الجزيرة:
2025-02-22@20:40:15 GMT

كيف غيرت الحرب قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

كيف غيرت الحرب قطاع التكنولوجيا في أوكرانيا؟

تضامن خبراء التكنولوجيا في جميع أنحاء أوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي، مستخدمين جميع الوسائل التكنولوجية الممكنة من الطائرات المسيرة وحتى الأمن السيبراني، ولكن بعد الحرب يأمل رواد التكنولوجيا أن تساعد ابتكاراتهم في تعزيز مستقبل أوكرانيا.

وتغيرت مسارات شركات التكنولوجيا في أوكرانيا بعد الحرب، فبالنسبة لأندري كلين المؤسس المشارك والمدير المالي لشركة "بيتكيوب" (Petcube) المختصة بتصميم وتطوير الأجهزة الذكية الخاصة بالحيوانات الأليفة، لم يعد الأمر يقتصر على إشعارات البريد الإلكتروني التي تظهر على شاشة الهاتف المحمول، بل يشمل أيضا تنبيهات لدخول الصواريخ.

وفي نفس الوقت، يساهم العديد رواد التكنولوجيا الأوكرانيين في المجهود الحربي بينما يحلمون بمستقبل ما بعد الحرب.

قطاع التكنولوجيا يدعم الاقتصاد الأوكراني

يبذل العاملون في قطاع التكنولوجيا قصارى جهدهم للاحتفاظ بالحرية التي اكتسبوها بشق الأنفس. مثلا: كلين هو أحد المبادرين وراء منظمة "أنفق لأجل أوكرانيا" وهي غير ربحية تدير منصة ويب تحتوي على دليل يضم أكثر من 240 شركة ذات جذور أوكرانية.

وهذه المنظمة تدرك أن الناس قد يترددون في تقديم المساعدة المباشرة في الأمور العسكرية، ولهذا أراد مؤسسوها إيجاد طرق أخرى لدعم أوكرانيا واقتصادها.

يقول كيلن "هذا الأمر مهم حقا، لأننا ما زلنا بحاجة إلى أن يكون هذا المكان مُنتِجا ومزدهرا ليؤدي دوره الأساسي. نحن نعتقد بأنه يمكننا الاستمرار في ذكر اسم أوكرانيا في سياق إيجابي، والدعاية والترويج للمنتجات والخدمات الأوكرانية".

وكان لشركتي "بيتكيوب وريسبيتشر" خطط طوارئ جاهزة قبيل الغزو الروسي، وحين اضطر ملايين الأشخاص إلى إخلاء منازلهم تبرعت الشركات بالأموال لمختلف المنظمات الإنسانية والدفاعية، وفقا لموقع ذا نيكست ويب.

الأمن السيبراني للدفاع عن أوكرانيا

أحد أبرز الشخصيات في مجال الأمن السيبراني بأوكرانيا هو سيرجي كريفوبلوتسكي رئيس قسم الأبحاث والتطوير التقني بشركة "ماك بو" (MacPaw) وهي مختصة في برمجيات أوكرانية. وقد ابتكر تطبيقا أطلق عليه اسم "سباي باستر" (SpyBuster) يعمل على فحص الهاتف بحثا عن أي تطبيقات تتصل بخوادم في روسيا أو بيلاروسيا والتي قد تكون برامج تجسس تابعة لطرف روسي.

وبحسب الموقع الرسمي للإذاعة الوطنية العامة (RNP) فإن شركات مثل "ماك بو" تشكل جزءا رئيسيا من الحرب ومن مستقبل أوكرانيا، فهم يقدمون كل الخدمات التكنولوجية من أجل تحقيق النصر من جهة وإنعاش اقتصاد أوكرانيا من جهة أخرى.

"أنفق لأجل أوكرانيا" تدير منصة ويب تحتوي على دليل يضم أكثر من 240 شركة ذات جذور أوكرانية (مواقع التواصل) استبدال الأطراف المبتورة بأطراف صناعية آلية

تقوم شركة "إسبير بايونكس" الناشئة في مجال تعزيز قدرات الإنسان بتصنيع أطراف صناعية آليه تأتي مزودة بمستشعرات على سطح الجلد تنقل الإشارات من العضلات وترسلها إلى اليد الروبوتية، ومن ثم تقوم هذه اليد بتنفيذ الوظيفة عوضا عن اليد البشرية.

وتقول آنا بيليفانتسيفا المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية للشركة "أردنا التركيز على التحكم وسهولة الاستخدام، كما أردنا أن نكون قادرين على جمع البيانات من مستخدمينا لإنشاء جهاز طرف صناعي متصل بالإنترنت، لربطه بأجهزة أخرى مختلفة في المنزل".

وتوجد بيليفانتسيفا حاليا في نيويورك، حيث إن السوق الرئيسي للشركة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، تصنع "إسبير بيونكس" معداتها في كييف، وعندما بدأت الحرب الشاملة، قرر غالبية الفريق في أوكرانيا البقاء في البلاد.

في البداية، نقلت "إسبير بيونكس" عمليات التصنيع إلى المناطق الغربية. ومع ذلك، وبعد أن اتضح أن الشركة لم تتمكن من توظيف المزيد من المهندسين في تلك المواقع، قرروا العودة إلى كييف حيث زاد عدد الموظفين من 14 إلى 25 موظفا من بداية عام 2022 حتى نهايته (والآن هم فريق مكون من 60 موظفا).

وتضيف بيليفانتسيفا "تلقينا الكثير من الطلبات من الناس والشركات والمنظمات الحكومية حول منتجنا، وكانوا يتوقعون منا أن نكون قادرين على توفير منتجاتنا للجنود الذين فقدوا أيديهم بأسرع وقت. وهنا شعرنا بهذه المسؤولية الكبيرة، لهذا السبب كان علينا المضي قدما بسرعة كبيرة."

وتُشغّل الشركة برنامج "إسبير فور يوكرين" الذي يوفر أطرافا صناعية لمن فقدوا أطرافهم في الحرب بتكاليف التصنيع. كما تدير دورات تدريبية للأطباء في أوكرانيا حول كيفية تركيب هذه الأجهزة.

وفي الوقت الحالي، يتركز اهتمام الفريق على توسيع منشأة التصنيع في كييف، بينما يعملون على توسيع سوقهم في الولايات المتحدة وإطلاق عملياتهم بأوروبا.

ومع ذلك، فإن "إسبير بيونكس" تتطلع في المستقبل للانتقال إلى زراعة الأطراف التي ستسمح للناس بالتواصل مع الأيدي الآلية وأجهزة الحاسوب المحمولة وأنظمة الإضاءة وغيرها، دون أي حساسات خارجية على الإطلاق.

حماية الثقافة والهندسة المعمارية الأوكرانية باستخدام التكنولوجيا

إنها ليست مجرد حرب على الدولة فحسب، بل أيضا حرب على الهوية. ولذلك، يأخذ الحفاظ على الثقافة اهتماما إضافيا للمحافظة عليها.

وهنا تأتي التكنولوجيا لتدعم، وأبرز مثال هو "بالبيك بيرو" أحد أبرز الشركات في هذه الحرب وهي معمارية مشهورة عالميا، فازت بالعديد من الجوائز، ويقع مقرها في كييف.

وبينما لا تزال تعمل على تصميمات صناعية أنيقة في مجالات الضيافة والتجزئة والعافية، حولت الشركة حماسها الإبداعي لدعم الأوكرانيين المهجرين وجهود إعادة الإعمار مع الحفاظ على التقاليد الوطنية.

وتندرج مبادراتها الاجتماعية تحت مشروع يُسمى "ري يوكرين" الذي يهدف إلى استضافة العائلات النازحة داخليا في وحدات سكنية مؤقتة على المدى القصير والطويل مع وضع الاحتياجات الإنسانية والكرامة في تصميمها الأساسي.

وهناك العديد من المشاريع التقنية مثل "ري يوكرين فيجن" (Re:Ukraine Vision) وهو مشروع لا يزال في مرحلة البحث والتطوير، والذي تريد "بابليك بيرو" هو فهم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل في مجال العمارة بشكل عام، وفي إعادة بناء المباني المدمرة بشكل خاص.

وتتعاون الشركة مع الجامعات التقنية في أوكرانيا لتطوير خوارزميات من شأنها توليد صور لكيفية إعادة بناء المباني المدمرة، حسب ما ذكر موقع "ذا نيكست ويب".

ويقول المهندس المعماري الرقمي سلافا ستوبول "الفكرة هي تطوير تطبيق يتيح للشخص التقاط صورة لمبنى مدمر، ثم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء رؤية جديدة لكيفية إعادة بناء هذا المنزل. وسيوفر ذلك للناس فهما أعمق ويبدؤون محادثة حول كيف يمكن أن تكون الأمور بعد النصر، والاتجاه الذي نريد التحرك فيه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

المطاعم في سوريا مؤشر على تعافي الاقتصاد بالبلاد

بات المشهد الغذائي في سوريا يعكس صورة واضحة لحالة البلاد بعد أكثر من 14 عاما من الحرب المدمرة، إذ تحولت الأسواق والمطاعم إلى رموز لمحاولات التعافي رغم ما خلفته الحرب من دمار اقتصادي واجتماعي واسع النطاق.

وتشير وكالة بلومبيرغ إلى أن الحياة في العاصمة دمشق بدأت تدب مجددا في الأزقة والأسواق، مع عودة تدريجية للأنشطة التجارية والمطاعم، لكن هذه العودة لا تزال بطيئة ومتعثرة بفعل تحديات مستمرة، من بينها التضخم وضعف القدرة الشرائية للسكان.

وعلى الجانب الآخر، تظل مدن مثل حلب غارقة في تداعيات الحرب، إذ لم تقتصر معاناتها على الدمار الذي ألحقته سنوات القتال، بل زادها زلزال عام 2023 خرابا، مما جعل وتيرة التعافي فيها أبطأ وأكثر تعقيدا، بحسب بلومبيرغ.

المطاعم والأسواق تعود للحياة ببطء

وفي جولة عبر سوق مدحت باشا (أحد أقدم الأسواق في دمشق) لا يزال الزحام يعكس رغبة السكان في استعادة حياتهم الطبيعية.

وعلى الرغم من أن العديد من المطاعم التي كانت تحتضن شخصيات سياسية وزوارا دوليين قد تراجعت فإن بعض الأسماء العريقة مثل مطعم نارنج تحاول العودة، ولكن بوتيرة متواضعة.

المطعم -الذي كان في السابق رمزا للمشهد الغذائي الراقي في دمشق- لم يعد يملك سوى عدد قليل من العاملين مقارنة بفترة ما قبل الحرب.

أكشاك الطعام الشعبية استعادت زبائنها في مختلف المدن السورية (الجزيرة)

في المقابل، يبدو أن أكشاك الطعام الشعبية قد استعادت زبائنها، مثل باعة القطايف (الفطائر المحشوة بالقشطة والمكسرات)، إذ يستمرون في تقديمها بالطريقة التقليدية نفسها رغم شح الموارد.

إعلان

ويقول أحد الباعة "على الأقل الآن يمكننا التنفس بحرية"، في إشارة إلى تحسن الأوضاع بعد سقوط النظام.

آثار الحرب على المطبخ السوري

وتشير بلومبيرغ إلى أن تداعيات الحرب طالت حتى الأطباق التقليدية السورية، إذ تأثر إنتاج فلفل حلب الشهير نتيجة تدمير الحقول خلال سنوات الحرب.

هذا الفلفل -الذي كان رمزا للنكهة السورية- تراجع إنتاجه، لدرجة أن الأسواق أصبحت تعتمد على بدائل تركية.

ويؤكد أحد تجار التوابل في سوق البزورية أن بعض المزارعين يحاولون إعادة زراعة الفلفل في المناطق القليلة التي لم تتعرض للدمار الكامل، مع آمال في حصاد جديد بحلول يوليو/تموز المقبل.

