لبنان ٢٤:
2025-02-07@03:22:14 GMT
الهدف ترسانة الحزب ونقل خط النار إلى الليطاني
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": وفق ما تكشفه الأحداث الجارية ميدانياً، تهدف إلى تنفيذ 4 أهداف:
هناك هدفان كان جرى إقرارهما في المرحلة السابقة، وهدفان جديدان بالغا الأهمية أيضاً، ويشكّلان الغاية التي يُراد الوصول إليها. الهدفان الأولان هما:
-1 متابعة تدمير هيكلية منظومة الاتصالات الخاصة ب «حزب الله ».
-2 المضي في استهداف الرؤوس القيادية الميدانية التي لا يمكن ل «الحزب » أن يدير المعارك من دونها. وقد بدأت إسرائيل مخططها هذا باستهداف فؤاد شكر، ثم عمدت إلى اغتيال خلفه ابراهيم عقيل ونخبة الأركان في فرقة «الرضوان».
وأما الهدفان الجديدان المهمّان جداً فهما:
-1 توسيع إطار الحملات التدميرية لمنصات صواريخ «الحزب » ومخازنها، إلى مناطق نائية لم تصل إليها الغارات قبل اليوم. وهذا يفسر شمول الغارات في اليومين الأخيرين مناطق عدة في بعلبك والهرمل وجبل لبنان. وهذا يعني في نظر المراقبين أنّ ما تريده إسرائيل لم يعد فقط ضمان عدم وجود تهديد صاروخي من «الحزب » من مسافة كيلومترات عدة في الجنوب، بل هي تريد إنهاء منظومته الصاروخية عموماً، لئلا تشكّل لها في أي يوم تهديداً من أماكن وجودها خارج الجنوب، ولا سيما منها البقاع.
-2 وهذا هو الأهم، ستنصرف إسرائيل في هذه المرحلة إلى تحقيق هدفها الأساسي، أي إنشاء المنطقة العازلة في الجنوب، حتى خط الليطاني. وفي رأي البعض أنّ ما تريده إسرائيل واقعياً هو نقل خط المواجهة مع «حزب الله » من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية إلى نهر الليطاني. ولهذه الغاية، هي تعمل على مسح المنطقة الحدودية بالنار، وبنحو حثيث، وعلى الأرجح ستستمر في ذلك على مدى أيام أو أسابيع. وثمة من يقول إنّ إسرائيل قد تقوم بالتوغل براً إلى بعض المواقع، بعد ذلك. وستؤدي هذه العملية إلى إخلاء المنطقة الواقعة جنوب الليطاني من سلاح «حزب الله » ومقاتليه، فيصبح النهر هو خط التماس الجديد، بدلاً من الخطالأزرق، وتصبح الحرب دائرة في داخل الأراضي اللبنانية، لا بين لبنان وإسرائيل. وهذا الخيار يفسّر قول نتنياهو: سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم، وإذا لم يقتنع «حزب الله » بذلك الآن، فإنه سيقتنع لاحقاً.
وهذا يعني أنّ ما ينتظر «حزب الله » ولبنان، وخصوصاً المنطقة الواقعة جنوب الليطاني وشماله، سيكون أكبر وأخطر من الجاري اليوم، وأنّ إسرائيل لن توقف حربها هذه المرّة إّ لّا بعد «اقتناع « » حزب الله » بالتوصل إلى تفاهمات جديدة في الجنوب، بضمانات دولية، تبعد تماماً أي خطر يمكن أن يشكّله على إسرائيل،ولسنوات عدة مقبلة. وفي الطريق إلى تحقيق هذه الغاية الإسرائيلية، مقدار الألم اللبناني سيكون كبيراً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
يُعتبر يوم 23 شباط الجاري الموعد المُحدّد لتشييع أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله بمثابة "نقطة الانتقال" من مرحلةٍ إلى أخرى لاسيما على صعيد "حزب الله" ونمطية عمله الفعلية عسكرياً وسياسياً وأيضاً شعبياً.
في الواقع، يعتبر "حزب الله" اليوم أمام خطوات مُتصلة بمستقبله المرتبط بتوجهات المنطقة، الأمر الذي يستدعي الكثير من التساؤلات عن أدواره المقبلة وما يمكن أن يكرسه من سلوكيات وخطوات تساهم في الحفاظ عليه أقله ضمن البيئة الحاضنة له.
ثغرات
على مدى مرات عديدة، كرّر أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الكلام عن "تحقيق داخلي" في "حزب الله" لتقييم المرحلة السابقة واستقاء الدروس والعبر. المسألة هذه مطلوبة في إطار "نقد ذاتي" باعتبار أن الخسائر التي حصلت كبيرة وفي غير متوقعة.
