لبنان ٢٤:
2025-03-04@09:49:08 GMT

إنها الحرب!!!

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

إنها الحرب!!!

مقارنة مع الماضي قد تكون التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيوس غوتيريس منذ بدء الحرب على غزة ولبنان أكثر من كل التحذيرات والنداءات التي أطلقها أسلافه طيلة سنوات. ولكن آخر تحذير له في ما يتعلق بالوضع اللبناني عندما أبدى خشيته من أن يتحّول لبنان إلى غزة ثانية فاق بخطورته كل تحذيراته السابقة المتعلقة بقطاع غزة، الذي أصبح أثرًا بعد عين.

وهذا التحذير أقلق جميع الذين كانوا حتى الأمس القريب يسعون إلى تجنيب لبنان ما لا طاقة له على احتماله، ومن بينهم الأميركيون والأوروبيون، الذين نصحوا رعاياهم بمغادرة لبنان على وجه السرعة طالما أن الوقت لا يزال متاحًا لهم قبل أن تصبح العودة إلى الوراء أمرًا متعذرًا، إن لم يكن مستحيلًا.

ولم يكد حبر التحذير الأممي ينشف حتى ردّت إسرائيل على استهداف "حزب الله" حيفا بصواريخ دقيقة استخدمها للمرة الأولى بشنّ غارات كثيفة طاولت مناطق في عمق البقاع والجنوب وصولًا إلى الهرمل وجزين، موقعة المزيد من الضحايا ومخلّفة الكثير من الدمار، ولكن من دون أن يعني ذلك بدء الحرب الشاملة والمفتوحة رسميًا. ولكن حدّة القصف ذكرّ الذين يتلقونه بالحروب السابقة، والتي كانت إسرائيل تستهدف المدنيين والبنى التحتية في أكثر من منطقة.

يقول بعض الخبراء في المجال العسكري إن ما تقوم به إسرائيل من أعمال عدائية لا يتعدّى في المرحلة الراهنة خطوط المواجهة التقليدية، وذلك بهدف الضغط على "حزب الله" لمنعه من استخدام صواريخه الباليستية والدقيقة والبعيدة المدى القادرة على أن تصل إلى ايلات. وهذا لا يعني أن ما يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي من غارات هو الحرب، التي حذّر منها غوتيريس، ولكن لا أحد يعلم ماذا تخطّط له تل أبيب، وإذا كان ما سبق أن قامت به من خلال تفجير "البيجر" وأجهزة اللاسلكي هو مقدمة لعدوان أوسع وأشمل؟

أن يتحّول لبنان إلى نسخة طبق الأصل عمّا آل إليه وضع غزة، الذي حوّلته إسرائيل إلى أرض محروقة وغير صالحة للسكن لكثرة ما أنزلت عليه من أطنان من الحديد والبارود، ليس مستغربًا على عدو لم تردعه لا الضغوطات الخارجية، ولا التحذيرات الصادرة عن أكثر من مرجعية أممية، ولم يكترث كثيرًا لقرارات محكمة العدل الدولية وضرب بها بعرض الحائط، وتخطّى كل الخطوط ولم يترك لونًا يعتب عليه، وبالأخص اللون الأحمر.

فتحذيرات غوتيريس لم تأتِ من عدم، بل هي نتيجة معطيات تكّونت لديه من خلال ما يرده من تقارير ديبلوماسية ومخابراتية من أكثر من دولة على تماس مع إسرائيل، وهي نتيجة طبيعية لما خبره خلال متابعاته اليومية على مدى سنة في الحرب الإسرائيلية في غزة. وهذا ما يتوقع حصوله في لبنان إن لم يسارع المجتمع الدولي إلى التنبه لما يمكن أن تقوم به إسرائيل في لبنان، ومنه إلى المنطقة بأسرها. وهذا ما تلقفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي اعتبر أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يكون حافزًا لجميع ولاسيما لدول القرار للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحل القضية الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين والسلام العادل والشامل. وأكد أن العدوان الإسرائيلي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على المساحات الخضراء.

فالرئيس ميقاتي، الذي يبقي خطّه مفتوحًا مع جميع المعنيين في الخارج، ينطلق في حركته من أنه لن يوفر أي فرصة تساعد لبنان وتؤدي الى منع إسرائيل من تنفيذ عدوانها ضد لبنان، ويؤكد نقطة أساسية هي بذل كل المساعي والقيام بالاتصالات المطلوبة "من أجل تجنيب لبنان التصعيد الكبير".

وفي ضوء ما يتعرّض له لبنان من اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة، حيث سجل سقوط أكثر من 300 شهيد وأكثر من ألف جريح في حصيلة اليوم الدموي بفعل القصف المدمر، الذي تعرّضت له مختلف المناطق، التي يعتقد العدو أن فيها مخازن أسلحة ومنصات صواريخ لـ "حزب الله"، اتخذ رئيس الحكومة قرار عدم التوجّه الى نيويورك بناءً على قاعدة أنه من الأسلم أن يتابع اتصالاته من السرايا ويبقى على مواصلة علاج أي طارئ مع الوزراء على الأرض لمواكبة التطورات أولًا بأول، ومحاولة تفعيل الإجراءات، التي يمكن اللجوء إليها عبر لجنة الطوارئ الوزارية، التي تعمل كخلية نحل تلافيًا لما هو أسوأ.
إنها الحرب؟
المطلعون يتخوفون ويضعون أيديهم على قلوبهم، فيما لبنان يقف على فوهة بركان.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

ترامب: زيلينسكي "ينبغي أن يكون أكثر امتنانًا" للولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ينبغي أن يكون أكثر امتنانًا" للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لبلاده، وذلك في أعقاب المشادة الكلامية التي جرت بينهما يوم الجمعة في البيت الأبيض.

وخلال حديثه في البيت الأبيض، قال ترامب: "أعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتنانًا، لأن هذا البلد (الولايات المتحدة) دعمه في السراء والضراء".

على الرغم من التوترات، أشار ترامب إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الأوكرانية لا يزال ممكنًا، مؤكدًا أن زيلينسكي أعرب عن اعتقاده بأن الحرب ستستمر لفترة طويلة، لكنه تمنى أن يكون مخطئًا في ذلك.

وأضاف الرئيس الأمريكي: "سنعمل على إبرام اتفاقات مع روسيا وأوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا"، مشددًا على أن "روسيا ترغب أيضًا في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع".

مقالات مشابهة

  • ترامب: زيلينسكي "ينبغي أن يكون أكثر امتنانًا" للولايات المتحدة
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • بهاء عبد الحسين عبد الهادي: مشاهير العرب قوة مؤثرة.. ولكن المسؤولية الاجتماعية أولًا
  • ما الذي تريده إسرائيل من سوريا الجديدة؟
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • رئيس الدولي للخماسي الحديث: مصر من أفضل الدول التي تنظم البطولات واللعبة أصبحت أكثر متعة وإثارة بالنظام الجديد
  • غارديان: إسرائيل تقترح خطة تمنحها سيطرة عسكرية أكثر على غزة