رجل المبادئ.. مسؤول عربي مسلم في ميشيغان يوضح أسباب دعمه لترامب
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس بلدية عربي مسلم من أصول يمنية دعمه للرئيس السابق، دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة 2024.
أمير غالب، الذي يتولى رئاسة بلدية هامترامك في ولاية ميشيغان الأميركية، المدينة ذات الأغلبية المسلمة، كان يعتبر لفترة طويلة واحدا من أصوات المجتمع العربي الديمقراطي في الولايات المتحدة. لكن تحوله المفاجئ لدعم ترامب أثار دهشة كبيرة بين مؤيديه ومعارضيه على حد سواء.
ولد غالب في اليمن وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن المراهقة، وعرف بانتمائه للحزب الديمقراطي لفترة طويلة، فما الذي يدفعه لتأييد ترامب؟
"السياسة الخارجية والوضع في غزة هي أحد الأسباب" التي دفعته لتأييد ترامب، "ولكن أيضا الوضع الداخلي والسياسة المحلية سبب آخر"، يقول غالب في مقابلة مع موقع "الحرة".
كان غالب قد بدأ مسيرته موظفا في قطاع الرعاية الصحية، حيث كسب ثقة مجتمعه بفضل عمله الجاد والتزامه المهني، واندمج في المجتمع الأميركي ليشق طريقه حتى أصبح شخصية سياسية بارزة.
في عام 2021، حقق غالب نصرا تاريخيا عندما هزم كارين ماغوسكي في الانتخابات، وأصبح أول رئيس بلدية عربي مسلم في مدينة هامترامك بولاية ميتشيغان.
العرب والمسلمون الأميركيون.. هل يملكون قوة الحسم في انتخابات الرئاسة الأميركية؟ يقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز حول علاقة الرئيس الأميركي "المقطوعة" مع القادة المسلمين والعرب الأميركيين إنه حتى في الوقت الذي يمارس فيه، جو بايدن، ضغوطا جديدة على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، فإن أولئك الذين طالبوا بذلك يقولون إنه "قليل جدا، ومتأخر جدا". دعم غير متوقع لترامبعرب ومسلمون في مجتمع ميشيغان يتساءلون، لماذا ترامب؟ ولماذا يدعم غالب سياسيا أثار غضب كثير من المجتمعات بسبب سياساته، خصوصا بشأن الهجرة والشرق الأوسط؟
جدل كبير وصل حد الإساءات اللفظية، كما يقول غالب الذي طالب الجميع بالحوار والنقاش وفهم وجهات النظر المختلفة.
A message to the Arabic-speaking folks: إلى الإخوة الأعزاء الذين يستمتعون في البقاء على هامش التاريخ والأحداث، من حقكم...
Posted by Ameer Ghalib on Monday, September 23, 2024وفي مقابلة تلفزيونية لاحقة، أوضح غالب أن دعمه لترامب جاء نتيجة للإحباط الذي شعر به من سياسة إدارة الرئيس جو بايدن، وأوضح قوله: "في وقت كنا فيه مستائين من سياسة بايدن، زارني أعضاء من حملة ترامب في مكتبي عدة مرات، وأرسلوا لي دعوة رسمية للقاء ترامب شخصيا".
غالب أشار إلى أن لقاءه مع ترامب كان نقطة تحول في موقفه السياسي، إذ تضمن اللقاء الحديث عن "قضايا كثيرة، خاصة المتعلقة بالشرق الأوسط، وترامب تلقى رسالتي بشكل إيجابي".
هذا التفاعل الشخصي مع ترامب الذي طالما وعد بإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط وإيقاف الحروب، كان له تأثير كبير على غالب الذي يؤكد أن "ترامب أبدى اهتماما كبيرا بمخاوفنا، ووعد بأخذها على محمل الجد".
وفي فيديو نشره على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف غالب عن تفاصيل لقائه مع ترامب، وقال "ذهبت إلى الرئيس السابق دونالد ترامب والتقيته وطرحت عليه مشاكلنا وتخوفاتنا".
وأضاف غالب: "ترامب أظهر تفهما كبيرا وطلب مني الصعود إلى المنصة والتحدث بجواره" في إحدى تجمعاته الانتخابية.
The former President’s statement after my endorsement. تصريح الرئيس السابق بعد تزكيتي له.
Posted by Ameer Ghalib on Sunday, September 22, 2024وعلى الرغم من دعوة ترامب المفاجئة، قرر غالب التريث في الصعود إلى المنصة، خشية أن يسبب ذلك إحراجا للحملة: "كان الحارس مترددا، قال إن هذا الشخص جدلي، لكن ترامب قال له: لا يهمني، دعوه يصعد". ورغم إصرار ترامب، فضل غالب تأجيل الأمر "لمناسبة أخرى".
A message to the Arab American community. في غلط بسيط ، في الدقيقة ١٦ عندما تكلمت عن الصراحة على بلاطة، قلت الحزب الجمهوري، لكن المقصود هو الحزب الديمقراطي. Small error in minute 16, I meant Democratic Party not Republican! تحياتي للجميع
Posted by Ameer Ghalib on Friday, September 20, 2024بناء علاقة جديدةلم يخف غالب انفتاحه على الحزب الجمهوري، رغم أن مدينته ذات الأغلبية العربية والمسلمة كانت تقليديا معقلا للديمقراطيين.
يقول غالب: "القطيعة بيننا وبين الحزب الجمهوري كانت طويلة، لكننا الآن نفتح قنوات تواصل جديدة وعلينا بناء الثقة".
ويضيف: "في الماضي، قيل لنا إن هؤلاء الناس (الجمهوريون) يكرهوننا، لكنني وجدت منهم رغبة في بناء علاقة إيجابية".
وأكد غالب قوله: "قد لا نتفق أنا والرئيس ترامب على كل شيء، لكنني أعلم أنه رجل مبادئ".
وأضاف أن ترامب "قد يكون الخيار الأفضل في هذا الوقت الحرج" الذي يمر به العالم.
هل يمكن لحرب غزة أن تقلب نتائج الانتخابات الأميركية؟ مع مرور 11 شهرا على الحرب الإسرائيلية على غزة، تتسارع التوقعات بشأن تأثير هذا الصراع على الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة، إذ تسعى كلا حملتي نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب إلى استثمار أي حدث دولي قد يؤثر على الرأي العام الأميركي وتوجيه أصوات الناخبين بما يخدم مصالحها السياسية. الانتقادات والمخاوفورغم دعمه لترامب، لا يخفي غالب اختلافه مع الرئيس السابق في بعض القضايا، خاصة في ملف الهجرة.
وموقف ترامب السابق من تقييد الهجرة الشرعية كان مثيرا للجدل. واليمن، بلد غالب الأصلي، كان واحدا من البلدان التي تأثرت بقرار حظر السفر الذي فرضه ترامب.
يقول غالب: "أتمنى أن يفهم ترامب أن اليمنيين في الولايات المتحدة هم جزء من المجتمع، ويعملون بجد".
وبشان ما يحدث في اليمن، شدد غالب على أن الأزمة تحتاج إلى حل سياسي، وأن الولايات المتحدة يجب أن تساعد اليمنيين في تشكيل حكومة شرعية منتخبة.
"اليمنيون ضحايا للصراع الذي تديره القوى الأجنبية"، يقول غالب الذي يأمل أن "يساهم ترامب في إيجاد حل لهذا الصراع".
ترامب "فرصة لبداية جديدة"يرى غالب أن دعمه لترامب ليس مجرد خيار سياسي، بل جزء من رغبة أكبر في رؤية تغيير حقيقي في السياسة الأميركية، داخليا وخارجيا.
"أعتقد أن ترامب يمكن أن يقدم الحل لإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط"، يقول غالب، "نحن لا نتفق على كل شيء، ولكن هناك نقاط جوهرية يمكن البناء عليها".
ويعتقد غالب أن هناك تحولا يحدث في آراء الناخبين العرب والمسلمين تجاه ترامب. "لا أستطيع القول إنني أمثل كل المجتمع العربي والمسلم هنا، لكنني حصلت على دعم عدد كبير من الناس"، يقول غالب.
The former president reposted my endorsement post. الرئيس السابق يعيد نشر تغريدتي في منصة تروث سوشيل ومنصات اخرى. ليس لدي حساب هناك حتى اعمل مشاركة.
Posted by Ameer Ghalib on Sunday, September 22, 2024تحديات داخليةعلى الصعيد الداخلي، يرى غالب أن الاقتصاد الأميركي يمر بحالة من "الانهيار" تحت إدارة بايدن. كما أنه يشعر بالقلق من "التدخلات السافرة" في الحريات الدينية والمعتقدات، ويعتقد أن هذه القضايا جزء من أسباب دعمه لترامب.
وينتقد غالب ما يصفها بسياسات الديمقراطيين لأن "الأمر وصل إلى حد رفع دعاوى قضائية ضدك بسبب عدم تخليك عن بعض قيمك الدينية والأخلاقية".
تأثير الناخبين العرب والمسلمينغالب يدرك أن الناخبين العرب والمسلمين يشكلون جزءا مهما في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا.
ففي انتخابات 2020، ساهمت أصوات العرب والمسلمين بشكل حاسم في فوز بايدن في تلك الولايات. لكن غالب يشير إلى أن "التحول" في آراء هذه المجتمعات قد يلعب دورا رئيسيا في انتخابات 2024.
وكان لنسبة الإقبال المرتفعة والدعم للمرشحين الديمقراطيين بين هذه المجتمعات دور محوري في ولايات مثل ميشيغان، حيث كان هامش النصر ضئيلا بين بايدن وترامب.
ولدى الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين اهتمامات سياسية محددة تؤثر على سلوكهم الانتخابي.
وتشمل القضايا الرئيسية السياسة الخارجية، وخاصة علاقات الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط، والتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فضلا عن القضايا الداخلية مثل الحقوق المدنية، والهجرة، ومكافحة الإسلاموفوبيا.
يقول خبراء الانتخابات في أميركا إن أصوات الأميركيين العرب والمسلمين مهمة في تحديد نتيجة انتخابات 2024.
ويقول خبراء إنه يتعين على هاريس وترامب أن ينتبها إلى هموم وأولويات هذه المجتمعات لضمان دعمهم وضمان إقبال كبير من الناخبين.
وفي الانتخابات التمهيدية لولاية ميشيغان التي جرت في 27 فبراير الماضي، صوت أكثر من 100 ألف من سكان الولاية، أي 13 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين بخيار "غير ملتزم" أو " uncommitted".
ومن خلال التصويت بخيار "غير ملتزم"، فإن الناخبين يشيرون إلى أن الديمقارطيين يخاطرون بخسارة أصوات الأميركيين العرب والمسلمين في الولاية التي تمثل ساحة معركة رئيسية في الانتخابات الرئاسية.
ووفقا للمعهد العربي الأميركي، فإن ربع الأميركيين العرب فقط، وعددهم 3.7 مليون نسمة، مسلمون والغالبية العظمى منهم هم في الواقع مسيحيون.
وبالمثل، فإن العديد من الأميركيين المسلمين هم من جنوب آسيا أو من السود أو من عرق آخر غير عربي، كالإيرانيين والأفغان مثلا.
ومع ذلك يمكن لأصوات العرب والمسلمين، التي تشكل حوالي 1 بالمئة من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة، أن تحسم النتائج في بعض الولايات التي تعتبر مفتاحية ومهمة.
