شبكة انباء العراق:
2025-02-21@10:40:15 GMT

أمة فقدت مروءتها

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لا خير في أمة فقدت أخلاقها، وتخلت عن مبادئها، وتركت كتاب الله وراء ظهرها. . ولا خير في أمة غبية جبانة متخاذلة متهتكة. . لا أمل يُرتجى من أمة أبطالها في القبور، ومصلحوها بالسجون، وخونتها بالقصور. . ولا خير في أمة رعناء لا تعرف عدوها من صديقها، ولا تعرف صالحها من طالحها. أمة تكره نفسها، ترقص فرحا وطربا على مدافع اعداءها.

الأمة التي بهذا الوصف وبهذا الابتذال لا ريب انها تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها، ولن تقوم لها قائمة. لم يعد غريبا فالأمة التي أسرجت وتسلحت وزحفت وسارت خلف بغال النيتو تستحق ان تُضرب على رأسها بنعل عتيق. .
هل سمعتكم ما قاله البريطاني جورج غالاوي، وهو لا ينتمي لهذه الأمة. قال: (لو كانت هنالك أمة واعية، وأمة مؤمنة بالله، لما سكتت عن حملات الإبادة). ليس المطلوب من هذه الأمة ان تقاتل وتصد العدوان عن المظلوم والضعيف. ولكن كان بامكانها الاحتجاج أو الشجب أو الاعتراض أو الاستنكار أو التنديد. أو السكوت والوقوف على الحياد. لا ان تهز أردافها وتتمايل منتشية فوق جثث الموتى، ثم تصفق للعدو، وتوزع الحلوى في شوارعها وساحاتها تعبيرا عن سعادتها الغامرة بموت أبناءها. أمة يستشهد فيها ابن الطاهرة فيشمت به ابن العاهرة. .
سألوا تشرشل ذات مرة عن رأيه بالشعوب، فقال جملة تاريخية: إذا مات الانكليز تموت السياسة، وإذا مات الروس تموت الاشتراكية، وإذا مات الأميركان تموت الرأسمالية، وإذا مات الطليان يموت الإيمان، وإذا ماتت فرنسا يموت الإبداع، وإذا مات الألمان تموت الصناعات الثقيلة، وإذا مات العرب تموت النذالة، وتموت الخيانة، ويضمحل التآمر. .
أمة تستمتع بالنظر إلى دماءنا وأشلائنا، والى بيوتنا المهدمة وعوائلنا المشردة. تشاهد هذه المآسي وكأنها تشاهد مسرحية ترفيهية، فتضحك وتشمت وتبتهج، تنتظر كيف ستكون نهايتنا، وكيف سنغرق في البحر وتنتهي حكايتنا إلى الأبد. .
ومع ذلك، وعلى الرغم من تعاقب مواقف الخذلان، لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمة بأمر الله. لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون. .
قيل لعمر المختار: إيطاليا تملك طائرات نحن لا نملكها. قال: أتحلق فوق العرش أم تحته ؟. فقالوا: تحته. . فقال: من فوق العرش معنا فلا يخيفنا ما تحته. . عبارة قوية تعكس قوة الإيمان الراسخ في وجدان رجل واحد لا يهاب الموت، وهنا يكمن الفرق بين صاحب حق وبين معتدٍ. .
كلمة اخيرة نوجّهها الى سفهاء هذه الأمة: لا تلعبوا مع من ربتهم الظروف. فالعزة والأصالة في عروقهم اكثر من الدم. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه الأمة

إقرأ أيضاً:

القائد الأمة

 

 

