هل بدأت طهران مرحلة المقايضة مع واشنطن على حساب أذرُعها؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": بينما ترفع إسرائيل من وتيرة عملياتها ضدّ «حزب الله»، وتستهدف مواقع استراتيجية، وتعمل بشكل ممنهج على تصفية قياداته، وتحويل لبنان إلى ساحة حربٍ حقيقية، يسجَّل تراجُع إيران عن هذه المواجهة، وجنوحها نحو ترتيب أوراقها السياسية مع الولايات المتحدة والغرب، وفق محلِّلين سياسيين لبنانيين.
ويستدلّون على ذلك بما صرَّح به المرشد الأعلى علي خامنئي عن «تراجُع تكتيكي» في الرّد على استهداف إسرائيل للمصالح الإيرانية، وصرْف النظر عن الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنيّة في عمق طهران، وكذلك يستشهدون بما أعلنه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن بلاده مستعدّة لإجراء محادثات حول ملفها النووي في نيويورك.
وتضاربت قراءات الخبراء حول أبعاد السياسة الإيرانية الجديدة، وما إذا كانت دخلت فعلاً مرحلة المقايضة على أذرُعها العسكرية في المنطقة، مقابل مكاسب سياسية تُحقّقها على طاولة المفاوضات، أم أن العلاقة العقائدية بين إيران و«حزب الله» عصيّة على الانفكاك.
وأشار رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، النائب السابق فارس سعيد، إلى أن «المشهد الذي نراه في غزّة منذ أشهر يتكرّر الآن في لبنان»، مشيراً إلى أن «الأيام المقبلة ستُبيّن ما إذا كانت إيران تقود محور المقاومة في وجه إسرائيل، أم أنها تحارب تل أبيب عبر حلفائها، بينما هي مهتمّة بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية».
وقال سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «يتبيّن يوماً بعد يوم أن المنخرطين في أذرُع إيران بالمنطقة هم الذين يموتون بمواجهة إسرائيل، من أجل تحسين ظروف مفاوضات طهران مع واشنطن»، ملاحِظاً أن «اللبنانيين يشعرون اليوم بأن (حزب الله) الذي كان يتغنّى بأنه مدعوم من إيران، وأن طعامه وشرابه وأمواله وأسلحته من طهران، يخوض الآن المعركة وحيداً، وكأنه متروك لقَدره، بينما تنشغل إيران بترتيب ملفاتها مع الغرب».
ورأى الباحث في الشؤون الجيوسياسية زياد الصّائغ، أن «القول بانفكاك عَقد البنوّة والأبوّة بين (حزب الله) وإيران يُعدّ تبسيطاً ساذجاً؛ إذ هي أيديولوجية غيبيّة تجمع بينهما، إلى حدّ انسحاب هذه الأيديولوجيّة على مستويات عملانيّة فائقة التعقيد»
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الكشف عن اتصالات سرية بين إيران وفريق ترامب خلال العامين الماضيين
كشف نائب إيراني معلومات جديدة بعد وصف الجانبين الإيراني الأمريكي وجولة المحادثات الثانية التي عقدت أمس السبت في روما بالبناءة والجيدة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.
أشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد مهدي شهرياري، أنّ طهران كانت على تواصل مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال العامين الماضيين، بعلم المرشد علي خامنئي.
وأضاف أن الجانب الأمريكي ركز خلال هذا التواصل على المسألة النووية فقط، لافتا إلى أن المعلومات المباشرة والدقيقة كانت تُرفع إلى خامنئي الجهاز الدبلوماسي، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
أفاد شهرياري بأنّ مجید تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية والعضو الحالي في فريق التفاوض الإيراني، أكد سابقا أن "الأمريكيين وافقوا على كل ما طلبناه منهم".
أضاف “إنه في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، لفتت طهران إلى أنه في حال ظهر ترامب أمام الكاميرات معلناً أنه سيعود إلى الاتفاق النووي كما انسحب منه، فإن الجانب الإيراني سيعود أيضاً”.
وكان ترامب كشف في مارس الماضي أنه وجه رسالة إلى المرشد الإيراني من أجل التفاوض على اتفاق نووي جديد، معطياً مهملة شهرين للجلوس على طاولة المفاوضات.
فيما ردت طهران على تلك الرسالة، مبدية استعدادها للمحادثات، دون تهديد ووعيد.