يدق سيناريو «الحرب الإقليمية» أبواب المنطقة، فيما تتدحرج كرة اللهب من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على مناطق عدة في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) والشروع في فتح جبهات أخرى في الجوار الإقليمي، كما في الجنوب اللبناني (الجبهة الشمالية في إسرائيل) التي باتت الأكثر نشاطا خلال الفترة الأخيرة.

يأتي هذا فيما تحذر مصر من مغبة توسيع نطاق العمليات العسكرية، فور تصاعد وتيرة الأحداث، مؤخرا، والتنويه بالمخاطر المترتبة على خريطة المنطقة، وأن إسرائيل ستكون معرضة لخطر وجودي في حال مواصلة عدوانها على مناطق عدة، لاسيما أن جنوب لبنان أكثر تعقيدا من قطاع غزة، ولن يكون لقمة سهلة للجيش الإسرائيلي، الذي أنهكته العمليات العسكرية المتواصلة خلال العام الأخير.

بعد عام كامل من الحرب على قطاع غزة لم ينجح الجيش الإسرائيلي في تحقيق هدف واحد من الأهداف الثلاثة الرئيسية التي كُلف بها فلم ينجح في إعادة أسراه المحتجزين منذ نحو عام ولم يتمكن من القضاء على قادة حماس في قطاع غزة، كما فشل في القضاء على معظم الأنفاق الأساسية في القطاع، فيما بدأت عملياته على حزب الله بمناوشات وضربات تهديدية، قبل التطورات الدرامية، الأسبوع الماضي.

معطيات الواقع العسكري تشير إلى أن كلفة الاجتياح البري الإسرائيلي ستكون مكلفة جدا لجيش يعاني الإحباط والفشل في حرب غزة، كما أن إمكانيات حزب الله العسكرية واللوجيستية هي أفضل كثيرا من إمكانيات المقاومة الفلسطينية في القطاع التي يحاصرها الاحتلال ويتعمد تجويع شعبها فضلا عن أن شبكة الأنفاق التي يملكها حزب الله يقدرها بعض الخبراء بأنها تزيد على عشرة أضعاف شبكة الأنفاق في قطاع غزة وكم ونوع الأسلحة التي يملكها حزب الله لا تقارن بما تملكه المقاومة في غزة.

أعلن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن "بلاده دخلت مرحلة جديدة من الحرب وأنها بدأت للتو، وستعمل على تغيير الشرق الأوسط" جاءت هذه التصريحات بعد الغارة التي قام بها جيش الاحتلال وأدت إلى اغتيال إبراهيم عقيل مع عدد من قادة حزب الله في مقر لهم في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال رئيس أركان جيش الاحتلال إن قادة حزب الله الذين قمنا بتصفيتهم خططوا على مدار سنوات لتنفيذ السابع من أكتوبر على الحدود الشمالية وقال: لقد وصلنا إليهم وسنصل إلى كل من يهدد أمن مواطني إسرائيل.

يؤكد مسئولون إسرائيليون أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة في حرب جيشهم ضد حزب الله، أما الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فأكد أن مقاتلي حزبه سينتقمون من عدوهم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، وتوعد نصر الله بمصير أسود لجيش الاحتلال إذا قام بمحاولة غزو بري لجنوب لبنان، كما أعلن أن سكان المستوطنات الإسرائيلية في الشمال لن يتمكنوا من العودة لمستوطناتهم التي استولوا عليها واحتلوها مرة ثانية وهو تحدٍ لوعد نتنياهو لشعبه بأن الحرب التي يقودها على جنوب لبنان وقوات حزب الله هدفها هو إعادة سكان الشمال الى مستعمراتهم التي اضطروا لتركها منذ نحو عام تحت وطأة القصف المتكرر للمقاومة اللبنانية.

أعلن نصر الله أن المقاومة ستظل على موقفها الداعم والمساند للمقاومة في قطاع غزة ولن تتوقف ما دام جيش الاحتلال يقوم بقصف وضرب أبناء القطاع. وعلى صعيد الساحات الأخرى فقد أرسل رئيس حزب الله العراقي، أبو آلاء الولائي، برسالة مؤثرة إلى رئيس حزب الله اللبناني أعلن فيها أنه مستعد لإرسال 100 مقاتل إلى لبنان إذا أشار بذلك، كما أكد دعمه الكامل ووقوفه بجانب المقاتلين في لبنان أمام أي اعتداء من العدو. وهو نفس موقف جماعة الحوثي في اليمن، التي أكدت دعمها الكامل لحزب الله ووقوفها بجانبه أمام أي اعتداء من جيش الاحتلال وتعهدت بتكثيف عملياتها ضده.

