بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا خير في أمة فقدت أخلاقها، وتخلت عن مبادئها، وتركت كتاب الله وراء ظهرها. . ولا خير في أمة غبية جبانة متخاذلة متهتكة. . لا أمل يُرتجى من أمة أبطالها في القبور، ومصلحوها بالسجون، وخونتها بالقصور. . ولا خير في أمة رعناء لا تعرف عدوها من صديقها، ولا تعرف صالحها من طالحها. أمة تكره نفسها، ترقص فرحا وطربا على مدافع اعداءها.
هل سمعتكم ما قاله البريطاني جورج غالاوي، وهو لا ينتمي لهذه الأمة. قال: (لو كانت هنالك أمة واعية، وأمة مؤمنة بالله، لما سكتت عن حملات الإبادة). ليس المطلوب من هذه الأمة ان تقاتل وتصد العدوان عن المظلوم والضعيف. ولكن كان بامكانها الاحتجاج أو الشجب أو الاعتراض أو الاستنكار أو التنديد. أو السكوت والوقوف على الحياد. لا ان تهز أردافها وتتمايل منتشية فوق جثث الموتى، ثم تصفق للعدو، وتوزع الحلوى في شوارعها وساحاتها تعبيرا عن سعادتها الغامرة بموت أبناءها. أمة يستشهد فيها ابن الطاهرة فيشمت به ابن العاهرة. .
سألوا تشرشل ذات مرة عن رأيه بالشعوب، فقال جملة تاريخية: إذا مات الانكليز تموت السياسة، وإذا مات الروس تموت الاشتراكية، وإذا مات الأميركان تموت الرأسمالية، وإذا مات الطليان يموت الإيمان، وإذا ماتت فرنسا يموت الإبداع، وإذا مات الألمان تموت الصناعات الثقيلة، وإذا مات العرب تموت النذالة، وتموت الخيانة، ويضمحل التآمر. .
أمة تستمتع بالنظر إلى دماءنا وأشلائنا، والى بيوتنا المهدمة وعوائلنا المشردة. تشاهد هذه المآسي وكأنها تشاهد مسرحية ترفيهية، فتضحك وتشمت وتبتهج، تنتظر كيف ستكون نهايتنا، وكيف سنغرق في البحر وتنتهي حكايتنا إلى الأبد. .
ومع ذلك، وعلى الرغم من تعاقب مواقف الخذلان، لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمة بأمر الله. لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون. .
قيل لعمر المختار: إيطاليا تملك طائرات نحن لا نملكها. قال: أتحلق فوق العرش أم تحته ؟. فقالوا: تحته. . فقال: من فوق العرش معنا فلا يخيفنا ما تحته. . عبارة قوية تعكس قوة الإيمان الراسخ في وجدان رجل واحد لا يهاب الموت، وهنا يكمن الفرق بين صاحب حق وبين معتدٍ. .
كلمة اخيرة نوجّهها الى سفهاء هذه الأمة: لا تلعبوا مع من ربتهم الظروف. فالعزة والأصالة في عروقهم اكثر من الدم. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه الأمة
إقرأ أيضاً:
صناع الأمة.. كيف ساهم الشيوخ في تعزيز قيم الوطنية بالمجتمع؟
الحفاظ على هوية الشباب المصري، وغرس قيم المفاهيم الوطنية والدينية لديهم، أكثر ما كان يشغل رجال الدين وشيوخ مصر، وذلك من أجل تعزيز الأمن الفكري وقيم التسامح والمحبة بين أبناء الوطن، والسير على نهج وتعاليم النبي الكريم في نشر قيم الرحمة والسلام، وبالتزامن مع إطلاق «الوطن» حملة تعزيز الهوية الدينية، نستعرض كيف ساهم شيوخ مصر في تعزيز قيم الوطنية؟.
دور الأزهر الشريف في تعزيز القيم الوطنيةدور كبير وفعال، لعبة شيوخ مصر في تعزيز القيم الوطنية على مدار سنوات طويلة، وفق ما رواه الدكتور محمد أبو السعود، أحد علماء الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف هو الجذر الممتد على أرض هذا الوطن، يحمل رسائل كثيرة داعمة لبث قيم الوطنية، وروح التسامح والرحمة.
ومن أبرز علماء الأزهر الشريف في تعزيز قيم الوطنية أو المواطنة، الإمام السيوطي، الذي توفي في عام 1909، إذ كان له أثر بالغ في تعزيز قيم الوطنية وحسن المحاضرة، ليؤرخ علماء القاهرة، حسب «أبو السعود» خلال حديثه لـ«الوطن»، مشيرًا إلى أن مكانة مصر في نشر قيم التسامح كانت لها مواجهات كثيرة وخاصة وقت الأزمات.
مهاجمة مصر وقت كامب ديفيدساهمت العديد من الدول في مهاجمة مصر، خلال أزمة كامب ديفيد، وحاولت أن تخرجها عن الدين والعروبة، إلا أن شيوخ مصر كانوا لهم بالمرصاد، وعلى رأسهم الشيخ الشعرواي، الذي ألقى كلمة حفظها الشعب المصري، وأصبحت تتردد في وقت وحين، وجاءت كلما الشعراوي بصوته العذب، الذي تخلل قلب كل مصري وهو يقول: «يجب علينا أن نتنبه دائمًا إلى ما يُراد بنا من كيد، وما يُراد بنا من شر، فأروني في مصر، مصر الكنانة.. مصر هي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهلها في رباط إلى يوم القيامة.. من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟. إذن فمن المسلمين؟ من المؤمنين؟».
«مصر هى التى صدّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها.. صدّرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام.. هى التى صدّرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام.. أنقول عنها ذلك!. ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف. وأما دفاعاً عن الإسلام.. فانظروا إلى التاريخ. من الذى رد همجية التتار عنه؟. إنها مصر. من الذى رد هجوم الصليبيين على الإسلام وعلى المسلمين؟. إنها مصر. وستظل مصر دائماً رغم أنف كل حاقدٍ أو حاسدٍ أو مستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا.. أو خارج هنا.. إنها مصر.. ستظل دائماً».
المساهمة في تعزيز القيم الوطنيةويعد الزعيم سعد زغلول، من أبرز الشخصيات التي ساهمت في بث قيم الوطنية بالتاريخ، إذ كان أزهريا وتعلم في الأزهر، وكذلك الشيخ محمد عبده، والشيخ مصطفى المراغي، ولا زال شيوخ مصر تسير على نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في بث روح القيم الوطنية حتى الآن، منها إقامة بيت العائلة المصري، الذي يرأسه الشيخ أحمد الطبيب، وإقامة الندوات التي تتحدث عن تعزيز القيم الوطنية للانتماء للوطن، فضلًا عن وجود ما يقرب من 20 خطبة جمعة من بين 52 في السنة، تتميز بالعناوين الصريحة والمباشرة بغرس قيم الوطنية.