تصعيد غير مسبوق يتزامن مع زيارة لودريان... هذه هي الاهداف الحقيقية
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": تقول مصادر سياسية مطّلعة بأنّ التصعيد المفتوح الذي شلّ الحركة في جميع القرى الجنوبية والبقاعية، وأدّى الى نزوح مئات آلاف الجنوبيين في اتجاه المناطق "الأكثر أماناً"، على ما يُفترض، أظهر أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة من المواجهات العسكرية هي مرحلة "الحرب المفتوحة" في كلّ الإتجاهات.
وتستبعد المصادر نفسها أنّ يتمكّن العدو من الدخول الى لبنان عبر البرّ، وتجد بأنّ التصعيد الذي طال المدنيين بحجّة تدمير أسلحة حزب الله، وتوسيع دائرة قصفه الى 120 كلم، يهدف الى أمرين أساسيين:
1"- تهجير أكبر عدد ممكن من السكّان من القرى الجنوبية والبقاعية من خلال إثارة الرعب في النفوس عبر الغارات المكثّفة على 400 موقع والتي حصدت في إحصاءات أوليّة رسمية 274 شهيداً و1024 جريحاً (حتى السادسة من مساء أمس). وكان العدو قد طلب من أبناء البقاع الغربي إخلاء المنازل التي تضمّ أسلحة لحزب الله، من وجهة نظره، والإبتعاد عن "مراكز ومخازن الأسلحة" مسافة كيلومتر واحد على الأقلّ.
2"- خلق منطقة عازلة وخالية من السكّان جنوب الليطاني، التي يقول عنها "الإسرائيلي" أنّها"تُشكّل حدودنا"، من وجهة نظره لضمان أمن المستوطنين بعد إعادتهم الى منازلهم في المستوطنات الشمالية. غير أنّ حزب الله لن يبتعد عن حدود لبنان المعترف بها دولياً والمثبتة في الإتفاقيات والخرائط الدولية، مهما قام به العدو من خطط واستهدافات.
وإذا تمكّن "الإسرائيلي" من إبعاد عدد من اللبنانيين، كما من السوريين، الذين نزحوا من منازلهم في قرى الجنوب والبقاع، على ما أضافت، غير أنّ هذا النزوح سيكون مؤقّتاً، ويهدف الى الضغط على حزب الله لكي يعود الى الإتفاق البرّي. كذلك استطاع الحزب من خلال تصعيده في الداخل أن يُقابل النزوح اللبناني بنزوح كثيف من قبل سكّان حيفا بعد استهدافها من قبله، فضلاً عن مناطق أخرى محدّدة بدقّة. وهذا يعني بأنّ أي عودة للسكّان من الجانبين لن تتحقّق قبل وقف إطلاق النار عند الجبهة الجنوبية.
وأكّدت المصادر السياسية أنّ الحزب أعلن مراراً أنّه لا يريد حرباً شاملة بل فتح جبهة الجنوب بهدف "إسناد" حركة حماس في قطاع غزّة، وكان يلتزم بمعادلة "ضربة مقابل ضربة"، ويحترم "قواعد الإشتباك". غير أنّ تكثيف الغارات من قبل العدو على الجنوب وقرى صيدا وصور والبقاع أظهر أنّه ذهب كثيراً الى الأمام، في مغامرة غير محسوبة النتائج، رغم عدم إرادة الحزب أن يُجرّ الى حرب مفتوحة، ما يشير الى أنّه سيكون هناك ردود قوية من الحزب أيضاً، وأنّ هذا الوضع سيطول لأيّام.
أمّا لودريان الآتي الى لبنان على وقع المرحلة الجديدة التي تختلف عن المرحلة السابقة وتتسارع وتيرتها، على ما أوضحت، فلا يُعرف إذا ما كانت تحذيراته من امتداد هذه الحرب وتطوّرها سيكون لها آذان صاغية لدى الطرفين، أو ما هو اقتراح الحلّ الذي قد يطرحه مع تطوّر الأمور نحو الأسوأ. علماً بأنّ "اليونيفيل" قد حذّرت مع تفاقم الوضع الأمني، من "عواقب "الإسرائيلية" على لبنان بعد رفع "الفيتو" من قبل الولايات المتحدة الأميركية ضدّ إدانة حليفتها "إسرائيل".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من قبل
إقرأ أيضاً:
الخطر الحقيقي جنوب الليطاني
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": أجبِر الطرف اللبناني على القبول بوقف النار، بعدما خفّض مقدار التنازلات إلى أقل ما يمكن، لأنّ الخسائر التي كان يتكبّدها لبنان في الحرب لم تعد تُحتمل، بالمدنيين والدمار والتهجير، من الجنوب إلى الضاحية فالبقاع. ولم يكن خفياً على «حزب الله » أنّ المسار المرسوم لاتفاق وقف النار يستدعي منه التزام القرار 1701 ، وربما القرارين 1559 و 1680 المدرجين في سياقه. فقد تبدّلت ظروف 2006 التي سمحت له بالتعاطي مع القرار 1701 استنسابياً، (وكذلك إسرائيل)، وتجاهُل القرارين الآخرين. لكن رهان «الحزب » معقود على أنّ الضغوط التي يتعرّض لها حالياً ستزول مع تبدل المعطيات الإقليمية والدولية، كما يحصل غالباً، ما يسمح له ببناء قدراته مجدداً، شمال الليطاني في المرحلة الأولى، ثم التمدّد جنوباً كما حصل في السنوات ال 18 السابقة. كذلك، راهن «الحزب » على أنّ الإسرائيليين، الذين نجحوا خلال الحرب في رصد كثير من خطوط إمداده ومخازن سلاحه وضربوها، سيخسرون هذه القدرة
بمرور الوقت. وعبّر عدد من كوادر «الحزب » عن هذا الرهان في أشكال مختلفة. ولكن، في التطبيق، برزت حتى الآن 3 عقد أساسية تقف عائقاً أمام نجاح «الحزب » في رهاناته، وهي:
-1 خلافاً لما هو منتظر، لم توقف إسرائيل عملياتها في لبنان على رغم من الاتفاق.
-2 العامل الأكثر تأثيراً، والذي لم يكن يتوقعه «الحزب هو انقلاب دمشق الذي أوقعه في خسارات عدة مترابطة:
خسارة خط الإمداد الإيراني ونقاط العبور الحدودية، وخسارة مخازن السلاح والذخيرة المتموضعة في الأراضي السورية، وخسارة الحليف السياسي الأقرب والأوثق ووقوع سوريا في أيدي خصومه.
-3 التوازنات الإقليمية والدولية ازدادت معاكَسة ففي العراق، يبدو حلفاؤها مقيَّدي الحركة، وفي اليمن يلوّح الأميركيون والإسرائيليون بضربات كتلك التي نفّذوها في لبنان، فيما لا تتوقف التهديدات بتسديد ضربة حاسمة لإيران، توازياً مع تولّي دونالد ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض.
البعض يخشى استئناف الحرب. ويستند في ذلك إلى أنّ «حزب الله » سيواجه خيار نزع السلاح ويضطر إلى الردّ على إسرائيل، استناداً إلى قول النائب ابراهيم الموسوي: «هناك حدود لصبرنا .»
لكن الجميع في لبنان يدرك أنّ العودة إلى الحرب ستكون كارثية لأنّ لا أفق لها سوى مزيد من الضحايا والتدمير والتهجير.