"مجرد نقطة البداية""الآن، دع القافلة تبدأ رحلتها"، يقول غالب في ختام منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا دعمه لترامب بأنه "مجرد نقطة البداية". بالنسبة لغالب، فإن هذه الخطوة الجريئة تعكس رغبته في فتح حوار جديد مع الجمهوريين، وتجربة شيء جديد في السياسة الأميركية.
قرار غالب بدعم ترامب يعكس حالة من التغيير في المجتمع العربي والمسلم في الولايات المتحدة، وسط حالة من الانقسام السياسي الحاد.
ومع اقتراب انتخابات 2024، يبقى السؤال: هل سيفعل ترامب ما وعد به؟ وهل سيحدث هذا التحول تغييرا حقيقيا في السياسة الأميركية، خاصة تجاه الشرق الأوسط؟
يدرك غالب أن موقفه لن يمر بسهولة، فقد أشار إلى استعداده لتحمل عواقب القرار.
"لن أندم على قراري مهما كانت النتيجة، وأنا مستعد لمواجهة العواقب" يؤكد أمير غالب، رئيس بلدية هامترامك في ولاية ميشيغان الأميركية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة الأمیرکیین العرب العرب والمسلمین الرئیس السابق الشرق الأوسط فی انتخابات دعمه لترامب غالب أن
إقرأ أيضاً:
ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
ترامب رجلٌ لا يُعرَف عنه أنه يركِّز بَالَه كثيرا أو يتعمَّق في الأمور. فهو يحب الصيغ البسيطة. وسكوت بيسَنْت مرشحه لتولي وزارة الخزانة لديه واحدة. إنها صيغة "ثلاثة - ثلاثة -ثلاثة". بيسَنت يريد خفض العجز في الموازنة الفيدرالية للولايات المتحدة بنسبة 3% وزيادة نموها الاقتصادي السنوي بنسبة تساوي 3% من الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز انتاجها من النفط والغاز بما يكافئ 3 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2028 من 30 مليون برميل مكافئ نفط في عام 2024. الجزء الأخير من هذه الخطة هو الأكثر تقدما. فإدارة ترامب ستفتح المزيد من مناطق الامتياز البرية والبحرية لحفر الآبار وتصادق على تراخيص لمشروعات الغاز الطبيعي المسال. وترامب يريد إيجاد مجلس وطني للطاقة لتقليل الإجراءات البيروقراطية لكل شيء من إصدار الرخص والى التوزيع. (التوزيع هنا بمعنى إنشاء البنية التحتية لنقل وتسليم النفط والغاز المسال الى المستخدمين النهائيين أو أسواق التصدير- المترجم.) إنه يتطلع الى القضاء على الدعومات المالية والضوابط الإجرائية التي سَنَّها الرئيس جو بايدن لتعزيز التحول الى الطاقة الخضراء. والهدف من ذلك هو "الهيمنة العالمية على الطاقة،" وفقا لترامب. ازدهار انتاج النفط في بلاده سيخدم العديد من أهدافه الأخرى. فتصدير المزيد منه سيقلص العجز التجاري للولايات المتحدة. وتحصيل المزيد من العائد الضريبي سيعزز موازنتها. إلى ذلك تحقيق قفزة في إنتاج النفط سيمكن واشنطن من تشديد العقوبات على إيران وفي ذات الوقت يحافظ على رخص الأسعار في محطات الوقود.
إنتاج المزيد من الغاز سيساعد أيضا على الوفاء بالطلب المتصاعد للطاقة من الذكاء الاصطناعي وفي ذات الوقت يعزز اعتماد أوروبا الاقتصادي على شريكتها في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. المشكلة هي أن رغبة ترامب في "حفر المزيد والمزيد من الآبار" ستصطدم بالحقائق الملموسة لسوق الطاقة. الرئيس المنتخب في الواقع يهيئ نفسه للفشل.
فالنفط الأمريكي، خلافا لمعظم الدول البترولية التي تهيمن فيها الشركات المملوكة للحكومة على حفر الآبار، يُضخ بواسطة شركات خاصة تتخذ قراراتها بنفسها. زادت هذه الشركات إنتاجها منذ عام 2022 عندما شرعت أوروبا في التخلي عن البراميل الروسية وذلك بكميات جعلت الولايات المتحدة أكبر بلد منتج للنفط في العالم. وفي أكتوبر سجلت إنتاجا قياسيا بلغ 13.5 مليون برميل في اليوم ارتفاعا من 11.5 مليون برميل عندما بدأت حرب أوكرانيا.
لكي تنتج شركات النفط الأمريكية المزيد منه ستحتاج الى سبب مقنع. لكنها قد لا تجد سببا واحدا يبرر لها ذلك. فالنفط الصخري الذي يشكل معظم إنتاج الولايات المتحدة كان يستخرج بواسطة آلاف الشركات الصغيرة التي لا تتحسب للأمور. وتعني موجة الاندماجات والإخفاقات وسط هذه الشركات منذ أواخر العشرية الثانية عندما تسبب فرط الإنتاج في انهيار الأسعار أن صناعة النفط تتحكم فيها شركات كبيرة وقليلة وتكره المخاطرة.
فَحَمَلة أسهمها يطالبون بتوزيع ثابت للأرباح وعائدات من رقمين (أكثر من 9%.) كما تزيد ندرة رأس المال من ارتفاع التكاليف المرتفعة أصلا. فمع ازدياد الإنتاج نضبت الآبار الأفضل إنتاجا. لذلك شركات النفط الصخري ليس لديها حافز يذكر لحفر المزيد منها ما لم تصل أسعار النفط الى 89 دولارا للبرميل، وفقا لدراسة أعدها البنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كنساس سيتي. فسعر نفط غرب تكساس الوسيط وهو السعر المعياري لنفط الولايات المتحدة عند أقل من 70 دولارا للبرميل اليوم. وهو بعيد جدا عن تلك العتبة (أي 89 دولارا للبرميل.)
من المستبعد حسبما يبدو أن تتحرك سوق الطاقة في اتجاه يساعد ترامب على بلوغ هدفه. فإمدادات النفط العالمية ليست وفيرة فقط بل لدى أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) احتياطيات وفيرة أيضا. في ذات الوقت الطلب ضعيف بسبب النمو الاقتصادي العالمي الفاتر وإحلال سيارات محرك الاحتراق الداخلي بالسيارات الكهربائية. لذلك لا غرابة في أن إدارة معلومات الطاقة وهي وكالة أمريكية فيدرالية تتوقع ارتفاعا طفيفا في إنتاج النفط الأمريكي بحوالي 0.6 مليون برميل في اليوم فقط بحلول عام 2028. وفي يوم 5 ديسمبر قلصت شيفرون ثاني أكبر شركة نفط في الولايات المتحدة توقعاتها للإنفاق الرأسمالي في عام 2025.
وعلى الرغم من احتمال إلغاء ترامب الضرائب التي فرضها بايدن على شركات الطاقة كالرسوم على تسربات غاز الميثان إلا أن قيامه بذلك سيفيد في الغالب شركات استخراج النفط الصغيرة والمسؤولة عن كمية من الانبعاثات لا تتناسب مع حجم إنتاجها. وبحسب مايكل هيغ المسؤول ببنك سوسيتيه جنرال قد يزيد خفض الضرائب لشركات الطاقة الإنتاج بحوالي 200 ألف برميل في اليوم على أفضل تقدير. كما أن تقديم دعم مباشر للإنتاج سيكون ضارا بالحكومة ومناقضا لهدف آخر من أهداف بيسنت وهو خفض عجز الموازنة (بنسبة 3%.)
في الأثناء، تخطط الإدارة الأمريكية لتسريع التراخيص لخطوط الأنابيب الجديدة. ذلك قد يزيد من الجدوى الاقتصادية لاستخراج النفط من الآبار التي يصعب ربط إنتاجها بالسوق. لكن العدد الموجود من مثل هذه الآبار ليس واضحا. ومع ترجيح تولي مسؤولين جدد ليست لديهم خبرة إدارة الوحدات الحكومية التي تصدر التراخيص قد تتعثر المشروعات كما حدث في الفترة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب عندما تخطى المسؤولون الإجراءات ما جعل التراخيص عرضة لمواجهة دعاوى قضائية.
