لبنان ٢٤:
2024-09-24@08:32:33 GMT

إنها الحرب!!!

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

إنها الحرب!!!

مقارنة مع الماضي قد تكون التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيوس غوتيريس منذ بدء الحرب على غزة ولبنان أكثر من كل التحذيرات والنداءات التي أطلقها أسلافه طيلة سنوات. ولكن آخر تحذير له في ما يتعلق بالوضع اللبناني عندما أبدى خشيته من أن يتحّول لبنان إلى غزة ثانية فاق بخطورته كل تحذيراته السابقة المتعلقة بقطاع غزة، الذي أصبح أثرًا بعد عين.

وهذا التحذير أقلق جميع الذين كانوا حتى الأمس القريب يسعون إلى تجنيب لبنان ما لا طاقة له على احتماله، ومن بينهم الأميركيون والأوروبيون، الذين نصحوا رعاياهم بمغادرة لبنان على وجه السرعة طالما أن الوقت لا يزال متاحًا لهم قبل أن تصبح العودة إلى الوراء أمرًا متعذرًا، إن لم يكن مستحيلًا.

ولم يكد حبر التحذير الأممي ينشف حتى ردّت إسرائيل على استهداف "حزب الله" حيفا بصواريخ دقيقة استخدمها للمرة الأولى بشنّ غارات كثيفة طاولت مناطق في عمق البقاع والجنوب وصولًا إلى الهرمل وجزين، موقعة المزيد من الضحايا ومخلّفة الكثير من الدمار، ولكن من دون أن يعني ذلك بدء الحرب الشاملة والمفتوحة رسميًا. ولكن حدّة القصف ذكرّ الذين يتلقونه بالحروب السابقة، والتي كانت إسرائيل تستهدف المدنيين والبنى التحتية في أكثر من منطقة.

يقول بعض الخبراء في المجال العسكري إن ما تقوم به إسرائيل من أعمال عدائية لا يتعدّى في المرحلة الراهنة خطوط المواجهة التقليدية، وذلك بهدف الضغط على "حزب الله" لمنعه من استخدام صواريخه الباليستية والدقيقة والبعيدة المدى القادرة على أن تصل إلى ايلات. وهذا لا يعني أن ما يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي من غارات هو الحرب، التي حذّر منها غوتيريس، ولكن لا أحد يعلم ماذا تخطّط له تل أبيب، وإذا كان ما سبق أن قامت به من خلال تفجير "البيجر" وأجهزة اللاسلكي هو مقدمة لعدوان أوسع وأشمل؟

أن يتحّول لبنان إلى نسخة طبق الأصل عمّا آل إليه وضع غزة، الذي حوّلته إسرائيل إلى أرض محروقة وغير صالحة للسكن لكثرة ما أنزلت عليه من أطنان من الحديد والبارود، ليس مستغربًا على عدو لم تردعه لا الضغوطات الخارجية، ولا التحذيرات الصادرة عن أكثر من مرجعية أممية، ولم يكترث كثيرًا لقرارات محكمة العدل الدولية وضرب بها بعرض الحائط، وتخطّى كل الخطوط ولم يترك لونًا يعتب عليه، وبالأخص اللون الأحمر.

فتحذيرات غوتيريس لم تأتِ من عدم، بل هي نتيجة معطيات تكّونت لديه من خلال ما يرده من تقارير ديبلوماسية ومخابراتية من أكثر من دولة على تماس مع إسرائيل، وهي نتيجة طبيعية لما خبره خلال متابعاته اليومية على مدى سنة في الحرب الإسرائيلية في غزة. وهذا ما يتوقع حصوله في لبنان إن لم يسارع المجتمع الدولي إلى التنبه لما يمكن أن تقوم به إسرائيل في لبنان، ومنه إلى المنطقة بأسرها. وهذا ما تلقفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي اعتبر أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يكون حافزًا لجميع ولاسيما لدول القرار للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحل القضية الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين والسلام العادل والشامل. وأكد أن العدوان الإسرائيلي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على المساحات الخضراء.

فالرئيس ميقاتي، الذي يبقي خطّه مفتوحًا مع جميع المعنيين في الخارج، ينطلق في حركته من أنه لن يوفر أي فرصة تساعد لبنان وتؤدي الى منع إسرائيل من تنفيذ عدوانها ضد لبنان، ويؤكد نقطة أساسية هي بذل كل المساعي والقيام بالاتصالات المطلوبة "من أجل تجنيب لبنان التصعيد الكبير".

وفي ضوء ما يتعرّض له لبنان من اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة، حيث سجل سقوط أكثر من 300 شهيد وأكثر من ألف جريح في حصيلة اليوم الدموي بفعل القصف المدمر، الذي تعرّضت له مختلف المناطق، التي يعتقد العدو أن فيها مخازن أسلحة ومنصات صواريخ لـ "حزب الله"، اتخذ رئيس الحكومة قرار عدم التوجّه الى نيويورك بناءً على قاعدة أنه من الأسلم أن يتابع اتصالاته من السرايا ويبقى على مواصلة علاج أي طارئ مع الوزراء على الأرض لمواكبة التطورات أولًا بأول، ومحاولة تفعيل الإجراءات، التي يمكن اللجوء إليها عبر لجنة الطوارئ الوزارية، التي تعمل كخلية نحل تلافيًا لما هو أسوأ.
إنها الحرب؟
المطلعون يتخوفون ويضعون أيديهم على قلوبهم، فيما لبنان يقف على فوهة بركان.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

خلال 40 دقيقة.. إسرائيل تشن أكثر من 50 غارة على جنوب لبنان

لبنان – أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، امس السبت، تسجيل أكثر من 50 غارة إسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية في أقل من 40 دقيقة.

وقالت الوكالة، إن الطيران الحربي الإسرائيلي “شن عدوانا جويا واسعا بسلسلة غارات متتالية مستهدفا بشكل رئيسي التلال والأودية ومجاري الأنهر”.

وأضافت أن تلك الغارات شملت “الوادي بين انصار والزرارية ومجرى النهر الممتد من يحمر الشقيف والزوطرين الشرقية والغربية، ووادي رومين -دير الزهراني”.

وكذلك “أطراف بلدات اللويزة، ومليخ، وبرتي، وكفر ملكي، ومرتفعات بل الريحان، ومنطقة بصليا في إقليم التفاح، ومنطقة الجرمق، والمنطقة بين فرون والغندورية، ومجرى نبع الطاسة في إقليم التفاح”.

وفي وقت لاحق ذكرت الوكالة، أن “الطيران الحربي الاسرائيلي شن ثلاث غارات على المنطقة الحرجية بين بلدتي عزة ودير الزهراني (جنوب)”.

كما شن الطيران الإسرائيلي “غارة استهدفت غربي دير ميماس مجرى النهر (خنوب)” وف ذات المصدر.

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي في بيان نشرته إذاعته الرسمية: “القوات الآن تهاجم أهدافا تابعة لحركة الفصائل اللبنانية في لبنان”.

وعلى الصعيد ذاته ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إن الجيش الإسرائيلي “رفع حالة التأهب وتعليمات الجبهة الداخلية من حيفا (شمال) حتى حدود لبنان، في ظل تصاعد التوتر مع الفصائل اللبنانية.

وخلال ساعات امس السبت، شن الجيش الإسرائيلي وجماعة الفصائل اللبنانية قصفا مكثفا ومتبادلا في تصعيد ملحوظ يأتي بعد تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت”، مساء الخميس، أعلن فيها دخول الحرب مع الفصائل اللبنانية مرحلة جديدة”.

ومن أبرز ملامح هذا التصعيد تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.

والجمعة، أكدت الفصائل اللبنانية في بيان، اغتيال القائد العسكري إبراهيم عقيل، في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت.

والسبت، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد قتلى الهجوم على الضاحية الجنوبية إلى 37 شخصا بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى 68 مصابا.

الأناضول

مقالات مشابهة

  • أكثر من 350 قتيلا في غارات إسرائيلية على لبنان هي الأعنف منذ اندلاع الحرب في غزة
  • من هو الرجل الثالث في حزب الله الذي حاولت إسرائيل اغتياله ببيروت؟
  • أمين الإعلام بالعدل والمساواة: حاولنا تحرير (الحرية والتغيير) من (4 طويلة) ولكن؟!
  • تقرير إسرائيلي يتحدّث عن المرّة الوحيدة التي كان من الممكن فيها اغتيال نصرالله.. ماذا كشف؟
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تنفذ أكثر من 20 غارة جوية بالجنوب اللبناني
  • إسرائيل: عشرات الطائرات الحربية تهاجم أكثر من 150 هدفا في جنوب لبنان
  • خلال 40 دقيقة.. إسرائيل تشن أكثر من 50 غارة على جنوب لبنان
  • أحمد وهبي مدرب قوة الرضوان الذي اغتالته إسرائيل
  • تعرف على سيمون.. الموهوبة التي لا تتكرر كثيرًا