رحلات الموت المحمولة جواً.. هل هبطت (إليوشن إي أل-76) في مطار نيالا ؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
لم يفصح صاحب التسجيل المجهول عن اسمه وهو يتحدث عن طائرة نفاثة أفرغت شحنة عسكرية في مطار نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثم حملت على متنها، بعد ذلك، قادة من الدعم السريع أصيبوا في معارك الفاشر الآخيرة لتلقي العلاج بالخارج، لكن موقع “دارفور 24” نسب إلى ثلاثة مصادر داخل قوات الدعم السريع المتمردة، هبوط طائرة شحن عملاقة في مطار نيالا، وذلك فجر السبت الماضي، فيما لم تعلق الدوائر الرسمية على تلك المعلومات المتضاربة، واكتفت القوات المسلحة السودانية بالصمت، كدأبها مؤخراً، لكن خبراء في مجال الطيران استبعدوا في حديثهم لموقع “المحقق” الإخباري فرضية ذلك الهبوط، لأن الأجواء مغلقة بالكامل، وتحلق فيها فقط مقاتلات الجيش التي تتعامل مع كافة الأهداف المُعادية، إلى جانب أن الحدود كلها مُراقبة، فضلاً على أن هبوط طائرة بتلك الضخامة يصعب التستر عليها أمام سكان مدينة تعج بالحركة مثل نيالا، فمن هو ذلك الطيار الذي سيغامر بالتحليق في مدرج غير صالح للهبوط والإقلاع، وتحاصره الأجواء الحربية؟
الدعاية والمنصات
فيما تظل الحقيقة دائماً بنت الجدل، فإن أمراً بهذه الخطورة، أو بالأحرى، اختراقاً بهذا الحجم يصعب تجاهله من السلطات الرسمية، أو حتى منصات رصد حركة الطيران، وقد أجرينا عملية مسح داخل موقع (Flightradar24)، والذي يحيط بكل صغيرة وكبيرة بخصوص الأجواء العالمية، فلم يظهر أي هبوط لطائرة شحن داخل مطار نيالا، خلال الـ 48 ساعة الماضية، وقد أظرت خارطة جوجل إيرث – وهو برنامج كمبيوتر يعرض تمثيلًا للأرض عبر صور الأقمار الصناعية – مطار نيالا خالِ تماماً من أي حركة طيران، أو آليات تقوم بالصيانة أو تشغيل المطار، يومي الأحد والإثنين، ما يعني أن قصة الطائرة ربما تدخل ضمن الحرب الدعائية التي تعتمد عليها المليشيا، لإظهار قدرتها على التحكم في الأراضي السودانية، دون حاجة لإذن هبوط من هيئة الطيران المدني، أو حتى التقييد بمعايير السلامة لدى الملاحة الجوية!
إخلاء آدم الساير
حسناً، الأمر لم ينتهي في نيالا البحير غرب الجبيل، والتي كتمت على أنفاسها دُهمة متوحشة من الجنجويد، أحالتها إلى مدينة رعب، ولكن ثمة طائرة إماراتية بالفعل، تتحرك بصورة دائمة بالقرب من الحدود السودانية، تحديداً في مطار أم جرس شمال تشاد، هى الأكثر نشاطاً منذ بدأت الحرب في دارفور، تحمل في جوفها شحنات الأسلحة والعتاد الحربي، ثم تقفل عائدة بجرحى مليشيا الدعم السريع إلى أبوظبي، وهى نفسها تقريباً الطائرة التي أخلت حميدتي عبر منطقة حمرة الشيخ، تحت الاسم الحركي (آدم الساير)، وفقاً لرواية صحفية مبذولة في محركات البحث.
الطائرة الإماراتية التي نحن بصدد الكشف عن حقيقتها من طراز إليوشن إي أل-76، وهي طائرة ذات أغراض متعددة، وشاحنة جوية إستراتيجية، بأربعة محركات، تحمل رقم التسجيل EX-76015، وهى كذلك قادرة على حمل 40 طن لمدى يزيد عن 5000 كلم بأقل من 6 ساعات، وتستطيع الهبوط والإقلاع من مدارج غير معبدة، وهنا مربط الفرس، لأنها ربما تكون الأقرب للاستخدام العسكري من قبل حُكام أبوظبي في دعمهم للمليشيا، بينما يمكن أيضاً تفسير حركتها في أجواء الملاحة الجوية الطبيعية بقصد التمويه.
رحلات دعم التمرد
آخر رحلة لليوشن الإماراتية، بنفس الرقم EX-76015 كانت يوم أمس (الأحد)، حيث هبطت في مطار أبوظبي في تمام الساعة (8: 25م)، أما الجهة التي أقلعت إليها قبل العودة فقد تم التشويش عليها، واكتفى الرادار الجوي بعبارة “غير متوفر”، فيما ظلت نفس هذه الطائرة، طيلة أيام الأسبوع الماضي، تتحرك في مسار واحد، ذهاباً وعودة، من مطار أبوظبي أو رأس الخيمة إلى مطار بوصاصو في الصومال، بصورة تبدو مُريبة للغاية، خصوصاً وأن هذا المطار الذي طورت الإمارات قاعدة عسكرية بالقرب منه، تحديداً في عاصمة جوبالاند، كيسمايو، على تخوم ساحل البحر الأحمر، وقد حصل موقع “المحقق” الإخباري على معلومات عن قيام الإمارات، في الأونة الآخيرة باستخدام مطار بوصاصو بديلاً لأم جرس، لدعم مليشيا آل دقلو الإرهابية، وذلك بعد توسيع قاعدتها العسكرية هنالك، لتتنوع محطات التأمر الدولي بدءاً بالكفرة الليبية ومن ثم أم جرس، مروراً بميناء دوالا الكاميروني وليس إنتهاءا بمطار بوصاصو.
طائرة الموت المحمول
بالعودة إلى رحلات إليوشن إي أل-76 فقد كثفت عملياتها في شهر مايو الماضي، لتمد الدعم السريع بأكبر شحنات الأسلحة، وفقًا لصحيفة (نيويورك تايمز)، والتي نشرت مادة استقصائية مهمة كشفت فيها عن هبوط طائرات الشحن في مطار أم جرس، على بعد 600 ميل شرق العاصمة التشادية أنجمينا، تحت مزاعم إنشاء مستشفى ميداني للاجئين السودانيين، وهو المستشفى الذي تم تجهيزه خصيصاً لعلاج مقاتلي قوات الدعم السريع المتمردة، كما أن طائرات الشحن أيضاً تحمل أسلحة تم تهريبها لاحقاً إلى المقاتلين داخل السودان، وفقاً للصحيفة الأمريكية التي أظهرت عبر صور الأقمار الصناعية وسجلات الرحلات الجوية أن الإماراتيين قاموا بتركيب نظام الطائرات بدون طيار في أم جرس في نفس الوقت الذي كانوا يروجون فيه لعمليتهم الإنسانية، إلى جانب دعم التمرد بمدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع الجوي.
يوم الثلاثاء 7 مايو الماضي أقلعت طائرة الشحن إليوشن إي أل-76، من مطار الريف العسكري في أبوظبي وهبطت في رأس الخيمة، ومنها غادرت يوم الأربعاء إلى العاصمة الكينية نيروبي التي هبطت فيها عند الساعة 05:03 صباحاً، ثم غادرتها عند الساعة 07:17 ص إلى مدينة أم جرس التشادية، وقبل ذلك في الثالث من مايو قامت نفس الطائرة، التي تخصصت في جلب الموت للسودان، برحلة مشابهة، أقلعت فيها من رأس الخيمة لتهبط في مطار أديس أبابا، ثم أخذت رحلتها الثانية إلى مسار العاصمة التشادية أنجمينا، وقامت أيضًا برحلة داخل الأراضي التشادية، وهى بلا شك تقوم بنقل قادة الدعم السريع من منطقة الصراع الملتهبة في دارفور، إلى طاولات الاجتماعات السرية، في العواصم الباردة، وتقوم كذلك بنقل المصابين لتلقي العلاج في مشافي الخليج – واهبَ المحار والردى – وذات إليوشن إي أل-76 تعمل كآلة قتل، بمحركات نفاثة، في خدمة الجنجويد.
