلميحات بأنه ليس بإمكان أحد الضغط على إسرائيل بما فيها حليفتها الأبرز واشنطن، فما آخر التطورات السياسية في المشهد اللبناني حتى الآن؟
في السياق، أصدرت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الثلاثاء، بيانا دعت فيه إلى “عقد قمة عربية وإسلامية لوقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان”.
ونقل موقع “السومرية” عن الخارجية العراقية، قولها إن “وفد جمهورية العراق، برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، دعا إلى عقد قمة عربية وإسلامية تهدف إلى وقف عدوان الكيان الإسرائيلي على لبنان”.
وأضاف البيان: “قدم العراق هذا المقترح خلال اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري المنعقد في نيويورك يوم الاثنين الموافق 23 سبتمبر2024، على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أعلن أمس الاثنين، عن “إنشاء جسرين جوي وبري لإرسال المساعدات إلى لبنان”.
إلى ذلك، “أرسلت واشنطن رسالة إلى رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، مفادها أن أبواب الدبلوماسية أغلقت ولم يعد هناك مجال لأي مفاوضات”.
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، “تلقى “ميقاتي” اتصالات أمريكية بأن “واشنطن لم تعد قادرة على ضبط الإسرائيليين ولا مجال لفعل أي شيء”.
ورأت مصادر مطلعة أن “التطورات الأخيرة ستفرض تعديلا على جدول الأعمال، حيث يتوقع أن تطرح وساطة فرنسية”.
وكشف الصحيفة عن “رسائل أمريكية وعربية وأوروبية وصلت يوم أمس بكثافة الى بري وميقاتي وحتى الى حزب الله، تضمنت طلبا إسرائيليا واضحا ومباشرا بإغلاق جبهة الإسناد كمدخل لوقف التصعيد”، وبحسب الصحيفة، “حملت هذه الرسائل تهديدات مبطنة بأن “أحدا لن يستطيع الضغط على إسرائيل في حال عدم قبول حزب الله بالتراجع”.
كما أعلن، أمس، “عن دخول تركيا وقطر على خط الوساطة مع حزب الله مباشرة”، وقالت المصادر إن “وفدا سيصل من البلدين إلى بيروت اليوم “حاملا مبادرة ذاتية، لا تتضمن أي ضمانات من إسرائيل”.
وقالت المصادر إن “الرسائل تتقاطع حول نقطة واحدة وهي أن إسرائيل تريد خلق منطقة عازلة لا بشر فيها ولا حجر بعمق 10 كيلومترات، ولن تتراجع عن ذلك، وأن الحل الوحيد هو في العودة إلى تطبيق القرار 1701 مع تقديم التنازلات التي تطلبها إسرائيل، وأي رفض لن يواجه إلا بمزيد من الضربات والتصعيد”.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس”، أن “الإدارة الأمريكية تحاول منع إيران من المشاركة المباشرة في القتال”.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال: “نعمل على احتواء التصعيد”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة “ستبذل قصارى جهدها لتجنب اندلاع حرب أوسع نطاقا”.
في السياق، عبرت دولة الإمارات عن “قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ودعت وزارة الخارجية في بيان، الثلاثاء، “إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية”.
وأكدت على “موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والتصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، والتي تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار”، مشددة “على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيدا عن لغة المواجهة والتصعيد”.
وأكدت السعودية أنها تتابع بـ”قلق بالغ” التطورات في لبنان، كما جددت تحذيرها من “خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة”، مع سقوط قرابة 500 قتيل في هذا البلد جراء مئات الغارات الإسرائيلية”.
وقالت الخارجية السعودية، إنها “تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة”، وحضت “كافة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب”.
وندد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، “بالهجمات العشوائية التي تنفذها قوات لكيان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية”، مؤكداً “دعم الصين القوي والثابت للبنان في الحفاظ على سيادته”.
ونقلت وكالة شينخوا عن وانغ قوله خلال لقائه نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “إن الصين تدعم لبنان بحزم في الحفاظ على سيادته وأمنه وكرامته الوطنية”.
وأضاف وانغ: “في إطار الصداقة التقليدية الطويلة بين الصين ولبنان تقوم بكين بمتابعة التطورات الأخيرة في المنطقة عن كثب، ولا سيما التفجيرات الإسرائيلية الأخيرة لأجهزة الاتصالات اللاسلكية في أنحاء لبنان، وهي تعارض بشدة هذه الاعتداءات العشوائية ضد المدنيين”.
