سجل الثلاثاء الماضي يوما للحزن على كل العرب وليس على لبنان أو حزب الله فقط، لأن إسرائيل التي أرادت إبادة خمسة آلاف عنصر من عناصر حزب الله في ضغطة زر هي لم تتورع أن تفعل الشيء ذاته مع 400 مليون عربي في ضغطة زر أيضا عندما تريد أو تتاح لها الفرصة لفعل ذلك، وربما تكون هناك عن عصابة الشر الكوني في تل أبيب خطط للتخلص من العرب كل العرب دفعة واحدة بضغطة زر عبر أجهزة اتصالات أو أجهزة تليفزيون، أو دفعات من السيارات، أو كل تلك الوسائل مرة واحدة.
عندما فجرت عصابة إسرائيل جهاز البيجر لتقتلع به عيون وأدمغة 5 آلاف شاب لم يكن هناك حد أخلاقي أو إنساني أو قانوني أو أي من الحدود المتعارف عليها بشريًا يردع أفراد العصابة وبمنعهم من عمليات القتل الجماعي التي ستطال حتمًا شبابا ورجالا ونساء وأطفالا، وتثير الرعب والفوضى في الشوارع والمواصلات العامة، والمولات التجارية، والمساجد والمدارس وكل التجمعات البشرية، إنها حالة من الجنون التي لم يسبق لها مثيل، هي بالضبط استخدام لقنبلة نووية لا تفرق بين أحد في الخراب والدمار.
وإسرائيل التي فشلت منذ السابع من أكتوبر في مواجهة الأبطال في غزة وفي جنوب لبنان، أيقنت أنها لن يستطيع جنودها على الإطلاق أن يتحملوا بطولة وشجاعة أبطال العرب الذين يواجهون كالأسود نساء اليهود العاهرات في ثوب جنود وضباط.
لم يواجه أبطال المقاومة رجلا إسرائيليا واحدا في ميادين الحرب، كلهم كانوا أشبه بالنساء العاهرات اللواتي يتخفين داخل دبابات ومقرات وطائرات محصنة لا يمكن اختراقها، وعندما يظهر بطل واحد من أبطال المقاومة تتكاتف كل تلك الجيوش لمواجهته، وتتحرك معها أعين السماء الأمريكية، وكل جيوش العالم للتخلص من بطل واحد يرعبهم بسلاح في يده أو على كتفه.
ولأن قرابة عام كامل من التجريب أنتجت لهم معرفة نهائية أن الحرب ضد العرب لابد أن تكون من خلال الخسة والنذالة والتخفي والعمل السري حتى يمكن أن يحققوا انتصارا ولو مؤقتا في حربهم الظالمة ضدنا.
لم تكن حرب (البيجر) مقدرًا لها في الثلاثاء الماضي، بل كان وفقا للتخطيط الصهيوني التفجير قبل الاجتياح العسكري لجنوب لبنان، بحيث يستغلون الفوضى وفقدان السيطرة والاتصالات وقتل القادة ويقتحمون الجنوب لاحتلاله وتأمين عودة مستوطنيهم، ولكن معلومات عن قرب اكتشاف الحزب للاختراق عجلت بالعملية قبل اكتمال التجهيزات لدخول الحرب.
ووفقا لما تم نشره فإن العملية قد تورطت بها ثلاث شركات "جولد أبولو" التايوانية، و"نورتا جلوبال المحدودة" البلغارية، و"بي إيه سي كونسلتينج"، المجرية.
عملت شركة "بي إيه سي كونسلتينج"، المسجلة في بودابست فقط كوسيط للمعاملات التجارية وأبرمت اتفاقية مع الشركة التايوانية بينما كانت شركة "نورتا جلوبال" ومقرها صوفيا هي المسئولة بشكل مباشر عن شراء أجهزة البيجر من الشركة التايوانية. وهكذا وقعت الأجهزة في يد جهاز الموساد الذي قام بوضع الشحنات المتفجرة وشريحة التنصت والإشارة بداخله، وتم تصدير الشحنة إلى حزب الله في أبريل الماضي، ومنذ ذلك التاريخ وضعت جميع اتصالات خمسة آلاف ضابط وقيادي من الحزب ورجال حماس في لبنان وقيادات إيرانية تحت عين وبصر الموساد ومن ثم نجحت إسرائيل في قتل أكثر من 140 قائدا من الحزب وحماس وإيران في لبنان وسوريا، ثم كان الثلاثاء الأسود الذي أنهوا به عملية التنصت بعد أن أوشكت على الاكتشاف.
ويبقى أن هذه الجريمة الإرهابية المنحطة يجب أن تواجه برد عربي وفوري يتضمن ردعًا للعصابة الإسرائيلية من جهة، والمتعاونين معها من جهة أخرى، ويمكن تلخيص هذا الرد في الآتي:
1. الوقف الفوري لجميع أجهزة الاتصالات التي تستخدمها الأجهزة الأمنية والعسكرية والتنفيذية في جميع الدول العربية، والاعتماد على الاتصال الأرضي حتى يتم فحص وتغيير كل هذه الأجهزة، والاعتماد على مصدر آمن من دولة آمنة في استيراد تلك الأجهزة، بعد مراقبة الإنتاج بشكل شخصي.
2. قرار جامعة الدول العربية بوقف التعامل التجاري مع الدول الثلاثة التي تنتمي لها الشركات المتورطة في صفقة البيجر.
3. الوقف النهائي لاستيراد أجهزة الاتصالات من جميع دول العالم، ماعدا الصين، وبعض دول أمريكا اللاتينية مع شرط فتح خطوط انتاج داخل الدول العربية، بحيث يشرف خبراء عرب على عملية التصنيع داخل معاملهم ومصانعهم التقنية.
4. البدء الفوري في تصنيع أجهزة اتصالات محلية، والاستغناء تمامًا عن المستورد في هذا المجال.
5. مقاطعة أي دولة عربية أو غير عربية تتعاون مع إسرائيل في كافة المجالات التجارية التقني منها وغير التقني وبما فيها المواد الغذائية.
6. اعتبار جميع المنتجات الطبية والغذائية التي تنتجها أو التي تشارك في إنتاجها وتصديرها إسرائيل خطر داهم على صحة العرب، ويجب التعامل معها باعتبارها عملا عدوانيا.
اقرأ أيضاًالصحة اللبنانية: ارتفاع عدد الجرحى جرّاء تفجيرات أجهزة البيجر إلى 2950 جريحاً
مساعد وزير الخارجية الأسبق يكشف لـ«الأسبوع»: هل يلجأ حزب الله لوسائل بدائية بعد تفجيرات البيجر؟ (تفاصيل)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدول العربية الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي حزب الله الهجمات الإلكترونية البيجر حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما هي السيارات التي يفضلها العرب في تركيا؟ نظرة على أكثر الموديلات مبيعًا
سجلت سوق السيارات المستعملة في تركيا تغيرات ملحوظة خلال شهر نوفمبر، حيث أظهرت البيانات الحديثة الصادرة عن منصة arabam.com زيادة طفيفة في متوسط أسعار الإعلانات، إلى جانب تغييرات في توجهات المشترين فيما يتعلق بنوع ناقل الحركة وأسعار السيارات المعروضة.
متوسط الأسعار يرتفع رغم التراجع الفعلي
بحسب التقرير، ارتفع متوسط أسعار السيارات المستعملة المُعلن عنها بنسبة 0.4% مقارنة بشهر أكتوبر، ليصل إلى 692 ألف و624 ليرة تركية. ومع ذلك، أظهر التحليل الاقتصادي أن الأسعار سجلت انخفاضًا فعليًا بنسبة 1.8% بعد تعديلها وفقًا للتضخم وعوامل السوق.
السيارات الأكثر طلبًا والعلامات التجارية البارزة
واصلت علامات تجارية شهيرة تصدر قوائم الإعلانات، حيث جاءت فيات، رينو، فولكس فاجن، فورد، أوبل، هيونداي، بيجو، تويوتا، سيتروين، وهوندا في الصدارة.
أما بالنسبة للموديلات الأكثر شيوعًا، فقد احتلت سيارات مثل Clio، Megane، Egea، Astra، Corolla، Focus، Passat، Polo، Civic، وCorsa المراتب الأولى من حيث عدد الإعلانات، مما يعكس استمرار الطلب الكبير عليها.
اقرأ أيضاعملية أمنية ضد الدعارة في إسطنبول