المحقق – عزمي عبد الرازق
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع فی مطار أم جرس
إقرأ أيضاً:
سيوثق التاريخ بأن الدعم السريع( شر أهل الأرض)
حتما سيسطر التاريخ الحقبة التي عاثت فيها قوات الدعم السريع في السودان فسادا بأنها من أظلم الحقب التي مرت على السودان على الأقل زهاء خمس قرون الماضية.
سوف يجد (الدعم السريع ) مكانه في التاريخ ينافس فيه البرابرة والقرامطة والتتار والمغول والهمج والغجر. سيقول التاريخ كلمته بأنهم كانوا شر أهل جميعا تحضرني في هذا المقام مقولة أحد الائمة في خطبة الجمعة بأحد قرى الجزيرة إذ قال (بحثت في كتاب الإمام الذهبي ((الكبائر)) والذي صنف فيه سبعين كبيرة فوجدتها جميعها تنطبق على افعال جنود وقادة الدعم السريع).
ومن عجب فإن جرائم الدعم السريع قد وثقها جنودهم بالفيديو حية لا تقبل النكران إذ كانو يتفاخرون بما يفعلون ووثقها أهل السودان ووثقها الإعلام العالمى ووثقتها المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة فستجد كل هذه التوثيقات موقعها في صفحات التاريخ كجزء من السجل الأسود لأسواء انتهاكات تنفذها قوات تدعى أن لها قضية وأنها تريد أن تبني وطنا يقوم على العدالة والديمقراطية.
فإن قلت قتل النفس بغير الحق فهو ديدنهم فقد أزهقو أرواح الآلاف من الأبرياء وإن قلت قطع الطريق فهم أباطرته فقد مارسوه في كل منطقة وطأت أقدامهم عليها وإن قلت السحر فهم أحباؤه وان قلت الكذب فهم اساطينه وإن قلت الغدر فهم أولياؤه
لقد رأيناهم في الجزيرة وفي كل مكان وطئت أقدامهم فيه يستهينون بالأنفس ويزهقون أرواح الناس لأتفه الأسباب بل بدون أسباب.
في الجزيرة الخضراء عطلوا كل شيء حركة المركبات لأنهم كانوا على استعداد
لنهب أى مركبة تسير على الأرض، استكثروا على الناس أن يسيروا في الطرقات بالكواروا وراجلين فكانوا يقطعون لهم الطريق وينهبون ماعندهم…
و بعد أن حرم (بضم الحاء) أهل الجزيرة من أي اتصال حاولوا أن يستخدموا أجهزة (الواى فاى) ليحققوا بها بعض أغراضهم في التحويلات والإتصال بذويهم خارج الولاية فكان مصيرها المصادرة وكان مصير أصحابها اتهامهم بأنهم استخبارات وأنهم يرفعون بها معلومات للجيش..
لا أحد يصدق في العالم أن جنود الدعم السريع كانوا يدخلون القرية ليلا للنهب فيعدد الناس في الصباح دخولهم في الليلة الواحدة لأكثر من عشرين بيتا وكل بيت يحكى صنفا مختلفا من الأذي الذي يقابلهم به الجنجويد ( قتل ضرب . نهب .طعن. شتم الخ.).
التاريخ الآن يستجمع صفحات الكتاب
بقلم موسى البدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب