لوتان: من ناغازاكي إلى غزة.. التهوين من التدمير واحد
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
قالت صحيفة لوتان إن عمدة مدينة ناغازاكي اليابانية رفض هذا الصيف دعوة السفير الإسرائيلي لحضور إحياء ذكرى إسقاط القنبلة النووية على اليابان عام 1945، وهو قرار مليء بالمعاني، ولم يكد هذا الخبر يترك أثرا وسط سبات الصائفين ولكن ذلك لا ينقص من أهميته.
وأشارت الصحيفة -في مقال لكاتب العمود غوتييه أمبروس- إلى أن رفض عمدة مدينة ناغازاكي دعوة السفير الإسرائيلي خلافا للعادة، لم يحمل أي طابع سياسي ولكنه يتعلق بالنظام العام، خوفا من أن يؤدي وجود ممثل عن إسرائيل إلى إثارة موجة من الاحتجاجات تتعارض مع رسالة السلام التي ينقلها الحفل.
وذكر الكاتب في هذا السياق، أن المأساه التي تحدث في غزة منذ أشهر عديدة، أثارت غضب دعاة السلام اليابانيين، وأن التهديد النووي الذي يلوح به الوزراء الإسرائيليون له علاقة بالموضوع، إذ أثار غضب الهيباكوشا الناجين من المحرقة الذرية الذين اختار عمدة ناغازاكي أن يحترم سخطهم، على عكس زميله من هيروشيما الذي أبقى على الدعوة.
تآكل القانون الإنساني
وبالفعل، يقول الكاتب، احتجت مجموعة السبع على خفض إسرائيل إلى مستوى الدولة المنبوذة، كما فعلت المجموعة مع روسيا التي حرمت من حضور احتفالات النصر منذ غزوها لأوكرانيا.
ومن غريب الصدف أن تتزامن هذه الحادثة مع إحياء الذكرى 75 لاتفاقيات جنيف، التي لا يكاد يحترمها وصيّها المفترض سويسرا، مما يعني أننا نواجه التآكل الصامت للقانون الإنساني الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية على أمل ألا تتكرر أهوالها أبدا، على حد تعبيره.
ويتساءل أمبروس، هل نال درس هيروشيما ما يكفي من العناية؟ ليجيب بأن ذلك ليس أكيدا، ورغم ما ترمز له ذكرى هيروشيما وناغازاكي لا يتوقف عند الدعوة للسلام العالمي، ولا حتى التحذير من التدمير النووي، بل يشير إلى الطبيعة التي لا تُحتمَل للعنف الأعمى الذي يطلَق له العنان ضد المدنيين، أيًا كان جانبهم وأيًا كانت القضية التي يمثلونها.
هكذا بدت القنبلة الذرية بعد أن أسقطتها قاذفة قنابل أميركية على مدينة ناغازاكي باليابان عام 1945 (رويترز)ولا يزال الناجون من القنبلتين النوويتين يحملون هذا الدرس محفورا على أجسادهم، كما يشهد الروائي الياباني كينزابورو أوي في سلسلة من المقالات كتبت في ستينيات القرن العشرين وتم تجميعها معا في كتاب بعنوان "ملاحظات من هيروشيما".
وقد قام هذا الروائي من خلال لقائه بالناجين والاستماع إلى قصصهم، بالإشادة بالشعور بالكرامة التي تنبثق من هذه الأجساد المكدومة والمشوهة أحيانا، ومن هذه العقول الموسومة بألم لا يطاق، وذلك بالسماح لهم بإعطاء معنى لمحنتهم، بأن يشهدوا على ما مرّوا به، وأن يقاتلوا حتى تصبح مثل هذه المأساة غير واردة في أعين الأجيال القادمة.
وختم الكاتب بأن هؤلاء الناجين بالنسبة للقارئ الغربي، لا مناص من التقارب بينهم مع الناجين من "أوشفيتز" (معسكر نازي في بولندا) وأمام هذا المطلب بالكرامة، تبدو فكرة ضمان السلام بالسلاح وتوازن الرعب عبثية مرعبة وبمثابة محو ذكرى هيروشيما المزعجة، باسم النزعة الإنسانية الزائفة التي أخفت خطورة الحدث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
المنافقين والمرجفين ديل واحد
المنافقين والمرجفين ديل واحد
في سوريا كانوا شايفين بشار ببطش بالرجال و النساء و الأطفال بطش لا يتصوره عقل
كانوا ساكتين أولاد الذين
أول ما جاء أحمد الشرع
حقوق المرأة و الحريات ونا عاىف
طيب زمان كنتو ساكتين وين
الآن برضو في مدني
الميليشيا مكثت سنة وشهرا وعشرة أيام
تنته. ك الأعراض وتسفك الدما…ء وتنهب الأموال وتنكل بالأبرياء
كانوا ساكتين المرجفين
أول ما الجيش دخل
لا كتائب البراء و المهمشين و ما عارف
ياخ تف عليكم كلكم
والله انتو أسوأ من الميليشيا زاتكم
و الأسوأ من كده المواطن البسمع كلامكم
يا ناس ما تعقلو
يا ناس بعد سنتين من الحرب دي والنفاق بتاع القحاطة ده لسه فيكم ناس بسمعو ليهم وبصدقو كذبهم
ياخ اعقلو اعقلو اعقلو
(وفيكم سماعون لهم)
مصطفى ميرغني