عن جاسوس الضاحية.. هكذا تحرَّك الحزب استخباراتياً!
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
لم تكُن ضربة الضاحية الجنوبيّة يوم أمس عادية بتاتاً، بل كشفت عن أمرٍ مهم جداً وإشارات لا يمكن المرور عليها بشكلٍ عابر.
يوم أمس، كان "حزب الله" هادئاً جداً في التعاطي مع الضربة، فالإستنفار "محدود" باعتبار أن الإنشغال الأكبر كان بتأمين النازحين من جنوب لبنان الذين توافدوا إلى بيروت ومناطق جبل لبنان. ولكن، ورغم كل ذلك، كان اهتمام "حزب الله" بمكانٍ آخر، فقصف الضاحية كان تحت الرصد والرقابة الداخلية في الحزب بشكل كبير.
3 إشارات ظهرت بعد ضربة الضاحية، الأولى ترتبط بالقيادي في "حزب الله" علي كركي الذي قيلَ إنه تم استهدافه لكن الحزب نفى ذلك، مؤكداً أنه "بخير" وأنه "انتقل إلى مكانٍ آمن". أمّا الإشارة الثانية والتي ظهرت فهي أن الحزب أصدر بيانه بسرعة عن كركي، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها وبسرعة عن مصير قياديّ رغم أن الدمار كان مُحققاً في المبنى المستهدف، وبالتالي كان الحسمُ "بسرعة البرق"، وهذا الأمر لم يحصل سابقاً.
على صعيد الإشارة الثالثة، فقد ارتبطت بالحديث عن كلامٍ انتشر ليلاً ويفيد بأن "حزب الله" اكتشف "جاسوساً خطيراً" من خلال ضربة الضاحية التي قيل إنها جاءت عبر "معلومات تضليلية" كشفت "إشعاراً خاطئاً عن مكان تواجد كركي"، علماً أن الحزب وفي بيانه عن الحادثة أسس لتساؤلات مختلفة وهي: هل كان كركي فعلاً في المبنى المستهدف وتم إخلاؤه قبل الضربة أم أنه لم يكن في الأصل هناك وبالتالي كان الإستهداف مكيدة جهزها حزب الله للإسرائيليين لاستدراجهم إلى عملية فاشلة تطالُ مبنى تم إخلاؤه مسبقاً؟
عملياً، إن نجح "حزب الله" في "إصطياد إسرائيل" عبر معلومات مضللة، فإن هذا الأمر يعني الدخول في حرب إستخباراتية جديدة، هدفها بالدرجة الأولى استدراج العملاء والجواسيس الذين يسربون معلومات "الصف القيادي" للإسرائيليين.
حتى الآن، لا شيء يجزمُ فرضية التضليل ومسألة اكتشاف العملاء، في حين أنّ مصادر "حزب الله" لم تنفِ ولم تؤكد، ما يُشير إلى وجود "خيط أبيض" في القصة ويوحي بأنّ هناك شيئاً ما قد فعله الحزب لضبط وضعه الإستخباراتي، فيما "ضابط الإيقاع" لكل ذلك هو أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي قرر خوض حرب إستخباراتية بنفسه لضبط وضع الحزب من دون الحاجة إلى الإيرانيين أو إلى أي فصيلٍ آخر.
أمام كلّ ما يحصل، يتبيّن أن نصرالله انكبّ فعلياً على منح الواقع الأمني ضمن الحزب حيزاً كبيراً من اهتماماته، فيما تكشف المعلومات أنّ الأخير كان واضحاً في خطابه باتجاه المسؤولين في الحزب وهي أن اكتشاف العملاء أمرٌ لا بدّ منه.
وإن كان الجاسوس الذي يتم الحديث عن اكتشافه مسؤولاً كبيراً في "حزب الله"، فإن ما يعزز فرضية انكشافه هو 3 أحداث وهي: اغتيال القيادي فؤاد شكر وضربة الضاحية التي أدت إلى استشهاد 16 قائداً من قوة الرضوان والإستهداف الذي طال الضاحية أيضاً يوم أمس. هنا، فإن هذه الاغتيالات هي التي أسست ومهدت لاقتراب الحزب من اكتشاف الجاسوس الخطير، علماً أن هناك اغتيالات حصلت سابقاً لكن لم تأخذ أهمية كبرى كهذه الأخيرة.. فما السبب؟ التبرير الأساس في هذا الإطار قد يكون في أن القادة الذين تم اغتيالهم أمثال محمد نعمة ناصر وطالب سامي عبدالله، كانوا ضمن سيارات متنقلة في جنوب لبنان، ما يعني أن إمكانية حصول استهداف لهم بسبب ثغرة اتصالية أو استخباراتية أمرٌ وارد باعتبار أن الإسرائيلي لديه التقنيات التي تمكنه من رصد الهدف المكشوف على الطريق. أما في ما خص استهداف شكر وقادة الرضوان، فالمسألة اختلفت، والسبب هو أن العمليات حصلت ضمن الضاحية الجنوبية وفي مقرات ومراكز وعلى صعيد شخصيات لا يعلم بها بتحركاتها سوى الصف القيادي الأبرز، وهنا النقطة الحساسة.
إذاً، وأمام كل ذلك، يُصبح واقعاً جداً لجوء الحزب إلى عمليات التفافية "إستخباراتياً" لكشف المسربين والجواسيس، علماً أن تلك المسألة قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة من شأنها أن تُبدل واقع المعركة.. فهل حقاً سيكون الحزب أمام مسارٍ مختلف بعد اكتشاف أي جواسيس؟ وهل حقاً أوقف بعضاً من هؤلاء؟ هنا، فإن أصرح إجابة على هذا الكلام هو إجابة أحد المسؤولين البارزين في "الحزب" على هذه المسألة عبر القول "الله أعلم"... الكلام هنا يحتملُ فرضيتين، الأولى وهي أن هذا المسؤول "يتحاشى الرد لأنه لا يعرف أو لأنه يعلم ولا يريد أن يكشف ما يجري، والسيناريو الثاني هو الأقرب! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
"تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة"، نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
اعلانالتقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
يظهر في هذا الفيديو جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل أحد المنازل في بعلبك شرقي لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.AP/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه "لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها".
وأضاف أن "الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين".
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن "الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور".
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
مقاتلو حزب الله يحملون أحد نعوش رفاقهم الذين قضوا في انفجار أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل".
Relatedبعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه "عدوان كبير وغير مسبوق". وأضاف: "العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
وأوضح أن "التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال".
اعلانمواطنون يتجمعون خارج مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد وصول عدد من المصابين جراء انفجار أجهزة النداء، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024AP Photo/Bassam Masriوبعد أشهر من تنفيذ الضربات، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مسؤولية هجمات أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذلك خلال اجتماع للحكومة. وكشف نتنياهو أن عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال نصر الله تمت على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية النرويج تباشر التحقيق مع شركة للاشتباه بتورطها في بيع أجهزة "البيجر" إلى حزب الله الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهبنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية يعرض الآن Next آمال تُعلّق على أبواب سنة مقدسة في روما، فهل ستكون سنة 2025 علامة فارقة؟ اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني جنوب السودانسوريافيضانات - سيولبشار الأسدألمانياالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024