تصدّر حزب "الكتائب اللبنانية" واجهة الأحداث بعد الإشكال الذي حصل في بلدة الكحالة بين عناصر الحماية المرافقين لشاحنة "حزب الله" وبين بعض ابناء البلدة المسلحين، اذ كان لافتا السقف المرتفع في خطاب الصيفي الذي وصل الى حد تلويح رئيس "الكتائب" سامي الجميّل بالمواجهة غير التقليدية مع الحزب، وهو ما فُسّر على أنه تهديد بالإنتقال الى ما يشبه المواجهة المسلحة.



مصادر كتائبية شديدة الإطلاع نفت أن يكون كلام الجميّل مرتبطا بالمواجهة المسلحة أو استخدام السلاح، لأن الكتائب لا تؤمن بالعنف كطريق لحل النزاعات او الخلافات، وهذا أصل خلافها مع "حزب الله" والسبب الرئيسي لرفضها لسلاحه، وعليه فإن التفسيرات التي ذهبت الى مسألة التسلح  متسرعة وغير صحيحة.

وتعتبر المصادر ان حديث الجميّل يعني بشكل واضح أن التعامل التقليدي مع الحزب لم يعد له اي جدوى، بل يجب الإنتقال الى مرحلة متقدمة من العمل السياسي وإيقاف كل النقاشات السياسية التقليدية والإنتقال الى السؤال الأبرز، هل يريد "حزب الله" العيش مع سائر اللبنانيين تحت سقف الدستور والمساواة أم انه مصر على أن تكون له قدرات عسكرية وسياسية أكبر من باقي المكونات؟

وترى المصادر ان الحزب هو الذي يهيمن على القرار السياسي في لبنان واللبنانيين، فباتت الاستحقاقات الدستورية خاضعة لمزاجية الحزب وتوجهاته الإستراتيجية، وهذا أمر غير مقبول ويجب أن يواجه، وللكتائب خيارات كثيرة جدا سيتم إستعمالها بشرط أن تكون خيارات سلمية ومبنية على فكرة النضال السلمي لتحرير البلد من الهيمنة الحالية.

وتؤكد المصادر أن الكتائب سيقود حملة لتوحيد القوى السيادية وقوى المعارضة معه في المواجهة، لكي تكون الخطوة الأولى هي المطالبة الداخلية ومطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الدولية وتحديدا القرار ١٧٠١ والقرار ١٥٥٩، وهذا يجب أن يكون اولوية سياسية في المرحلة المقبلة وليس أي عنوان سياسي أو دستوري آخر. 

وتشير المصادر الى ان الكتائب لديها مروحة خيارات ستقوم ببحثها خلال الايام القليلة جداً المقبلة مع القوى السياسية المعارضة للبدء بمسيرة التحرر في لبنان، وقد يكون الاثنين يوما آخر بالنسبة للعمل السياسي في مواجهة الحزب وسلاحه، إذ إن تجميع القوى المؤمنة بسيادة البلد وتوحيدها في خطاب سياسي واحد يعتبر مسارا ضروريا للوصول الى النتائج المتوخاة. 
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يدعو إلى توحيد الجهود الخيرية

