الجديد برس:
2024-09-24@01:20:38 GMT

ارتباك أمريكي وتشوّش خليجي: من أين لليمن هذا؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

ارتباك أمريكي وتشوّش خليجي: من أين لليمن هذا؟

الجديد برس:

لا يخفت النقاش الأمريكي حول اليمن على المستوييْن العسكري والسياسي، فيما مع مرور الوقت، تتوالى الاعترافات بالتحديات التي تواجه القوات الأمريكية، أو ما يسمّيه قادتها «الضائقة البحرية» في البحر الأحمر.

وآخر تلك الاعترافات يفيد بأن البحرية الأمريكية تعاني من نقص في الجهوزية، وتحاول تعويضه بمجموعة إجراءات منها استجلاب تقنيات تناسب التهديدات الجديدة، وتوسيع نطاق التدريب لمواجهة الطائرات والزوارق المُسيّرة، كما تعمل على التغلب على صعوبات التجنيد.

كذلك، تفيد المعطيات نفسها بأن المدمّرة «ميسون» واجهت العديد من الطائرات المُسيّرة التي أُطلقت من اليمن، وكانت أكثر تعقيداً وصعوبة في الاستهداف والإسقاط.

وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن رئيسة العمليات البحرية الأمريكية، ليزا فرانشيتي، قولها إن «أحد التحديات الكبيرة هو أن تكون نسبة 80% من القوة جاهزة في أي وقت للانتشار للقتال إذا لزم الأمر، وهو هدف بعيد المنال»، وإنها المرة الأولى التي نكون فيها في منطقة اشتباك بالأسلحة لفترة طويلة.

وتهكّمت صحيفة «تلغراف» البريطانية، بدورها، على وضعية التحالف الغربي في البحر الأحمر، قائلة إنه «إذا كان تكرار نفس الشيء مراراً، وتوقّع نتيجة مختلفة هما تعريف الجنون، فإن القوات البحرية الغربية وصلت إلى هذه النقطة في البحر الأحمر. يجب أن يتغيّر شيء هناك، وإلا فإننا في أفضل الأحوال، سنستمر في الخسارة. وفي أسوأ الأحوال، ستكون هناك كارثة أعظم بكثير من الغرق والوفيات والحرائق والتلوث».

ويُبدي المسؤولون الأمريكيون خشية من أن تؤثّر ضائقتهم في البحر الأحمر على صراعاتهم المختلفة في العالم، وهم يسعون إلى الاستفادة من عِبر المواجهات غير المعهودة مع «أنصار الله»، في الإعداد للصراعات المستقبلية المحتملة، خصوصاً مع الصين.

ومع ذلك، يبدو أن التطوّرات المتسارعة في الشرق الأوسط تضع أصحاب القرار الأمريكي في موقف مرتبك؛ فبعد سحب حاملتي الطائرات «آيزنهاور» و«روزفلت»، اضطرت الإدارة إلى تعديل في برامج انتشار حاملات الطائرات، وقرّرت إرسال «هاري ترومان» ومجموعتها إلى الشرق الأوسط خشية من تطوّر الصراع ووصوله إلى نقطة اللاعودة.

وفيما لم يذكر الناطق باسم البنتاغون المكان الذي ستتموضع فيه الحاملة، إلا أن موقع «مونيتور» قال إنها ستنتشر في البحر الأحمر، علماً أن البيانات الأمريكية تفيد بأن «هاري ترومان» ومجموعتها تحملان أكثر من 6500 بحار، بما في ذلك الجناح الجوي الأول للحاملة مع تسعة أسراب، والطراد الصاروخي الموجه «تيكونديروغا غيتيسبيرغ»، والمدمرتان الصاروخيتان الموجهتان «ستاوت» و«جيسون دونهام».

المعارك في البحر الأحمر ستُستقى منها دروس تساعد الأمريكيين في الإعداد للصراعات المستقبلية، خصوصاً مع الصين

إلا أن مصادر غربية شكّكت في رواية نشر الحاملة في البحر الأحمر، وقالت إن اليمنيين حرموا البحرية الأمريكية من العمل هناك نتيجة الخطورة العالية لصواريخهم الباليستية ودفاعاتهم الجوية، مضيفة أن «هاري ترومان» ستنتشر في البحر المتوسط، ولا سيما بعد نجاح اليمن، بواسطة صاروخ «فلسطين 2»، في اختراق الدرع الأمريكية الصاروخية المخصّصة أصلاً لحماية إسرائيل، فضلاً عن اختراقه الدرع الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة.

وفي هذا الإطار، اعترف خبراء في البحرية الأمريكية بتطوّر دفاعات اليمن الجوية، مؤكدين أن الأخير يستخدم أنظمة متطوّرة في العثور على الأهداف الجوية.

من جهتها، أبدت دول خليجية خشيتها من تطور الصواريخ اليمنية، وتساءلت وسائل إعلامها عن سر العجز الأمريكي في مواجهتها. كما يبدو أن هذه الدول مندهشة أمام السلاح الفعّال في إسقاط الطائرات المُسيّرة الأمريكية المتطورة من نوع «إم كيو 9»، التي تُعرف بالطائرة المتعدّدة المهام، ولا سيما أنها تحلّق في أجواء اليمن منذ سنوات طويلة.

وإذ يظهر أن الثقة بالسلاح الأمريكي لا تفتأ تتزعزع من جراء ذلك، وبعد أن كانت التهم الخليجية بتوريد السلاح إلى اليمن محصورة بالجانب الإيراني، أضيفت في الآونة الأخيرة إلى لائحة الاتهام روسيا والصين.

