ارتباك أمريكي وتشوّش خليجي: من أين لليمن هذا؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
الجديد برس:
لا يخفت النقاش الأمريكي حول اليمن على المستوييْن العسكري والسياسي، فيما مع مرور الوقت، تتوالى الاعترافات بالتحديات التي تواجه القوات الأمريكية، أو ما يسمّيه قادتها «الضائقة البحرية» في البحر الأحمر.
وآخر تلك الاعترافات يفيد بأن البحرية الأمريكية تعاني من نقص في الجهوزية، وتحاول تعويضه بمجموعة إجراءات منها استجلاب تقنيات تناسب التهديدات الجديدة، وتوسيع نطاق التدريب لمواجهة الطائرات والزوارق المُسيّرة، كما تعمل على التغلب على صعوبات التجنيد.
كذلك، تفيد المعطيات نفسها بأن المدمّرة «ميسون» واجهت العديد من الطائرات المُسيّرة التي أُطلقت من اليمن، وكانت أكثر تعقيداً وصعوبة في الاستهداف والإسقاط.
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن رئيسة العمليات البحرية الأمريكية، ليزا فرانشيتي، قولها إن «أحد التحديات الكبيرة هو أن تكون نسبة 80% من القوة جاهزة في أي وقت للانتشار للقتال إذا لزم الأمر، وهو هدف بعيد المنال»، وإنها المرة الأولى التي نكون فيها في منطقة اشتباك بالأسلحة لفترة طويلة.
وتهكّمت صحيفة «تلغراف» البريطانية، بدورها، على وضعية التحالف الغربي في البحر الأحمر، قائلة إنه «إذا كان تكرار نفس الشيء مراراً، وتوقّع نتيجة مختلفة هما تعريف الجنون، فإن القوات البحرية الغربية وصلت إلى هذه النقطة في البحر الأحمر. يجب أن يتغيّر شيء هناك، وإلا فإننا في أفضل الأحوال، سنستمر في الخسارة. وفي أسوأ الأحوال، ستكون هناك كارثة أعظم بكثير من الغرق والوفيات والحرائق والتلوث».
ويُبدي المسؤولون الأمريكيون خشية من أن تؤثّر ضائقتهم في البحر الأحمر على صراعاتهم المختلفة في العالم، وهم يسعون إلى الاستفادة من عِبر المواجهات غير المعهودة مع «أنصار الله»، في الإعداد للصراعات المستقبلية المحتملة، خصوصاً مع الصين.
ومع ذلك، يبدو أن التطوّرات المتسارعة في الشرق الأوسط تضع أصحاب القرار الأمريكي في موقف مرتبك؛ فبعد سحب حاملتي الطائرات «آيزنهاور» و«روزفلت»، اضطرت الإدارة إلى تعديل في برامج انتشار حاملات الطائرات، وقرّرت إرسال «هاري ترومان» ومجموعتها إلى الشرق الأوسط خشية من تطوّر الصراع ووصوله إلى نقطة اللاعودة.
وفيما لم يذكر الناطق باسم البنتاغون المكان الذي ستتموضع فيه الحاملة، إلا أن موقع «مونيتور» قال إنها ستنتشر في البحر الأحمر، علماً أن البيانات الأمريكية تفيد بأن «هاري ترومان» ومجموعتها تحملان أكثر من 6500 بحار، بما في ذلك الجناح الجوي الأول للحاملة مع تسعة أسراب، والطراد الصاروخي الموجه «تيكونديروغا غيتيسبيرغ»، والمدمرتان الصاروخيتان الموجهتان «ستاوت» و«جيسون دونهام».
المعارك في البحر الأحمر ستُستقى منها دروس تساعد الأمريكيين في الإعداد للصراعات المستقبلية، خصوصاً مع الصين
إلا أن مصادر غربية شكّكت في رواية نشر الحاملة في البحر الأحمر، وقالت إن اليمنيين حرموا البحرية الأمريكية من العمل هناك نتيجة الخطورة العالية لصواريخهم الباليستية ودفاعاتهم الجوية، مضيفة أن «هاري ترومان» ستنتشر في البحر المتوسط، ولا سيما بعد نجاح اليمن، بواسطة صاروخ «فلسطين 2»، في اختراق الدرع الأمريكية الصاروخية المخصّصة أصلاً لحماية إسرائيل، فضلاً عن اختراقه الدرع الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة.