دبي: سومية سعد

أوصى المشاركون في المجلس الرمضاني، الذي عقد في مجلس الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعيد أحمد لوتاه الخيرية، بضرورة استحداث صناديق للزكاة في جميع إمارات الدولة، بهدف تسهيل تقديم الزكاة، وضمان وصولها إلى مستحقيها وفق الضوابط الشرعية، ودعوا لإطلاق نظام للربط الإلكتروني بين الجمعيات الخيرية، مع وضع معايير موحدة لتقديم المساعدات، لتسهيل الإجراءات ومنع ازدواجية الصرف.
أقيم المجلس الرمضاني بعنوان «الشراكة في العمل الخيري.. توحيد الجهود الخيرية لتمكين المجتمع»، وأداره الدكتور محمد مراد عبدالله، عضو مجلس أمناء المؤسسة، وذلك لمناقشة تشكيل «مجلس الخير» لتنسيق الجهود وتعزيز التكامل بين المؤسسات والجمعيات الخيرية، بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة والتأثير في العمل الخيري.
رفع الكفاءة
أكد الفريق ضاحي خلفان تميم، أهمية رفع كفاءة العمل الخيري بوضع معايير دقيقة تحدد المستحقين للدعم، واعتماد أفضل الأساليب لتلبية احتياجاتهم وفق الأسس الشرعية، مع تسخير التقنيات الحديثة لضمان الشفافية والعدالة.
وأشار إلى أن العمل الخيري في دولة الإمارات لا يقتصر على مبادرات فردية، بل يشكل منظومة متكاملة تستمد قوتها من التعاون والتكاتف بين مختلف الجهات، ما يعزز التكامل في تقديم المساعدات، ويوجه الموارد بكفاءة لضمان وصولها إلى مستحقيها بأفضل الطرق الممكنة.
وأضاف أن تعزيز الشراكة بين المؤسسات الخيرية يسهم في توحيد الجهود، وزيادة تأثير المبادرات الخيرية، ما يدعم تمكين المجتمع ويعزز التنمية المستدامة، ويرسّخ ثقافة العطاء، وأن هذه الجهود تكرّس مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في العمل الخيري، بنهج مبتكر ومستدام، يسهم في تحقيق رؤية الدولة لمستقبل أكثر ازدهاراً.
مسيرة عطاء
تحدث سعيد الرقباني، رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، عن نشأة الجمعية، مشيراً إلى أن فكرتها انطلقت عام 1986 خلال مشاهدة أحد البرامج التلفزيونية، حيث طُرحت مسألة عمل طلاب الثانوية العامة، بسبب أوضاعهم المالية، ومن هنا جاءت المبادرة لمساعدتهم، وتم تشكيل فريق لدراسة احتياجاتهم وإطلاق حملات تبرع لدعمهم، وأضاف أنه في عام 1987، بدأت الجمعية أولى مبادراتها التعليمية، حيث ساعدت الطلاب غير القادرين على تحمل كلفة التعليم، وأسهمت في تخرج 487 طالباً، ومع توسع المبادرات، حصلت الجمعية على قسم في أحد المستشفيات الجديدة، ما مكنها من تقديم خدمات إضافية، مثل توفير سيارات للمساعدات الإنسانية ودعم الأسر المتعففة، التي بدأت ب 40 أسرة ثم توسعت بشكل ملحوظ.
ولفت إلى أن الجمعية ساعدت الكثير من الأسر على تحقيق الاستقلال المالي، إذ تمكنت 40 أسرة من المشاركة في بيع الطعام بالقرية العالمية عام 2006، وفي عام 2016، افتتحت الجمعية جامعة لدعم المسيرة التعليمية، حيث استكمل كثير من الطلاب تعليمهم الجامعي بدعم منها، كما أولت الجمعية اهتماماً بكفالة الأيتام، وتكفلت بمصاريف الطلاب حتى إنهاء المرحلة الثانوية، فيما استمرت الكفالة للبنات حتى بلوغهنّ 18 عاماً.
الغاية الأساسية
أكد الشيخ الدكتور أحمد الحداد، عضو مجلس أمناء المؤسسة، أهمية التعاون في العمل الخيري، مستشهداً بالنصوص الشرعية التي تحث على البذل والعطاء، وأوضح أن دور الجمعيات الخيرية يكمن في تسلّم التبرعات بيد وإيصالها إلى المحتاجين باليد الأخرى بسرعة وكفاءة، من دون استثمارها أو تنميتها، لضمان تحقيق الغاية الأساسية من العمل الخيري، والمتمثلة في تقديم العون الفوري والمباشر لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
وأضاف أن العمل الخيري لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، بل يشمل تعزيز التكافل الاجتماعي وترسيخ قيم الرحمة والعطاء في المجتمع، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما شدد على أهمية توحيد الجهود بين المؤسسات الخيرية لضمان إيصال الدعم للمستحقين بطرائق أكثر كفاءة وشفافية، مستفيدين من التطورات التقنية والرقمية في تسريع عمليات التوزيع وتحقيق أقصى فائدة ممكنة للمحتاجين.
توحيد الجهود
أوضح المهندس يحيى لوتاه، أن تشكيل المجلس هدفه تعزيز التنسيق بين الجهات الخيرية، بما يتيح لها بناء رؤية موحدة تلبي متطلبات العمل الخيري وتضمن وصول الدعم لمستحقيه بطريقة عادلة ومستدامة.
وقال: «في عالم يزداد تعقيدًا، يصبح التعاون والشراكة في العمل الخيري أكثر ضرورة من أي وقت مضى. إن توحيد الجهود وتكامل الأدوار بين المؤسسات والجمعيات الخيرية يسهم في بناء منظومة أكثر كفاءة وفاعلية، قادرة على تلبية احتياجات المجتمع بطرق مبتكرة ومستدامة. نحن في المؤسسة نؤمن بأن العمل الخيري المشترك لا يمثل مجرد تعاون، بل هو قوة دافعة لإحداث تأثير حقيقي ومستدام، بتبادل الخبرات، وتبني الحلول المبتكرة، والاستفادة من التكنولوجيا لتعظيم الأثر الإيجابي. معاً، يمكننا رسم مستقبل مشرق للعمل الخيري، يواكب تطلعات مجتمعنا ويعزز ثقافة البذل والعطاء
توحيد المعايير
أكد الدكتور أحمد تهلك، مدير مؤسسة تراحم الخيرية، أن تبادل البيانات بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية خطوة حيوية لضمان التنسيق الفعال بين الجهات المختلفة، ما يسهم في تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
أوضح المهندس عادل السويدي، عضو مجلس إدارة «جمعية دبي الخيرية»، أن الجمعية ابتكرت الكثير من المعاملات الذكية، منها الحصالة الذكية التي صمّمت بطريقة عصرية تتماشى مع مسيرة التحول الذكي في المجتمع.
وقال رجل الأعمال عبد العزيز الغرير، في مداخلة له، رداً على استخدام العملات المشفرة في العمل الخيري، إن المصرف المركزي لا يزال يعمل على وضع الضوابط المنظمة لهذه العملات، لضمان سلامة التعاملات المالية وحماية التبرعات من أي مخاطر محتملة.

مقالات مشابهة

  • وزير الكتائب يطالب بنزع السلاح في البقاع
  • نائب الحزب يحذّر الحكومة من التقاعس: المقاومة لن تُبقي الأمور على حالها!
  • القوى المسيحية تتمسك بقانون الانتخاب
  • مشاورات أميركية لبنانية لاختيار حاكم مصرف لبنان
  • مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يدعو إلى توحيد الجهود الخيرية
  • حاكم مصرف لبنان الجديد.. معركة أمريكية لمواجهة حزب الله
  • محمود فوزي: تجاوزنا التحديات بفضل الإرادة السياسية والتحالف بين القوى السياسية
  • فياض: لبنان لن يكون قابلاً للتطبيع مع الإسرائيليين لا الآن ولا مستقبلا
  • الكتائب في زحلة: لمشاركة فاعلة ومؤثرة في الاستحقاق البلدي
  • خطة هادئة لإدخال الحزب في التسوية