على أن شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية ذكرت، نقلاً عن خبراء، أن اليمنيين حسّنوا أنظمة الدفاع الجوي في الأشهر الأخيرة، ما يزيد من قدرتهم على ضرب الأهداف الأمريكية بنيران دقيقة، مضيفة أن «الصواريخ والأنظمة الجديدة والمطوّرة من قبل اليمنيين قادرة على إسقاط أي طائرة مُسيّرة».

ويعزو الأمريكيون سبب سقوط «إم كيو 9» إلى أن اليمنيين يستخدمون أنظمة دفاع جوي كهروضوئية، ما يصعّب اكتشافها. يُذكر أن طائرة «إم كيو 9» تتميّز بخاصيات متطوّرة تجعل الجيش الأمريكي يعتمد عليها في العمليات العسكرية، وتأكّدت فعاليتها في أفغانستان. وتصل سرعتها إلى 370 كيلومتراً في الساعة، ولها قدرة على إطلاق 6 صواريخ وقنابل بدقّة عالية.

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

التصعيد في البحر الأحمر .. اليمن يرفع تكلفة الصراع على الغرب

يمانيون – متابعات
شهدت مياه البحر الأحمر تصعيداً ملحوظاً في التوترات خلال الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات الجيش اليمني بقيادة حركة أنصار الله على السفن التجارية والحربية المرتبطة بالكيانات الغربية أو المحتلة.

هذه الهجمات، التي تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة، قد أسفرت عن ارتفاع حاد في تكاليف تأمين السفن العابرة للمضيق، مما يشكل تهديداً مباشراً للتجارة العالمية ويضع الغرب أمام تحدٍ جديد.

ـ ارتفاع تكاليف التأمين وتهديد التجارة العالمية:

وفقاً لأحدث التقارير، شهدت أقساط التأمين على السفن التي تعبر البحر الأحمر ارتفاعاً كبيراً، حيث تضاعفت لأكثر من الضعف خلال الأسابيع القليلة الماضية. هذا الارتفاع الحاد يعود بشكل مباشر إلى تصاعد التوترات وزيادة المخاطر التي تواجه السفن في هذه المنطقة، مما دفع العديد من شركات التأمين إلى رفع أسعارها أو حتى التوقف عن تقديم التغطية بشكل كامل.
ـ استراتيجية يمنية جديدة وتحدٍ للغرب:

الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر لا تعدو كونها مجرد أعمال عسكرية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى مواجهة الهيمنة الغربية في المنطقة. هذه الاستراتيجية الجديدة، التي تعتمد على البحر الأحمر كساحة معركة، أثبتت فعاليتها في إرباك الغرب وتعطيل مصالحه الاقتصادية.

ـ رسائل قوية ومواجهة للهيمنة الغربية:

توجيه الهجمات نحو السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بالكيانات المحتلة، يحمل رسائل واضحة ومباشرة. هذه الرسائل تؤكد على أن اليمنيين لن يقبلوا بالتدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية، وأنهم مستعدون للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم بكل الوسائل المتاحة.

ـ تداعيات واسعة النطاق:

التصعيد في البحر الأحمر له تداعيات واسعة النطاق تمتد لتشمل الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية. فارتفاع تكاليف التأمين يؤدي إلى زيادة تكلفة الشحن، مما ينعكس سلباً على أسعار السلع والخدمات. كما أن تهديد التجارة البحرية الدولية يشكل تحدياً كبيراً للدول الغربية التي تعتمد بشكل كبير على هذه التجارة

خاتمة:

إن التطورات الأخيرة في البحر الأحمر تؤكد على صعود نجم اليمن كقوة مؤثرة في المنطقة، وقدرتها على تحدي القوى الكبرى. كما تكشف عن ضعف الاستراتيجيات الغربية في التعامل مع الأوضاع المتغيرة في المنطقة.

أمام هذا الواقع الجديد، يتعين على الغرب إعادة تقييم سياساته وإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة، بدلاً من التصعيد العسكري الذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وتعميق معاناة الشعوب.

عبدالرزاق علي / عرب جورنال –

مقالات مشابهة

  • ليندركينغ يتحدث لـالحرة عن التحدي الحقيقي في اليمن
  • «الأرصاد»: اضطراب الملاحة البحرية في البحر الأحمر.. والأمواج تصل إلى 2.5 متر
  • فشل التحالف الأمريكي في البحر الأحمر: تداعيات اقتصادية على بريطانيا وأوروبا
  • التصعيد في البحر الأحمر .. اليمن يرفع تكلفة الصراع على الغرب
  • كيف تحولت "الحوثي" من جماعة طائفية مهمشة إلى منظمة فشلت صواريخ وطائرات البحرية الأمريكية من هزيمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • مصر تبلغ أمريكا بموقف حاسم بشأن اليمن والوحدة والمرجعيات.. وتحدد الدول التي ستكون ضمن الترتيبات القادمة في البحر الأحمر
  • البحرية الأمريكية تعلن تدمير طائرة مُسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه البحر الأحمر
  • 6 آلاف جندي.. حاملة طائرات أمريكية ستنتشر الأسبوع المقبل في البحر الأحمر
  • حاملة طائرات أمريكية ستنتشر الأسبوع المقبل في البحر الأحمر