الجنوب في حضن الوطن.. اللبنانيون يتأهبون لإغاثة إخوانهم
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
غيرة وطنية تجسّدت بشكل حيّ أمس على الأرض، من الجنوب، إلى بيروت، فالجبل والبقاع وصولا إلى الشمال. بقلب واحد ويدّ واحدة، اجتمع الشباب والنساء والرجال أمام مراكز الإيواء داخل قراهم، واستعدوا لاستقبال إخوانهم من الجنوب.. مشاهد ترفع لها القبعة.. مجموعات منظّمة، وموزعة، استلمت مهامًا متعددة، بدءًا من توزيع النازحين، وصولا إلى تأمين المستلزمات الاساسية من طعام وماء وفرش للنوم وثياب.
مشاهد الإستقبال هذه لأبناء الوطن الواحد لا تعتبر أبدًا غريبة عن اللبنانيين، على الرغم من التباينات الدائمة بينهم، فلطالما كانت مواقع التواصل تضجّ بصور التآخي والعيش المشترك، التي شكّلت حيزًا استثنائيا في المنطقة العربية، ورسمت صورة خاصة عن اللبنانيين، الذين يتنازلون عن أحقادهم وتصلباتهم السياسية حين تطال يد العدو إخوانهم في الوطن.
على الأرض لا تستطيع إلا أن تلتمس الإندفاع، والصورة الابرز كانت الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا و25 عامًا.. هؤلاء كانوا عصب المجموعات، إذ استمروا بالعمل من دون توقف منذ بدء العدوان على الجنوب والبقاع حتى ساعات الصباح الأولى. بدءًا من المدارس ومراكز الإيواء في مختلف المناطق، تجمهر اهالي القرى والبلدات استعدادا لاستقبال النازحين. وكان في عملية الإسناد هذه تواجد أساسي للبلديات وواضح للجمعيات، التي وضعت قدراتها المادية واللوجستية في خدمة المجموعات التي تدير عملية استقبال النازحين القادمين من الجنوب. مشاهد المدارس الممتلئة يؤكّد على حجم حركة النزوح الكثيفة، التي وصلت إلى قرابة 6500 نازح . وتستمر الأعداد بالتزايد مع استقبال المدارس نازحين جددا صباح اليوم، بعد أن تحسن السير تدريجيا. ما هو لافت أكثر اليوم توافد اهالي البلدات إلى المدارس والمراكز، إذ عملوا على تجهيز الطعام والحاجات الاساسية خاصة للنساء والاطفال، على الرغم من التعدد الثقافي والسياسي.. إلا أنّهم اجتمعوا على هدف واحد: دعم أهالي الجنوب ومساندة أهله في أوقات المحنة. وبعيدًا عن مراكز الإيواء والمدارس، لم يتوان اصحاب العقارات والمراكز عن فتح بيوتهم وبشكل مجاني. فخلال جولة على مواقع التواصل الإجتماعي، تستطيع أن ترصد عرض أكثر من 200 شقة للعائلات النازحة بشكل مجاني، حيث توزعت على أكثر من منطقة.
أصحاب سيارات الاجرة و "الفانات" لم يغيبوا عن المشهد، إذ كرسوا سياراتهم وخدماتهم بشكل مجاني لأهالي الجنوب، علمًا أن القصف العنيف أدى إلى تدمير مئات السيارات، ولم يستطع الاهالي التنقل بشكل انسيابي. صورة اللحمة الوطنية أيضا كُرّست على الطريق، خاصة في أماكن الإزدحام، حيث توقف السير لأكثر من 5 ساعات، عانى خلالها المئات من مشاكل عديدة، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية. هناك اجتمع عشرات الشبان حاملين الماء والطعام، واستمروا على مدى أكثر من 3 ساعات بتوزيع ما تيسر منها على اكثر من 3000 نازح. وبين المنازل والمدارس ومراكز الايواء، فتحت الاديرة والكنائس أبوابها لاستقبال النازحين في بيروت وجبل لبنان، استعدادا لتأمين منازل ومراكز لهم لضمان إقامتهم بشكل لائق وكريم. هذه اللحظات كانت بمثابة رسالة للعالم بأن لبنان، رغم كل الأزمات التي يمر بها، ما زال يمتلك روح التكاتف والمقاومة التي تقف سدًا منيعًا أمام كل التحديات. لا يمكن للعدوان أن يكسر إرادة شعب أظهر عبر التاريخ أنه موحد في وجه الأزمات، وأنه قادر على تحويل المآسي إلى فرص لتعزيز الروابط بين أفراده، ولتكريس رسالة لبنان الجامعة القائمة على المحبة والسلام. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
مصر قائدة الجهود الإنسانية لإغاثة غزة في مواجهة عدوان إسرائيل: قدمت 87% من المساعدات
في إطار دورها الإقليمي والإنساني، تواصل مصر تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت التقارير أن مصر قدمت ما يزيد عن 87% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع منذ بداية الأزمة، لتثبت مرة أخرى أن دعم القضية الفلسطينية يمثل عقيدة راسخة في الوجدان المصري.
ويستعد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، لتجهيز أكبر أسطول من المساعدات الإنسانية المقرر توجيهه إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، استكمالًا للجهود المصرية التي لم تتوقف منذ بدء العدوان، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
تضطلع مصر بدور محوري في ضمان تدفق المساعدات إلى القطاع، رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المعابر.
ونجحت الجهود المصرية، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، في التوصل لاتفاق هدنة يتضمن السماح بدخول 600 شاحنة يوميًا إلى غزة، منها 50 شاحنة محملة بالوقود، مع تخصيص نصف المساعدات لشمال القطاع الأكثر تضررًا.
ورغم تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني، استمرت مصر في إيصال المساعدات جوًا تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي شدد على ضرورة تخفيف المعاناة عن أهالي القطاع.
ونجحت الدولة المصرية في فرض إرادتها السيادية على المنطقة، وضغطت على الجانب الإسرائيلي للسماح بإدخال المساعدات، وهو ما أشادت به الوفود الأممية التي زارت معبر رفح واطلعت على الجهود المبذولة.
لم تتوقف الجهود المصرية عند حدود الإمدادات الغذائية والطبية فقط، بل شملت أيضًا إقامة سلسلة من المخيمات الإنسانية في جنوب قطاع غزة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المهجرين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وكان أحدث هذه المخيمات مخيم «خان يونس»، الذي أنشئ لتوفير المأوى والخدمات الأساسية للنازحين.
على مدار التاريخ، أثبتت مصر أنها الشريك الأكثر التزامًا بقضية فلسطين، حيث قدمت المساعدات الإغاثية والطبية رغم التحديات السياسية والميدانية.
ومع وصول نسبة المساعدات المصرية إلى 87% من إجمالي المساعدات الدولية المقدمة لغزة، تؤكد القاهرة دورها الرائد كداعم رئيسي للشعب الفلسطيني وكمحور استراتيجي للجهود الإنسانية في المنطقة.
تتطلع مصر، التي تحملت العبء الأكبر في مواجهة هذه الأزمة، إلى أن تكون المرحلة المقبلة بداية لتعزيز السلام والاستقرار في قطاع غزة، مع استمرار جهودها في تقديم كل ما يلزم للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.