موقع 24:
2025-03-06@15:34:51 GMT

صمت ينطق بالألم

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

صمت ينطق بالألم

يقترب عام مأساة غزة من الاكتمال، لكنّ آثاره، حتى إذا توقفت الحرب العبثية، ستعيش طويلاً في النفس.

الأجيال الفلسطينية التي تتوارث النكبة تميّزها بلاغة خاصة بالقضية تمكّنها من الصراخ بآلامها وفضح العجز الدولي عن حلّها في كل المنابر، غير أن هذه الميزة مهددة بالفقدان.
قد لا يعيب الفلسطيني على أخيه العربي صمته في المستقبل عن نصرته ولو بأضعف الإيمان، لأن صاحب القضية الأول قد يكون أخرس، أو متلعثماً إذا أسعفه الحظ بالإفلات من ويلات غزة وغيرها من أرجاء فلسطين وبقية مساحات الأسى في المنطقة.


قيل الكثير في تأثيرات الحرب على الأطفال في فلسطين، وتكاد صور مأساتهم الخاصة وتفرقهم بين التشريد والاستهداف المباشر وفقدان الأهل تدخل دائرة الاعتياد من كثرة التكرار.
ورغم ذلك لا يزال في جعبة الطفل الفلسطيني ما يفجع، ولا يزال في واقعه ما هو أبلغ من الكلام وأنفع من أطنان الحبر والورق التي استهلكتها تغريبته منذ بدأت.
لم يعد الطفل الفلسطيني في غزة فقط مطارداً بالموت والإصابة والتشريد واليتم، إنه على أعتاب صمت قد يكون أبلغ ما ينطق بوجعه التاريخي، وأفصح من كل الذين يشاطرونه فصول مأساته.
تقول الأمم المتحدة إن الخوف والقلق في قطاع غزة يلقيان أطفالها في مشاكل النطق، بل إن بقية الفئات ماضية إلى هذا المصير، وكأننا أمام فقدان الفلسطيني مجدداً أحد حقوقه وأقلها، وهو الصراخ باسم قضيته.
ستة من كل عشرة أطفال في أحد مخيمات دير البلح يصعب عليهم النطق فيتلعثمون، وتنقل الأمم المتحدة عن مختصة أن الطلب على خدماتها يتزايد.
قيل قبل ذلك إن إعادة إعمار غزة تتطلب عقوداً، لكن الأمر لا يتعلق بالمباني والبنى التحتية فقط، فلا خلاف على أن استعادة روح إنسان القطاع بحاجة إلى أضعاف ما يستلزمه العمران.
حذّر كثيرون من آثار ما يجري في المنطقة على أطفالها ومن إلقاء أطفالٍ في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والعراق في دائرة النار التي تحرق المستقبل، وحذروا من شيب قبل الأوان يغزو أرواح أجيال محرومة من أبسط الحقوق، لكن أحداً لم يتوقع عجزاً عن مجرد الكلام.
حين تتوقف الحرب وينجلي غبارها، والعهدة على الأمم المتحدة، سيتجلى عدد من فقدوا القدرة على النطق في غزة من الصغار والكبار، أو من يشتت التلعثم قدرتهم على تكملة الحديث عما جرى ويجري، وهو هذه المرة أكبر من قدرتهم على الاحتمال والصراخ.
كأن أطفال المأساة يبادلون العالم صمته وعجزه عن وقفها. لعلهم يراهنون، رغماً عنهم، على أن صمتهم عن الكلام يجدي أكثر مما يتردد في أروقة المنظمات الدولية، وعلى الشاشات، وفي التظاهرات، وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين والعالمين ببواطن وظواهر القضية، ونقاشات تبادل التهم والتخوين والتنظير.
إن من أخرستهم المأساة صور عصرية لحنظلة، يديرون ظهرهم للعالم وينتظرون صامتين معجزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: فرار 80 ألف شخص من الكونغو الديمقراطية بسبب القتال

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين عن فرار 80 ألف شخص من الكونغو الديمقراطية، بسبب الاشتباكات الدائرة هناك بين قوات الحكومة وحركة 23 مارس المتمردة، إلى البلدان المجاورة، معتبرة أن الأمر لا يبدو له نهاية في الأفق.

وقال نائب مدير قسم الحماية الدولية بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، باتريك إيبا، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، إن العنف لا يزال متفشيا بالقرب من خطوط المواجهة، وأن مئات الآلاف من الناس يواصلون البحث عن الأمان، مع بقاء الوضع غير مستقر في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو.

وأشار إلى وصول نحو 61 ألف شخص إلى بوروندي منذ شهر يناير الماضي، لافتا إلى المخاطر الأخرى التي يواجهها المدنيون، بما في ذلك تلك التي تشكلها مخلفات الحرب المتفجرة على الأطفال والمزارعين الذين يحاولون رعاية حقولهم، فضلا عن إعاقة وصول المساعدات الإنسانية بسبب الاقتتال، حيث اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى إيقاف عملياته الإغاثية في المناطق المتضررة من الصراع، إلا أنه استأنف المساعدات الغذائية الطارئة في بعض أجزاء شمال كيفو بهدف الوصول إلى أكثر من 210 آلاف شخص.

يذكر أن هناك أكثر من مليون لاجئ كونغولي في جميع أنحاء أفريقيا، خاصة في البلدان المجاورة.. وتستضيف أوغندا أكثر من نصف هذا العدد الإجمالي، في حين استقبلت بوروندي معظم الوافدين الجدد منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة 23 مارس في يناير. وحتى قبل الأزمة الحالية، كان هناك نحو 6.7 مليون نازح داخلي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

اقرأ أيضاًأمين عام الأمم المتحدة يرحب بمبادرة برلين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

الأمم المتحدة: الصراع المستمر حول مناطق في السودان حوّل أجزاء من البلاد إلى جحيم

الأمم المتحدة: 51 مليون طن من الركام مخلفات حرب إسرائيل على غزة

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة ترصد استمرار الهجوم على حقوق النساء والتمييز على أساس الجنس
  • إلى النصف الأمم المتحدة تعتزم خفض المساعدات للروهينجا
  • الأمم المتحدة: امدادات الغذاء في غزة تكفي لاسبوعين فقط
  • لافروف يحذر من دعوات لشطب ميثاق الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة: مخزونات المساعدات في غزة تنفد بعد حظر إسرائيل دخولها
  • الأمم المتحدة: فرار 80 ألف شخص من الكونغو الديمقراطية بسبب القتال
  • الأمم المتحدة تدعم بقوة الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • الأمم المتحدة تعلن إجلاء 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
  • أمين عام الأمم المتحدة يرحب بمبادرة برلين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • هل تنجح تركيا في دفع الأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا؟