بغداد اليوم -  طهران

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم أمس الاثنين، إن إيران مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل طالما أنها ترى نفس المستوى من الالتزام من الجانب الآخر.

وقال بزشكيان للصحفيين قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن على استعداد لوضع كل أسلحتنا جانبًا طالما أن إسرائيل مستعدة للقيام بنفس الشيء، نحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة".

وعلى الفور نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في إفادة صحفية اطلعت عليها "بغداد اليوم"، ما نقله الإعلام الأمريكي عن بزشكيان، معتبراً ما جرى نقله "أمر ملفق"، منوهاً أن بزشكيان أكد على أن جرائم إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة وأن طهران تحتفظ بحق الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

من جانبه، نفى رئيس مجلس الإعلام الحكومي إلياس حضرتي، في بيان صحفي له وزعه على وسائل الإعلام الإيرانية، معتبراً إن ما نُقل على لسان بزشكيان مخالف لما ذكره.

أين الحقيقة

لكن وسائل إعلام رسمية إيرانية من بينها وكالة أنباء "مهر"، نشرت، اليوم الثلاثاء (24 أيلول 2024) تسجيلاً صوتياً لحديث بزشكيان يؤكد فيه ما قاله أمس في نيويورك.

ويقول بزشكيان "الإرهاب مدان مرفوض من أي بلد أو ديانة أو جنسية سواء كان عربي أو غربي أو فارسي أو من أي ديانة مسلمة وغيرها"، مضيفاً "نحن مستعدون لخفض التوتر والتصعيد مع إسرائيل، وإيران مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل طالما أنها ترى نفس المستوى من الالتزام من الجانب الآخر".

وعلق الرئيس الإيراني على أن التوترات بين إيران وإسرائيل وصلت إلى مستويات جديدة بعد أن ألقت طهران باللوم على إسرائيل في كونها وراء انفجار واسع النطاق لأجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية والذي شهد مقتل عدة أشخاص وإصابة الآلاف في لبنان - بما في ذلك سفير إيران في بيروت. وهددت إيران بالرد.

وتتورط إسرائيل وحزب الله في تبادل مستمر لإطلاق الصواريخ، وإذا تصاعد ذلك إلى حرب إقليمية كاملة، فمن المرجح أن تنجر الولايات المتحدة وإيران - التي تدعم حزب الله باعتباره أهم الجماعات المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط - إلى هذه الحرب.

وقال بزيشكيان إن "إيران تريد أن ترى السلام لكنها ستقف في وجه الظلم ضد حلفائها، الذين يتخذون قراراتهم الخاصة بشأن العمل العسكري"، مضيفا أنهم "لا يتلقون الأوامر من أحد، ليس الأمر وكأن اليمنيين ينتظرون منا أن نقول لهم ما يجب عليهم فعله أو ما لا يجب عليهم فعله".

وبين انه "إذا اندلعت حرب في المنطقة، فلن تخدم مصلحة أحد، نحن لا نريد القتال، إسرائيل هي التي تريد جر الجميع إلى الحرب وزعزعة استقرار المنطقة".

من جانبه، وصف رضا نصيري خبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، ما نشرته وسائل الإعلام المحلية بأنها "مقالب إعلامية".

وقال نصيري "يشير الرئيس بزشكيان إلى المعايير المزدوجة التي يطبقها الغرب تجاه أداء إيران والنظام الإسرائيلي: فهم يطلبون من إيران عدم مساعدة فصائل المقاومة، لكنهم يسلحون إسرائيل حتى الأسنان".

وأضاف "إنهم يريدون أن تفكك إيران برنامجها النووي السلمي، لكن إسرائيل تستطيع أن تمتلك أسلحة نووية وتهدد الآخرين بها، إنهم يريدون من إيران أن توقف برنامجها الصاروخي، لكن إسرائيل تستطيع أن تمتلك أي سلاح تريده".

وأوضح المحلل السياسي الإيراني "في مثل هذا الوضع، يقول بزشكيان، نحن مستعدون للتخلي عن جميع أسلحتنا بشرط أن تتخلى إسرائيل أيضاً! والغرض من هذه العبارة هو إظهار عدم أهمية توقعات الغربيين، ولا علاقة له بالمصالحة مع إسرائيل".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

ما رسائل إيران من عرض أسلحة جديدة قبيل زيارة بزشكيان لنيويورك؟

طهران- في ظل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط تستعرض إيران أبرز قدراتها العسكرية في العاصمة طهران ومختلف المحافظات الأخرى بمناسبة الذكرى الـ44 للحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، مؤكدة عزمها تغيير مسار أي سيناريو يخطط له "العدو" وإفشال حساباته.

وبهذه المناسبة أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري مناورات بحرية مشتركة في المياه الخليجية بمشاركة أسطول مكون من 548 قطعة حربية -بما فيها المدمرات والسفن العابرة للمحيطات- إحياء لأسبوع الدفاع المقدس الذي تستمر فعالياته من 21 حتى 28 سبتمبر/أيلول من كل عام.

ومن بين الأسلحة التي عرضتها إيران خلال اليوم الأول من الفعاليات على مقربة من ضريح مؤسس ثورتها آية الله الخميني جنوبي طهران الصواريخ الفرط صوتية مثل "فتاح" والباليستية مثل "خيبر شكن"، وكشفت عن أسلحة نوعية للتلويح باستخدامها في حال تعرضت مصالحها للخطر.

مسعود بزشكيان (يمين) خلال الاستعراض العسكري لطائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد-136 بي" (الفرنسية) قدرات عسكرية

واستعرضت إيران عشرات الصواريخ الباليستية وكروز ومنصات إطلاقها وعددا من الطائرات المسيرة من أجيال "مهاجر" و"أبابيل" و"آرش" وأنظمة رادارات ومضادات جوية، منها منظومة "15 خرداد" و"صياد" و"دماوند" ونظام الرادار كاشف 99، إلى جانب أنظمة اتصالات ومركبات ودبابة "ذو الفقار" وزوارق رعد متعددة الأغراض.

ووسط اتهامات غربية لها بتصدير صواريخ باليستية وطائرات مسيرة إلى روسيا لمساعدتها في حربها مع أوكرانيا عرضت طهران لأول مرة صاروخين باليستيين من طراز "جهاد" الذي يصنف في خانة صواريخ "فتح"، ويبلغ مداه ألف كيلومتر ويعمل بالوقود السائل، إلى جانب نسخة مطورة لطائرة "شاهد 136" الانتحارية تحت عنوان "شاهد بي-136" قادرة على ضرب أهداف على بعد 4 آلاف كيلومتر.

ووُصفت استعراضات الوحدات البحرية بأنها "ضخمة"، وتضمنت 548 قطعة حربية، بينها 180 بارجة ومدمرة وقاذفات صواريخ بحرية وغواصات وزوارق سريعة وعوامات.

ويعتقد الخبير العسكري والعقيد المتقاعد في الحرس الثوري محمد رضا محمدي أن تطورات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة والتصعيد المتزايد بين الاحتلال وحزب الله اللبناني خيمت على فعاليات هذا العام.

ويبدو لمحمدي أن تركيبة الأسلحة التي عرضتها طهران جاءت لتتناسب والتهديدات التصاعدة في الإقليم وخارجه، موضحا أن المناورات البحرية أجريت ردا على التحشيد الغربي في المياه الإقليمية ودعما لجبهة البحر الأحمر التي يتولاها الحوثيون في اليمن.

وفي حديثه للجزيرة نت، يكشف محمدي أن بلاده تعمدت استعراض أسلحة بحرية مناسبة لاستهداف القطع البحرية الغربية في حال تهديدها المصالح الوطنية في العمق الإيراني أو في أعالي البحار.

وأضاف أن هذه المناورات لم ولن تمثل تهديدا للدول الجوار، لكنها تحذر في المرحلة الراهنة من مغبة السماح باستخدام القواعد الغربية في المنطقة ضد الأراضي الإيرانية.

دبابات تابعة للجيش الإيراني خلال العرض العسكري بالذكرى الـ44 للحرب العراقية الإيرانية (الفرنسية) رسائل

ورأى الخبير العسكري محمدي أن الاستعراض العسكري الأخير جاء بعد أيام قليلة من وضع طهران قمرها الصناعي "جمران-1" في مدار 550 كيلومترا عن سطح الأرض بواسطة صاروخ "قائم 100″، مؤكدا أنه عابر للقارات ويدل على استعداد إيران لتسديد ضربات "للأعداء" في القارات الأخرى في حال تجاوزت على الأمن القومي للجمهورية الإسلامية.

ولدى إشارته إلى استعراض طهران عددا من صواريخها ومسيّراتها المتنوعة والمختلفة، يقول محمدي إنها تبعث رسائل واضحة إلى حلفاء الاحتلال بأنها تتوفر على الأسلحة المناسبة للرد عليه في عقر داره في حال انخرطت إلى جانبه في أي مواجهة محتملة.

وأكد أن بلاده لم ولن تستعرض أحدث قدراتها وكفاءاتها العسكرية، وأن الجانب المخفي منها أعظم.

وبرأيه، فإن الاستعراض العسكري الإيراني هذا العام والذي يتزامن مع التصعيد الإسرائيلي علی لبنان يبعث رسائل طمأنة إلى جمهور محور المقاومة بشأن وصول هذه التكنولوجيا العسكرية إلى فصائل المقاومة، وأن الأسلحة المتوفرة لدى حلفاء طهران الإقليميين قد تفاجئ "الأعداء" عندما تستدعي الحاجة.

ووفق محمدي، فإن "الأيادي الإيرانية على الزناد للثأر لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران، وإن هذه الأسلحة وغيرها ستدخل المعركة في 3 حالات كالتالي:

في حال استهداف الأراضي الإيرانية. في حال تعرض حزب الله إلى تهديد وجودي. عندما تريد طهران حسم المعركة بعد استنزاف طاقات الاحتلال. إيران كشفت عن أسلحة نوعية للتلويح باستخدامها في حال تعرضت مصالحها للخطر (الصحافة الإيرانية) مواقف سياسية

وخلال الاستعراض العسكري، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "قدرات إيران الدفاعية والردعية نمت كثيرا، لدرجة أنه لا يمكن لأي قوة شيطانية أن تفكر وتتصور في ذهنها جرأة العدوان على أرضنا العزيزة".

وأضاف "نعلن للعالم بقوة أنه فضلا عن الدفاع عن بلدنا يمكننا من خلال الوحدة والانسجام بين الدول الإسلامية الحفاظ على السلم والأمن في منطقتنا وإيقاف جرائم الكيان الإسرائيلي".

ومن المنصة ذاتها، شدد العميد محمد رضا آشتياني نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية ووزير الدفاع السابق على أن "محاسبة الكيان الصهيوني تقع على جدول الأعمال"، مؤكدا أن "طهران ستغير مسار أي سيناريو يخطط له العدو ويمكنها إفشال حساباته بقوة".

وفي قراءتها للمواقف الإيرانية التي صاحبت الاستعراض، ترى الباحثة في الشؤون الدولية برستو بهرامي راد أن بزشكيان ترك الحرب النفسية للقادة العسكريين الذين "توعدوا بإنزال العقاب بالكيان الصهيوني لاغتياله هنية في قلب طهران والتحذير من مغبة التآمر على إيران".

وفي حديثها للجزيرة نت، رأت بهرامي راد أن بزشكيان اكتفى بالتذكير بمرتكزات القوة الوطنية قبيل زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتسليطه الضوء على قدرة الوحدة الإسلامية أو وحدة الساحات لإحداث تحولات كبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ورأت أنه أبقى الباب مفتوحا أمام القوى الغربية وخيّرها بين الانخراط بالمفاوضات مع إيران لحلحلة القضايا الشائكة، أو التمادي في دعم الاحتلال في حربه على غزة وحزب الله والتحذير من تداعيات اللجوء إلى الخيار الثاني.

وحسب الباحثة، أجّلت إيران "الانتقام لهنية" حتى بعد اجتماعات الجمعية العامة ليُظهر بزشكيان حسن نيته للمجتمع الدولي ويطالبه بردع إسرائيل قبل أن تضطر بلاده للقيام بذلك، موضحة أن الرد على اغتيال هنية سيختلف تناسبا مع تجاوب الأوساط الغربية مع الرؤية الإيرانية.

وبينما تحرص طهران على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس مقابل العمليات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت من أجل إنجاح زيارة بزشكيان إلى نيويورك يرى مراقبون في إيران أن هذه السياسة قد تجعل تل أبيب أكثر جرأة على ارتكاب المزيد من المجازر لعلمها بعدم الرد الإيراني خلال الفترة الحالية.

مقالات مشابهة

  • بزشكيان في نيويورك.. نكسة دبلوماسية تنتظر الرئيس الإيراني
  • الرئيس الإيراني يتحدث بشأن قدرة حزب الله على محاربة إسرائيل
  • إيران تنفي تصريحات منسوبة لرئيسها بشأن الرد على إسرائيل.. وتؤكد: «آت لا محالة»
  • الرئيس الإيراني: لدينا الإمكانات المناسبة لضرب “إسرائيل”.. وسنرد في الوقت المناسب
  • تجاهل السؤال عن رد إيران..بزشكيان: إسرائيل تريد توسيع الحرب
  • بزشكيان من نيويورك.. رسالة إيران للعالم هي الأمن والسلام
  • وزير الإعلام اللبناني: إسرائيل ترسل تحذيرات هاتفية لإخلاء النازحين  
  • ما رسائل إيران من عرض أسلحة جديدة قبيل زيارة بزشكيان لنيويورك؟
  • بزشكيان من نيويورك: رسالة إيران للعالم هي الأمن والسلام