موقع 24:
2024-09-24@08:33:25 GMT

تصعيد بلا رادع.. إخفاق بايدن في غزة يشعل فتيل حرب أوسع

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

تصعيد بلا رادع.. إخفاق بايدن في غزة يشعل فتيل حرب أوسع

بلغت أزمة الشرق الأوسط منعطفاً خطيراً للغاية، وصدرَ مثل هذا التصريح مرات منذ أن عجّلت هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بتداعي الأحداث وصولاً إلى الحرب.

ومع ذلك، تقول صحيفة "أوبزرفر" البريطانية إن اللحظة الراهنة مشحونة بشكلٍ خاص لأن نحو 12 شهراً من الجهود الدبلوماسية الدولية ومفاوضات وقف إطلاق النار المتقطعة، ومفاوضات الرهائن والاحتجاجات والتهديدات بفرض عقوبات والدعاوى القضائية، والضغوط السياسية والأخلاقية على الأطراف المتحاربة أخفقت في وقف المذبحة في غزة وأماكن أخرى.


وفي ظل عدم توقف الأعمال العدائية في الأفق، وغياب مخرج واضح، وعدم وجود "عملية سلام" ذات مصداقية، يزداد احتمال التصعيد بلا رادع. فالخوف والغضب والانتهازية السياسية واليأس المحض كلها عوامل تطغى على التفكير الهادئ والموضوعي بشأن الأفعال والعواقب.
وأدَّى قرار بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحكومة حربه الأسبوع الماضي ببدء "مرحلة جديدة" من الصراع باستهداف عناصر حزب الله في لبنان إلى التعجيل، بما يبدو أنه انجرار لا هوادة فيه إلى صراع على مستوى المنطقة.
ومن الواضح، بعد فوات الأوان، أن تفخيخ أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بعناصر حزب الله كان مدبراً منذ وقتٍ طويل. وكان من الممكن تفجير المتفجرات المدسوسة في أي وقت.. فلماذا الآن؟ لأنه بعد أن فشل نتانياهو في تحقيق هدفه المعلن بتدمير حماس في غزة، على جثث أكثر من 40,000 قتيل فلسطيني معظمهم من المدنيين، قرَّرَ أن يجعل من لبنان جبهةً جديدة في حرب لا نهاية لها. نتنياهو وإطالة أمد الصراع

ولفتت الصحيفة النظر إلى أنه لدى إسرائيل ما يبرر تماماً رغبتها في تأمين مناطقها الحدودية الشمالية من صواريخ حزب الله. فقد قُتلَ كثير من الأشخاص ونزح الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من منازلهم هناك منذ 7 أكتوبر، وتقويض حزب الله المدعوم من إيران، الذي يسعى إلى إبادة إسرائيل، هدف راسخ منذ فترة طويلة.

"Biden repeatedly failed to follow through on the most likely path to preventing a regional war: pressing for an immediate cease-fire in Gaza, particularly by using US leverage to withhold billions of dollars in weapons to Israel” — my latest @latimes https://t.co/TlQePv7HVm

— Mohamad Bazzi (@BazziNYU) September 24, 2024

لكن يصحُّ أيضاً أن يكون هذا القرار قد اتخذه نتنياهو حفاظاً على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وتشبثاً بمنصبه وصداً للضغوط الأمريكية التي تمارسها الولايات المتحدة عليه ويعدُّها تسويةً غير مقبولة. ولذلك يريد نتنياهو إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه. وعززت هجمات "البيجر" هذا الهدف. أما داخل إسرائيل، فهو مُتهم بنسف اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن. لذا، من المتوقع أن يصبح لبنان الآن غزةً جديدة.