لتحسين الجدوى الاقتصادية لمزيد من الآبار قد يحاول ترامب تعزيز أسعار النفط بفرض عقوبات على أي جهة تشتري النفط من إيران أو فنزويلا وأولئك الذين يساعدونهما. لكن من غير المؤكد كيف ستنجح هذه الخطوة. إذ من المحتمل أن يزيد أعضاء أوبك الآخرون الإنتاج لكسب حصة سوقية.
زيادة إنتاج الغاز بكمية كبيرة تبدو يسيرة على الأقل في الورق (نظريا). فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا كثرت مشروعات الغاز الطبيعي المسال التي كانت كثيرة أصلا. وتتوقع شركة ريستاد انيرجي الاستشارية أن تصل الطاقة الإنتاجية للولايات المتحدة إلى 22.4 بليون قدما مكعبا في اليوم عام 2030 إذا نفذ ترامب تعهداته في الحملة الانتخابية وذلك ارتفاعا من 11.3 بليون عام 2023. هذه الزيادة تساوي 1.9 مليون برميل مكافئ نفط في اليوم (بحسب مصطلحات الطاقة هذه الكمية من الغاز المُقاسة بالأقدام المكعبة مكافئة لكمية النفط المذكورة من حيث قيمتها الحرارية- المترجم).
ما يعنيه ذلك بالنسبة للإنتاج الفعلي غير مؤكد إلى حد بعيد. تتوقع شركة ريستاد أن يرتفع بحوالي 2.1 مليون برميل مكافئ نفط في عام 2028 مع استهلاك جزء منه محليا. أما الآخرون فأقل تفاؤلا. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة حتى في السيناريو الأكثر تفاؤلا أن يرتفع الإنتاج في المتوسط بحوالي نصف مليون برميل مكافئ نفط في اليوم في ذلك العام عن مستواه في عام 2024.
لكي يزداد الإنتاج حقا يجب أن ترتفع أسعار الغاز الى أعلى من 4.24 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، حسب منتجين استطلع آراءهم البنك الاحتياطي الفدرالي بمدينة كنساس سيتي. مع ذلك يتوقع أولئك المنتجون أن ترتفع الأسعار الى 3.33 دولار لكل وحدة حرارية بريطانية فقط خلال سنتين (من حوالي 3 دولارات اليوم.)
وعلى الرغم من أن الطلب على الغاز وهو الوقود الأحفوري الأقل تلويثا سيرتفع إلا أن كميات كبيرة من الإنتاج من أستراليا وقطر وبلدان أخرى ستصل الى السوق خلال فترة ترامب الرئاسية ، وهذا سيحدّ من ارتفاع الأسعار.
كل هذا سيسبب متاعب لطموحات ترامب وبيسنت. يقول بوب مكنالي وهو مستشار سابق للرئيس جورج دبليو بوش "الكميات التي ستنتجها الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة القادمة ستعتمد أكثر على القرارات التي تُتَّخذ في فِييَنَّا (حيث تجتمع أوبك) من تلك التي تتخذها واشنطن."
بل يمكن أن تُلحِق سياسات ترامب ضررا بالإنتاج. فرسومه الجمركية قد تجعل مواد مثل الألمونيوم والصلب أغلى لشركات النفط. وقد تردُّ البلدان الأخرى بفرض رسوم جمركية على صادرات الطاقة الأمريكية. وستُضعِف الحروب التجارية النموَّ في كل مكان وتقلل الطلب على النفط والغاز. وقد يتضح أن طموح ترامب في أن يصبح "بارون نفط بلا منافس" ليس أكثر من أضغاث أحلام.