تحل علينا الذكرى الـ 62 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وما إن تحل علينا هذه الذكرى حتى ينبري أبواق الشقاق والنفاق، والعمالة والارتزاق، لمهاجمة القيادة والحكومة في صنعاء، واتهامهما بالإمامة، والوقوف ضد ثورة 26سبتمبر، ويتسابق هؤلاء على اختلاق الأكاذيب وفبركة بعض الأحداث، والترويج للشائعات، التي تصور في مضمونها أن سلطة صنعاء (الحوثيين) كما يحلو لهم تسميتهم، استبدلوا ثورة 26سبتمبر بثورة 21سبتمبر وأنهم يمارسون القمع والمعارضة لأي فعاليات تقام بمناسبة ذكرى ثورة 26سبتمبر وأنهم وأنهم وأنهم إلى آخر قائمة الاتهامات والخزعبلات والترهات التي يروجون لها، بهدف الإساءة لثورة 21سبتمبر .
ينفثون سمومهم حقدهم على ثورة 21سبتمبر، لأنها جاءت تصحيحية لمسار ثورة 26 سبتمبر، ويصنفون ثوار الأولى بأنهم أعداء للثانية، رغم أنهم يدركون جيدا من هم الذين وقفوا ضد ثورة 26سبتمبر وعملوا بكل الوسائل من أجل القضاء عليها وإجهاضها، أعداء الثورة السبتمبرية الأم هم آل سعود، من يقتات هؤلاء الخونة من موائدهم ويدينون بالولاء والطاعة لهم، السعودية كانت العدو الأول لثورة 26سبتمبر، والهاشميون الذين تطالهم اليوم إساءات هؤلاء الأوغاد هم من أشعلوا فتيل الثورة، وهم من ضحوا من أجلها، ودفعوا ثمن ذلك غاليا، الثورة السبتمبرية التي قامت من أجل تحقيق أهدافها الستة، والتي للأسف ظلت مجرد سطور مكتوبة تتزين بها واجهات الصحف الرسمية دون أن يكون لها أي أثر على الواقع .
الجمهورية التي يتشدقون بها، اليمن لم يكن لها أي أثر في واقع نظام الحكم في اليمن، حيث كانت البلاد تُحكم بنظام القبيلة، والتوريث للسلطة والوظيفة، حيث باتت اليمن محكومة من قبل فئات معينة يمسك أفرادها بزمام الأمور ومفاصل الدولة، مجموعة من المشائخ والنافذين من ذوي المال والجاه، يحكمون البلاد ويديرون شؤونها على طريقتهم، فأغرقوا في الفساد والعبث بالمال العام، نهبوا الثروات وتقاسموا حتى حقول النفط، كل طرف كان له دولته ونفوذه على محافظات ومديريات، حتى الموارد هي الأخرى كانت خاضعة للتقاسم والمحاصصة، والشعب يتفرج كالأطرش في الزفة، ينتظر تحقيق أهداف الثورة المباركة التي ظلت مجرد حبر على ورق .
أعداء ثورة 26سبتمبر هم من يقفون اليوم مع الغازي المحتل ضد وطنهم وشعبهم، هم من باركوا وأيدوا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على وطنهم، هم من شاركوا في تدمير بنيته التحتية، وإهلاك الحرث والنسل، والشرعنة لاحتلال الوطن وانتهاك سيادته، وعملوا جاهدين على تدمير الجيش اليمني وأسلحته تحت يافطة الهيكلة، ونزولا عند رغبة السلطات الأمريكية، التي أشرف ضباطها على عمليات التفجير التي تم توثيقها بالصوت والصورة، في واحدة من صور الخيانة والعمالة التي كانوا يجسدونها ويأتي من أوساطهم ممن أشرفوا على تلكم التفجيرات من يتشدقون باسم الجمهورية والثورة وأهدافها وهم من تاجروا بالوطن والجمهورية والثورة والقيم والمبادئ والأخلاق والثوابت من أجل الكسب الرخيص والسلطة الزائلة، وما يزالون في أحضان الغزاة الجدد، يواصلون مسلسل الخيانة والعمالة والارتزاق .
السبتمبري الأصيل هو من يقف في خندق المواجهة ضد الأعداء الذين يتربصون بالوطن الحبيب وسفره الثوري النضالي، وإرثه الحضاري، ومشروعه النهضوي، ونهجه التحرري، و هو من يقف ضد مشاريع الوصاية والتبعية والاحتلال والهيمنة التي تستهدف وطنه، وهو من يتمسك بالقيم والمبادئ والأهداف الوطنية التي قامت ثورة 26 سبتمبر من أجلها، أما أولئك الخونة المرتزقة الذين رفعوا شعارات (شكرا سلمان) (شكرا إمارات الخير) وتجندوا تحت راية المحتل السعودي والإماراتي، فلا صلة لهم بالثورة والثوار، ولا يحق لهم الحديث عن الوطنية ولا عن ثوابتها، فلا يمكن لخائن أن يتحدث عن الوفاء، ولا لعميل أن يتحدث عن الوطنية، ولا لمرتزق أن يتحدث عن القيم والمبادئ .
ثورة 26 سبتمبر لا يشرفها أن يتحدث عنها أشباه الرجال، ممن باعوا وطنهم بالدرهم والريال، وهنا أشير بأن أعداء ثورة 26سبتمبر هم من يقتاتون من موائد محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، هم من وقف ضد ثورة 21سبتمبر التي جاءت من أجل تصحيح مسار الثورة السبتمبرية الأم وتحقيق أهدافها، التي ظلت وما تزال تراوح مكانها، نتيجة عدم وجود الإرادة الوطنية الحقيقية للنظام السابق الكفيلة بتحقيقها وترجمتها على أرض الواقع، حيث ظلت الأهداف معلقة، ولم يتحقق منها سوى الهدف السادس الذي ينص على احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معاً لوقف الحرب
في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معاً لوقف الحرب
تاج السر عثمان بابو
1تتزامن الذكرى السادسة لثورة ديسمبر مع الذكرى 69 للاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955، التي تتطلب تكثيف النضال الجماهيري لوقف الحرب واسترداد مسار الثورة، في ظروف تعاني فيها البلاد من ويلات الحرب التي شردت الملايين وأدت لمقتل وفقدان الآلاف، وتدمير البنية التحتية، والابادة الجماعية ونهب الأراضي ومناجم الذهب وممتلكات المواطنين واحتلال منازلهم، وتوقف عجلة الاقتصاد، وتدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، اضافة لخطر تقسيم البلاد وتمزيق وحدتها باطالة أمد الحرب، والاعلان عن تكوين إدارات محلية في مناطق سيطرة الدعم السريع موازية لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، والإعلان عن تكوين جكومة منفي، في غياب الجماهير ومؤسساتها الدستورية،، اضافة للخطر من إطالة أمد الحرب ، مما يهدد السيادة الوطنية، ويزيد من حمى التدخل الدولي للمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، بهدف نهب ثروات البلاد ،هذا إضافة لخطر المجاعة التي تهدد حوالي 26 مليون مواطن سوداني، فضلا عن مصادرة الحريات والحقوق الأساسية من طرفي الحرب، وحالات التعذيب للمعتقلين حتى الموت، وقصف الجيش والدعم السريع لمواقع المدنيين، مما يؤدي للزيادة المستمرة في ضحايا وجرحي الحرب، كما يحدث في الفاشر، الخرطوم وامدرمان وبحري، والجزيرة. الخ..
2كما اوضحنا سابقا لم تكن ثورة ديسمبر حدثا عفويا، بل كانت تحولا نوعيا لتراكم كمي طويل من المقاومة الباسلة لشعب السودان ضد نظام الانقاذ الفاشي الدموي لحوالي 30 عاما التي عبرت عنها الهبات والاضرابات والمظاهرات، والاعتصامات التي واجهها النظام باطلاق الرصاص الحي مما أدي إلي مئات الشهداء كما حدث وسط الطلاب وأبناء البجا وكجبار والمناصير وهبة سبتمبر 2013 ويناير 2018، وشهداء التعذيب الوحشي في سجون وبيوت أشباح النظام، والالاف المشردين من أعمالهم والمعتقلين، وضحايا التعذيب الوحشي في المعتقلات، والشهداء في حروب الابادة في الجنوب حتى تم انفصاله، اضافة لقمع المرأة التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة نظام الانقاذ الذي استهدفها، وفي جرائم الابادة الجماعية في دار فور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، وثورة ديسمبر التي استشهد فيها المئات من الشباب والكنداكات، كل ذلك لم يفت في عضد جماهير شعبنا، التي ما زالت تواصل نضالها لوقف الحرب واستكمال مهام الثورة.
3كما جاءت ثورة ديسمبر رغم خصوصيتها علي خطي تجربة الثورة المهدية وثورة اكتوبر 1964م وتجربة انتفاضة مارس- ابريل 1985 في السودان التي اوضحت أن الثورة تقوم عندما تتوفر ظروفها الموضوعية والذاتية التي تتلخص في:
– الأزمة العميقة التي تشمل المجتمع باسره، ووصول الجماهير لحالة من السخط بحيث لا تطيق العيش تحت ظل النظام القديم.
– تفاقم الصراع داخل النظام الحاكم الذي يشمل الطبقة أو الفئة الحاكمة والتي تؤدي الي الانقسام والصراع في صفوفها حول طريقة الخروج من الأزمة، وتشل اجهزة القمع عن أداء وظائفها في القهر، وأجهزة التضليل الأيديولوجي للجماهير.
– وأخيرا، وجود القيادة الثورية التي تلهم الجماهير وتقودها حتى النصر.
4طرحت ثورة ديسمبر شعارات الحركة الوطنية و الجماهيرية التي رفعتها بعد انفجارها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فى معركة الاستقلال 1956، وثورة اكتوبر 1964 كما في:
– الحرية والديمقراطية والحياة المعيشة الكريمة، وتوفير حق العمل للعاطلين.
– العدالة والسلام ووقف الحرب والسيادة الوطنية.
– استعادة أموال وممتلكات شعب السودان المنهوبة.
– محاسبة الفاسدين الذين دمروا البلاد ومشاريعها الصناعية والزراعية والخدمية.
– قومية الخدمة المدنية والنظامية، وعودة المفصولين من الخدمة المدنية والنظامية.
– حل المليشيات (الكيزان والجنجويد، وجيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.
وغير ذلك من الأهداف التي تم التوقيع عليها في ميثاق قوي الحرية والتغيير الموقع عليه في يناير 2019 الذي تم الانقلاب عليه بالتوقيع على” الوثيقة الدستورية” المعيبة التي كرست الشراكة مع العسكر وقننت الجنجويد دستوريا، وحتى” الوثيقة الدستورية” كما أوضحنا سابقا تم الانقلاب عليها، كما في التوقيع على اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ومناصب، وأخيرا تم إطلاق رصاصة الرحمة عليها بتدبير انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى في تشكيل حكومة، وجاء الاتفاق الإطارى بتدخل إقليمي ودولي، الذي أدي للصراع بين الجيش والدعم السريع حول مدة دمجه في الجيش، واشعل نيران الحرب الجارية حاليا، التي تتطلب مواصلة المقاومة الجماهيرية لوقفها ومنع تمددها واطالة أمدها، واسترداد الثورة في ذكراها السادسة وذكرى الاستقلال من داخل البرلمان..
5في ذكرى الاستقلال من داخل البرلمان وثورة ديسمبر نستلهم تجربتها في عدم تكرار انتكاسة ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة مارس – أبريل 1985، مهم مواصلة الثورة في أوسع حراك جماهيري حتي تحقيق أهدافها في الآتي:
المحاسبة وعدم الافلات من العقاب في جرائم الحرب، ومجزرة فض الاعتصام وبقية الجرائم ضد الإنسانية.
تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة
– أن تضع الدولة يدها علي كل الشركات العاملة في الذهب والبترول، وتخصيص جزء من عائداته لتنمية مناطق الانتاج والمحافظة علي البيئة، ومراجعة كل الاتفاقات حول تأجير الأراضي الزراعية التي تصل الى 99 عاما، لمصلحة شعب السودان والمناطق المحلية.
– رفض سياسة التحرير الاقتصادي، وتحسين الأوضاع المعيشية وتركيز الأسعار ودعم السلع الأساسية، ومجانية خدمات التعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية لدعم الإنتاج وتقوية الصادر والعملة المحلية وتوفير العمل للعاطلين، الخ. وتقليل الصرف علي جهاز الدولة وميزانية الأمن والدفاع التي تصل 76%، وزيادة ميزانية التعليم والصحة والتنمية، ووقف الحرب التي اورث شعبنا الفاقة والمسغبة.
– تحقيق السلام والحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة بالأتي:-
* الديمقراطية وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات.
* رفع حالة الطوارئ، واطلاق سراح كل المحكومين.
*الترتيبات الأمنية بحل كل المليشيات “دعم سريع، جيوش الحركات.. الخ”، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية..
* تسليم البشير والمطلوبين في جرائم الابادة الجماعية للجنايات الدولية.
* عودة النازحين لمنازلهم وقراهم، وإعاد تأهيل واعمار مناطقهم وتعمير ما دمرته الحرب، وعودة المستوطنين لمناطقهم، والتنمية المتوازنة.
* قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، وحماية ثقافة ولغات المجموعات المحلية.
* قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية، الذي يقرر كيف تحكم البلاد؟، ويضع الإطار لدستور ديمقراطي بمشاركة الجميع، وقانون انتخابات ديمقراطي ولجنة مستقلة تضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
– الغاء كل الاتفاقيات العسكرية التي تفرط في سيادتنا الوطنية، والخروج من محور حرب اليمن وعودة قواتنا منها، وقيام علاقاتنا الخارجية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري، التفاوض لعودة كل الاراضي السودانية المحتلة. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.
الوسومالاستقلال البترول البشير الجنائية الدولية الجنجويد السودان الفترة الانتقالية الكيزان المليشيات اليمن انتفاضة مارس أبريل 1985 تاج السر عثمان بابو ثورة اكتوبر 1964 ثورة ديسمبر