كارثة الشرق الأوسط وأوضحت الافتتاحية أن الطريقة التي سيردُّ بها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عملياً على هجمات الأسبوع الماضي، التي أسفرت عن مقتل العشرات من الأشخاص وجرح الآلاف، وأقرَّ بأنها تشكل ضربةً قاسية وفريدة من نوعها، ستساعد على تحديد مدى اقتراب الشرق الأوسط من الكارثة.
وتعهَّدَ نصر الله بالقصاص المؤلم. ومنذ ذلك الحين، استؤنف إطلاق صواريخ حزب الله عبر الحدود، وسط هجمات جوية إسرائيلية واسعة النطاق، بما في ذلك على بيروت. وحذَّرَ نصر الله من أن أي توغل إسرائيلي بري في جنوب لبنان سيكون "فرصة" لحزب الله للانتقام. وعلى نتنياهو أن يأخذ حذره. فالتدخلات الإسرائيلية السابقة في لبنان، لا سيما في عامي 1982 و2006، لم تنتهِ على خير. والجيش الإسرائيلي مُستنزف بعد أشهرٍ من الحرب في غزة. توتر في لبنان وأكدت الصدمة الشديدة التي تلقاها حزب الله الأسبوع الماضي، وأعقبها مقتل قائد كبير آخر هو إبراهيم عقيل يوم الجمعة، على محدوديّة الحزب، وأصابت علاقاته بالحكومة والشعب اللبناني بالتوتر. وربما أقنع هذا التوتر نصر الله وداعميه الإيرانيين بالتعامل بقدرٍ أكبر من الحذر.
ومع ذلك، تقول الصحيفة، ليس هناك ما يشير إلى أن الهجمات الصاروخية على إسرائيل ستتوقف. وعلى المنوال ذاته، حقَّقَ نتنياهو نصراً تكتيكياً، لكنه ربما تصرف قبل الأوان. فهدفه الأساسي المفترض المتمثل في عودة السكان بأمانٍ إلى المناطق الشمالية لم يَعُد قابلاً للتحقق أكثر من ذي قبل. وفي الوقت نفسه، ما برحت أزمة غزة المروعة مستمرة. وما يزال الاتفاق على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار والتهدئة هناك يمثل المفتاح لمنع نشوب حرب أوسع نطاقاً.
ومضت الافتتاحية تقول إنه من المثير للفزع أنه على الرغم من أشْهُرٍ من المحادثات غير المباشرة بوساطة مصر وقطر، لا القيادة الإسرائيلية ولا قيادة حماس على استعداد لاتخاذ الخطوات المطلوبة لوقف مذبحة غزة. فشل إيران في كبح وكلائها

ومن المثير للفزع أيضاً أن بريطانيا، شأنها شأن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، أخفقت في ممارسة الضغوط الكافية على إسرائيل لوقف انتهاكها للقانون الإنساني عن طريق تقييد جميع مبيعات الأسلحة الهجومية، وتأييد لائحة اتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية وفرض عقوبات ذات مغزى. ومن المثير للرعب، وإن لم يكن مفاجئاً، أنَّ إيران أخفقت بالقدر ذاته في كبح جماح حماس وحزب الله من أجل وقف مذبحة الشعب الفلسطيني الذي تُناصر قضيته.

The Observer view on the Middle East crisis: Biden’s failure on Gaza is fuelling wider war | Observer editorial https://t.co/bERQDhqFCQ

— The Observer (@ObserverUK) September 22, 2024

ولكن في خضم قائمة الإخفاقات المشتركة المخزية تلك، تضيف الافتتاحية، نجد أنَّ تقصير الإدارة الأمريكية وانحيازها الأحادي الجانب هو الإخفاق الأكثر إثارةً للفزع. فالرئيس جو بايدن ينتمي إلى جيلٍ سياسي أمريكي يدعم إسرائيل غريزيّاً وعاطفيّاً. لكن الدولة اليهودية الحديثة، التي أمست أوراق اعتمادها الأساسية كدولة ديمقراطية تحترم القانون محل شك جسيم، تغيرت تغيراً جذريّاً، في حين لم يتغير بايدن.
وذكرت الصحيفة أن بايدن أعطى تفويضاً مطلقاً لنتنياهو بعد 7 أكتوبر، وإذا به يُعاين النتائج برعبٍ شديد. فالولايات المتحدة أكبر مزود لإسرائيل بالمساعدات المالية والأسلحة. وكان بإمكان بايدن أن يفعل الكثير لإجبار نتنياهو على إبرام اتفاق. غير أنه تهاونَ وسهَّلَ عمليات النهب العدوانية والعدمية التي ينفِّذها وكلَّفَت المصالح الإسرائيلية والأمريكية والغربية أثماناً باهظة.
ورأت الصحيفة أن غزة هي الإخفاق الأكبر لبايدن الذي يتجاوز حتى إخفاقه في أوكرانيا. ومع ذلك، وبدلاً من رأب الصدع بشكل عاجل، يشير المسؤولون في واشنطن إلى أن وقف إطلاق النار غير مرجح قبل تولي خليفته منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.

موقف السياسة الأمريكية فما موقف السياسة الأمريكية الآن؟.. تتساءل الصحيفة وتقول: باختصار شديد، تلتزم الولايات المتحدة سياسة الاحتواء. ويبدو أن البيت الأبيض عاجز عن وقف الحرب، وأنه عازم وحسب على منع اتساع رقعتها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر ، خوفاً من أن يضر ذلك بفرص كامالا هاريس والديمقراطيين. وهذه ليست بالسياسة المجدية، وإنما هي تهرُّب من المسؤولية. ولذلك يترنح الشرق الأوسط على حافة الهاوية الآن أكثر من أي وقتٍ مضى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل وقف إطلاق النار الشرق الأوسط حزب الله نصر الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يهرب إلى الأمام.. إسرائيل ترقص على حبال التوترات العسكرية في مواجهة "حزب الله"

 

الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية ضد حزب الله دون الدخول في حرب كبرى

نتنياهو يبحث عن إنجاز عسكري يُمكن تصديره للمجتمع الإسرائيلي

حكومة الاحتلال تسعى للقضاء على صورة الفشل التي تلازمها بمزيد من الدمار في المنطقة

"الكابينيت" يضيف هدف عودة سكان شمال إسرائيل ضمن الأهداف العسكرية

إسرائيل تسعى لتطبيق سياسة "مدينة الأشباح" في جنوب لبنان كما حدث في غزة

"وول ستريت جورنال": إسرائيل تجاوزت النمط المألوف في المواجهات مع حزب الله

  زياد: يتوهّم الاحتلال أن عملياته ضد حزب الله سترجع سكان الشمال إلى مساكنهم

محللون: على المقاومة خلق انعطافة حادة في سياقات التصعيد لتغيير معادلات الردع

 

الرؤية- غرفة الأخبار

يُحاول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهرب من صورة الفشل التي تلاحقه بسبب الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر الماضي، والفشل في تحقيق أهداف الحرب في غزة بالقضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية، وذلك بفتح جبهة حرب جديدة من لبنان ينفذ من خلالها عمليات عسكرية تجعله ينسب لنفسه بعض الإنجازات.

وهذه المحاولات المستميتة من قبل نتنياهو هدفها تحقيق أهدافه الشخصية والسياسية بالبقاء في منصبه كرئيس للحكومة، إلى جانب البحث عن أي إنجازات يُمكن تصديرها للمجتمع الإسرائيلي الذي بات يرى أن تحقيق آماله ومطالبه لن يكون مع حكومة نتنياهو.

وفي ظل التصعيدات التي شهدتها الجبهة الشمالية مع لبنان، بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية واستهداف قيادات عسكرية كبيرة في حزب الله، يؤكد المحللون أن نتنياهو يرقص على حبال التوترات العسكرية لإطالة أمد الحرب في غزة وفي لبنان.

وتحاول الحكومة الإسرائيلية تطبيق السيناريو الذي حدث في غزة مع جنوب لبنان، من خلال مواصلة العمليات العسكرية بشكل متصاعد دون الانجرار إلى حرب كبرى، إذ يعمل جيش الاحتلال على اغتيال قيادات المقاومة في لبنان وتدمير أجزاء كبيرة من الجنوب اللبناني وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للحياة كما حدث في غزة.

ولقد قام الكابينيت الإسرائيلي بتحديث قائمة أهدافه العسكرية، فأضاف إلى القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، عودة أكثر من 60 ألف إسرائيلي، تم إجلاؤهم من المناطق الشمالية منذ خريف العام الماضي وسط هجمات حزب الله المتكررة، إلى منازلهم.

ولقد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تعمل على وضع إستراتيجية جديدة تحول دون اندلاع حرب أوسع نطاقًا مع حزب الله اللبناني.

وقالت إن إسرائيل ستوضح لحزب الله حجم الضرر الذي سيلحق به إذا استمر في إطلاق الصواريخ على شمال دولة الاحتلال.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل بإقدامها على تفجير أجهزة النداء الآلي (البيجر) لحزب الله، تكون قد تجاوزت النمط المألوف في المواجهات معه.

محلل فلسطيني: استراتيجية الاحتلال تجاه لبنان تقضي برفع وتيرة الضربات الاستخباراتية الثقيلة ويقول المحلل الفلسطيني، سعيد زياد، إن استراتيجية الاحتلال الجديدة تجاه لبنان تقضي برفع وتيرة الضربات الاستخبارية الثقيلة، بقصد التسبب بنُدب عميقة في الروح المعنوية للمقاومة هناك، وإصابتها بقلق جذري حول كل شيء تمتلكه من تكتيكات وبنى تحتية وشبكة اتصال ومنظومات قيادة وسيطرة.

وأضاف في منشور على منصة "إكس": "يظن العدو أن هذه الاستراتيجية ومناورة برية محدودة محتملة من شأنها أن تكفّ يد حزب الله عن إسناد غزة، وبالتالي تصبح عودة مستوطني الشمال إلى بيوتهم ممكنة، والمهمة في غزة تصبح أسهل قليلا".

وأشار زياد إلى أنَّ "من يتبع هذه الاستراتيجية لا يُريد حرباً شاملة ولا مفاجأة على لبنان، ويظن في نفسه عدم القدرة عليها وعدم الاستعداد لها، ومن هنا يجب أن يكون مكمن التهديد، ومنطلق رد المقاومة القادم".

وتابع قائلاً: "الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة مفادها أن حزب الله لن يذهب للحرب، ولن يستهدف مدن المركز، وسيحسب حساب قصف تل أبيب ألف مرة، وهذه الفرضية مبنية على أساس طبيعة الردود السابقة للمقاومة في لبنان، وعلى قواعد الاشتباك الصارمة التي ألزمت نفسها بها رغم ضربات العدو الثقيلة عليها، وعلى أغلال الحاضنة الشعبية اللبنانية وحساباتها المُعقدة، ومع ذلك ما يجب أن يكون هو كسر عنيف لهذه الحسابات، وخلق انعطافة حادة في سياقات التصعيد (حتى ولو بشكل مؤقت) بغية إرسال رسالة للعدو مفادها: لا نخشى الحرب، ونحن مستعدون لها أكثر منك".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو من غرفة العمليات: إسرائيل على أعتاب أيام معقدة
  • أوبزرفر: فشل بايدن في غزة يغذي حربا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط
  • تصعيد إسرائيل وحزب الله.. مخاوف أميركية من حرب واسعة وآمال بالدفع نحو الدبلوماسية
  • تصعيد إسرائيل وحزب الله.. مخاوف أميركية من حرب واسعة وآمال بالدفع نحو الدلبوماسية
  • إلياس حنا: غارات إسرائيل العنيفة على لبنان تخدم إستراتيجيات نتنياهو
  • نتنياهو يهرب إلى الأمام.. إسرائيل ترقص على حبال التوترات العسكرية في مواجهة "حزب الله"
  • خبير: نتنياهو يستمر في تصعيد الحرب على غزة (فيديو)
  • خبير سياسات دولية: نتنياهو مستمر في تصعيد الحرب على غزة.. فيديو
  • مصر تدعو لاحتواء تصعيد إسرائيل و"حزب الله"