السفير الياباني: الجامعة المصرية اليابانية تقود مسيرة التعليم في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
قال السفير الياباني أوكا هيروشي، إن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا تعمل الآن على ترسيخ نفسها كمركز رائد للتعليم والبحث في الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرًا إلى ترحيبها بالعلماء من الدول الأفريقية من خلال منحة تيكاد.
وأضاف «هيروشي» خلال كلمته في حفل التخرج بالجامعة: «أود أن أعرب عن خالص امتناني لكوني مدرجًا في حفل التخرج اليوم.
وتابع أن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا قد فتحت أبوابها لأول مرة في عام 2010، وستحتفل قريبًا بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسها.
واعتبر الجامعة رمزًا للتعاون بين اليابان ومصر، حيث شاركت اليابان بعمق في تشغيل الجامعة من خلال إرسال الخبراء، وتوفير المعدات للاستخدام في البحث منذ افتتاح الجامعة وحتى اليوم، وأدى هذا التعاون بين البلدين، والالتزام الثابت من رئيس الجامعة، الدكتور عمرو عدلي، وأعضاء هيئة التدريس، إلى حصول الجامعة على اعتراف دولي باعتبارها الأولى في مصر في تصنيف تايمز للتعليم العالي (THE) للجامعات العام الماضي.
وأشار إلى أهمية التعاون المستمر مع الجامعة لتطويرها بشكل أكبر، مؤكدًا أن مستقبل مصر في أيدي الشباب، وأن قوة الشباب أمثالهم لا غنى عنها لمزيد من النمو والتنمية في مصر والعالم.
وذكر أن مصر تمر حاليًا بتحول كبير مع العديد من الإصلاحات الاقتصادية والمشاريع الضخمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمتحف المصري الكبير (GEM)، بالتعاون مع اليابان.
حقيق إنجازات محلية وإقليمية ودوليةمن جانبه، هنأ الدكتور عمرو عدلي، رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، خلال كلمته بالحفل الطلاب خريجي كليات الهندسة وإدارة الأعمال، مؤكدًا أن الجامعة تفتخر بهم بعد أن أصبحوا مؤهلين لتحقيق إنجازات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية في جميع التخصصات.
وأكد أن هذا اليوم هو تتويج لسنوات من العمل الجاد والتفاني، مشيرًا إلى أن الجامعة قدمت لهم تعليمًا بمواصفات عالمية بفضل الدعم الكبير من حكومتي مصر واليابان ومجلس أمناء الجامعة.
كما أثنى على دور السفيرة فايزة أبو النجا، رئيس مجلس أمناء الجامعة السابقة، والدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، في دعم الجامعة.
وأشار إلى أن خريجي الجامعة، بالعلم والمعرفة والمهارات التي اكتسبوها، قادرون على مواجهة أي تحديات في الحياة العملية، وهو واثق من أنهم سينجحون في تحقيق أحلامهم في مستقبل باهر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامعة اليابانية الجامعة المصرية اليابانية تخرج الجامعة اليابانية السفير الياباني الجامعة المصریة الیابانیة
إقرأ أيضاً:
ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
هل هناك روابط في الفكر الاستراتيجي الليبرالي بين أوكرانيا وغزة؟ بين فكرة السيطرة على غزة، وضم كل من أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» ضمن عملية التوسع شرقاً؟
تعرفت على هذا النمط من التفكير عام 1997، عندما كنت أعمل أستاذاً للسياسة بجامعة جورج تاون في كلية السياسة الخارجية، حيث كانت هذه الكلية هي مرآب الخارجين من الإدارة الأميركية والمنتظرين للدخول ضمن إدارة أخرى... وكان طبيعياً أن تلتقي أنتوني ليك مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون، أو مادلين أولبرايت، وغيرهما من قادة التفكير بتوسعة «الناتو» في البداية ليشمل دول التشيك والمجر وبولندا من أجل ما سمَّاها ليك «توسعة المجتمع الأطلسي». ولكن كان يحسب لأنتوني ليك أنه كان يرى أن فكرة توسيع «الناتو» يجب أن تُبنَى على «التوسع والانخراط» (enlargement and engagement) وعدم انقطاع الحوار مع روسيا. كان هذا في الجزء الثاني من عقد التسعينات في القرن الماضي، وكانت الجامعة معملاً لهذه الأفكار، تستمتع فيها إلى محاضرات ونقاشات لا تنتهي، وكلها كانت دعايةً لتوسيع «الناتو»، رغم وجود قلة عاقلة من أساتذة السياسة حينها مَن حذَّروا من خطورة هذه التوسعة، ولكن القصة استمرَّت وتَوسَّع «الناتو» ليشمل دول البلقان، ومن بعدها دولاً جديدة على أعتاب روسيا مثل: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وذلك في عام 2004.
في عام 2008، وفي مؤتمر بوخارست فُتحت شهية «الناتو» لضم كل من أوكرانيا وجورجيا للحلف رغم اعتراض دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك سار الموضوع قدماً بضغط أميركي، بعد ذلك جاء الرد الروسي بضم جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والورطة مستمرة إلى الآن.
ولكن ما علاقة ذلك بما يجري في منطقتنا والعدوان الإسرائيلي على غزة وجيرانها؟ إضافة إلى التوسُّع على الأرض في فلسطين؟
العلاقة تبدو واضحة بالنسبة لي! بالقرب من مكتب أنتوني ليك في جورج تاون، كان هناك فريق آخر من إدارة كلينتون يتحدَّث عن حل القضية الفلسطينية على طريقة المقايضة الكبرى، التي قيل إنَّ عرفات رفضها، ولكن في غرف أخرى أو على بعد خطوات في شارعَي M ستريت، وk ستريت، كانت نقاشات أخرى تقول إنَّ الفلسطينيين حصلوا على دولتهم وهي الأردن، أما الباقي فهو إرث إسرائيل التاريخية. وكانت فكرة التوسُّع والانخراط مع بوتين هي ذاتها مع عرفات... فقط اختلاف الأماكن والتكتيك.
ما نراه اليوم في فلسفة نتنياهو من التطهير العرقي، وحوار القوة في غزة ولبنان وسوريا (التوسع) مصحوباً بمحاولة التطبيع (الانخراط في حوار مع الجوار) ينطلق من الجذور الفلسفية ذاتها التي تبنتها مجوعة إدارة كلينتون التي بدت وكأنَّها من الحمائم تجاه القضية الفلسطينية يومها.
ثم جاء 11 سبتمبر (أيلول) وعهد جورج بوش الابن، وقرَّر نتنياهو أن يحمل أجندة إسرائيل في المنطقة على العربة الأميركية أو الدبابة الأميركية التي ستشق غبار الشرق الأوسط، وبدايتها كانت في العراق عام 2003. ومن يومها ونتنياهو يقود العربة الأميركية في الشرق الأوسط.
العربة الأميركية في توسعة «الناتو» انقلبت في أوكرانيا، والتهمت الحريق الروسي الذي نراه منذ عام 2022، وذلك سيكون مصير العربة الأميركية في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود روسيا التي تقف ضدها.
العربة الأميركية اليوم المتجهة نحو إيران لن تجد الحائط الروسي ذاته الذي صدها في أوكرانيا، وإنما ستدخل نفق الانزلاق السياسي في بيئة تتطاير فيها القذائف، وفي الوقت نفسه لا توجد قنوات دبلوماسية مغلقة تستطيع التهدئة.
في معظم الحروب، حتى الحرب الباردة، كانت دائماً هناك قنوات دبلوماسية لتقليل التوتر، هذه القنوات تكاد تكون منعدمةً في الشرق الأوسط اليوم أو فاشلة، كما رأينا في محاولات التوصُّل لوقف إطلاق نار في غزة، ومن هنا تكون فكرة الانزلاق واردةً، ويصبح انضمام أطراف، عن دون قصد، إذا ما حدثت ضربة لإيران إلى المشهد، وارداً أيضاً.
المنطقة تتَّجه إلى الانزلاق، والعربة دون كوابح، والأبواب الدبلوماسية الخلفية كلها تقريباً مسدودة.
مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو ذاته في أوكرانيا اليوم. فثمن التوسُّع الإسرائيلي سيكون غالياً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وله تبعات على أعمدتها الثلاثة المعروفة، مثل أمن الطاقة، وأمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب. التكلفة أعلى ممَّا تتصوره أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الأوروبية. فالغباء الاستراتيجي واحد في الحالتين.
(الشرق الأوسط اللندنية)