الأسبوع:
2024-09-24@11:24:01 GMT

الرد على البيجر

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

الرد على البيجر

سجل الثلاثاء الماضي يوما للحزن على كل العرب وليس على لبنان أو حزب الله فقط، لأن إسرائيل التي أرادت إبادة خمسة آلاف عنصر من عناصر حزب الله في ضغطة زر هي لم تتورع أن تفعل الشيء ذاته مع 400 مليون عربي في ضغطة زر أيضا عندما تريد أو تتاح لها الفرصة لفعل ذلك، وربما تكون هناك عن عصابة الشر الكوني في تل أبيب خطط للتخلص من العرب كل العرب دفعة واحدة بضغطة زر عبر أجهزة اتصالات أو أجهزة تليفزيون، أو دفعات من السيارات، أو كل تلك الوسائل مرة واحدة.

عندما فجرت عصابة إسرائيل جهاز البيجر لتقتلع به عيون وأدمغة 5 آلاف شاب لم يكن هناك حد أخلاقي أو إنساني أو قانوني أو أي من الحدود المتعارف عليها بشريًا يردع أفراد العصابة وبمنعهم من عمليات القتل الجماعي التي ستطال حتمًا شبابا ورجالا ونساء وأطفالا، وتثير الرعب والفوضى في الشوارع والمواصلات العامة، والمولات التجارية، والمساجد والمدارس وكل التجمعات البشرية، إنها حالة من الجنون التي لم يسبق لها مثيل، هي بالضبط استخدام لقنبلة نووية لا تفرق بين أحد في الخراب والدمار.

وإسرائيل التي فشلت منذ السابع من أكتوبر في مواجهة الأبطال في غزة وفي جنوب لبنان، أيقنت أنها لن يستطيع جنودها على الإطلاق أن يتحملوا بطولة وشجاعة أبطال العرب الذين يواجهون كالأسود نساء اليهود العاهرات في ثوب جنود وضباط.

لم يواجه أبطال المقاومة رجلا إسرائيليا واحدا في ميادين الحرب، كلهم كانوا أشبه بالنساء العاهرات اللواتي يتخفين داخل دبابات ومقرات وطائرات محصنة لا يمكن اختراقها، وعندما يظهر بطل واحد من أبطال المقاومة تتكاتف كل تلك الجيوش لمواجهته، وتتحرك معها أعين السماء الأمريكية، وكل جيوش العالم للتخلص من بطل واحد يرعبهم بسلاح في يده أو على كتفه.

ولأن قرابة عام كامل من التجريب أنتجت لهم معرفة نهائية أن الحرب ضد العرب لابد أن تكون من خلال الخسة والنذالة والتخفي والعمل السري حتى يمكن أن يحققوا انتصارا ولو مؤقتا في حربهم الظالمة ضدنا.

لم تكن حرب (البيجر) مقدرًا لها في الثلاثاء الماضي، بل كان وفقا للتخطيط الصهيوني التفجير قبل الاجتياح العسكري لجنوب لبنان، بحيث يستغلون الفوضى وفقدان السيطرة والاتصالات وقتل القادة ويقتحمون الجنوب لاحتلاله وتأمين عودة مستوطنيهم، ولكن معلومات عن قرب اكتشاف الحزب للاختراق عجلت بالعملية قبل اكتمال التجهيزات لدخول الحرب.

ووفقا لما تم نشره فإن العملية قد تورطت بها ثلاث شركات "جولد أبولو" التايوانية، و"نورتا جلوبال المحدودة" البلغارية، و"بي إيه سي كونسلتينج"، المجرية.

عملت شركة "بي إيه سي كونسلتينج"، المسجلة في بودابست فقط كوسيط للمعاملات التجارية وأبرمت اتفاقية مع الشركة التايوانية بينما كانت شركة "نورتا جلوبال" ومقرها صوفيا هي المسئولة بشكل مباشر عن شراء أجهزة البيجر من الشركة التايوانية. وهكذا وقعت الأجهزة في يد جهاز الموساد الذي قام بوضع الشحنات المتفجرة وشريحة التنصت والإشارة بداخله، وتم تصدير الشحنة إلى حزب الله في أبريل الماضي، ومنذ ذلك التاريخ وضعت جميع اتصالات خمسة آلاف ضابط وقيادي من الحزب ورجال حماس في لبنان وقيادات إيرانية تحت عين وبصر الموساد ومن ثم نجحت إسرائيل في قتل أكثر من 140 قائدا من الحزب وحماس وإيران في لبنان وسوريا، ثم كان الثلاثاء الأسود الذي أنهوا به عملية التنصت بعد أن أوشكت على الاكتشاف.

ويبقى أن هذه الجريمة الإرهابية المنحطة يجب أن تواجه برد عربي وفوري يتضمن ردعًا للعصابة الإسرائيلية من جهة، والمتعاونين معها من جهة أخرى، ويمكن تلخيص هذا الرد في الآتي:

1. الوقف الفوري لجميع أجهزة الاتصالات التي تستخدمها الأجهزة الأمنية والعسكرية والتنفيذية في جميع الدول العربية، والاعتماد على الاتصال الأرضي حتى يتم فحص وتغيير كل هذه الأجهزة، والاعتماد على مصدر آمن من دولة آمنة في استيراد تلك الأجهزة، بعد مراقبة الإنتاج بشكل شخصي.

2. قرار جامعة الدول العربية بوقف التعامل التجاري مع الدول الثلاثة التي تنتمي لها الشركات المتورطة في صفقة البيجر.

3. الوقف النهائي لاستيراد أجهزة الاتصالات من جميع دول العالم، ماعدا الصين، وبعض دول أمريكا اللاتينية مع شرط فتح خطوط انتاج داخل الدول العربية، بحيث يشرف خبراء عرب على عملية التصنيع داخل معاملهم ومصانعهم التقنية.

4. البدء الفوري في تصنيع أجهزة اتصالات محلية، والاستغناء تمامًا عن المستورد في هذا المجال.

5. مقاطعة أي دولة عربية أو غير عربية تتعاون مع إسرائيل في كافة المجالات التجارية التقني منها وغير التقني وبما فيها المواد الغذائية.

6. اعتبار جميع المنتجات الطبية والغذائية التي تنتجها أو التي تشارك في إنتاجها وتصديرها إسرائيل خطر داهم على صحة العرب، ويجب التعامل معها باعتبارها عملا عدوانيا.

اقرأ أيضاًالصحة اللبنانية: ارتفاع عدد الجرحى جرّاء تفجيرات أجهزة البيجر إلى 2950 جريحاً

مساعد وزير الخارجية الأسبق يكشف لـ«الأسبوع»: هل يلجأ حزب الله لوسائل بدائية بعد تفجيرات البيجر؟ (تفاصيل)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول العربية الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي حزب الله الهجمات الإلكترونية البيجر حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد تفجيرات البيجر.. الحرس الثوري يُحقق مع القيادات بصفوفه.. وإرسال عينات من الأجهزة المتفجرة إلى إيران

في أعقاب تفجير الآلاف من أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان وسوريا خلال الأسبوع الماضي، بدأت إيران فحص أجهزة الاتصال الخاصة بها، بل ومنع عناصرها من استخدامها.

وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة، بدأت "عمليات فحص شامل للأجهزة الإلكترونية"، من بين إجراءات أخرى لإعادة التفكير في كيفية حماية اتصالاتهم، عقب الهجمات التي شهدها لبنان.

وقالت "واشنطن بوست"، إن "عناصر بارزين" في مجموعات متحالفة مع إيران بالضفة الغربية والعراق، قالوا إنهم "يفحصون المعدات ويصدرون قواعد جديدة بشأن استخدام الأجهزة الشخصية من قبل المقاتلين".

وأوضح محللون للصحيفة الأميركية، أن أنظمة التواصل الأخرى للمجموعات المدعومة من إيران "أكثر أمانًا"، لكن ستعمل تلك المجموعات على الأرجح على "حماية سلاسل التوريد الخاصة بها بشكل أفضل، مع تقييمها للتداعيات".

"الحرس الثوري"
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين إيرانيين وصفتهما بـ"البارزين"، أن الحرس الثوري "أمر جميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أي أجهزة اتصال" بعد تفجيرات لبنان.

وقال أحد المسؤولين، إن الحرس الثوري "ينفذ عملية واسعة لفحص جميع الأجهزة، وليس فقط معدات الاتصال"، وأضاف أن معظم تلك الأجهزة "إما محلية الصنع أو مستوردة من الصين وروسيا".

كما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الأمر، إن طهران "قلقة من اختراق إسرائيلي قد يستخدم كذلك عملاء إيرانيين في الداخل يعملون لصالح إسرائيل"، موضحا أنها "بدأت بالفعل تحقيقا شاملا يستهدف القيادات المتوسطة والرفيعة في الحرس الثوري".

واستطرد المسؤول الأمني: "يشمل هذا التدقيق في حساباتهم المصرفية في إيران والخارج، فضلا عن تاريخ سفرهم وسفر عائلاتهم".

ولفتت رويترز إلى أنه لم يتسن حتى الآن الحصول على تعقيب من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية الإيرانية، على التعليقات التي أدلى بها المسؤولان الأمنيان.

ورفض أحد المسؤولين الإدلاء بتفاصيل لرويترز حول كيفية تواصل عناصر الحرس الثوري الإيراني، البالغ عددهم 190 ألف فرد، وقال: "في الوقت الحالي نستخدم أنظمة المراسلة المشفرة".

وحسب المسؤول نفسه، فإن هناك "قلقا كبيرا" لدى النظام في إيران. وتواصل مسؤولون في الحرس الثوري مع حزب الله، لإجراء "تقييمات فنية"، وتم إرسال "العديد من عينات الأجهزة المتفجرة إلى طهران ليفحصها خبراء إيرانيون"، وفق رويترز. (الحرة)



مقالات مشابهة

  • هل عادت أجهزة «البيجر» إلى مصر؟ شعبة المحمول تكشف الحقيقة بعد الهجوم اللبناني
  • أجهزة البيجر التي هزّت لبنان
  • بعد تفجيرات البيجر.. الحرس الثوري يُحقق مع القيادات بصفوفه.. وإرسال عينات من الأجهزة المتفجرة إلى إيران
  • برلماني إيراني: طهران شاركت بشراء اجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان
  • برلماني إيراني: طهران شاركت بشراء اجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان - عاجل
  • عاجل: الرئيس الإسرائيلي: لا علاقة لنا بهجمات أجهزة البيجر التي وقعت في لبنان
  • الاستخبارات الهنغارية تؤكد أنها لم تنتج أجهزة "البيجر" التي تم تفجيرها في لبنان
  • صحيفة: حزب الله حدد نوعية المتفجرات التي زرعت في أجهزة “البيجر”
  • صحيفة: حزب الله حدد نوعية المتفجرات التي زرعت في أجهزة البيجر