موقع 24:
2024-09-24@08:29:24 GMT

صمت ينطق بالألم

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

صمت ينطق بالألم

يقترب عام مأساة غزة من الاكتمال، لكنّ آثاره، حتى إذا توقفت الحرب العبثية، ستعيش طويلاً في النفس.

الأجيال الفلسطينية التي تتوارث النكبة تميّزها بلاغة خاصة بالقضية تمكّنها من الصراخ بآلامها وفضح العجز الدولي عن حلّها في كل المنابر، غير أن هذه الميزة مهددة بالفقدان.
قد لا يعيب الفلسطيني على أخيه العربي صمته في المستقبل عن نصرته ولو بأضعف الإيمان، لأن صاحب القضية الأول قد يكون أخرس، أو متلعثماً إذا أسعفه الحظ بالإفلات من ويلات غزة وغيرها من أرجاء فلسطين وبقية مساحات الأسى في المنطقة.


قيل الكثير في تأثيرات الحرب على الأطفال في فلسطين، وتكاد صور مأساتهم الخاصة وتفرقهم بين التشريد والاستهداف المباشر وفقدان الأهل تدخل دائرة الاعتياد من كثرة التكرار.
ورغم ذلك لا يزال في جعبة الطفل الفلسطيني ما يفجع، ولا يزال في واقعه ما هو أبلغ من الكلام وأنفع من أطنان الحبر والورق التي استهلكتها تغريبته منذ بدأت.
لم يعد الطفل الفلسطيني في غزة فقط مطارداً بالموت والإصابة والتشريد واليتم، إنه على أعتاب صمت قد يكون أبلغ ما ينطق بوجعه التاريخي، وأفصح من كل الذين يشاطرونه فصول مأساته.
تقول الأمم المتحدة إن الخوف والقلق في قطاع غزة يلقيان أطفالها في مشاكل النطق، بل إن بقية الفئات ماضية إلى هذا المصير، وكأننا أمام فقدان الفلسطيني مجدداً أحد حقوقه وأقلها، وهو الصراخ باسم قضيته.
ستة من كل عشرة أطفال في أحد مخيمات دير البلح يصعب عليهم النطق فيتلعثمون، وتنقل الأمم المتحدة عن مختصة أن الطلب على خدماتها يتزايد.
قيل قبل ذلك إن إعادة إعمار غزة تتطلب عقوداً، لكن الأمر لا يتعلق بالمباني والبنى التحتية فقط، فلا خلاف على أن استعادة روح إنسان القطاع بحاجة إلى أضعاف ما يستلزمه العمران.
حذّر كثيرون من آثار ما يجري في المنطقة على أطفالها ومن إلقاء أطفالٍ في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والعراق في دائرة النار التي تحرق المستقبل، وحذروا من شيب قبل الأوان يغزو أرواح أجيال محرومة من أبسط الحقوق، لكن أحداً لم يتوقع عجزاً عن مجرد الكلام.
حين تتوقف الحرب وينجلي غبارها، والعهدة على الأمم المتحدة، سيتجلى عدد من فقدوا القدرة على النطق في غزة من الصغار والكبار، أو من يشتت التلعثم قدرتهم على تكملة الحديث عما جرى ويجري، وهو هذه المرة أكبر من قدرتهم على الاحتمال والصراخ.
كأن أطفال المأساة يبادلون العالم صمته وعجزه عن وقفها. لعلهم يراهنون، رغماً عنهم، على أن صمتهم عن الكلام يجدي أكثر مما يتردد في أروقة المنظمات الدولية، وعلى الشاشات، وفي التظاهرات، وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين والعالمين ببواطن وظواهر القضية، ونقاشات تبادل التهم والتخوين والتنظير.
إن من أخرستهم المأساة صور عصرية لحنظلة، يديرون ظهرهم للعالم وينتظرون صامتين معجزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يؤكد للرئيس الفلسطيني دعم مصر للسلطة الوطنية ورفض التهجير

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، يوم الاثنين، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هامش مشاركته في اجتماعات الشق رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

دعم مصر الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة بأن وزير الخارجية أكد للرئيس الفلسطيني على دعم مصر الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية في ظل المحاولات الإسرائيلية لتقويض السلطة، مشددًا على أن الدولة المصرية ستواصل مساعيها لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وحشد الدعم الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ومُتصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، مشيداً باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا لقرار بشأن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الآثار القانونية الناتجة عن الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وهو القرار الذى حظي بتأييد واسع من المجتمع الدولي، وعكس حجم المساندة للحقوق الفلسطينية المشروعة على المستوى الدولي.

تمكين السلطة الفلسطينية من العودة لتولي مهام الحُكم في غزة

وأكد وزير الخارجية أن مصر ستواصل بذل الجهود الحثيثة؛ لتمكين السلطة الفلسطينية من العودة لتولي مهام الحُكم والإدارة وإنفاذ القانون في قطاع غزة، منوهًا إلى التحركات المصرية مع الشُركاء الإقليميين والدوليين، التي تهدف إلى التوسع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتناول الوزير جهود الوساطة التي تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار في غزة، وفتح كافة المعابر، مما يساهم في تدفُق المساعدات الإنسانية دون عراقيل، كما شدد السيد وزير الخارجية على رفض مصر القاطع لأي سيناريوهات تهدف لاستمرار احتلال قطاع غزة وغلق معبر رفح، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، أو شرعنة وتوسيع البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية لفرض الأمر الواقع، مؤكداً على أن مصر لا ترى بديلاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لرعاية اللاجئين الفلسطينيين، منوها إلى أهمية استئناف الدول المانحة مساهماتها المالية للوكالة.

وشدد «عبد العاطي» على ضرورة زيادة الدعم الإنساني المقدم من المجتمع الدولي لقطاع غزة، محذرًا من سعي بعض الأطراف لتوسيع دائرة الصراع لخدمة دوافع سياسية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلسطيني يطالب بتسريع التحقيقات في جرائم الاحتلال
  • وزير الخارجية يؤكد للرئيس الفلسطيني دعم مصر للسلطة الوطنية ورفض التهجير
  • وزير الخارجية يلتقي مع الرئيس الفلسطيني في نيويورك.. ماذا دار ؟
  • العليمي لمحمود عباس: رغم ظروف الحرب التي فرضتها المليشيات الحوثية تبقى فلسطين قضيتنا الرئيسية
  • الرئيس العليمي يلتقي رئيس دولة فلسطين ويؤكد موقف اليمن الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني
  • وزير خارجية البحرين يؤكد موقف المملكة الثابت في إقامة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس
  • مجلس التعاون يؤكد أهمية تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين
  • العليمي يشارك بقمة المستقبل التي ترعاها الأمم المتحدة
  • الإمارات تؤكد صون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق