الجزيرة:
2024-11-15@15:50:30 GMT

لوتان: من ناغازاكي إلى غزة.. التهوين من التدمير واحد

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

لوتان: من ناغازاكي إلى غزة.. التهوين من التدمير واحد

قالت صحيفة لوتان إن عمدة مدينة ناغازاكي اليابانية رفض هذا الصيف دعوة السفير الإسرائيلي لحضور إحياء ذكرى إسقاط القنبلة النووية على اليابان عام 1945، وهو قرار مليء بالمعاني، ولم يكد هذا الخبر يترك أثرا وسط سبات الصائفين ولكن ذلك لا ينقص من أهميته.

وأشارت الصحيفة -في مقال لكاتب العمود غوتييه أمبروس- إلى أن رفض عمدة مدينة ناغازاكي دعوة السفير الإسرائيلي خلافا للعادة، لم يحمل أي طابع سياسي ولكنه يتعلق بالنظام العام، خوفا من أن يؤدي وجود ممثل عن إسرائيل إلى إثارة موجة من الاحتجاجات تتعارض مع رسالة السلام التي ينقلها الحفل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ابتعدوا عن حزب الله: هل اخترقت إسرائيل شبكات الاتصالات في لبنان؟list 2 of 2نيويورك تايمز: إسرائيل تراهن على تراجع حزب اللهend of list

وذكر الكاتب في هذا السياق، أن المأساه التي تحدث في غزة منذ أشهر عديدة، أثارت غضب دعاة السلام اليابانيين، وأن التهديد النووي الذي يلوح به الوزراء الإسرائيليون له علاقة بالموضوع، إذ أثار غضب الهيباكوشا الناجين من المحرقة الذرية الذين اختار عمدة ناغازاكي أن يحترم سخطهم، على عكس زميله من هيروشيما الذي أبقى على الدعوة.

تآكل القانون الإنساني

وبالفعل، يقول الكاتب، احتجت مجموعة السبع على خفض إسرائيل إلى مستوى الدولة المنبوذة، كما فعلت المجموعة مع روسيا التي حرمت من حضور احتفالات النصر منذ غزوها لأوكرانيا.

ومن غريب الصدف أن تتزامن هذه الحادثة مع إحياء الذكرى 75 لاتفاقيات جنيف، التي لا يكاد يحترمها وصيّها المفترض سويسرا، مما يعني أننا نواجه التآكل الصامت للقانون الإنساني الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية على أمل ألا تتكرر أهوالها أبدا، على حد تعبيره.

ويتساءل أمبروس، هل نال درس هيروشيما ما يكفي من العناية؟ ليجيب بأن ذلك ليس أكيدا، ورغم ما ترمز له ذكرى هيروشيما وناغازاكي لا يتوقف عند الدعوة للسلام العالمي، ولا حتى التحذير من التدمير النووي، بل يشير إلى الطبيعة التي لا تُحتمَل للعنف الأعمى الذي يطلَق له العنان ضد المدنيين، أيًا كان جانبهم وأيًا كانت القضية التي يمثلونها.

هكذا بدت القنبلة الذرية بعد أن أسقطتها قاذفة قنابل أميركية على مدينة ناغازاكي باليابان عام 1945 (رويترز)

ولا يزال الناجون من القنبلتين النوويتين يحملون هذا الدرس محفورا على أجسادهم، كما يشهد الروائي الياباني كينزابورو أوي في سلسلة من المقالات كتبت في ستينيات القرن العشرين وتم تجميعها معا في كتاب بعنوان "ملاحظات من هيروشيما".

وقد قام هذا الروائي من خلال لقائه بالناجين والاستماع إلى قصصهم، بالإشادة بالشعور بالكرامة التي تنبثق من هذه الأجساد المكدومة والمشوهة أحيانا، ومن هذه العقول الموسومة بألم لا يطاق، وذلك بالسماح لهم بإعطاء معنى لمحنتهم، بأن يشهدوا على ما مرّوا به، وأن يقاتلوا حتى تصبح مثل هذه المأساة غير واردة في أعين الأجيال القادمة.

وختم الكاتب بأن هؤلاء الناجين بالنسبة للقارئ الغربي، لا مناص من التقارب بينهم مع الناجين من "أوشفيتز" (معسكر نازي في بولندا)  وأمام هذا المطلب بالكرامة، تبدو فكرة ضمان السلام بالسلاح وتوازن الرعب عبثية مرعبة وبمثابة محو ذكرى هيروشيما المزعجة، باسم النزعة الإنسانية الزائفة التي أخفت خطورة الحدث.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ترمب وهوليوود.. حربٌ من طرفٍ واحد؟

متابعة بتجــرد: مع خسارتها المدوية أمام دونالد ترمب، تحوّل شعار كامالا هاريس الانتخابيّ من «لن نعود إلى الوراء» إلى «لن نعود»، وذلك على الأقل للسنوات الـ4 المقبلة أي حتى انتهاء الولاية الرئاسية الثانية لمنافسها الجمهوري. فشعبيّة المرشّحة الديمقراطية ومساندة نجوم الصف الأول لها، أمثال بيونسيه وتايلور سويفت ومادونا، لم تحصّناها ضد الفشل في الانتخابات الأميركية. أما غريمُها، الذي لم يكن يوماً محبوب المشاهير مكتفياً بدعم أسماء مغمورة منهم له، فقد أثبت ألّا ثقلَ فعلياً لهوليوود في المعركة الرئاسية لعام 2024.

ما زال النجوم الأميركيون وصنّاع السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة، قابعين تحت وطأة الذهول الذي أصابهم بفوز ترمب. وإذا شكّلت ولايته الأولى (2017 – 2021) مناسبةً صبَّ فيها الفنانون جام غضبهم على الرئيس الأميركي، فإنه من المستبعد أن تنسحب عاصفة الانتقادات على الولاية الثانية.

لا طاقة على مواجهة ترمب

في أوساط هوليوود، يبدو أن الاستسلام سيكون سيّد الموقف هذه المرة، ليس لأنّ الالتفاف الفني حول هاريس لم يُجدِ نفعاً في صناديق الاقتراع فحسب، بل لأنّ قطاع صناعة السينما والترفيه يعاني ما يكفي من اضطرابات داخلية وأزمات مالية بعد جائحة «كورونا»، وإضرابات الممثلين والكتّاب العام الماضي، والتحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي. ليس الوقت مناسباً بالتالي لاستفزاز الرئيس واستثارة غضبه.

غضبٌ، إن ثار، فستدفع هوليوود ثمنَه ضرائبَ مالية، وتضييقاً على تصدير المسلسلات والأفلام، وقمعاً للحريات. لذلك، فمن المرجّح أن تأتي الأعمال الناقدة لسياسة ترمب من خارج الدائرة الهوليوودية، أي من الفنانين المستقلّين أو حتى من خارج حدود الولايات المتحدة.

طبق الانتقام يؤكل بارداً

في حديثٍ مع صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، يقول عميد كلية الأفلام والإعلام في جامعة تشابمن في كاليفورنيا، ستيفن غالوواي: «لو كنت ثرياً اليوم لما استثمرت بشراء أسهم في قطاع الترفيه الأميركي»، متوقعاً اضطرابات كثيرة في هذا القطاع خلال ولاية ترمب الثانية.

من المستبعد أن يرمي الرئيس الجديد سترة النجاة لقطاع السينما والتلفزيون، فوفق غالوواي، «هوليوود الليبراليّة هي العدوّ، على الرغم من أن ترمب صنع اسمه أساساً في عالم الترفيه». أكثر ما يخشاه القيّمون على القطاع، نيّةٌ دفينة لديه بأن يتناول طبق الانتقام بارداً من الشركات المنتجة التي نفّذت أفلاماً ومسلسلات تنتقده، أو تتعرّض بشكلٍ مباشر أو غير مباشر لسياسته.

أعمال وموجات فنية استفزت ترمب

لا تَندُر الأمثلة عن أفلامٍ ومسلسلات وموجات ثقافية رفعت الصوت ضد ترمب. فقد واكبت ولايتَه الأولى حركة فنية مناهضة له، عنوانها حقوق المرأة والاعتراض على حُكم الأثرياء. من بين تلك الأعمال، مسلسل «The White Lotus (زهرة اللوتس البيضاء)» الذي أبصر النور خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، والذي انتقد الأثرياء الذين يدوسون على سائر الطبقات الاجتماعية الأخرى ويواصلون السير. وشكّلت هذه الكوميديا السوداء ظاهرة فنية، حصدت الجوائز وإعجاب كلٍ من النقاد والجماهير.

حمل مسلسل The White Lotus رسائل مبطّنة كثيرة لسياسات ترمب المالية والاجتماعية (منصة HBO)

تُضاف إلى ذلك حركة «#MeToo» التي فضحت الممارسات اللاأخلاقية التي تعرّضت لها نجمات هوليوود من قِبل المنتجين والمخرجين، وبعضُهم أصدقاء مقرّبون من ترمب؛ وقد بلغت تلك الحركة ذروتها خلال فترة حكمه.

كما تعرّض الرئيس الأميركي لانتقادات لاذعة عبر السينما، لإهماله الملف البيئي؛ على غرار ما فعله الكاتب والمنتج الأميركي آدم ماكاي في فيلم نتفليكس «Don’t Look Up».

أما أحدث الأعمال التي رأى فيها ترمب تشويهاً لصورته، فهو فيلم «The Apprentice» الذي يروي سيرة رجل الأعمال وصعوده في عالم التطوير العقاري. فبعد أن هدّد فريق ترمب القانوني بمقاضاته، واجه الفيلم معاناةً من أجل إيجاد موزّع، وقد انعكس الأمر فشلاً على شبّاك التذاكر.

ترفيه لا يسيء للرئيس

قد يكون «The Apprentice» آخر عملٍ يتعرّض لترمب، وذلك لسببٍ جوهريّ فرضته نتائج الانتخابات. إذ سيبدو أي انتقادٍ فني له الآن وكأنه تعرُّضٌ لمفهوم الديمقراطية الأميركية وللناخبين الذين أتوا به رئيساً فائزاً بالأغلبية الشعبية وفي الولايات المتأرجحة كافةً.

لا تتوقف المخاوف عند هذا الحدّ، إذ يُخشى أن ينفّذ ترمب تهديده بوضع اليد على «هيئة الاتصالات الفيدرالية» وإلغاء تراخيص القنوات التي تنتقده. يُضاف إلى ذلك توجّهٌ محتمل لديه إلى زيادة التعرفة المالية للواردات والصادرات، ما قد يؤدي إلى امتناع دولٍ كبرى على رأسها الصين، عن استيراد الأفلام والمسلسلات. وما يعزز تلك الفرضية أن ترمب، وخلال ولايته الرئاسية الأولى، حاول بشكلٍ متكرر إلغاء التمويل الفيدرالي للفنون.

في وجه هذا الواقع المستجدّ الذي فرض ترمب رئيساً قوياً، يبقى أمام الصناعة الهوليوودية ونجومها ألّا يخوضوا المعركة هذه المرة، فتظلّ حرباً من طرف واحد. بالتالي، ستهرب الإنتاجات الكبرى على الأرجح من المحتوى ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية وتتّجه نحو المواضيع الترفيهية غير المسيئة للرئيس.

«نهاية أميركا»

إلا أن هذا الصمت المتوقّع استَبَقته ردود فعلٍ صاخبة من الفنانين الأميركيين على فوز ترمب. ففور الإعلان عن نتائج الانتخابات، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشوراتٍ تراوحت بين اليأس والغيظ.

كتبت الممثلة كريستينا أبلغيت على منصة «إكس»: «رجاءً توقّفوا عن متابعتي إذا اقترعتم ضد حقوق المرأة وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. لا أريد هكذا متابعين». أما زميلتها جيمي لي كورتيس فقالت إن «فوز ترمب يعني عودة مؤكدة لزمن الخوف والقيود والإجراءات الصارمة».

من جانبها، نشرت المغنية بيلي أيليش عبر «إنستغرام» العبارة التالية: «إنها حربٌ ضد النساء». وقد اتفق معها نجم كرة السلّة ليبرون جيمس في هذا الموقف القلق على حقوق المرأة، إذ سارع إلى نشر صورة مع ابنته واعداً بأن يحميها.

وفي ردّ فعلٍ على فوز ترمب، انتقل الممثل الكوميدي مايكل إيان بلاك من أقصى الكوميديا إلى أقصى الدراما كاتباً على «إكس»: «لنجعل منها أفضل نهاية لأميركا على الإطلاق». أمّا مغنية الراب كاردي بي ففجّرت غضبها قائلةً على «إنستغرام»: «أكرهكم جميعاً! احرقوا قبّعاتكم… أنا حزينة جداً». كما انسحبت التعليقات المستاءة على الممثلة ووبي غولدبرغ التي قالت: «إنه الرئيس لكني لن أذكر اسمه أبداً».

وكان عددٌ من المشاهير قد صرّحوا سابقاً بأنهم سوف يغادرون الولايات المتحدة في حال فوز ترمب، من بينهم باربرا سترايسند وشارون ستون وشير. يبقى للأيام أن تُثبت ما إذا كان الكلام سيتحوّل إلى أفعال.

main 2024-11-15Bitajarod

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور.. حاكم إقليم دارفور يدحض الشائعات ويظهر بالزي القومي للبجا لدى لقائه بعمدة قبيلة البُقلد والجمهور يتفاعل: (انت كبير أوي أوي يا مناوي)
  • ترمب وهوليوود.. حربٌ من طرفٍ واحد؟
  • فيديو نشرته إسرائيل لقصف الضاحية الجنوبية... ما الذي زعمت أنّها استهدفته؟
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل
  • فضيحة.. الجزائر تتراجع عن خطاب تبون في قمة الرياض و الذي دعا إلى فرض حصار على إسرائيل(فيديو)
  • عمدة الدارالبيضاء: الوالي مهيدية يشتغل ليل نهار ونشتغل يداً في يد بتصور مشترك
  • رغم التدمير المُمنهج لمُخيم جباليا.. المقاومة تُلقن العدو دروساً لا تُنسى
  • سياسي يمني يكشف دور شاب يمني في فوز ترامب بالانتخابات
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • يعشق إسرائيل وشعبها .. تعرف على سفير أمريكا الجديد لدى تل أبيب الذي اختاره ترامب