تقول المعلومات إنَّ "حزب الله" يعمل حالياً على إعادة تقييم بنيته الداخلية عسكرياً وأمنياً وما يجري الآن أيضاً يرتبط بإعادة تكوين بنى تحتية جديدة خاصة به ومغايرة لتلك التي كانت موجودة سابقاً، ذلك أنَّ الخروقات التي حصلت أوجدت ثغرات خطيرة استغلها العدو الإسرائيلي لتنفيذ اغتيالات وضربات مُستهدفة تطال بنى تحتية عسكرية وأماكن قيادية.
كل ذلك، وفق المصادر المطلعة على أجواء الحزب، يمثل خطوة أساسية نحو اكتشاف "حقائق" كثيرة يحتاج الرأي العام لمعرفة مصيرها، لكن ما لا يُعرف الآن هو نتائج ما ستتوصل إليه التحقيقات الداخلية بشأن شبكات العملاء التي خرقت "حزب الله"، فيما تبيّن أن هناك انكشافات خطيرة قد ظهرت أساسها يرتبطُ بأسلحة نوعية كان يمتلكها "حزب الله" وتعرّضت للقصف لقاء خروقاتٍ مفاجئة ساهمت بتسريب معلومات قيّمة وحساسة للعدو الإسرائيلي بشأنها.
من ناحيتها، تقولُ مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" واجه مشكلتين، الأولى وتتمثل بعدم مراكمة العمل الإستخباراتي والأمنيّ انطلاقاً من تعزيز الداخل والأمن الإستباقي كما يجب، والثانية ترتبطُ بعدم خوض حرب استخباراتيّة أكثر جديّة كتلك التي خاضها العدو ضدّه.
بالنسبة للمصادر، صحيحٌ أنَّ "حزب الله" كان ذا بنية أمنية كبيرة، لكنّ المشكلة هي أن ذاك الأمن لم يكن موجهاً بالقدر الكافي لتحصين الحزب تجاه إسرائيل، والدليل على ذلك سلسلة الخروقات التي حصلت.
وفق المصادر عينها، فإن "حزب الله" عمل على مراكمة الماديات العسكرية مثل الصواريخ المختلفة، لكنه في المقابل لم يتطور استخباراتياً إلى الدرجة التي وصلت فيها إسرائيل، علماً أنه كان قادراً على استغلال التكنولوجيا لصالحه مثلما فعل مع الطائرات المُسيرة.
عملياً، فإن ما يعمل عليه "حزب الله" الآن، وفق المصادر المعنية بالشأن العسكريّ، يجب أن يكون مكرساً لفهم طبيعة عمله الاستخباراتي لاحقاً، وذلك في حال سلمنا جدلاً لأمر واحد وهو أنّ الحزب سيوصل عمله العسكريّ داخل لبنان. وإذا كان هذا الأمر سيتحقق فعلاً، فإن الحزب، وفق المصادر، سيكون أمام اختبارين جديدين، الأول وهو حماية نفسه داخلياً والثاني كيفية استغلال الحرب الاستخباراتية لنقلها إلى داخل إسرائيل مثلما فعلت الأخيرة ضدّ لبنان.
خلال الحرب، ما ظهر هو أن "حزب الله" استطاع جمع معلومات استخباراتية عن مواقع ومنشآت عسكرية إسرائيلية بواسطة "طائرات الهدهد"، لكن هذا الأمر لا يعتبر كافياً مقارنة بالانكشافات التي مكّنت إسرائيل من قتل قادة الحزب.
من جهة أخرى، فإن قدرات الحزب قد تكون معروفة من حيث الفعالية، فإسرائيل حينما نفذت اغتيالاتها، كانت تتحرك ضمن أجواء مفتوحة فوق لبنان، لكن هذا الأمر ليس متاحاً فوق إسرائيل بالنسبة للحزب، ما يعني أنّ المقارنة بالقدرات والاستخبارات لن تتحقق، وفق ما ترى المصادر المعنية بالشأن العسكري.
وعليه، وبالنسبة للمصادر عينها، فقد أصبح لزاماً على "حزب الله" البحث عن "حرب بديلة" لحماية نفسه وليس لشنّ الهجمات الجديدة استخباراتياً، إلا إذا تمكن من ذلك، وهو الأمر الذي قد يعتبر صعباً حالياً بسبب التضييق الذي يعيشه ناهيك عن انقطاع طريق العبور بين إيران وسوريا إلى لبنان.
في خلاصة القول، بات "حزب الله" في موقع أمام "حربين" داخلية وخارجية أساسها استخباراتي.. فهل سينجح بهما وما هي الخطوات التي قد يتخذها لترميم ما تصدّع؟ الأيام المُقبلة ستكشف.
المصدر: خاص "لبنان 24"