مع أن القلوب تقطر دماً على فقدان هذا الشهيد العظيم الذي أفنى حياته في سبيل أقدس قضية للأمة وهي قضية الشعب العربي الفلسطيني، فالكل الصديق والعدو على حد سواء يتحسرون على رحيل السيد الشهيد القائد حسن نصر الله، وأنا أتصفح الكتاب الذي أصدرته الجبهة الثقافية في اليمن عرفت مدى الحزن الكبير الذي خيم على أبناء شعبنا نتيجة فقدان هذا القائد الرمز، فلقد اشتمل الكتاب على عدة قصائد بدأت بقصيدة لرئيسة الجبهة الدكتورة ابتسام المتوكل، عبرت فيها عن ما يختلج في صدرها من أحزان نتيجة هذه الكارثة التي حلت بالأمة وانتهاءً بقصائد أخرى ركزت على نفس الموضوع بأساليب مختلفة ووضعت السيد حسن في المكانة التي يستحقها، بل أنها لم تصل إلى ذلك المستوى من الإبداع نتيجة أن الرجل بالفعل مَثل أمة بكل ما تعنيه الكلمة، مصداقاً لقوله تعالى في كتابه العزيز عن وصف نبي الله إبراهيم عليه السلام (إن إبراهيم كان أمة) وهو التعبير الذي ينطبق كلياً على شهيدنا العظيم، إذ يحس المرء أن الكيان الصهيوني لم يكسب شيئاً من وحشيته وحربه الغادرة على غزة ولبنان إلا أنه استهدف هذا القائد، حيث أسهب قادة حماس والجهاد في الحديث عن الدور الذي كان معولاً على الشهيد نصر الله وكيف أنه مثل حلقة الوصل التي دعمت المقاومة بالفعل بالسلاح والمال وأعطتها الفرصة لإحداث التحول الكبير في مسار عملها وتعظيم قدراتها الذاتية، فمن خلال السيد نصر الله استطاعت أن تمتلك السلاح وتنتقل إلى مرحلة التصنيع للكثير من آلياته بالذات الطائرات المسيرة، كما أشار إلى ذلك الشهيد العظيم يحيى السنوار، وهو يتحدث عن أول عملية بالطائرات المسيرة تمت في غزة، مشيراً إلى أنها تمت بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى وجه الخصوص السيد حسن نصر الله .
كل هذه الخلفيات لا شك أنها تكشف عن ملامح هذا السيد العظيم، وبالتالي تضع ملامح أخرى لقائد آخر وهو السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي الذي آلت إليه قيادة المسيرة الصادقة للمقاومة بعد رحيل السيد حسن نصر الله وهو يستحق المكانة التي بلغها بجدارة وبمواقف عملية أذهلت العالم، فاليمن كانت بعيدة عن الصورة لبُعدها الجغرافي لكن هذا القائد ومجاهديه الأبطال قربوا هذه المسافة من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة والقدرة التي بلغها الرجال الأبطال في التصنيع العسكري، بالذات خبراء صناعة الصواريخ والمسيرات، وكما قال هذا السيد في آخر خطاب له أن الأصابع لا تزال على الزناد، وهو سيد القول والفعل وكان أفضل من نعى إلى الأمة الشهيد القائد حسن نصر الله بعد استشهاده ووصول حمم الحقد الصهيونية إليه، واليوم ها هي الجماهير ستقوم بتشييعه وكل محبيه في الأسبوع القادم ولن يكون التشييع في لبنان مهما بلغ الحشد إلا رمزياً مقابل النفوس التي ستتجه إلى هذا البلد لوداع هذا القائد العظيم، وهذا ما يُرعب الصهاينة والأمريكان، فها هي أمريكا أقدمت على خطوة استباقية من خلال عملائها في لبنان فمنعت هبوط الطائرات الإيرانية في مطار لبنان خشية توافد الإيرانيين المساهمة في التشييع، وحبذا لو أن لنا منفذاً مع لبنان الشقيق لكانت المسيرات المليونية قد تقاطرت إلى هذا البلد الشقيق للإسهام في تشييع قائد عظيم بمكانة وأخلاق وقيم ومبادئ وإيمان السيد حسن نصر الله وهي الصفات العظيمة التي تحلى بها وكان يتحدث عنها الأعداء قبل الأصدقاء وفي المقدمة المحللون الصهاينة والأمريكان .
لذلك فلقد احتل مكانة بارزة في التاريخ لا يمكن أن يتزحزح عنها وسيظل أيقونة كل المراحل النضالية في أي بلد عربي أو إسلامي، فمنه سنتعلم دوماً كيف سيكون النضال وما هي صفاته، ويكفينا فخراً في اليمن أنه كان القائد الوحيد الذي وقف إلى جانب الشعب اليمني وهو يُتعرض لأبشع عدوان من قبل أدوات أمريكا وبريطانيا في المنطقة، وكان له دور كبير في صنع النصر العظيم الذي قهر الأعداء وجعلهم يجرون أذيال الهزيمة، وستظل – كما قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – الأيادي على الزناد حتى يتحقق النصر المبين والحتمي بعد طرد آخر محتل من المحافظات الجنوبية والشرقية التي تئن الآن ويحاول أبناؤها المساكين التعبير عن ما يختلج في صدورهم من غضب ضد المحتلين الجُدد .
وأخيراً.. نشكر الجبهة الثقافية وكل القائمين عليها لأنهم قد أعدوا لمهرجان كبير في المركز الثقافي في اليوم التالي للتشييع، وسيكون هذا المهرجان تعبيراً صادقاً عن ما يكنه اليمانيون من حب وتقدير لهذا القائد العظيم بشموخه وإبائه وجهاده المتأصل، قدس الله روح الشهيد في أعلى عليين والنصر المبين لمحور المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وإيران وكل الأحرار في هذا العالم، والله من وراء القصد …

مقالات مشابهة

  • هتك عرض فتاة بالسلام.. المؤبد يواجه سائق توكتوك بعد إحالته للجنايات
  • الأنهار الجليدية تفقد 6542 مليار طن من الجليد منذ عام 2000
  • دراسة: الأنهار الجليدية تفقد 273 مليار طن من الجليد سنوياً
  • دراسة صادمة: الأنهار الجليدية تذوب بمعدل 273 مليار طن سنوياً منذ 2000
  • القائد الأمة
  • صوت الحق في زمن الانكسار
  • نزعات إخراج الأمريكان تموت في مهدها.. ميل رسمي وحزبي عراقي لتمديد الوجود - عاجل
  • شاهد بالفيديو.. الهادي إدريس: (الخرطوم ستكون العاصمة للحكومة الجديدة ولو استعصى الأمر لدينا خيارات أخرى.. نتمنى جلوس البرهان وحميدتي في طاولة واحدة وإذا اتفقا سنترك أمر الحكومة الجديدة)
  • صحف عالمية: إسرائيل فقدت أسباب بقائها والعرب يمكنهم إنهاء خطة ترامب بشأن غزة
  • أكثر من 3 آلاف أسرة في جنين فقدت منازلها وممتلكاتها بسبب العدوان الصهيوني