في السياق، أعلنت شركة “فلاي دبي” الإماراتية والخطوط الجوية القطرية تعليق رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى يوم غد الأربعاء.
هذا وخلفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان، 492 قتيلا، بينهم 35 طفلا، في أعنف قصف جوي على الإطلاق.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله القصف الإسرائيلي على لبنان ضاحية بيروت الجنوبية فی المنطقة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
يصمد بعض مزارعي الزيتون في أراضيهم جنوبي لبنان رغم أزيز الطائرات والخطر المحدق بهم في حين منعت المعارك والقصف الكثير من السكان من العودة إلى قرى أخرى في الجنوب تعرّضت لدمار كبير، فالكثير من البلدات هجرها أهلها ولم يعد لأراضيها من يحصدها.
ويقدّر البنك الدولي دمار نسبة 12% من مزارع الزيتون في المناطق المعرضة للقصف في جنوب البلاد وشرقه. لذلك، توقع البنك في تقرير نشر الخميس الماضي، أن "يؤدي تعطيل حصاد الزيتون بسبب القصف والنزوح إلى خسائر تبلغ 58 مليون دولار".
خوف من الحربفي الكفير، تتوزّع أشجار الزيتون في كل مكان حتى الأفق حيث يظهر جبل الشيخ الذي لم يغطّ الثلج قممه بعد، وقرب كلّ حقل، سيارة أو سيارتان تؤشر بوجود عمّال أو أصحاب أرض يعملون على قطف الزيتون في هذا الموسم.
في نهاية يوم العمل الذي غالبا ما يتخلله خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت، يرفع العمّال أكياس الزيتون على ظهورهم، ويحمّلونها على شاحنات استعدادا لنقلها من أجل تخزينها أو عصرها وتحويلها إلى زيت.
وبينما يحصد كُثُر محاصيلهم بأيديهم، يخاف آخرون أن يأتوا إلى القرية، مما أثّر بشكل غير مباشر على عمل سليم كساب (50 عاما)، صاحب معصرة زيتون تقليدية في الكفير.
ويقول الرجل وهو يقف داخل المعصرة التي ورثها عن والده إن "العديد من الناس لم يأتوا بأنفسهم لحصد الزيتون" هذا العام "بل أحضروا عمالا ليقطفوا عنهم" من خارج القرية، "هؤلاء يعصرون الزيتون خارج القرية أيضا"، وفق كساب، مما أثّر سلبًا على عمله.
ويضيف كساب الذي جاء إلى القرية وحيدا هذا الموسم من دون زوجته وأولاده خشية من مخاطر القصف "هناك خوف من الحرب طبعا، ليس لدى الجميع الجرأة للقدوم إلى هنا".
داخل البناء الحجري القديم في أحد الشوارع الضيقة في القرية، يدأب العمّال على نقل الزيتون من آلة إلى أخرى لهرسه وعصره وتحويله إلى زيت.
يأتي صاحب محصول مع مطرات زرقاء كبيرة لجمع الزيت والاطمئنان على سير العمل.
وقبل الحرب، كان كساب يُصلح آلات العصر في منطقة النبطية أو صيدا في جنوب لبنان، لكن الوصول إلى تلك المناطق بات مستحيلا حاليا بسبب القصف، وينبغي البحث عن حلول في مناطق أخرى.
لذلك، يضيف كساب "يحتاج إصلاح أي عطل 3 إلى 4 أيام بدل يوم واحد".
حرق ونزوحفي جنوب لبنان وشرقه، تسببت الحرب بـ"حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية" أو "بالتخلي عنها"، إلى جانب "فقدان المحاصيل بسبب نزوح المزارعين من الجنوب" نتيجة القصف الاسرائيلي، وفق تقرير البنك الدولي.
وتسبّبت الحرب في لبنان بنزوح نحو 900 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وبشكل عام، وخلال التصعيد المستمر منذ أكثر من عام، بلغت قيمة "الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة حتى تاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2024 حوالي 124 مليون دولار"، بحسب البنك الدولي.
لكن في الكفير تشكّل حقول الزيتون مصدر رزق لغالبية سكانها الذين يصفونها بالأشجار "المباركة".