نجحت الأمم المتحدة أمس، في إكمال عملية سحب النفط من خزان صافر، معلنة سحب أكثر من مليون برميل نفط، من الناقلة صافر المتهالكة قبالة السواحل اليمنية على البحر الأحمر، وإنهاء التهديد بكارثة بيبئة بدأت منذ 8 سنوات، وكانت ستكلف 20 مليار دولار لمحو آثارها.

نجاح تفريغ خزان صافر

ونجح البرنامج الأممي الإنمائي، في تفريغ خزان صافر، ونقل 1.

1 مليون برميل نفط إلى ناقلة بديلة، في عملية قدرت تكلفتها بـ 142 مليون دولار، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن ترحيبه باكتمال نقل النفط بامان من الخزان صافر، وتجنب حدوث كارثة بيئية وإنسانية هائلة، بعد أزمة استمرت 8 سنوات.

خزان صافر

وكانت الناقلة صافر، ترسو أمام سواحل ميدنة الحديدة اليمنية، ويعود تاريخ صنعها لـ 47 عاما، لتستخدم كمنصة تخزين عائمة منذ ثمانينيات القرن الماضي، على بعد 50 كم من ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات غرب اليمن، ولكن مثل خزان صافر منذ 8 سنوات، قنبلة موقوتة، حيث حمل 1.14 مليون برميل من النفط الخام الخفيف، وتم تعليق عمليات الإنتاج والتفريغ والصيانة على متن صافر في عام 2015 بسبب الحرب في اليمن، لتدهور أنظمة السلامة بالخزان وتتهالك البية التحتية للسفينة، كما أن غياب نظام فعار لضخ الغاز الخامل في خزانات النفط يعرضها للانفجار في أي وقت.

حفاظا على البيئة البحرية.. مصر ترحب ببدء تنفيذ الخطة الأممية لإنقاذ خزان صافر حماية حركة التجارة العالمية.. مصر ترحب ببدء الخطة الأممية لإنقاذ خزان صافر

أدى هذا الاهمال، لتحرك الأمم المتحدة لسحب حمولة النفط من الناقلة، إلى سفينة أخرى، وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد جريسلي، الأسبوع الماضي، إن أكثر من نصف حمولة النفط بالناقلة تم تحميلها إلى سفينة بديلة خلال 7 أيام، فيما أعربت عدة دول عن ترحيبها بالخطوة، من بينها واشنطن، داعية المجتمع الدولي والقطاع الخاص للمساهمة من اجل إتمام العملية.

تفريغ أكثر من مليون برميل نفط

وأكدت الخارجية الأمريكية، أن إفراغ حمولة الناقلة صافر، والتي تتجاوز المليون برميل، يجنب كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية في البحر الأحمر، داعية المجتمع الدولي، لدعم إتمام عملية إفراغ الناقلة التي لا تزال تحتاج إلى 22 مليون دولار، مشيرة إلى تبرع الولايات المتحدة بـ10 ملايين دولار، كما رحب الاتحاد الأوروبي ببدء عملية نقل النفط من خزان صافر العائم الى الناقلة "يمن"، مما سيمنع تسربا كارثيا للنفط في البحر الأحمر.

خطة الأمم المتحدة لتفريغ صافر

أما عن خطة الأمم المتحدة لإنهاء أزمة خزان صافر، فقد أصدت الإدارة العليا للأمم المتحدة في سبتمبر 2021، تعليمات إلى منسقها المقيم ومنسق الشئون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، لقيادة الجهود على مستوى منظومة الأمم المتحدة لوضع الآلية الآمنة للتعامل مع خزان صافر، وتنسيق خطط الطوارئ حال حدوث أي تسرب نفطي، في إطار التصدي لهذا التهديد بشكل آمن في ظل بيئة تحكمها صراعات شديدة التسييس.

خزان صافر

وبعد أشهر من المناقشات، مع أصحاب المصلحة والمعنيين، أصدرت الأمم المتحدة خطة تشغيلية منسقة لمواجهة هذا التهديد، ووضمنت لليمن توفير الغطاء والدعم للمبادرة، ووقعت مذكرة تفاهم بهذا الخصوص في 5 مارس 2022، على أن تلتزم السلطات في صنعاء بتسهيل إنجاح المشروع.

وفي 6 مارس 2022، نظمت الأمم المتحدة، عبر بعثتها إلى مدينة الحديدة ومحطة رأس عيسى، بالقرب من صافر، جلسة لمناقشة الاقتراح مع السلطات المحلية، والتي أكدت بدورها دعمها للخطة، وشدد الخبراء والفنيون في البعثة على خطر وقوع كارثة في أي وقت، وأن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل على تنفيذ مشروع حساس، وتتكون خطته من مسارين كالتالي:

تشغيل ناقلة بديلة لتخزين النفط المنقول من صافر لمدة 18 شهرا في خطة طويلة الأمد للتعامل مع مخزون الخزان.التعامل مع الحالة الحرجة للخزان صافر عبر نقل النفط إلى سفينة مؤقتة آمنة لمدة 4 أشهر. بدء عملية تفريغ النفط من خزان صافر لسفينة بديلة السفينة نوتيكا تتحرك من جيبوتي إلى اليمن لإنقاذ خزان صافر العائم أكبر خامس تسرب خزان في التاريخ

وفي 9 مارس 2023، وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اتفاقية لشراء ناقلة النفط العملاقة التي ستنقل النفط من خزان صافر، ما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق خطة الأمم المتحدة.

وكانت الأمم المتحدة، أكدت أن الناقلة صافر تحمل 4 أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة إكسون فالديز، وهي مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ، موضحة أنه إذا لم نتحرك الآن، ستكون النتائج كارثية على الموارد البيئية والإنسانية والاقتصادية في سواحل بلدٍ دمرته الحرب.

وأكدت أن تسرب النفط من خزان النفط العائم صافر سيؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وسيصبح الملايين من البشر عرضةً للتلوث الهوائي. كما ستنعدم سبل نقل الغذاء والوقود والإمدادات الحيوية لليمن، في بلدٍ يحتاج فيه 17 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية.

خزان صافر

وتابعت: كما سيكون الأثر على المجتمعات الساحلية بالغ القسوة، فمئات الآلاف من العاملين في مجال الصيد سيفقدون مصادر أرزاقهم بين ليلة وضحاها. وسيستغرق الأمر أكثر من 25 عامًا لاسترداد مخزون الأسماك. وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار أمريكي.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صافر خزان صافر تفريغ خزان صافر النفط من خزان صافر الأمم المتحدة الناقلة صافر البحر الأحمر ملیون برمیل نقل النفط خطة الأمم أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجزائر: السلام في اليمن بناء على المرجعيات أمر أساسي للإستقرار في المنطقة

أكدت الجزائر، أن عملية السلام التي يملكها ويقودها اليمنيون، بناء على المرجعيات السياسية المتفق عليها، أمر أساسي للاستقرار الإقليمي الدائم في المنطقة.

 

وامتنعت الجزائر عن التصويت لقرار مجلس الأمن 2722 الذي حظى بتأييد 12 دولة، حيث يطالب الحوثيين بالكف عن الهجمات والأنشطة العدائية في البحر الأحمر.

 

وقال عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، إن تصويت بلاده على مشروع القرار الحالي يتوافق مع امتناعها عن التصويت على القرار السابق.

 

وقال: "الامتناع عن التصويت يعكس القلق بشأن تطبيق القرار 2722 وما نؤمن بأنه إساءة استخدام وإساءة تفسير للحق في الدفاع من خلال شن هجمات على أراضي دول ذات سيادة".

 

وشدد السفير الجزائري على ضرورة الامتثال للقانون الدولي وضمان أن الأنشطة التي تُتخذ باسم الحقوق والحريات الملاحية لا تتعدى على سيادة الدول.

 

وأكد على الضرورة القصوى لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر الراهن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.

 

وقال: "لا يمكننا تجاهل العلاقة الواضحة بين الوضع المدمر في غزة وتصاعد الأعمال العدائية في البحر الأحمر، واليوم مجددا لا يمكننا التأكيد بما يكفي على الحاجة الملحة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة".

 

وحث بن جامع على التزام أقصى درجات ضبط النفس وإعطاء الأولوية للدبلوماسية لمنع العنف وضمان الاستقرار الإقليمي.

 

وفي وقت سابق، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2739 الذي كرر فيه التأكيد على مطالبته جماعة الحوثي بالكف فورا عن جميع الهجمات ضد سفن النقل والسفن التجارية، حيث صدر القرار بتأييد 12 عضوا وامتناع الجزائر والصين وروسيا عن التصويت.

 

وقدمت الولايات المتحدة واليابان، مشروع القرار لمجلس الأمن، حيث جدد المطالبة الفورية لجماعة الحوثي، بإطلاق سراح السفينة "غالاكسي ليدر" وطاقمها، مشددا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوترات الإقليمية والإخلال بالأمن البحري، من أجل ضمان الاستجابة بسرعة وكفاءة وفعالية.

 

وحث القرار على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد الوضع في البحر الأحمر وعلى صعيد المنطقة ككل، وشجع على تعزيز الدبلوماسية التي تبذلها جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك مواصلة تقديم الدعم للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.


مقالات مشابهة

  • رغم توقف الانبوب.. العراق ثاني أكبر مصدر للنفط لتركيا خلال نيسان!
  • قحطان مفتاح السلام…حملة إلكترونية تطالب بالإفراج عن أكثر مواطن طالت مدة اخفائه في معتقلات الحوثي
  • صحفيون من سجون الحوثي يبعثون رسالة إلى مبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن
  • 30 منظمة حقوقية تتهم الأمم المتحدة بعدم ممارسة ضغط على الحوثيين في قضية السياسي قحطان
  • 79 مليون نسمة مهددون بالتلوث.. الأمم المتحدة تدعو إلى حماية نهر الدانوب
  • روسيا: عودة الأمور إلى طبيعتها في البحر الأحمر مستحيلة بدون الاستقرار في المنطقة
  • الصين: التوتر في البحر الأحمر أحد أشكال امتداد الصراع في غزة
  • مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن
  • عقوبات أمريكية على شركات في الإمارات مرتبطة بتهريب النفط الإيراني
  • الجزائر: السلام في اليمن بناء على المرجعيات أمر أساسي للإستقرار في المنطقة