أما مدينة حلب -التي كانت تعد عاصمة المطبخ العربي- فقد عانت من تدمير واسع النطاق، سواء بسبب القصف خلال الحرب أو الزلزال الذي ضربها عام 2023.

وأغلقت معظم المطاعم التقليدية الشهيرة أبوابها، وأبرزها مطعم "بيت سيسي" الذي احترق بالكامل عام 2012، في حين اضطر العديد من الطهاة الحرفيين إلى مغادرة البلاد، واستقر بعضهم في لبنان وتركيا وأوروبا، مما يثير تساؤلات عما إذا كان بإمكانهم العودة يوما ما لإعادة إحياء فن الطهو الحلبي.

تعافٍ حذر

ورغم الدمار فإن هناك دلائل على عودة الحياة إلى طبيعتها، ففي الطريق بين دمشق وحلب لا تزال بعض الاستراحات التي تقدم حلاوة الهريسة التقليدية في مدينة النبك تعمل بعد أن دُمرت معظم محلاتها خلال الحرب.

ويقول أحد الباعة "عانينا كثيرا، لكن الناس عادوا لشراء الهريسة، وهذا يمنحنا الأمل".

المطبخ السوري هو القاسم المشترك الذي يفتخر به جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم (رويترز)

وفي حلب القديمة عاد بعض تجار التوابل لبيع منتجاتهم المحلية رغم صعوبة الاستيراد والتصدير، ويؤكد أحدهم أن الأسواق بدأت تشهد طلبا متزايدا على الفلفل الحلبي محليا ودوليا، مما قد يساعد في دعم إعادة زراعته واستعادة مكانته عالميا.

إعلان تراث الطهي كعنصر توحيدي لسوريا

وبحسب تشارلز بيري الباحث في تاريخ الطهي العربي، فإن "المطبخ السوري هو القاسم المشترك الذي يفتخر به جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو المناطقية، ويمكن أن يكون عنصرا موحدا للبلاد في المرحلة المقبلة".

ويضيف تقرير بلومبيرغ أن التعافي الحقيقي لا يقتصر فقط على إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي، بل يشمل أيضا استعادة الثقافة السورية، والتي يعد الطعام أحد أهم عناصرها.

ويؤكد أن عودة بعض المطاعم والأسواق إلى العمل تشير إلى أن السوريين يسعون إلى إعادة بناء هويتهم بعد سنوات من التهجير والتدمير.

وفي ظل هذه التحولات تبقى هناك تحديات كبيرة، أبرزها إعادة بناء البنية التحتية، وتوفير المواد الغذائية، واستعادة الطهاة المهرة الذين هاجروا خلال الحرب.

لكن مع ظهور علامات على انتعاش الأسواق والمطاعم يمكن القول إن سوريا رغم كل شيء تحاول استعادة نكهتها المفقودة.

مقالات مشابهة

  • سماع دوي انفجار جراء اصطدام طائرة مسيرة في مبنى بأحد أحياء كييف
  • المطاعم في سوريا مؤشر على تعافي الاقتصاد بالبلاد
  • محمد علي حسن: الدبلوماسية المصرية غيرت وجهة نظر دول كثيرة تجاه القضية الفلسطينية
  • رغم التوتر.. المعادن الاستراتيجية على طاولة كييف وواشنطن
  • مفاوضات بين كييف وواشنطن حول "معادن أوكرانيا النفيسة"
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: تجاوزات كييف مرفوضة.. و"ترامب" يسعى لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • والتز ينتقد كييف بعد “إهانة غير مقبولة” لترامب
  • المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا يجري محادثات في كييف
  • باحث سياسي: مصر لها باع طويل في إعادة إعمار قطاع غزة
  • بنعلي: ساكنة المحمدية لا تريد إعادة تشغيل "لاسامير"... وتأميم الشركة يحتاج مبالغ ضخمة (فيديو)