لبنان ٢٤:
2025-02-16@12:12:08 GMT

كيف نخبر أطفالنا عن جنون الحرب المحيط بنا؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

كيف نخبر أطفالنا عن جنون الحرب المحيط بنا؟

مقطع مصوّر للطفلة الشهيدة نايا غازي كان كفيلاً بإثارة الذعر في نفس إبنة صديقتي البالغة من العمر 6 سنوات. شاهدت الفيديو على تيكتوك، مرفقاً بمشاهد للغارة العنيفة التي أسقطت مبنيين في الضاحية الجنوبية التي راحت نايا وسواها ضحيتها، فاكتشفت أن في العالم أمرا سيئا جداً يعرف بالحرب من دون أن تدرك المسمّى الوظيفي هذا، فانطلقت أسئلتها.

صحيح أن هناك نقطة في حياة كل طفل يسأل فيها عن الحرب وماهيتها، ولكن هل جميع الأهل قادرون على منحهم الإجابات الوافية؟

أوّل سؤال تبادر إلى ذهن الطفلة عن نايا غازي هو "هل تألّمت"؟ بهذا القدر من البراءة تبلكمنا بشكلّ كلّي، مع تفكيرنا بأن نايا بالفعل ربّما تألمت كثيراً قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولكن ماذا نقول لطفلة خافت فجأة من أن تنال المصير نفسه كنايا؟

بسبب وسائل التواصل الإجتماعي المنتشرة بشكل واسع بين أيدي الأطفال من كل الأعمار، ليس من السهل تحييدهم عن المشاهد العنيفة وأخبار الحروب المدمّرة التي تخنق المنطقة، أو حتى من الممكن أن يسمعوا عنها من أصدقائهم وأقربائهم.  لذا من الأجدى البحث عن الأجوية من مصادرها العلمية الصحيحة.

من هنا، قدّمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بعض النصائح حول كيفية إدارة الحديث عن الحرب مع الأطفال لتزويدهم بالمعلومات في جوّ من الراحة والأمان، خلال أوقات النزاع والأزمات.

بداية، من المهم جداً إكتشاف الأهل ما يعرف أطفالهم وكيف يشعرون تجاه المعلومات التي بحوزتهم، من دون إغراقهم بالكثير من الأخبار غير الضرورية. إلا أنه من المهم أيضاً أن يشعر الأطفال بالراحة والأمان خلال الحديث مثلا أثناء تناول وجبة عائلية أو خلال نزهة ما، وأن يحاولوا تجنب الحديث بهذا الشأن قبل النوم مباشرة.
تذكّروا أن هناك أطفالاً يقلقون ويفكرون بصمت، وقد لا يشاركون مخاوفهم مع أهلهم. وهنا قد تساعد بعض التقنيات على الوصول إلى النتائج المطلوبة، كالرسم والقصص والأنشطة الأخرى في فتح النقاش، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا.

من المرجّح أن لا يمتلك جميع الأطفال الوعي الكافي للتمييز بين ما يشاهدونه من فيديوهات وصور وواقعهم الخاص، وبالتالي قد يظنون أن الخطر يلاحقهم بدورهم. ما على الأهل القيام به هنا هو طمأنتهم بقدر الإمكان.

إستمروا طوال الحديث بطمأنة أطفالكم بأنهم في مأمن من أي خطر، وقولوا لهم إن العديد من الناس والمسؤولين يعملون بشكل جدّي في جميع أنحاء العالم لوقف الصراع وإيجاد السلام، وحافظوا على أملهم حيًا من خلال ابقائهم متفائلين بقدر الامكان أن الأمور سوف تتحسن.

وفي هذا الإطار، من الجدير على الأهل إستخدام لغة تناسب عمر الطفل ومراقبة ردود أفعالهم، مع التركيز على أن الأطفال يأخذون إشاراتهم العاطفية من الكبار، لذا تحدثوا بهدوء وانتبهوا للغة الجسد مثل تعابير الوجه بالإضافة إلى نبرة الصوت. إلى ذلك، تذكروا أنه من المقبول عدم معرفتكم لإجابة كل الاسئلة، فبالتالي من المنطقي أن تقولوا لأطفالكم إنكم في حاجة للبحث عن الاجابات عبر مواقع المنظمات الإخبارية أو المنظمات الدولية، وأوضحوا لهم أن المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت ليست جميعها دقيقة ولا يمكن الركون إليها في كل الحالات.

ذكروا أطفالكم بأن كل شخص يستحق أن يكون آمنًا، وأنه على الرغم من حالة الخوف والقلق التي تخلقها الحروب، إلا أنه على الجميع القيام بدوره في نشر اللطف ودعم الأكثر ضعفاً مثل الجرحى والمصابين وتقديم المساعدة إذا تمكّنوا.

وختاماً، شجعوا أطفالكم على المشاركة في الأنشطة التي يحبونها والتي تسلّيهم، أو الانخراط في اي نوع من الأنشطة الإبداعية ما سيبقيهم منشغلين ويصرفهم عن التفكير بالأمور المؤسفة.

ولأن الحروب عادة ما تكون ذات مدّة طويلة، إستمرّوا بالإطمئنان على أطفالكم لمعرفة أحوالهم وبماذا يشعرون. لذا راقبوا أي تغييرات في الطريقة التي يتصرفون أو يشعرون بها ، مثل آلام المعدة أو الصداع أو الكوابيس أو صعوبات النوم والعدوانية أو الإنطوائية.

من الصعب على الكبار تقبّل واقع الحرب، فكيف بالحريّ أن نخبر طفلاً بأن الحرب حقيقية مع واجبنا بتهدأته دوماً، ونحن نحتاج إلى من يطمئننا؟ يبقى الأمل إذاً بأن تمرّ هذه الغيمة السوداء، وأن يتوفّر لأطفالنا ما تيسّر من سعادة في هذا العالم المجنون كي يمضوا قدماً نحو أيّام أكثر أماناً. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دراما رمضان تركز على مشكلات الأطفال والشباب في لام شمسية وأثينا

يستعد عُشاق الدراما الرمضانية لمتابعة وجبة درامية ثرية خلال السباق الرمضاني 2025، من خلال إلقاء الضوء على عدد من القضايا والموضوعات المهمة والشائكة التي تمس المجتمع بشكل مباشر، خاصة التي تتعلق بالجوانب النفسية والاجتماعية للأطفال والمراهقين، ومن أبرز هذه الأعمال مسلسلي لام شمسية وأثينا.

مسلسل لام شمسية 

تدور أحداث مسلسل لام شمسية في إطار درامي مشوق، حول نيللي التي تؤدي دورها الفنانة أمينة خليل، وهي مدرسة تعمل في إحدى المدارس الدولية، ويسلط المسلسل الضوء على الأذى النفسي الذي يعاني منه الطفل نتيجة التعرض للتنمر والتحرش والعنف، وكيفية مواجهة هذا الأذى من خلال دعم وتفهم الأهل، ومدي تأثير ذلك على الأفراد والمجتمع.

يضم المسلسل مجموعة من النجوم أبرزهم أمينة خليل، أحمد السعدني، محمد شاهين، يسرا اللوزي، ثراء جبيل، أسيل عمران، صفاء الطوخي، ياسمينا العبد، علي البيلي، ويارا رجب، والعمل من تأليف مريم نعوم وإخراج كريم الشناوي.

مسلسل أثينا 

ومن الملفات المهمة التي تتناولها الأعمال الفنية في دراما رمضان 2025 التحديات النفسية التي تواجه المراهقين وشباب الجامعة وخطورة انجرافهم في عالم الإنترنت المظلم، وذلك ضمن أحداث مسلسل أثينا، إذ تجسد الفنانة ريهام حجاج شخصية مراسلة صحفية تُدعى ريهام صبري، تجد نفسها أمام ملف شائك يتعلق بمحاولات الشباب المتكررة للإقدام على الانتحار بعد دخولهم عالم الدارك ويب، فتقود فريقا من أصدقاءها العاملين بالقطاع الصحفي والتقني، لاختراق عالم القاتل الذي يلاحق ضحاياه من خلال موقع يصعب اختراقه.

ويشارك فى بطولة مسلسل أثينا مع الفنانة ريهام حجاج، عدد كبير من الفنانين من بينهم سوسن بدر، نبيل عيسي، محمود قابيل، سلوى محمد علي، والعمل من تأليف محمد ناير وإخراج يحيى إسماعيل.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: الحديث اليوم عن السلام وليس الحرب
  • دراما رمضان تركز على مشكلات الأطفال والشباب في لام شمسية وأثينا
  • زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ
  • اليوم.. 60 دولة ومنظمة تجتمع في مسقط ضمن أعمال "مؤتمر المحيط الهندي"
  • بعد موافقة ترامب على بيعها للهند.. ما هي الدول التي تمتلك طائرات “إف- 35″؟
  • قطر ترحب بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة الجديدة في سوريا
  • القانون يحدد مواصفات الأطعمة التي يتناولها الطفل.. تفاصيل
  • دراسة: الرضع يفضلون الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم في أثناء الحمل
  • «اليونيسف»: مسلحو شرق الكونغو الديمقراطية يعتدون على مئات الأطفال
  • أطباء يحذرون من ارتفاع الإصابات الفيروسية بين الأطفال المغتربين في دبي خلال الشتاء