ما هي الطريقة الصحيحة لحماية الأطفال من العنف الرقمي؟.. خطوات بسيطة
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
عندما يصل الصغير لـ عُمر ثلاث سنوات يزداد فضوله تجاه الأشياء حوله في المنزل ويراها غريبة، يجول هنا وهناك فبحركة يكسر كوبًا زجاجية وبأخرى يتسبب في تلف كهربائي في شاحن الهاتف أو التلفاز، لذا؛ تلجأ كثير من الأمهات للهاتف الذي يصبح فيما بعد صديقًا لصغيرها، ويكبر مع الألعاب وأفلام الرسوم المتحركة، بينما تعتقد الأم أنه بأمان طالما هناك شيء يلهو به صغيرها.
وبنفس الطريقة التي تستهدف بها شركات أفلام «الكرتون» منتجاتها لبث سمومها وجعل المثلية الجنسية أمرًا عاديًا في العقل اللاوعي للطفل، تعمل بعض شركات الألعاب على بث مشاهد العنف التي تؤثرًا نفسيًا على الصغار، وينمو وعقله وقلبه محملًا بالحقد والكره، وحال أدمن هذه المشاهد يبدأ في تجربتها في أقرب الناس إليه، ويومًا بعد يوم تفقد الأسرة السيطرة عليه وقد يسلك طرقا إجرامية أو ينضم لجماعات متطرفة، وفي سبيل رفع الوعي لدى الأسرة بتربية أجيال أصحاء نفسيًا، أطلقت «الوطن» حملة لتعزيز الهوية الاجتماعية تحت شعار «أسرة قوية.. مجتمع متسامح»، وفي هذا الإطار نستعرض الطريقة الصحيحة لحماية الأطفال من العنف الرقمي.
ما هو العنف الرقمي؟خالد يسري خبير تكنولوجيا المعلومات، قال في تصريحات لـ«الوطن»، إن العنف الرقمي يتمثل في الألعاب الإلكترونية التي بها حروب وحشية ومشاهد تشجع على العنف: «الألعاب زي بابجي لو لعبها الطفل وهو صغير، أفلام الكرتون اللي فيها مشاهد قتل ودمار دا العنف الرقمي ضد الأطفال، وفي منها التنمر وأي نوع من الاعتداءات على السوشيال ميديا».
ويرى «يسري» أن الحل لحماية الأطفال من العنف الرقمي، هو رقابة الأهل لاستخدامات الأطفال التكنولوجية: «يتابعوا أول بأول الألعاب اللي بينزلوها، ويتأكدوا إن مفيهاش حاجة تشجع على العنف، يتأكدوا انهم على السوشيال ميديا مينزلوش صور وفيديوهات خاصة الأطفال دون 13 سنة، لأن ممكن يتعرضوا للتنمر والابتزاز والعنف الإلكتروني»، أما الأطفال من أول 13 عاما يجب الإشراف على ما يتابعونه ونشاطهم على الإنترنت ونشاطهم الإلكتروني: «ممكن يتم استغلالهم لأعمال غير مشروعة فيتورطوا في جرائم».
خطوات مهمة من الجانب النفسيالدكتورة صفاء محمود حمودة، أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة الأزهر، قالت لـ«الوطن»: «نحمي الأطفال من العنف الرقمي إننا ننبه عليهم ونعرفه لهم ونتابعهم ونشوف بيتفرجوا عليه بصورة منتظمة، ونتحكم في المحتوى اللي بيتعرض لهم».
وأضافت «حمودة» أن الأهل في حاجة لمصادقة أطفالهم وتقدير مشاعرهم دائمًا، وهو الأمر الذي يجعل الصغار يرون ما يتعرضون له وهم يشعرون بأمان واطمئنان: «محتاجين نتكلم معاهم في العنف الرقمي لو كان ابتزاز إلكتروني نقولهم إيه هو وإيه أنواعه ونطمنهم من ناحيتنا، إن لو حد ضايقك انت تيجي تقولي وأنا هدعمك مش كلام بس، يعني بيجي بعدها لو اتخانق مع صحابه يلاقي مامته واقفه ضده، وتقوله إنت اللي غلط وازاي تعمل كدا وتهاجمه، فا لو حصل معاه مشكلة زي ابتزاز مش هيقولها لأنه مجربها مرة واتنين وعشرين في حاجات تانية غير العنف الرقمي، هيشوف إن مامته ديما واخدة موقف ضده ومغلطاه، لو اتعرض لعنف رقمي هيخاف يروح يقولها لأنه متأكد إنها مغلطاه، من الأول لما ناخد موقف في التعامل مع أولادنا نستوعب كلامهم ونقدر مشاعرهم طول الوقت».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية
إقرأ أيضاً:
«المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن علاقة الأوطان بالمقاصد الشرعية في الوقت الراهن، يعد من القضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها خاصة مع تنامي الاتجاهات المتطرفة والنظريات الغريبة التي تبتعد عن مراد الشارع وتسيء فهم المقاصد الشرعية.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمع، أن الشريعة الإسلامية قامت على حفظ الكليات الضرورية مثل الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وهذه الكليات تحتاج إلى مظلة تحميها، وهو ما تمثله الأوطان.
وقال: "إذا لم يكن هناك وطن يحفظ هذه الكليات، فلا يمكن الحفاظ عليها، لذلك يجب أن نعتبر المحافظة على الأوطان جزءًا من المقاصد الضرورية التي تتطلب اهتمامنا".
وأشار إلى أن العلماء الكبار الذين تناولوا قضية الدولة قد أكدوا على أهمية الحفاظ على الأوطان باعتبارها عنصرًا أساسيًا لتحقيق المقاصد الشرعية، من أبرزهم الإمام الطاهر ابن عاشور الذي تحدث عن الدولة كمقصد شرعي، مؤكدًا أن الدولة تمثل الأداة التي من خلالها يتم الحفاظ على هذه المقاصد الضرورية.
وأضاف مفتي الديار المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مثالاً رائعًا على حب الوطن، حيث قال: "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، لافتا إلى أن هذه الكلمات تعكس ارتباط الإنسان بوطنه، وهو ارتباط فطري وطبيعي، بعيدًا عن أي اعتبار ديني أو عرقي، خاصة إذا كان هذا الوطن يوفر الأمن والاستقرار.
كما ذكر أن الدعوات التي دعا بها الأنبياء، مثل دعاء الخليل عليه السلام "رب اجعل هذا البلد آمناً"، هي دليل على أهمية الأمن في الوطن، والذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في الدنيا والقيام بفرائض الدين.
و شدد الدكتور نظير عياد، على أن الحفاظ على الأوطان ليس فقط من أجل حماية الحدود أو الموارد، بل هو جزء أساسي من تحقيق نظام يضمن الحكم بالشريعة الإسلامية ويحقق المصالح العامة للمجتمع.