تصعيد بلا رادع.. إخفاق بايدن في غزة يشعل فتيل حرب أوسع
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بلغت أزمة الشرق الأوسط منعطفاً خطيراً للغاية، وصدرَ مثل هذا التصريح مرات منذ أن عجّلت هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بتداعي الأحداث وصولاً إلى الحرب.
ومع ذلك، تقول صحيفة "أوبزرفر" البريطانية إن اللحظة الراهنة مشحونة بشكلٍ خاص لأن نحو 12 شهراً من الجهود الدبلوماسية الدولية ومفاوضات وقف إطلاق النار المتقطعة، ومفاوضات الرهائن والاحتجاجات والتهديدات بفرض عقوبات والدعاوى القضائية، والضغوط السياسية والأخلاقية على الأطراف المتحاربة أخفقت في وقف المذبحة في غزة وأماكن أخرى.وفي ظل عدم توقف الأعمال العدائية في الأفق، وغياب مخرج واضح، وعدم وجود "عملية سلام" ذات مصداقية، يزداد احتمال التصعيد بلا رادع. فالخوف والغضب والانتهازية السياسية واليأس المحض كلها عوامل تطغى على التفكير الهادئ والموضوعي بشأن الأفعال والعواقب.
وأدَّى قرار بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحكومة حربه الأسبوع الماضي ببدء "مرحلة جديدة" من الصراع باستهداف عناصر حزب الله في لبنان إلى التعجيل، بما يبدو أنه انجرار لا هوادة فيه إلى صراع على مستوى المنطقة.
ومن الواضح، بعد فوات الأوان، أن تفخيخ أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بعناصر حزب الله كان مدبراً منذ وقتٍ طويل. وكان من الممكن تفجير المتفجرات المدسوسة في أي وقت.. فلماذا الآن؟ لأنه بعد أن فشل نتانياهو في تحقيق هدفه المعلن بتدمير حماس في غزة، على جثث أكثر من 40,000 قتيل فلسطيني معظمهم من المدنيين، قرَّرَ أن يجعل من لبنان جبهةً جديدة في حرب لا نهاية لها. نتنياهو وإطالة أمد الصراع
ولفتت الصحيفة النظر إلى أنه لدى إسرائيل ما يبرر تماماً رغبتها في تأمين مناطقها الحدودية الشمالية من صواريخ حزب الله. فقد قُتلَ كثير من الأشخاص ونزح الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من منازلهم هناك منذ 7 أكتوبر، وتقويض حزب الله المدعوم من إيران، الذي يسعى إلى إبادة إسرائيل، هدف راسخ منذ فترة طويلة.
"Biden repeatedly failed to follow through on the most likely path to preventing a regional war: pressing for an immediate cease-fire in Gaza, particularly by using US leverage to withhold billions of dollars in weapons to Israel” — my latest @latimes https://t.co/TlQePv7HVm
— Mohamad Bazzi (@BazziNYU) September 24, 2024لكن يصحُّ أيضاً أن يكون هذا القرار قد اتخذه نتنياهو حفاظاً على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وتشبثاً بمنصبه وصداً للضغوط الأمريكية التي تمارسها الولايات المتحدة عليه ويعدُّها تسويةً غير مقبولة. ولذلك يريد نتنياهو إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه. وعززت هجمات "البيجر" هذا الهدف. أما داخل إسرائيل، فهو مُتهم بنسف اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن. لذا، من المتوقع أن يصبح لبنان الآن غزةً جديدة.
كارثة الشرق الأوسط وأوضحت الافتتاحية أن الطريقة التي سيردُّ بها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عملياً على هجمات الأسبوع الماضي، التي أسفرت عن مقتل العشرات من الأشخاص وجرح الآلاف، وأقرَّ بأنها تشكل ضربةً قاسية وفريدة من نوعها، ستساعد على تحديد مدى اقتراب الشرق الأوسط من الكارثة.وتعهَّدَ نصر الله بالقصاص المؤلم. ومنذ ذلك الحين، استؤنف إطلاق صواريخ حزب الله عبر الحدود، وسط هجمات جوية إسرائيلية واسعة النطاق، بما في ذلك على بيروت. وحذَّرَ نصر الله من أن أي توغل إسرائيلي بري في جنوب لبنان سيكون "فرصة" لحزب الله للانتقام. وعلى نتنياهو أن يأخذ حذره. فالتدخلات الإسرائيلية السابقة في لبنان، لا سيما في عامي 1982 و2006، لم تنتهِ على خير. والجيش الإسرائيلي مُستنزف بعد أشهرٍ من الحرب في غزة. توتر في لبنان وأكدت الصدمة الشديدة التي تلقاها حزب الله الأسبوع الماضي، وأعقبها مقتل قائد كبير آخر هو إبراهيم عقيل يوم الجمعة، على محدوديّة الحزب، وأصابت علاقاته بالحكومة والشعب اللبناني بالتوتر. وربما أقنع هذا التوتر نصر الله وداعميه الإيرانيين بالتعامل بقدرٍ أكبر من الحذر.
