اجتمعت الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة الرئيس ايمانويل ماكرون للمرة الأولى الإثنين إثر تشكيلها بعد شهرين ونصف شهر من انتخابات تشريعية مبكرة لم تنتج غالبية.

وأكد ماكرون للوزراء خلال اللقاء القصير الذي دام أقل من نصف ساعة في الحديقة الشتوية لقصر الإليزيه الرئاسي، أنه سيكون "هنا لمساعدتهم على النجاح"، "مع بوصلة واحدة هي وحدة البلاد والمصلحة العليا للأمة"، حسبما نقل عنه أحد المشاركين.



وشدّد ماكرون على أن كل وزير "أودع مهمة أكبر منه" ويجب أن يظهر "شجاعة" و"جرأة" و"طموحا".

كما دعا الرئيس الفرنسي الوزراء إلى تنمية "روح الحوار" في ما بينهم ولكن أيضا "مع الفرنسيين الذين لم يختاروا جميعا" هذا التحالف بين اليمين ومعسكر ماكرون.

وأكد أن "العديد من مواطنينا أعربوا عن أصوات متباينة ويجب الاستماع إليهم واحترامهم".


من جهته طلب رئيس الحكومة ميشال بارنييه من وزرائه ومعظمهم من اليمين وحزب ماكرون، "التواضع واحترام كافة الأحزاب السياسية" بينما يواجه فريقه توترات. ووعد بحكومة "جمهورية وتقدمية وأوروبية".

ويعتزم الائتلاف اليساري للجبهة الشعبية الجديدة، الذي احتل المركز الأول في الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 حزيران/يونيو و7 تموز/يوليو بدون الحصول على الأغلبية، صوغ اقتراح لحجب الثقة عن الحكومة. وسيقدم النص الاشتراكيون (الذين هم جزء من الجبهة الشعبية الجديدة) بعد الخطاب الذي سيلقيه بارنييه في الأول من تشرين الأول/أكتوبر لإعلان خطوط السياسة العامة وفقا لرئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور.

ولتمرير مذكرة حجب الثقة، يجب أن تحصل على أصوات التجمع الوطني، حزب اليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبن، وهو أمر مستبعد حاليا باعتراف فور نفسه.


وأعرب أنصار ماكرون عن قلقهم من وجود وزراء محافظين في الحكومة وطالبوا بضمانات بشأن القوانين المجتمعية مثل الإجهاض وقانون حكومة الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي سمح للأزواج المثليين بعقد القران.

وقال بارنييه مساء الأحد على قناة فرانس 2، إنه "سيتم الحفاظ على القوانين الرئيسية" الخاصة بـ "التقدم الاجتماعي أو المجتمعي".

"عودة النظام" -

وأعلن وزير الداخلية الجديد برونو روتايو الذي يتبنى موقفا محافظا بشأن المواضيع المجتمعية وموقفا حازما بشأن الهجرة والأمن واحترام العلمانية أن أولويته هي "عودة النظام". وأضاف في مقابلة نشرها الاثنين الموقع الإلكتروني لصحيفة لو فيغارو" أن "هدفي هو وضع حد للهجرة غير القانونية وزيادة عمليات الترحيل وخصوصا للمهاجرين غير الشرعيين لأنه ينبغي ألا يبقى في فرنسا من دَخلها خلسة".

من جانبه وعد وزير الخارجية الجديد الوسطي جان نويل بارو بأن "وزارته ستدافع بضراوة في أوكرانيا والشرق الأوسط وهايتي ومنطقة البحيرات الكبرى وبحر الصين عن القانون الدولي لخدمة السلام العادل".

واعتبرت وزير الصحة الجديدة جنفياف داريوسيك الاثنين أن الوصول إلى الرعاية والوقاية "محاور رئيسية" لسياستها المستقبلية، لافتة إلى أنها لا تستطيع "صنع المعجزات" في ما يتعلق بالميزانية، في حين تعتبر الحكومة ملف الصحة أولوية.


"إحباط" 

ودعا وزير الخدمة المدنية الجديد غيوم كاسبريان إلى "الحد من البيروقراطية على كل المستويات"، فيما وعدت وزيرة العمل أستريد بانوسيان-بوفيه بإصلاح لنظام التقاعد يكون "أكثر استدامة للجميع".

ويعد وضع موازنة 2025 والتي تأخرت كثيرا أصلا، أولوية الحكومة القصوى.

وتعهد بارنييه الأحد عدم "زيادة الضرائب على الفرنسيين". وحذر من أن "على الأغنياء أن يساهموا في جهود التضامن" بدون الاعلان مباشرة عن إعادة فرض ضريبة على الثروة التي يطالب بها اليسار.

وأضاف "جزء كبير من ديوننا يصدر في الأسواق الدولية الخارجية. علينا الحفاظ على مصداقية فرنسا".

وتخضع فرنسا، إلى جانب العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لإجراءات أوروبية بسبب العجز المفرط.

