رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدى الجميع من أجل «ديشامب»!
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
رغم أن فيليب دياللو، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم سبق له الحديث عن مستقبل ديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب «الديوك»، عقب انتهاء بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024» الصيف الماضي، وجدد الثقة به وقتها للاستمرار في مهمته حتى نهاية عقده في مونديال 2026، إلا أن أصواتاً كثيرة تعالت مطالبة برحيل ديشامب خلال هذه الآونة الأخيرة، وخاصة بعد الخسارة من منتخب إيطاليا 1-3، على ملعب «حديقة الأمراء» بالعاصمة الفرنسية باريس.
وعاد التساؤل من جديد، إلى متى يبقى ديشامب على رأس القيادة الفنية للمنتخب؟ ولماذا لا يرحل الآن، ويتم البحث عن بديل بفكر جديد ورؤية مختلفة تعيد «ضخ» الدماء في المنتخب قبل الدخول في «معركة» تصفيات كأس العالم ونهائياتها.
هذا التوجه تمت مناقشته خلال حديث أدلى به دياللو لصحيفة «ليكيب»، وكان فرصة مناسبة لكي يضع رئيس الاتحاد النقاط فوق الحروف، وإنهاء هذا الجدل «العقيم» حول مستقبل المدير الفني.
في البداية، نوه دياللو إلى رحلة ديشامب مع المنتخب، خلال 12عاماً وحتى الآن، والتي حصل خلالها على بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، ثم وصل إلى نهائي مونديال 2022، وأيضاً نهائي «يورو 2016»، وخروجه من نصف نهائي «يورو 2024» على يد منتخب «لاروخا» الإسباني، الذي فاز بكأس البطولة بعد ذلك.
ورغم هذه الإنجازات الجيدة، والتي تتفق والأهداف التي وضعها الاتحاد أمام ديشامب، إلا أن المدير الفني ظل موضع اتهام دائم من جانب قطاع ليس صغيراً، من الجماهير الفرنسية، وهذا ما أثار دهشة دياللو، وجعله لا يتفق مع يقوله هذا القطاع من الجماهير.
وشدد دياللوعلى أنه لايشارك منتقدي ديشامب رأيهم، لأن ما حققه من إنجازات، خلال فترة توليه المهمة، يتحدث عنه، ويُعتبر عملاً «استثنائياً»، وقال: استقبلته بعد «يورو2024»، كما حضر أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد، وكانت الملاحظة الوحيدة التي وُجهت إليه وقتها هي ضورة دفعه بدماء جديدة في المنتخب، والتخلص تدريجياً من «الحرس القديم»، وتم الاتفاق على ذلك، أما بالنسبة للجهاز الفني فقد وجدناه قوياً وفعالاً وموهوباً في عمله، وحقق الأهداف التي اتفقنا عليها خلال المرحلة الماضية.
وأضاف دياللو: لقد بدأ ديشامب في تحقيق ما طالبنا به، وبالفعل ضم عناصر جديدة إلى المنتخب مثل أوليز وكونيه وباديه في سبتمبر الجاري وفي طريقه إلى إضافة المزيد من الوجوه الجديدة المبشرة.
وأكد دياللو أن منتخب فرنسا يقوده «الشخص المناسب» وإذا كان من المستبعد أي رحيل محتمل لديشامب في الوقت الحالي، فإن المسؤول الأول عن الكرة الفرنسية لا يفكر مطلقاً الآن، في تمديد عقده إلى ما بعد مونديال 2026، وعلق على ذلك بقوله: هذا موضوع غير عاجل، حتى لو أقررنا أن ديشامب هو صاحب الإنجازات الأفضل في تاريخ الكرة الفرنسية، وأن نتائجه أبلغ رد على بعض «الانهزاميين»، وأنه أوفى مهمته على أكمل وجه، ولديه تصميم على مواصلتها حتى النهاية. أخبار ذات صلة كوريا الشمالية تُتوج بكأس العالم للشابات للمرة الثالثة! «النيران الصديقة» تمنح أميركا «برونزية» كأس العالم للشابات
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ديديه ديشامب منتخب فرنسا كأس العالم كأس الأمم الأوروبية کأس العالم
إقرأ أيضاً:
الحرية بعد عقود: القضاء الفرنسي يفرج عن السجين اللبناني الأشهر في العالم
شمسان بوست / متابعات:
يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1984، دخل رجلٌ يحمل الجنسية الجزائرية إلى مقر الشرطة في مدينة ليون، طالباً الحماية من عناصر المخابرات الإسرائيلية (الموساد) الذين يقتفون أثره، إلا أن جهاز المخابرات الداخلية الفرنسي نجح في كشف هويته الحقيقية، وعلم بسرعة أن الشخص الساعي للحماية، الذي يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، ليس سوى «عبد الكريم سعدي»، وهو الاسم الحركي لجورج إبراهيم عبد الله. وتبين لاحقاً، كما ذكّرت بذلك صحيفة «لو فيغارو»، أن جورج إبراهيم عبد الله كان يمتلك جوازات سفر مالطية ومغربية ويمنية، إضافة لجواز السفر الجزائري، وأيضاً اللبناني.
لم تتأخر محاكمة اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، البالغ من العمر اليوم 73 عاماً، الذي قبل القضاء الفرنسي الجمعة إطلاق سراحه بعد 40 عاماً أمضاها في السجن. والغريب أنه حُوكم مرتين: الأولى في عام 1986، بتهمة التآمر الجنائي وحيازة أسلحة ومتفجرات، وقضت المحكمة بسجنه لمدة أربع سنوات. لكنه، في العام التالي، حُوكم مرة ثانية من قبل محكمة الجنايات الخاصة في باريس بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين اثنين في عام 1982، هما الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف، ومحاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت هوم في مدينة ستراسبورغ، وآخر في عام 1984. وثابر جورج إبراهيم عبد الله على إنكار التهم الموجهة إليه، مشدداً على أنه «ليس سوى مناضل عربي». وفي المحاكمة الثانية، التي جرت في عام 1987، وبالنظر للضغوط التي انصبت على فرنسا من جانب الولايات المتحدة الأميركية ومن إسرائيل، صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد. اللافت أن الادعاء العام طلب سجنه لعشر سنوات، إلا أن قضاة محكمة الجنايات الخاصة لم يأخذوا بما طلبه الادعاء وقضوا بالسجن المؤبد.
وليس من المؤكد تماماً أن القرار الصادر عن محكمة تطبيق الأحكام التي وافقت على طلب الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله والسماح له بمغادرة الأراضي الفرنسية في السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيتحقق. والسبب في ذلك أن الادعاء سارع إلى تأكيد أنه سيتقدم باستئناف على قرار المحكمة المذكورة الإفراج عن عبد الله شرط أن يغادر الأراضي الفرنسية وألا يعود إليها مطلقاً.
وجاءت موافقة المحكمة هذه المرة بعد رفض لعشر محاولات سابقة. والمرة الوحيدة التي كاد يخرج فيها عبد الله من سجن «لانميزان» الواقع في منطقة جبال البيرينيه الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا، وعلى بعد 120 كلم من مدينة تولوز، إلى الحرية كانت في عام 2013، حيث وافق القضاء المختص وقتها على الإفراج عنه شرط أن يصدر عن وزارة الداخلية وقتها التي كان يشغلها الاشتراكي مانويل فالس قرار بطرده من الأراضي الفرنسية. والحال أن هذا القرار لم يصدر ولم تعرف وقتها حيثياته، ولكن المرجح أن الضغوط المشتركة الأمريكية والإسرائيلية حالت دون ذلك. والمعروف عن فالس قربه من إسرائيل.
ويعد جورج إبراهيم عبد الله أحد أقدم السجناء السياسيين في العالم. والمعروف أنه ساهم في تأسيس وقيادة الفصائل الثورية اللبنانية المسلحة، وكان مناضلاً نشطاً لصالح القضية الفلسطينية ومتبنياً للأفكار الماركسية.
وبعد مرور عدة سنوات على سجنه، خصوصاً منذ أن أصبح له الحق في الخروج من السجن منذ 25 عاماً، ورفض القضاء الثابت الإفراج عنه، حظي بدعم محلي وخارجي. وكانت كلمة الكاتبة الفرنسية الحائزة على جائزة «نوبل» آني أرنو مدوية حين أعلنت أن جورج إبراهيم عبد الله «ضحية قضاء الدولة الفرنسية الذي هو عار فرنسا». الجديد في قرار المحكمة، الجمعة أنها لم تطلب، كما في عام 2013، صدور قرار طرد من وزارة الداخلية. لكن بالمقابل، يشاع أن فرنسا حصلت من لبنان على تعهدات مكتوبة من الحكومة اللبنانية تفيد بأن عودته إلى لبنان «لا يفترض أن تفضي إلى اهتزازات للنظام العام». وترجمة ذلك، وفق صحيفة «لو فيغارو»، أنه لا يفترض أن يستقبل جورج إبراهيم عبد الله، في حال إتمام عودته استقبال الأبطال.
وفي السنوات الأخيرة، سعت الحكومات اللبنانية المتعاقبة، خصوصاً في عهد الرئيس السابق ميشال عون، للإفراج عن عبد الله، لا بل إن وزيرة العدل ماري كلود نجم زارته في سجنه في عام 2022.
من جانبه، رحب محامي عبد الله، جان لوي شالانسيه، بقرار المحكمة، معتبراً أنه «انتصار قضائي وسياسي». بدوره قال توم مارتن، المتحدث باسم تجمع «فلسطين سوف تنتصر» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قرار محكمة تنفيذ الأحكام «خبر جيد بالطبع، لكنه مجرد خطوة أولى، لأن المدعي العام استأنف للتو»، مضيفاً: «يجب أن تشجعنا هذه الأخبار السارة على تطوير وتوسيع وتكثيف حملة الدعم التي لن تنتهي حتى يصبح جورج إبراهيم عبد الله حراً طليقاً في بلده لبنان».