خامس أكبر تسرب نفطي بالتاريخ.. قصة خزان صافر و8 سنوات تهديد للبحر الأحمر
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
نجحت الأمم المتحدة أمس، في إكمال عملية سحب النفط من خزان صافر، معلنة سحب أكثر من مليون برميل نفط، من الناقلة صافر المتهالكة قبالة السواحل اليمنية على البحر الأحمر، وإنهاء التهديد بكارثة بيبئة بدأت منذ 8 سنوات، وكانت ستكلف 20 مليار دولار لمحو آثارها.
نجاح تفريغ خزان صافرونجح البرنامج الأممي الإنمائي، في تفريغ خزان صافر، ونقل 1.
وكانت الناقلة صافر، ترسو أمام سواحل ميدنة الحديدة اليمنية، ويعود تاريخ صنعها لـ 47 عاما، لتستخدم كمنصة تخزين عائمة منذ ثمانينيات القرن الماضي، على بعد 50 كم من ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات غرب اليمن، ولكن مثل خزان صافر منذ 8 سنوات، قنبلة موقوتة، حيث حمل 1.14 مليون برميل من النفط الخام الخفيف، وتم تعليق عمليات الإنتاج والتفريغ والصيانة على متن صافر في عام 2015 بسبب الحرب في اليمن، لتدهور أنظمة السلامة بالخزان وتتهالك البية التحتية للسفينة، كما أن غياب نظام فعار لضخ الغاز الخامل في خزانات النفط يعرضها للانفجار في أي وقت.
أدى هذا الاهمال، لتحرك الأمم المتحدة لسحب حمولة النفط من الناقلة، إلى سفينة أخرى، وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد جريسلي، الأسبوع الماضي، إن أكثر من نصف حمولة النفط بالناقلة تم تحميلها إلى سفينة بديلة خلال 7 أيام، فيما أعربت عدة دول عن ترحيبها بالخطوة، من بينها واشنطن، داعية المجتمع الدولي والقطاع الخاص للمساهمة من اجل إتمام العملية.
تفريغ أكثر من مليون برميل نفطوأكدت الخارجية الأمريكية، أن إفراغ حمولة الناقلة صافر، والتي تتجاوز المليون برميل، يجنب كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية في البحر الأحمر، داعية المجتمع الدولي، لدعم إتمام عملية إفراغ الناقلة التي لا تزال تحتاج إلى 22 مليون دولار، مشيرة إلى تبرع الولايات المتحدة بـ10 ملايين دولار، كما رحب الاتحاد الأوروبي ببدء عملية نقل النفط من خزان صافر العائم الى الناقلة "يمن"، مما سيمنع تسربا كارثيا للنفط في البحر الأحمر.
خطة الأمم المتحدة لتفريغ صافرأما عن خطة الأمم المتحدة لإنهاء أزمة خزان صافر، فقد أصدت الإدارة العليا للأمم المتحدة في سبتمبر 2021، تعليمات إلى منسقها المقيم ومنسق الشئون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، لقيادة الجهود على مستوى منظومة الأمم المتحدة لوضع الآلية الآمنة للتعامل مع خزان صافر، وتنسيق خطط الطوارئ حال حدوث أي تسرب نفطي، في إطار التصدي لهذا التهديد بشكل آمن في ظل بيئة تحكمها صراعات شديدة التسييس.
وبعد أشهر من المناقشات، مع أصحاب المصلحة والمعنيين، أصدرت الأمم المتحدة خطة تشغيلية منسقة لمواجهة هذا التهديد، ووضمنت لليمن توفير الغطاء والدعم للمبادرة، ووقعت مذكرة تفاهم بهذا الخصوص في 5 مارس 2022، على أن تلتزم السلطات في صنعاء بتسهيل إنجاح المشروع.
وفي 6 مارس 2022، نظمت الأمم المتحدة، عبر بعثتها إلى مدينة الحديدة ومحطة رأس عيسى، بالقرب من صافر، جلسة لمناقشة الاقتراح مع السلطات المحلية، والتي أكدت بدورها دعمها للخطة، وشدد الخبراء والفنيون في البعثة على خطر وقوع كارثة في أي وقت، وأن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل على تنفيذ مشروع حساس، وتتكون خطته من مسارين كالتالي:
تشغيل ناقلة بديلة لتخزين النفط المنقول من صافر لمدة 18 شهرا في خطة طويلة الأمد للتعامل مع مخزون الخزان.التعامل مع الحالة الحرجة للخزان صافر عبر نقل النفط إلى سفينة مؤقتة آمنة لمدة 4 أشهر.وفي 9 مارس 2023، وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اتفاقية لشراء ناقلة النفط العملاقة التي ستنقل النفط من خزان صافر، ما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق خطة الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة، أكدت أن الناقلة صافر تحمل 4 أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة إكسون فالديز، وهي مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ، موضحة أنه إذا لم نتحرك الآن، ستكون النتائج كارثية على الموارد البيئية والإنسانية والاقتصادية في سواحل بلدٍ دمرته الحرب.
وأكدت أن تسرب النفط من خزان النفط العائم صافر سيؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وسيصبح الملايين من البشر عرضةً للتلوث الهوائي. كما ستنعدم سبل نقل الغذاء والوقود والإمدادات الحيوية لليمن، في بلدٍ يحتاج فيه 17 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية.
وتابعت: كما سيكون الأثر على المجتمعات الساحلية بالغ القسوة، فمئات الآلاف من العاملين في مجال الصيد سيفقدون مصادر أرزاقهم بين ليلة وضحاها. وسيستغرق الأمر أكثر من 25 عامًا لاسترداد مخزون الأسماك. وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار أمريكي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صافر خزان صافر تفريغ خزان صافر النفط من خزان صافر الأمم المتحدة الناقلة صافر البحر الأحمر ملیون برمیل نقل النفط خطة الأمم أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نزوح 12 مليون لاجئ من السودان و30 مليون يفتقدون الدعم الإنساني
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، أن السودان أصبح أكبر أزمة نزوح في العالم بعد مرور عامين من الحرب المدمرة ، مشيراً إلى نزوح ما يقرب من 12 مليون شخص، عبر أكثر من 3.8 مليون منهم الحدود إلى الدول المجاورة، فيما يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى الدعم الإنساني.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، دعا أمين عام الأمم المتحدة، إلى "إنهاء الصراع في السودان ، إذ يعاني أكثر من نصف عدد السكان- أي نحو 25 مليون شخص من الجوع الحاد .مشيرا إلى تدمير الخدمات الأساسية وحرمان ملايين الأطفال في التعليم، وعدم قدرة سوى أقل من ربع المنشآت الصحية على مواصلة العمل في أكثر المناطق تضررا.
وقال الأمين العام أن الأمم المتحدة وشركاءها، وصلوا خلال العام الماضي، إلى أكثر من 15.6 مليون شخص بنوع واحد على الأقل من المساعدة، إلا أن الاحتياجات لا تزال هائلة.
وشدد على الحاجة الماسة لبذل جهود سياسية شاملة ومنسقة جيدا لمنع المزيد من التجزئة في السودان. وقال إن على المجتمع الدولي إيجاد سبل لمساعدة الشعب السوداني على إنهاء هذه الكارثة وإقامة تدابير انتقالية مقبولة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن السودان يظل أولوية كبرى لدى الأمم المتحدة، وقال: "سأواصل الانخراط مع القادة الإقليميين حول سبل تعزيز جهودنا الدولية من أجل السلام. يُكمّل هذا، العمل المستمر الذي يقوم به مبعوثي الشخصي رمطان لعمامرة الذي سيسعى إلى ضمان أن تعزز الجهود الوساطة الدولية بعضها".