ومع ذلك، تقول الصحيفة، ليس هناك ما يشير إلى أن الهجمات الصاروخية على إسرائيل ستتوقف. وعلى المنوال ذاته، حقَّقَ نتنياهو نصراً تكتيكياً، لكنه ربما تصرف قبل الأوان. فهدفه الأساسي المفترض المتمثل في عودة السكان بأمانٍ إلى المناطق الشمالية لم يَعُد قابلاً للتحقق أكثر من ذي قبل. وفي الوقت نفسه، ما برحت أزمة غزة المروعة مستمرة. وما يزال الاتفاق على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار والتهدئة هناك يمثل المفتاح لمنع نشوب حرب أوسع نطاقاً.
ومضت الافتتاحية تقول إنه من المثير للفزع أنه على الرغم من أشْهُرٍ من المحادثات غير المباشرة بوساطة مصر وقطر، لا القيادة الإسرائيلية ولا قيادة حماس على استعداد لاتخاذ الخطوات المطلوبة لوقف مذبحة غزة. فشل إيران في كبح وكلائها
ومن المثير للفزع أيضاً أن بريطانيا، شأنها شأن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، أخفقت في ممارسة الضغوط الكافية على إسرائيل لوقف انتهاكها للقانون الإنساني عن طريق تقييد جميع مبيعات الأسلحة الهجومية، وتأييد لائحة اتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية وفرض عقوبات ذات مغزى. ومن المثير للرعب، وإن لم يكن مفاجئاً، أنَّ إيران أخفقت بالقدر ذاته في كبح جماح حماس وحزب الله من أجل وقف مذبحة الشعب الفلسطيني الذي تُناصر قضيته.
The Observer view on the Middle East crisis: Biden’s failure on Gaza is fuelling wider war | Observer editorial https://t.co/bERQDhqFCQ
— The Observer (@ObserverUK) September 22, 2024ولكن في خضم قائمة الإخفاقات المشتركة المخزية تلك، تضيف الافتتاحية، نجد أنَّ تقصير الإدارة الأمريكية وانحيازها الأحادي الجانب هو الإخفاق الأكثر إثارةً للفزع. فالرئيس جو بايدن ينتمي إلى جيلٍ سياسي أمريكي يدعم إسرائيل غريزيّاً وعاطفيّاً. لكن الدولة اليهودية الحديثة، التي أمست أوراق اعتمادها الأساسية كدولة ديمقراطية تحترم القانون محل شك جسيم، تغيرت تغيراً جذريّاً، في حين لم يتغير بايدن.
وذكرت الصحيفة أن بايدن أعطى تفويضاً مطلقاً لنتنياهو بعد 7 أكتوبر، وإذا به يُعاين النتائج برعبٍ شديد. فالولايات المتحدة أكبر مزود لإسرائيل بالمساعدات المالية والأسلحة. وكان بإمكان بايدن أن يفعل الكثير لإجبار نتنياهو على إبرام اتفاق. غير أنه تهاونَ وسهَّلَ عمليات النهب العدوانية والعدمية التي ينفِّذها وكلَّفَت المصالح الإسرائيلية والأمريكية والغربية أثماناً باهظة.
ورأت الصحيفة أن غزة هي الإخفاق الأكبر لبايدن الذي يتجاوز حتى إخفاقه في أوكرانيا. ومع ذلك، وبدلاً من رأب الصدع بشكل عاجل، يشير المسؤولون في واشنطن إلى أن وقف إطلاق النار غير مرجح قبل تولي خليفته منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل وقف إطلاق النار الشرق الأوسط حزب الله نصر الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير: رد حزب الله على إسرائيل لا يعد اختراقا للهدنة
كشف العميد ناجي ملاعب، خبير عسكري واستراتيجي، عن المخاطر والانعكاسات السلبية التي يمكن أن تحل في حال انهيار الهدنة وعودة العدوان الإسرائيلي على لبنان، قائلا إن أول تلك المخاطر تتمثل في قيام العدو باقتطاع جزء من المنطقة التي تنتشر بها قوات الطوارئ الدولية ويتقدم خلالها.
حزب الله يعلق على تصريحات ترامب بشأن إطلاق سراح الأسرى نتنياهو يتوعد بالرد بقوة على حزب الله اختراق إسرائيل للهدنةوأضاف «ملاعب»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أنه في حال اختراق إسرائيل للهدنة سوف تتقدم بآلياتها ودباباتها العسكرية لكي تُحدث دمار وهدم للمساجد والقرى في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن حزب الله أبلغ الحكومة اللبنانية بكونه يلتزم بالقرار 1701، وبالتالي على استعداد تام بعدم خرق اتفافية وقف إطلاق النار.
وقف إطلاق الناروتابع: «بعد تسجيل 62 خرق لاتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرر حزب الله بإرسال رسالة إلى إسرائيل من خلال قصف الآراضي المحتلة في مزارع شبعا»، مشيرا إلى أن حزب الله لم يرد من منطقة انتشار قوات الطوارئ الدولية بل أرسلها من الخارج، وقال في بيان له إن هذا القصف لا يعد اختراقا للهدنة في لبنان.