تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد السفير مصطفى الشربيني الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ ورئيس الكرسي العلمي للبصمة الكربونية والاستدامة بالإلكسو بجامعة الدول العربية والمراقب باتفاقية باريس لتغير المناخ بالأمم المتحدة، أن ميثاق المستقبل الخاص بالتنمية المستدامة الذي اعتمده زعماء العالم خلال مؤتمر قمة المستقبل، إحدى فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 79 والتي عقدت على مدار يومين بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يتضمن مجموعة واسعة من الموضوعات بما في ذلك السلام والأمن والتنمية المستدامة وتغير المناخ والتعاون الرقمي وحقوق الإنسان والنوع والشباب والأجيال القادمة وتحويل الحوكمة العالمية.


وقال السفير الشربيني، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، إن الميثاق تناول عددا من المحاور وهي أن أهداف التنمية المستدامة وأهداف اتفاق باريس لن تتحقق، إلا إذا قمنا بتوجيه الموارد على نطاق واسع وبسرعة للمجتمعات الأكثر ضعفًا في العالم، لذلك يتعين علينا زيادة التمويل المخصص للتنمية والمناخ.
وأضاف أن الميثاق أكد أنه باعتبارنا مجتمعًا عالميًا، يتعين علينا تنفيذ خطة عام 2030 بالكامل وفي الوقت المحدد من خلال إجراءات وسياسات واستثمارات عاجلة وموسعة النطاق بما في ذلك التحفيز المقترح لأهداف التنمية المستدامة والمضي قدمًا في تنفيذ التزاماتنا التي تم الاتفاق عليها في قمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2023 خاصة الالتزامات المتعلقة بالمياه، وأنظمة الغذاء، وتحويل التعليم، وميثاق التمويل العالمي الجديد، الأمر الذي يتطلب أيضًا سد الفجوة التمويلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أكد الميثاق أننا بحاجة إلى خلق الفرصة لنمو السلام والدفاع عن مبادئ وقيم ميثاق الأمم المتحدة، وإظهار أن التعاون الدولي يوفر مسارًا أكثر إثمارًا للمضي قدمًا، وهذا من شأنه أن يمكن العالم من مواجهة تحديات الصراعات والعنف المتزايدين والاستجابة للمخاطر الناجمة عن التكنولوجيات الجديدة.
وفيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار، أوضح الشربيني أن الميثاق نص على أن تخدم التكنولوجيات مصالح البشرية والعمل على سد الفجوات بين العلوم والتكنولوجيا والابتكار ــ وتعزيز القيم الإنسانية العالمية، وحماية الناس والكوكب، وعدم ترك أي أحد خلف الركب والقضاء على الأضرار التي تلحق بالإنترنت، وتعزيز محو الأمية على شبكة الإنترنت، وزيادة فرص الوصول إلى التكنولوجيا، وضمان الاستخدام المسؤول للبيانات والعمل على الإصلاح الرقمي، وإنشاء ترتيبات حوكمة وطنية ودولية جديدة تدعم مستقبلًا رقميًا مفتوحًا وحرًا وآمنًا وشاملًا.
وأشار الشربيني إلى أن أهم ما تضمنه الميثاق هو الشباب والأجيال القادمة، حيث شدد الميثاق على أن الشباب هم المحفزون للتغيير، ولكنهم يحتاجون إلى المزيد من الدعم لأنهم يحملون مفتاح النجاح لمستقبل مستدام، كما أنهم أكثر من يخسرون إذا استمر الانهيار ولكن الأمر لا يتعلق بالشباب فقط، بل يتعلق بالأجيال القادمة أيضًا ومن الأهمية بمكان أن تصون القرارات التي نتخذها اليوم مصالح أولئك الذين لم يولدوا بعد ويحتاج العالم إلى وضع معيار عالمي للمشاركة الهادفة للشباب على المستويين الوطني والعالمي.
وتم تيسير الميثاق الرقمي العالمي من قبل الممثلين الدائمين للسويد ورواندا لدى الأمم المتحدة، ومنذ المسودة الأولى، خضع الميثاق لعدة مراجعات، وتقدم المسودة الأخيرة، التي وزعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 سبتمبر الجاري، تحديثات رئيسية لمعالجة وتيرة ومخاطر التقنيات الناشئة، مع التركيز على الإشراف البشري والتعاون الدولي الأقوى، وتؤكد المسودة على التكنولوجيا الرقمية في المجال غير العسكري، وتعطي المساواة بين الجنسين أهمية أكبر، وتعالج الحواجز التي تحول دون وصول النساء والفتيات إلى التكنولوجيا الرقمية، وتعزز الالتزامات تجاه الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء لجنة علمية دولية متعددة التخصصات بشأن الذكاء الاصطناعي، كما تسلط الضوء على حوكمة البيانات والخصوصية والأمن، مع تقديم أطر للتخفيف من العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت، والتضليل، واستغلال الأطفال.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السفير مصطفى الشربيني التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2024 تسلط الضوء على دور التمويل الأخضر في تعزيز المرونة المناخية ودفع عجلة التنمية المستدامة