اقرأ أيضاًمستشار عسكري يكشف لـ«الأسبوع» سيناريوهات الحرب بين حزب الله وإسرائيل

وزير الاقتصاد اللبناني: رقعة الحرب ستتوسع خلال ساعات وليس أيام

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحرب الإقليمية المقاومة اللبنانية جماعة الحوثي جيش الاحتلال حزب الله قطاع غزة جیش الاحتلال قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

دفعة قنابل وذخائر جوية أمريكية تصل دولة الاحتلال لدعم الحرب على غزة

قالت هيئة البث العبرية، الأربعاء، إن عشرات طائرات الشحن الأمريكية حطت في "إسرائيل" مؤخرا محمّلة بأسلحة ثقيلة لدعم حرب الإبادة في قطاع غزة وتحسبا لتصعيد مع إيران.

وأضافت: "حطت عشرات طائرات الشحن العسكرية الأمريكية من طراز (C17) خلال الأيام الأخيرة في قاعدة نفاتيم الجوية جنوب إسرائيل، محمّلة بأسلحة وذخائر نُقلت من قواعد أمريكية في العالم".

وأردفت: "تضم الشحنات قنابل ثقيلة من نوع (MK-84) وذخائر أخرى تهدف إلى دعم العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، إلى جانب الاستعداد لاحتمال شنّ هجوم على إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في حال فشل المحادثات الجارية بين واشنطن وطهران".

والسبت، استضافت سلطنة عمان أولى جولات المحادثات الإيرانية الأمريكية بشأن البرنامج النووي لطهران، والتي لاقت ترحيبا عربيا، بينما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت "إيجابية للغاية وبناءة".


وتابعت الهيئة: "من بين المعدات التي نقلت كذلك، صواريخ اعتراض مخصصة لمنظومات الدفاع الجوي الأمريكية من طراز (THAAD)، المنتشرة في المنطقة".

وأشارت إلى أن "هذه الشحنات تأتي بعد أن أزال الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب القيود التي فُرضت في عهد سلفه جو بايدن، والتي علقت سابقا تزويد إسرائيل بقنابل تزن طنا، وذلك على خلفية العمليات الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة".

وقالت الهيئة: "يُنتظر خلال الأسابيع المقبلة أن تستلم إسرائيل آلاف الذخائر الإضافية ضمن عمليات إعادة ملء المخازن الإسرائيلية التي استُنزفت خلال الحرب المستمرة (على قطاع غزة) منذ شهور".


وكانت الولايات المتحدة قدمت لدولة الاحتلال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر منذ بداية الحرب، وفق تقارير إسرائيلية وأمريكية.

يذكر أن في شباط/ فبراير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها وافقت على بيع ذخائر موجهة وقنابل ومعدات ذات صلة لإسرائيل بقيمة إجمالية بلغت 7.41 مليارات دولار، بحسب الصحيفة.

وأفادت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون بأنها نقلت إلى الكونغرس الموافقة اللازمة لإتمام تلك الصفقات، "التي تهدف إلى الحفاظ على قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

مقالات مشابهة

  • لبنان.. استشهاد 190 وإصابة 485 آخرين منذ وقف إطلاق النار مع الاحتلال
  • وزير حرب الاحتلال: سنحتفظ بـ 30% من أراضي غزة حتى بعد انتهاء الحرب
  • دفعة قنابل وذخائر جوية أمريكية تصل دولة الاحتلال لدعم الحرب على غزة
  • منع المساعدات لا يقل فتكًا عن القصف.. منظمات إغاثية: قطاع غزة مقبرة جماعية والمجاعة على الأبواب
  • تقارير استخباراتية وإعلامية تكشف حجم الخسائر الفادحة لجيش الاحتلال في عدوانه على لبنان وغزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف حزب الله في جنوب لبنان
  • اقتراح صادم خلف الأبواب المغلقة: دولة خليجية تخطط لاجتياح بري في اليمن
  • جيش الاحتلال يزعم استهداف قيادي مهم في حزب الله
  • من قاعات المحاكم إلى مخبز في خان يونس.. ماذا فعلت الحرب بسعد الله؟
  • طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية