لبنان ٢٤:
2025-03-13@23:59:26 GMT

كيف نخبر أطفالنا عن جنون الحرب المحيط بنا؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

كيف نخبر أطفالنا عن جنون الحرب المحيط بنا؟

مقطع مصوّر للطفلة الشهيدة نايا غازي كان كفيلاً بإثارة الذعر في نفس إبنة صديقتي البالغة من العمر 6 سنوات. شاهدت الفيديو على تيكتوك، مرفقاً بمشاهد للغارة العنيفة التي أسقطت مبنيين في الضاحية الجنوبية التي راحت نايا وسواها ضحيتها، فاكتشفت أن في العالم أمرا سيئا جداً يعرف بالحرب من دون أن تدرك المسمّى الوظيفي هذا، فانطلقت أسئلتها.

صحيح أن هناك نقطة في حياة كل طفل يسأل فيها عن الحرب وماهيتها، ولكن هل جميع الأهل قادرون على منحهم الإجابات الوافية؟

أوّل سؤال تبادر إلى ذهن الطفلة عن نايا غازي هو "هل تألّمت"؟ بهذا القدر من البراءة تبلكمنا بشكلّ كلّي، مع تفكيرنا بأن نايا بالفعل ربّما تألمت كثيراً قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولكن ماذا نقول لطفلة خافت فجأة من أن تنال المصير نفسه كنايا؟

بسبب وسائل التواصل الإجتماعي المنتشرة بشكل واسع بين أيدي الأطفال من كل الأعمار، ليس من السهل تحييدهم عن المشاهد العنيفة وأخبار الحروب المدمّرة التي تخنق المنطقة، أو حتى من الممكن أن يسمعوا عنها من أصدقائهم وأقربائهم.  لذا من الأجدى البحث عن الأجوية من مصادرها العلمية الصحيحة.

من هنا، قدّمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بعض النصائح حول كيفية إدارة الحديث عن الحرب مع الأطفال لتزويدهم بالمعلومات في جوّ من الراحة والأمان، خلال أوقات النزاع والأزمات.

بداية، من المهم جداً إكتشاف الأهل ما يعرف أطفالهم وكيف يشعرون تجاه المعلومات التي بحوزتهم، من دون إغراقهم بالكثير من الأخبار غير الضرورية. إلا أنه من المهم أيضاً أن يشعر الأطفال بالراحة والأمان خلال الحديث مثلا أثناء تناول وجبة عائلية أو خلال نزهة ما، وأن يحاولوا تجنب الحديث بهذا الشأن قبل النوم مباشرة.
تذكّروا أن هناك أطفالاً يقلقون ويفكرون بصمت، وقد لا يشاركون مخاوفهم مع أهلهم. وهنا قد تساعد بعض التقنيات على الوصول إلى النتائج المطلوبة، كالرسم والقصص والأنشطة الأخرى في فتح النقاش، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا.

من المرجّح أن لا يمتلك جميع الأطفال الوعي الكافي للتمييز بين ما يشاهدونه من فيديوهات وصور وواقعهم الخاص، وبالتالي قد يظنون أن الخطر يلاحقهم بدورهم. ما على الأهل القيام به هنا هو طمأنتهم بقدر الإمكان.

إستمروا طوال الحديث بطمأنة أطفالكم بأنهم في مأمن من أي خطر، وقولوا لهم إن العديد من الناس والمسؤولين يعملون بشكل جدّي في جميع أنحاء العالم لوقف الصراع وإيجاد السلام، وحافظوا على أملهم حيًا من خلال ابقائهم متفائلين بقدر الامكان أن الأمور سوف تتحسن.

وفي هذا الإطار، من الجدير على الأهل إستخدام لغة تناسب عمر الطفل ومراقبة ردود أفعالهم، مع التركيز على أن الأطفال يأخذون إشاراتهم العاطفية من الكبار، لذا تحدثوا بهدوء وانتبهوا للغة الجسد مثل تعابير الوجه بالإضافة إلى نبرة الصوت. إلى ذلك، تذكروا أنه من المقبول عدم معرفتكم لإجابة كل الاسئلة، فبالتالي من المنطقي أن تقولوا لأطفالكم إنكم في حاجة للبحث عن الاجابات عبر مواقع المنظمات الإخبارية أو المنظمات الدولية، وأوضحوا لهم أن المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت ليست جميعها دقيقة ولا يمكن الركون إليها في كل الحالات.

ذكروا أطفالكم بأن كل شخص يستحق أن يكون آمنًا، وأنه على الرغم من حالة الخوف والقلق التي تخلقها الحروب، إلا أنه على الجميع القيام بدوره في نشر اللطف ودعم الأكثر ضعفاً مثل الجرحى والمصابين وتقديم المساعدة إذا تمكّنوا.

وختاماً، شجعوا أطفالكم على المشاركة في الأنشطة التي يحبونها والتي تسلّيهم، أو الانخراط في اي نوع من الأنشطة الإبداعية ما سيبقيهم منشغلين ويصرفهم عن التفكير بالأمور المؤسفة.

ولأن الحروب عادة ما تكون ذات مدّة طويلة، إستمرّوا بالإطمئنان على أطفالكم لمعرفة أحوالهم وبماذا يشعرون. لذا راقبوا أي تغييرات في الطريقة التي يتصرفون أو يشعرون بها ، مثل آلام المعدة أو الصداع أو الكوابيس أو صعوبات النوم والعدوانية أو الإنطوائية.

من الصعب على الكبار تقبّل واقع الحرب، فكيف بالحريّ أن نخبر طفلاً بأن الحرب حقيقية مع واجبنا بتهدأته دوماً، ونحن نحتاج إلى من يطمئننا؟ يبقى الأمل إذاً بأن تمرّ هذه الغيمة السوداء، وأن يتوفّر لأطفالنا ما تيسّر من سعادة في هذا العالم المجنون كي يمضوا قدماً نحو أيّام أكثر أماناً. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الإمارات تحتفل بيوم الطفل الإماراتي غداً

هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة عبدالله بن سالم وسلطان بن أحمد يشهدان المجلس الرمضاني لـ«الشارقة للصحافة» تعيين 288 ممرضاً وممرضة إماراتيين خلال 2024

تحتفل الإمارات غداً السبت، بـ«يوم الطفل الإماراتي»، الذي بات مناسبة وطنية سنوية تجسّد الالتزام العميق ببناء مستقبل مشرِق لأطفال الإمارات، وتوفير كل متطلبات نموهم في بيئة صحية وآمنة، وتعزيز الرفاهية النفسية والجسدية لهم.
وتنطلق احتفالات الدولة بيوم الطفل الإماراتي 2025 تحت شعار: «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، حيث تركّز ضمن مبادراتها على حماية حقوق الأطفال الشاملة، بما فيها الحقوق الثقافية إلى جانب ضمان دوره في المجتمع، مع التركيز على دور الأسرة الأساسي في تنمية الطفل ورفاهيته، وتعزيز وحماية حقوقه الثقافية.
ويهدف شعار يوم الطفل الإماراتي للعام الحالي إلى تعزيز الربط بين الأجيال، من خلال إشراك كبار المواطنين والأطفال في أنشطة مشتركة، وتوثيق وتدوين الممارسات المحلية بأسلوب مبسط وصديق للأطفال، لضمان تخليدها للأجيال القادمة، والتشجيع على القراءة باللغة العربية، لتعزيز ارتباط الأطفال بلغتهم الأم، إلى جانب دعم التبادل الثقافي المحلي والمعرفي بين فئات المجتمع المختلفة، والمحافظة على الموروث الشعبي، بما يشمله من أشعار، وحكم، وأمثال، وفنون تقليدية، وتراث إماراتي.
ومن الآثار الإيجابية لاحترام حق الطفل في الهوية والثقافة الوطنية، تعزيز احترام الذات والثقة، وتقوية الروابط الأسرية، وتحسين المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، والمرونة والقدرة على التكيف، إلى جانب تحقيق رؤية عالمية أوسع وأكثر شمولاً.
وتواصل الإمارات تعزيز المكتسبات التي من شأنها حماية الأطفال وضمان حقوقهم في الجوانب كافة، حيث نجحت خلال السنوات الماضية في تأسيس منظومة متكاملة من القوانين والإجراءات المرتبطة بحماية الأطفال والتوعية بحقوقهم والتحفيز على تنفيذ خطط الرعاية، والمحاسبة في حالات التجاوز أو التقصير.
ومن أبرز جهود الدولة في حماية الأطفال، التشريعات والقوانين حيث أصدرت الإمارات عدة قوانين لحماية الأطفال، مثل قانون حقوق الطفل «وديمة» الذي يهدف إلى حماية حقوق الأطفال وضمان سلامتهم في المجتمع، كما أصدرت قانون «مكافحة جرائم الإتجار بالبشر» لحماية الأطفال من الاستغلال.
وأطلقت الإمارات العديد من البرامج، التي تهدف إلى توفير رعاية شاملة للأطفال، مثل برنامج «التربية الخاصة» للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبرامج الدعم النفسي للأطفال في المراحل العمرية المبكرة.
وفي جانب التعليم والصحة، تلتزم دولة الإمارات بتوفير التعليم المجاني والجودة للأطفال في مختلف أنحاء الدولة. كما توفر برامج صحية متكاملة للأطفال لضمان حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
وفي الدولة العديد من المؤسسات الاتحادية والمحلية التي تعني بالأطفال كوزارة الأسرة، ووزارة تنمية المجتمع، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وهيئة أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة.
وأطلقت الإمارات خطاً ساخناً للإبلاغ عن حالات الإساءة للأطفال، وتعمل مع الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية لتقديم المساعدة للأطفال الذين يتعرضون للعنف أو الإهمال.
وتتعاون الدولة مع المنظمات الدولية في تعزيز التعاون مع منظمات الأمم المتحدة مثل اليونيسيف في مجال حماية حقوق الأطفال، وتشارك في المبادرات العالمية المتعلقة بحقوق الأطفال ورعايتهم.
وتتجسّد جهود الإمارات في حماية الأطفال من خلال هذا التنوع في السياسات، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق بيئة آمنة ومستدامة للأطفال.

مقالات مشابهة

  • بعد 15 شهرا من الحرب في غزة.. الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس
  • الإمارات تحتفل بيوم الطفل الإماراتي غداً
  • عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب
  • بيت البشر الأول خارج الأرض.. من الفضاء إلى قاع المحيط الهادئ!
  • أطفال الفشل الكلوي بغزة يصارعون الحياة على أجهزة الديلزة
  • أحزاب سياسية تتهافت على “أصوات المحيط” بالرباط.. مديرة الوكالة الحضرية : ماكاينش الترحيل
  • «عضو العالمي للفتوى»: هكذا نعود أطفالنا على الصيام منذ الصغر
  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • كيف نساعد أطفالنا على حفظ القرآن؟ الداعية أحمد النفيسي يجيب
  • وزير الري: نظم الري الحديث ترشد المياه وتزيد الإنتاجية الزراعية