أول اختبار دبلوماسي لبزشكيان في نيويورك
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
انتخب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بناء على وعد بإحياء اقتصاد بلاده الضعيف من خلال إقناع الغرب برفع العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، ولكن في أول اختبار دبلوماسي كبير له خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، من المقرر أن يخرج خالي الوفاض.
الخيارات الدبلوماسية التي ستكون ممكنة إذا احتفظ الديمقراطيون بالبيت الأبيض
وتنسب صحيفة إلى دبلوماسيين غربيين إنه لا توجد أي احتمالات تقريبًا لأي محادثات جادة بشأن العقوبات حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية.
مع استبعاد حدوث خروقات دبلوماسية، سيتم النظر إلى رحلته إلى حد كبير من خلال عدسة خطابه الأول أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء، بعد ساعات من خطاب بايدن. ولديه الفرصة لتحديد نبرة جديدة للسياسة الخارجية الإيرانية، وهي الرسالة التي تأمل طهران أن تحقق أرباحًا مع العواصم الغربية بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر(تشرين الثاني).
#Iran’s New President Faces a Reality Check in New York
Masoud Pezeshkian will try to set new foreign-policy tone in speech to the United Nations but is unlikely to score a breakthrough on sanctions relief#OOTThttps://t.co/IyfbK0Zhbc
وقالت نيكول غراغوسكي، زميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "أعتقد أن زيارة بزشكيان إلى نيويورك ستكون فرصة ضخمة للعلاقات العامة لإيران... لكنني لا أرى هذا يتجسد فعليًا في أي شيء ملموس على الفور".
ويشار إلى أن جزءاً كبيراً من فريق السياسة الخارجية المتمرس التابع لبزشكيان شارك في صياغة الاتفاق النووي لعام 2015، والذي رفع معظم العقوبات الدولية على إيران في مقابل قيود صارمة ولكن مؤقتة على برنامجها النووي. وسيسعون إلى تصوير الحكومة الجديدة على أنها حكومة يمكن للعواصم الغربية التعامل معها واستكشاف الفرص الدبلوماسية التي قد تظهر في النهاية على الطاولة بعد الانتخابات الأمريكية.
في مؤتمره الصحفي الأول الأسبوع الماضي، أكد بزشكيان على المواضيع التي من المرجح أن يكررها يوم الثلاثاء، بما فيها أن إيران مستعدة للعمل مع الشركاء الدوليين للتوصل إلى اتفاقيات بشأن برنامجها النووي ومنفتحة على المشاركة مع واشنطن، لكنها لن تستسلم لتعديل سياساتها الإقليمية أو الأمنية.
وقال: "نحن لا نحب الخلافات مع الآخرين، ولكننا لا نحب أيضًا أن يخضعنا أحد لضغوط".
Breaking: The President of Iran, who is part of the IRGC has just landed in New York to go to the UN. The IRGC is a designated terrorist organization and taxpayer-funded secret service is protecting him.
No American money should go to his protection.pic.twitter.com/zTYcrX1Tl1
ورأى الرئيس التنفيذي لمركز كاربو للأبحاث في ألمانيا عدنان طباطبائي، أن بزشكيان يتمتع على ما يبدو ببعض الحرية في التصرف مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يملك الكلمة الأخيرة في القضايا الأمنية الرئيسية، لمواصلة جهوده الدبلوماسية. ومنذ توليه منصبه، سعى الرئيس الجديد إلى تحقيق إجماع داخلي وعمل مع القوى السياسية المحافظة.
وأضاف: "من الواضح أن المرشد الأعلى أدرك أيضًا أن مستوى التوترات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة يجعل الحياة صعبة للغاية للتقدم داخليًا، وخاصة على الصعيد الاقتصادي".
ورأى علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية لحل النزاعات، إن الفريق الإيراني سيسعى إلى استخدام نيويورك للحصول على صورة عن الخيارات الدبلوماسية التي ستكون ممكنة إذا احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على البيت الأبيض.
ويعتبر وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي شخصية معروفة في العواصم الغربية ولعب دورًا رئيسيًا في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015. وقد اعترف مؤخرًا بأنه لا يمكن إحياء اتفاق 2015 في شكله الأصلي، وهو الموقف الذي ردده المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون الحاليون.
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، أحرزت إيران تقدمًا هائلاً في برنامجها النووي. في حين تزعم إيران أن عملها مخصص لأغراض مدنية بحتة، فقد أنتجت ما يقرب من أربعة أسلحة نووية من المواد التي تقترب من درجة صنع الأسلحة، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون حل قضية البرنامج النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية، وعلى مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، كانت هناك محادثات غير مباشرة متقطعة، بوساطة عمان عادة، بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والنووية.
أكد مايكل سينغ، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أنه مع سعي واشنطن إلى تجنب الصراع مع طهران، فإن "هجوم السحر" الذي يقوم به بزشكيان قد يلقى جمهورًا متقبلًا.
وأضاف: "لقد ضاقت خياراتهم للتعامل مع إيران بشكل كبير مع تقدم البرنامج النووي لطهران وإثارة المشاكل في المنطقة وخارجها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران برنامجها النووی
إقرأ أيضاً:
“مخطط التهجير لم ينتهِ”.. دبلوماسي مصري سابق يعدد أسباب عودة إسرائيل للحرب على غزة
#سواليف
قررت إسرائيل استئناف الحرب على قطاع غزة بشكل مفاجئ بينما تدور في الغرف المغلقة مفاوضات لاستمرار التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، ما يثير تساؤلات حول دوافع العودة إلى المربع صفر.
وتقول إسرائيل إنها رصدت استعدادات قتالية لحركة حماس في غزة لشن هجوم جديد، ما دفعها لشن ضربة استباقية، كما تطالب بإعادة المحتجزين لدى الحركة لوقف الحرب، وتقول إنها لن تتفاوض إلا تحت النار.
لكن من منظور آخر، يرى محللون، أن هذه الأسباب الإسرائيلية ما هي إلا “ذرائع” لتحقيق أهداف أخرى، لا سيما مع وجود تحركات خلال الفترة الماضية ليست على هوى إسرائيل، من بينها تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقترح تهجير سكان القطاع، في مقابل صعود المقترح المصري لإعادة الإعمار.
مقالات ذات صلة الذهب يرتفع محلياً 50 قرشاً 2025/03/20ويقول السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن “أعمال إسرائيل الوحشية في قطاع غزة تأتي تعبيرا عن إصرارها على مخالفة قواعد القانون الدولي وعدم احترامها لتعهداتها والاتفاقيات الموقعة وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن الهدف من تهجير الفلسطينيين لم يتراجع لدى الإسرائيليين، وأن عودة الحرب تؤكد أنه “هدف دفين ولا زال في قلب وعقل المخطط الصهيوني الديني بشأن غزة والضفة الغربية”، موضحا أن هذا ما دفع مصر منذ البداية إلى مسارعة الخطى لصياغة المشهد على نحو يحقق مصالح كل الأطراف ويقود إلى الانسحاب الإسرائيلي والعمل على عملية الإعمار على الفور، قبل أن “تنقض” إسرائيل على الاتفاق بشكل مفاجئ.
ووصف التحرك الإسرائيلي الأخير بـ”العنيف والوحشي والذي يشكل جريمة حرب لا بد من توثيقها وتقديم مرتكبيها للمحاكمة”، مضيفا أن “مصر تعلم أن مخطط التهجير القسري ما زال قائما”.
وأشار إلى مبادرة مصر بالدعوة لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار برعاية الأمم المتحدة ومصر في أبريل القادم؛ للتصدي لمخططات التهجير القسري وإعادة زمام المبادرة لعملية تفاوضية سلمية انقضت عليها إسرائيل.
وذكر أن مصر “فوجئت برؤية قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تتوافق مع رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تماما خلال الأيام القليلة الماضية، وتسعى للإفراج عن الرهائن بدون الالتزام بوقف إطلاق النار أو الانسحاب الإسرائيلي؛ ما يعد مخالفة صريحة واتفاقا جديدا كان من الصعب تمريره خلال هذه المرحلة”.
وقال حجازي، إن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارا ولم تلتزم به و”قدمت في الأيام الأخيرة من عملية التفاوض طرحا مختلفا عما كان مقررا”، مشيرا إلى مخالفتها الكثير من بنود المرحلة الأولى وممارستها “القصف والقتل العمد لأبناء شعب فلسطين”، كما لم تلتزم ببنود الاتفاق فيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني وإدخال الكرفانات والمعدات الثقيلة، والانتقال في اليوم الـ16 إلى التفاوض بشأن المرحلة الثانية الأهم والتي كانت تشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وبدء جهود إعادة الإعمار والوقف الدائم لإطلاق النار.
وأشار إلى تأثير الوضع الداخلي في إسرائيل على تحركات نتنياهو، وأنه “يحاول تمديد أمد بقاء حكومته من خلال التنصل من اتفاقية الهدنة ويحاول كسب الوقت للحفاظ على ائتلافه الحاكم وفي القلب منه الصهيونية الدينية والتي بدت مرتاحة لتصرفات الجيش الإسرائيلي والتي أتت بوحشيه غير مسبوقة”.
وأضاف أن “الحديث بات يدور ليس فقط على بقاء وزير المالية بتسالئيل سموتريتش بل عودة إيتمار بن غفير، وبالتالي تكتمل أركان المخطط الإسرائيلي لبقاء اليمين مسيطرا على السلط في البلاد وتوفير مساحة زمنية تحقق له قدرا من السيطرة والتملص من محاكمته بتهمة الفساد”.
وأكد أن “الدبلوماسية المصرية بدأت تكثف اتصالاتها سواء عن طريق رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية وصولا لمرحلة تستعيد فيها زمام التفاوض السياسي والوصول إلى رؤية يقتنع بها الأطراف وإبعاد المشهد عن أيدي المتطرفين والمتشددين في إسرائيل”.