وقال وزير الطاقة السابق رولاند ليسكور الاثنين بعدما خلفته الأحد أولغا غيفرنيه، في حديث إذاعي إنه "يتفهم أن عددا معينا من الناخبين يمكن أن يشعروا بالإحباط من هذه الحكومة، التي لا تمثل، وهذا بلا شك لأول مرة في فرنسا، نتائج الانتخابات التشريعية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية ماكرون اليمين فرنسا فرنسا اليمين ماكرون اجتماع الحكومة الائتلاف اليساري المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترقب لإعلان الحكومة الفرنسية الجديدة وأحزاب يسارية تخرج للشارع

يأمل رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه أن يعلن تشكيل حكومته قبل نهاية غد الأحد، في وقت خرجت فيه أحزاب من اليسار مجددا اليوم السبت للتنديد بالتوجهات السياسية للحكومة المقبلة.

وعقّدت نتيجة الانتخابات التشريعية التي جرت يوليو/تموز الماضي تشكيل الحكومة، إذ لم تفض إلى غالبية صريحة في الجمعية الوطنية، الغرفة السفلى للبرلمان المنقسم حاليا إلى 3 كتل: اليسار الذي تصدر نتائج الانتخابات، ويمين الوسط، واليمين المتطرف.

وكلّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري ميشال بارنييه المنتمي لحزب الجمهوريين اليميني بتشكيل الحكومة الجديدة، آملا أن ينجح في إخراج فرنسا من المأزق السياسي.

وبعد مرور أكثر من أسبوعين على التكليف، أعلن الوفد المرافق لبارنييه أمس الجمعة أن التشكيلة النهائية للحكومة أُرسلت إلى قصر الإليزيه.

لكن أثارت بعض الأسماء التي أُعلن عنها القلق في أوساط الغالبية الرئاسية، وندد بها اليسار.

ومنهم 3 وزراء منتمين لليمين، بينهم برونو روتايو زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ والمتوقع أن يتولى حقيبة الداخلية، والسيناتورة لورانس غارنييه عن حزب الليبراليين التي اختيرت لوزارة العائلة.

ويعرف روتايو المحافظ بمواقفه اليمينية المتطرفة في ملف الهجرة، وغارنييه بمواقفها المناهضة لزواج الشواذ وللإجهاض الاختياري.

مصلحة جماعية

وفي مواجهة التردد وباسم "المصلحة الجماعية"، دعا ماكرون حلفاءه إلى "مساعدة" رئيس الوزراء في تشكيل حكومته.

وأفاد عدد من المشاركين في اجتماع زعماء أحزاب ستنضوي في الحكومة بأن بارنييه أكد أنه لن يزيد الضرائب على الطبقات الوسطى.

وأشاد غابرييل أتال، رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة نواب معسكر ماكرون، بهذا القرار بعدما هدد نواب الكتلة بعدم المشاركة في حكومة تخطط لزيادة الضرائب.

وأعلن بارنييه -في بيان صادر عن مكتبه- أنه يرغب في "تحسين الخدمات العامة، خصوصا المدارس والصحة، وضمان الأمن، وتنظيم الهجرة وتعزيز الاندماج".

وأكد المكتب أن بارنييه يعتزم "تشجيع الشركات والمزارعين وتعزيز الجاذبية الاقتصادية لفرنسا وضبط المال العام".

وأوضح رئيس الوزراء الأربعاء أن الوضع المالي في البلاد "خطر جدا".

ويصل دين فرنسا إلى 110% من الناتج المحلي الإجمالي، ويقدر العجز العام بنحو 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين يحدد ميثاق الاستقرار الأوروبي سقف هذا العجز عند 3%، والدين عند 60% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو.

مظاهرات اليسار

ويعبّر اليسار -الذي تمثله أكبر كتلة في الجمعية الوطنية- عن غضبه من الحكومة المقبلة التي تضم شخصيات يمينية.

وتظاهر آلاف الأشخاص السبت في شوارع باريس للتنديد بـ"حكومة ماكرون-بارنييه"، بدعوة من حزب الخضر وحزب فرنسا الأبية وجمعيات ومنظمات طلابية وبيئية ونسوية.

وأُعلن عن نحو 60 تجمعا في كل أنحاء فرنسا، حسب حزب "فرنسا الأبية".

وقالت رئيسة كتلة الحزب في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو "إنها مسألة كرامة شعب بأكمله، بعد انتخابات أنكرها وسرقها الرئيس".

وكتبت المنظمات في دعوتها إلى التظاهرات أن بارنييه "رئيس وزراء يميني متشدد، ومعاد للمجتمع، ومعاد للمهاجرين وله ماض معاد للمثليين"، و"لن يتمكن من الحكم إلا باتفاق دائم مع (زعيمة اليمين المتطرف) مارين لوبان".

مقالات مشابهة

  • فرنسا تطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان
  • شاب مغربي وزيراً في الحكومة الفرنسية الجديدة
  • بعد أزمة سياسية.. فرنسا تعلن تشكيل الحكومة الجديدة
  • ماكرون يحتفظ برشيدة داتي في منصبها وزيرة للثقافة في الحكومة الجديدة
  • الإليزيه يعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة ميشيل بارنييه
  • مسيرات رافضة لحكومة بارنييه في فرنسا.. ومطالبات بإقالة ماكرون (شاهد)
  • اليسار المتطرف واليمين المتطرف في فرنسا ينتقدان تشكيلة الحكومة الجديدة
  • ترقب لإعلان الحكومة الفرنسية الجديدة وأحزاب يسارية تخرج للشارع
  • فرنسا..رغم الاحتجاجات بارنييه يأمل إعلان تشكيل حكومته