 

في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي يواجهها العالم، تتزايد أهمية التمويل المناخي في تعزيز المرونة المناخية في مختلف مناطق العالم، لاسيَّما في الدول الأكثر تضرراً، إذ يسهم توفير التمويل الكافي في دعم جهود ومشاريع التخفيف والتكيف وتمكين هذه الدول من التعامل مع تداعيات التغير المناخي ودفع عجلة التنمية المستدامة. ويشير تقرير “المشهد العالمي للتمويل المناخي 2023” الذي أصدرته مبادرة السياسات المناخية إلى أنَّه على الرغم من ارتفاع الاستثمارات العالمية في المشاريع المناخية إلى 1.3 تريليون دولار بين عامي 2021 و2022، فإنَّ تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية الذي حدَّدته اتفاقية باريس يتطلَّب زيادة قيمة هذه الاستثمارات خمسة أضعاف. وفي إطار جهودها الرائدة في قيادة العمل المناخي العالمي، تبرز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في تمكين مساعي حشد التمويل المناخي من خلال عددٍ من المبادرات العالمية أسهمت في دفع عجلة الحراك المناخي وتعزيز التعاون الدولي في مختلف مجالات الاستدامة البيئية ودعم الانتقال الأخضر.
وتولي الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، التي ينظِّمها كلٌّ من المجلس الأعلى للطاقة في دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، أهمية خاصة لقضية التمويل المناخي ضمن محاورها الأساسية هذا العام، بوصفه عاملاً أساسياً لتعزيز المرونة المناخية، وذلك بمشاركة نخبة من القادة والخبراء والمختصين في مجال التمويل الأخضر من مختلف أنحاء العالم.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر: “رسخت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مكانتها كدعامة أساسية للحراك المناخي العالمي ومنصة رائدة للحوار في مختلف قضايا الانتقال الأخضر. وتبني الدورة العاشرة من القمة على مخرجات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي في مدينة إكسبو دبي، ومن أبرز ما نتج عن (COP28) “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي حدَّد مساراً جديداً للعمل المناخي الدولي يتضمن خطة عمل طموحة وشاملة، وتضمَّن عدداً من القرارات المهمة من بينها إطلاق “إطار عمل الإمارات للمرونة المناخية العالمية”، الذي يهدف إلى دعم إجراءات التكيّف مع تداعيات تغير المناخ على المستوى العالمي عبر عدة مسارات محدَّدة وداعمة لأهداف التنمية المستدامة المرنة مناخياً. وهذا العام، تولي القمة أهمية خاصةً لموضوع التمويل المناخي كأداة مهمة لبناء مستقبل أخضر ومرن وعادل من خلال حشد التمويل والاستثمارات اللازمة لردم الفجوة القائمة بين البلدان المتقدمة والنامية ودعم المجتمعات الأكثر تضرراً، وانسجاماً مع الجهود المحلية والعالمية لتوظيف آليات التمويل لمواجهة تداعيات التغير المناخي.”
وشهد مؤتمر (COP28) إطلاق دولة الإمارات صندوق “ألتيرا” الذي يستهدف إيجاد الحلول المطلوبة لجمع وتحفيز رأس المال بصورة عاجلة تسهم في تنشيط جميع مكونات منظومة الاقتصاد المناخي الجديدة. ويخصِّص هذا الصندوق نحو 92 مليار درهم (25 مليار دولار) لدعم الاستثمارات المناخية القادرة على تسريع التحول نحو اقتصادٍ مرن ومحايد مناخياً، وأكثر من 18 مليار درهم (5 مليارات دولار) لتخفيف المخاطر وتحفيز تدفقات الاستثمار لمواجهة التحديات التي تحد من فرص الاستثمار المناخي في البلدان الأقل نمواً والدول الجُزرية الصغيرة النامية.
قال الدكتور وليد النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد لخدمات الطاقة “اتحاد إسكو”: “تتسارع الخطى في دبي لتحقيق الحياد الكربوني من خلال اعتماد حلول الطاقة المبتكرة. وتؤمن “اتحاد إسكو” بأن كل عملية إعادة تأهيل للمباني وتركيب للطاقة الشمسية نقوم بها تمثِّل خطوةً جديدةً نحو مدينة تتفوق اقتصادياً، وتقود الجهود البيئية الرامية إلى مواجهة التغير المناخي. وتنخفض البصمة الكربونية للمباني التجارية التي تقوم “اتحاد إسكو” بإعادة تأهيلها بنسبة تصل إلى 35%.”
وقالت فلورنس بولتي، الرئيس التنفيذي للاستدامة لمجموعة شلهوب: “تعتبر الاستدامة جزءاً أساسياً من عملياتنا في مجموعة شلهوب. ويؤكد تقريرنا عن الاقتصاد الدائري التزامنا الثابت بنماذج الأعمال المستدامة، حيث نسعى إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2040. وفي قطاع عالم الأزياء الديناميكي، الذي يُعتبر مسؤولاً عن حوالي 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، لم يعد تبني المبادرات التي تركز على الاقتصاد الدائري مجرد خيار، بل أصبح ضرورة حتمية. ويُمثل سوق المنتجات الفاخرة المستعملة في دول مجلس التعاون الخليجي التحول نحو الاقتصاد الدائري الذي تقوده سلوكيات وقرارات المستهلكين والشركات والعلامات التجارية الفاخرة التي تقوم بتعديل استراتيجياتها ومنتجاتها لتلبية المتطلبات والتوقعات العالمية. وتراوحت قيمة هذا السوق بين 480 و500 مليون دولار أمريكي في العام 2022، مع نمو سنوي بنسبة 15%. ويعكس هذا الاتجاه تحولاً كبيراً في نموذج الأعمال والاقتصاد، حيث ينبغي على صانعي السياسات والمشرّعين والعلامات التجارية وتجار التجزئة والعملاء التعاون لتعزيز وتطوير الممارسات المستدامة. ونستفيد في مجموعة شلهوب من هذه الرؤى والأفكار لتطوير استراتيجيتنا وتعزيز عملياتنا التشغيلية، بحيث تكون الاستدامة ركيزة أساسية لأعمالنا.”


مقالات مشابهة

  • عبدالعاطي: الأزمات التي تواجه العالم تحتاج للبحث عن رؤية واضحة لإنقاذ البشرية
  • الخارجية: الأزمات التي تواجه العالم تحتاج للبحث عن رؤية واضحة لإنقاذ البشرية
  • تفاصيل "قمة المستقبل" في الولايات المتحدة لتعزيز التنمية والازدهار العالمي
  • النائب أيمن محسب مثمناً مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل: يمثل منصة دولية لتمكين الشباب
  • الأمم المتحدة تتبنى “ميثاق المستقبل”
  • العليمي يشارك بقمة المستقبل التي ترعاها الأمم المتحدة
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2024 تسلط الضوء على دور التمويل الأخضر في تعزيز المرونة المناخية ودفع عجلة التنمية المستدامة
  • وزير الاتصالات يبحث الميثاق الرقمي العالمي مع وكيل أمين الأمم المتحدة
  • «المشاط» تبحث مع UNDP آليات تحديد الفجوات التنموية والتوسع في أدوات التمويل من أجل التنمية