وفي هذا الإطار، اعترف خبراء في البحرية الأمريكية بتطوّر دفاعات اليمن الجوية، مؤكدين أن الأخير يستخدم أنظمة متطوّرة في العثور على الأهداف الجوية.
من جهتها، أبدت دول خليجية خشيتها من تطور الصواريخ اليمنية، وتساءلت وسائل إعلامها عن سر العجز الأمريكي في مواجهتها. كما يبدو أن هذه الدول مندهشة أمام السلاح الفعّال في إسقاط الطائرات المُسيّرة الأمريكية المتطورة من نوع «إم كيو 9»، التي تُعرف بالطائرة المتعدّدة المهام، ولا سيما أنها تحلّق في أجواء اليمن منذ سنوات طويلة.
وإذ يظهر أن الثقة بالسلاح الأمريكي لا تفتأ تتزعزع من جراء ذلك، وبعد أن كانت التهم الخليجية بتوريد السلاح إلى اليمن محصورة بالجانب الإيراني، أضيفت في الآونة الأخيرة إلى لائحة الاتهام روسيا والصين.
على أن شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية ذكرت، نقلاً عن خبراء، أن اليمنيين حسّنوا أنظمة الدفاع الجوي في الأشهر الأخيرة، ما يزيد من قدرتهم على ضرب الأهداف الأمريكية بنيران دقيقة، مضيفة أن «الصواريخ والأنظمة الجديدة والمطوّرة من قبل اليمنيين قادرة على إسقاط أي طائرة مُسيّرة».
ويعزو الأمريكيون سبب سقوط «إم كيو 9» إلى أن اليمنيين يستخدمون أنظمة دفاع جوي كهروضوئية، ما يصعّب اكتشافها. يُذكر أن طائرة «إم كيو 9» تتميّز بخاصيات متطوّرة تجعل الجيش الأمريكي يعتمد عليها في العمليات العسكرية، وتأكّدت فعاليتها في أفغانستان. وتصل سرعتها إلى 370 كيلومتراً في الساعة، ولها قدرة على إطلاق 6 صواريخ وقنابل بدقّة عالية.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
شركات الأمن البحري: خروقات وقف إطلاق النار قد تُشعل هجمات من اليمن
يمانيون../
حذّرت شركات مختصة بالأمن البحري من أن أي خروقات أو تجاوزات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة من قبل العدو الصهيوني قد تؤدي إلى استئناف الهجمات البحرية من اليمن، مما يهدد استقرار الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن جاكوب لارسن، مسؤول الأمن البحري في “بيمكو”، أكبر جمعية شحن عالميًا، أن الوضع الراهن هش للغاية، وأن حتى الانحرافات الطفيفة عن الاتفاق قد تجرّ المنطقة إلى تصعيد جديد.
في السياق، أشارت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إلى أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، سواء المملوكة له أو التي ترفع علمه، لا تزال تواجه تهديدات متزايدة في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدت الشركة أن استئناف النشاط الملاحي الآمن يعتمد بشكل كبير على مدى التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.
كما حذرت الشركة من أن التجارة البحرية الإسرائيلية معرضة لمخاطر أكبر مقارنة بتلك المرتبطة بالولايات المتحدة أو بريطانيا، مشددة على أن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة في ظل هشاشة الهدنة واستمرار المفاوضات الجارية.
من جهته، أوضح مركز المعلومات البحرية المشترك “JMIC”، الذي تشرف عليه البحرية الأمريكية، أن التهديدات التي تواجه الشحن المرتبط بالكيان الصهيوني، الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن ستظل مرتفعة في الفترة المقبلة.