تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

المترددين: ضريح الروبي مقدس دينيا.. وزيارته كأننا زورنا الرسول ويشبه قبره
العثور على شكوى في عريضة وأعمال سحر أثناء الترميم
الضريح له قدسية ومحبه خاصة في قلوب أهالي الفيوم ويتباركون به شخصيات قيادية وسيادية

تحفة معمارية ذات طابع خاص وفريد داخل منطقة أثرية وسط حي شعبي بمدينة الفيوم يرجع تاريخها نحو 700 عام من الحضارة، تجد ضريحا بجواره مسجدا وهما ضريح ومسجد علي الروبي أحد تحف العمارة الإسلامية القديمة التابع لمنطقة الآثار الإسلامية بمحافظة الفيوم  

في منطقة الصوفي أحد الأحياء الشعبية بمدينة الفيوم يقع ضريح الروبي تحديدا بكوبرى المطافي، هكذا بدأ حديثه لـ "البوابة نيوز" الدكتور رامي المراكبي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية في الفيوم، "يتعلق بالضريح المحبين الذين يترددون عليه من مختلف محافظة الفيوم وخارجها، كما يقام به مولد كبير في ليلة النصف من شعبان من كل عام ويتم خلالها تقديم الموائد وعمل الحفلات الدينية والابتهالات ويحضرها المحبين من كافة محافظات الجمهورية، ولا يوجد بالضريح محرابا مجوفا، نظرا لضيق المساحة، كما أن الضريح ليس مكانا للصلاة، والضريح كان ملحقا بمسجد الروبي، ولذا اكتفي المعمار بتحديد القبلة بواسطة محراب رمزي صغير  .

مضيفا بأن الضريح من الخارج له 4 واجهات 3 منها ملاصقة لمنازل مجاورة، أما الواجهة الرابعة وهي الجنوبية الشرقية بها بابين يؤديان إلي داخل الضريح، أحدهما بالطرف الشرقي وفي دخلة علي جانبيها "مكسلتان" وهى ما تشبه المصطبة متوجة من أعلي بعقد مدائني، ويعلق علي فتحة الباب مصراع خشبي، والآخر بالطرف الجنوبي، وهو علي سمت الجدار مباشرة، ويتقدم هذه الواجهة بائكة رباعية ويعلو القبة الهلال.


الشيخ علي الروبي عم الرسول
وعبر جولة لـ"البوابة نيوز "برفقة هبه أحمد محمد مفتشة آثار وباحث دكتوراه في المخطوطات الإسلامية وضحت بأن ضريح الروبي بمدينة الفيوم وهو للشيخ علي الروبي والذي يرجع نسبه لنسب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وتحديدا عم الرسول ومسجد الشيخ علي الروبي ليس مسجلا حتى الآن وطرازه حاليا علي الطراز الأصلي وبدايته من العصر المملوكي البحري في أولى فترته عام 784هجرية، ولم يحدد حتى الآن هل هذه الفترة هي فترة وفاة الشيخ علي الروبي أم فترة تولية السلطان برقوق.

سر وراء إقامة مقام ضريح الشيخ علي الروبي
قالت أميرة محسن مفتشة آثار، أن الشيخ علي الروبي ولد في القرن الثامن الهجري بعد السلطان الناصر محمد أبن قلاوون ويلتصق نسبه بالبيت العباسي سلالة عبدالله أبن العباس عم الرسول، وكان برقوق تلميذا للشيخ وبشره بالسلطنة، مشيره بانه يقال بأن نسل الروبي شقيق يوسف، وبما أن الفيوم ترجع إلى أن أجزاء منها بها مثل بحر يوسف وأقاويل كثيرة، ففي عام 783 هجرية حضر الشيخ علي الروبي إلى القاهرة وبشر السلطان برقوق بالسلطنة وبالفعل حدث عام 784 في القاهرة، لافته بأنه السلطان أراد أن يكافئه ويهاديه أقام له مقام الشيخ علي الروبي في مدينة الفيوم، كما تنبأ بأن هناك مجاعة ستحدث في مصر وستزول.


فكرة الضريح 
أردفت مفتشة الآثار بأن السلطان  أراد برقوق أن يخلد مكانة الشيخ علي الروبي كونه فعل شيئا عظيما له بنبوءته وكرماته وله حضرة وقيمة فلذا أقيم مقام له عرفانا له، وليس شرطا أن يكون الضريح أو المقام مدفون بداخله جثمان الشيخ، بل هو تخليدا وتكريما لذكراه، وجثمانه ليس مدفون بهذا الضريح، علما بأن له أكثر من مقام في مصر لمباركتهم به فهناك ضريح في قلعة الجبل لصلاح الدين في القاهرة، أما عن البناء فهو في العصر المملوكي وأتجدد في العصر العثماني في عصر الأمير أحمد قرقود، فالبناء نفسه باقي والذي يرجع لأكثر من شخص في أكثر من ترميم لهذا البناء وجميعها أشخاص ترجع لعصور مختلفة مملوكي وعثماني.

أبرز مظاهر الاحتفال بضريح الروبي
أضافت "أميرة محسن" في ليلة النصف من شعبان يأتي جميع المحبين للشيح من جميع أنحاء محافظة الفيوم وخارجها للمباركة والدعاء وتوزيع اللحوم والأكل والنذائر، فأغلب اللذين يأتون لزيارة الضريح هم اللذين يتبعون الطريقة الصوفية، وأكثرهم ذو مقامات وعلم وشخصيات عامة لها مكانتها في المجتمع، نظرا لأن الشيخ علي الروبي يتبع الطريقة الصوفية وكان له أتباعه ومريديه، لافته بأن كثيرا من الزائرين من محبي الشيخ علي الروبي وضريحه يقومون بفرش الضيح ويخرجون تبرعات لأي أعمال صيانة وإضاءته وما يحتاجه الضريح من أعمال مع كل موسم لمحبيه.

ضريح الروبي مقدس دينيا
ومن جانبها علقت دكتورة خلود أشرف مفتشة آثار وباحث بدرجة دكتوراه، هذا المكان بالنسبة لأهالي الفيوم منذ قديم الأزل مقدس دينيا للعامة من أهالي المحافظة والمترددين، على الرغم من أن ذلك يخالف الشريعة الإسلامية، لمباركتهم واعتقادهم المتعصب بأن أي شخص يرجع نسبه للرسول فهذا نسبة لآل البيت مثل الحسن والحسين والسيدة زينب ونفيسة وغيرها، وعن أبزر الأكلات التي يأتون بها محبي الشيخ على الروبي اللحوم والفتة والفاكهة وعن أعن أشهر الأكلات في ليلة النصف من شعبان العيش واللحمة وتوزيعها على الحضور، ويوجد داخل الضريح صندوق تبرعات تحت اشراف مديرية الأوقاف، وهو الآن مغلق تحت يخضع للترميم والصيانة

العثور على أعمال أسحار وتميمات 
وعن معتقدات الزائرين لضريح الشيخ علي الروبي كشف الدكتور    بأن الضريح يكون مفتوحا للزيارة وخاصة يوم الجمعة من كل أسبوع يكون مزدحما حيث يستغلون الزحام ويلقون بأوراق وتميمات وأقمشة وأحجبة وأسحار على شعر وفتل وعقد وغيرها داخل المقصورة بالضريح ووجدنا الكثير من الأسحار، فعند فك المقصورة في عام 2004 أثناء اعمال الترميم التي كانت تتم في الضريح والتي أستمرت 18 شهرا من خلال المجلس الأعلى للآثار وتم تدعيمه بخوازيق دعم في المآذنه وللضريح، وعمر الآذنة والضريح ما يقرب من 600 سنه تقريبا.

يشبهونه بقبر الرسول 
وأضاف أمجد أحمد عبد السلام مدير عام ترميم آثار الفيوم بأن الزائرين ومحبي الضريح يعتقدون عند زيارتهم كأنهم زاروا قبر الرسول، مشيرا الشيخ علي الروبي يعتد من آل البيت، ولكن زبارة الرسول وقبرة شيئ وزيارة أي ضريح او مقام شئ أخر مستدلا بحدسث رسول الله عليه الصلاة والسلام "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" فلكل له معتقداته وتفكيره ومباركاته من أولياء الله.


وعن تاريخ الضريح وضح مدير عام الترميم بآثار الفيوم بأن الضريح ليس كان ضريحا فقط وإنما كانت تلحقه مدرسة وفي العمارة الإسلامية كانت شبيهه بالمسجد مثل مدرسة السلطان حسن تحت القلعة امام جامع الرفاعي، والمدارس في الأصل في العمارة الإسلامية تتكون من أربعة أواوين في الشرق والغرب والشمال والجنوب، وكان يدرس فيها المذاهب الفقهية الأربعة المالكي والحنفي والحنبلي والشافعي، وهذه المدرسة الملحقة بالضريح أنشائها السلطان برقوق المملوكي كان من محبي ومردين الشيخ علي الروبي وكان ممن تعلموا وتتلمذوا علي يديه، والشيخ علي الروبي منقول من خارج مصر نسبه ينتهي للبيت العباسي عم الرسول عليه الصلاة والسلام بالنسبة لنسبه تاريخيا، وحاليا لم توجد إلا المأذنة، واندثار المدرسة.

ويتميز ضريح الروبي من الناحية المعمارية بأن هناك مناطق الانتقال بأن الضريح يأخذ شكل المربع الأول، ثم المثلثات الكروية أو مناطق الانتقال والتي تتحول فيها من شكل المربع إلى الشكل المسمى وبعد هذا تأتي رقبة القبة وتأتي القبة نفسها، ومن ضمن المميزات الموجود في الضريح وجود الأعمدة الرخامية فهي منقولة من البازلتات القديمة او المعادن فهي مثل أعمدة المعابد القديمة اليونانية والرومانية لأن الفيوم كان أسمها مدينة التمساح والفيوم ثرية وغنية جدا بالأثار اليونانية، فهناك 4 أعمدة من الرخام الطبيعي ولهما تيجان من الطراز القرنزي وهو أحد طرز العمارة اليونانية، وهذه الأعمدة منقولة من بازلته قديمة يعني كنيسة قديمة أو معبد قديم،

وعن قصة المدرسة والضريح فمن بني هذه المدرسة الملحقة لضريح الروبي السلطان برقوق المملوكي وكان من أحد تلامذه الشبخ علي الروبي، حيث تنبأ الشيخ علي الروبي لتلميذه بمستقبل باهر وحكم مصر، وعندما جاء الامير برقوق المملوكي من دولة المماليك البحرية وعندما حكم مصر في هذه الفترة تبركا بالشبخ علي الروبي وإحقاقا لجميله في تعليمه وتنبأ له بأن سيحكم مصر فبنى هذه المدرسة والضريح وعمر الضريح مايقرب من 700 سنه، ويعتبر قدم أثر في الحضارة الإسلامية في الفيوم، كونه أقدم من المسجد المعلق والمسجد قيتباي


أغرب شكوى في عريضة
ومن المفارقات عند فك المقصورة  كشف "عبدالسلام" وجدنا عريضة لأحد الأشخاص يشكوا فيها للشيخ علي الروبي ويواصل الدعاء على الشخص في تلك العريضة، حتى يستجيب الشيخ لدعاءه، وهذا من أغرب ما وجدناه، وتم حرق جميع الأسحار وجميع ما عثرنا عليه داخل المقصورة، والعاملين من الأمن على الضريح يعانون من تلك الأمور، علما بأنه لا يوجد إثبات أو دليل لدفن جثمان الشيخ علي الروبي وذلك أثناء اعمال الترميم والحفر للخوازيق والتي كانت عبارة عن 18خازوق والحماية المكان من المياه الجوفية تم الحفر لنحو 4 متر ولم يكن هناك أي رفات للجثمان، فليس مؤكد وجود جثمانه أو من عدمه، ولم نجد سوى بقايا رفات حيوانات أعتقد أنها نذر للزائرين والمترددين على الضريح في المواسم والأعياد.

وصية المتوفيين بخروج جنازتهم من علي الروبي
ومن المفارقات التي نراها والمعتقدات للزائرين بعضهم يشعل شموع داخل الضريح على أساس أنه نذر وهذا يشكل خطر داخل الضريح ومعاناة أمن المكان كثيرا من هذه الأمور، وهناك الكثير اللذين يصرون بدخول النذور وتقديمها داخل الضريح من الذبائح وهم من البسطاء واللذين يجهلون لثقافة المكان، وهناك شخصيات قيادية وسيادية وعامة يتباركون بهذا المكان ويزورونه، وللمكان قدسية ومحبه خاصة في قلوب أهالي الفيوم، وهناك بعض المتوفيين يتركون وصيتهم بأن تخرج جنازتهم من الشيخ علي الروبي تبركا بالمكان وسيرة الشيخ القديمة له.

7d682520-c4a8-4534-9a07-2b7eb58eb423 8b443d00-909a-476e-ad24-24b14a49488f 8cc23df9-c18e-48ee-b427-47c49c5ada2c 29cf5c1b-16a4-4e2b-ab19-e9dc9f6f13f1 382eff94-f1ef-45db-b547-3d508aeb2599 a15ab1f7-612d-48f9-aa1c-29d0108352ec b3fe7ad2-3144-4106-993b-471c35ce7f40 d51d2d6f-12c7-4d95-8490-4621695493bb d53786dd-739b-4df0-a82a-4d83e4667602 ed3f20c3-57ab-4c7f-bc7c-3746a2f0da8a fa9bee8e-1d09-4dbe-9cfa-63af50b86cb8

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محافظة الفيوم

إقرأ أيضاً:

أستاذ الشريعة الإسلامية: يجب استثمار طاقات دار الإفتاء لمواجهة الفتاوى العشوائية

شهد اليوم الثاني من فعاليات ندوة دار الإفتاء الدولية الأولى انعقاد الجلسة العلمية الثانية، تحت عنوان "حماية الأمن الفكري: التحديات وطرائق الفتوى في المواجهة" قال الدكتور محمد عبد السلام أبو خزيم، أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس، إن “استثمار طاقات دار الإفتاء المصرية يعدُّ أمرًا ضروريًّا في التصدي للفتاوى العشوائية، مما يسهم في تعزيز الأمن الفكري والانتماء الوطني”.


وأشار الدكتور أبو خزيم إلى الدور البارز الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية عبر تاريخها الطويل في دعم البحث الفقهي وإصدار الفتاوى الرصينة. وأوضح أن "الفتوى ليست مجرد إجابة على سؤال، بل هي عبارة عن عمل علمي يتطلَّب فهمًا عميقًا للنصوص الشرعية ومقاصدها، بالإضافة إلى التفاعل مع المستجدات المعاصرة."


كما أكد على أهمية التصدي للفتاوى العشوائية التي قد تُحدث بلبلة في المجتمع، قائلًا: “إن الفوضى الفكرية التي تنتج عن الفتاوى المغلوطة تؤثر سلبًا على التوازن الفكري والاقتصادي والاجتماعي. ومن هنا تأتي أهمية وجود أمانة الفتوى والإدارات الشرعية القادرة على تحليل الواقع وبيان الرأي الفقهي الصحيح”.


وفي سياق حديثه، تناول الدكتور أبو خزيم أهمية "أمانة الفتوى" التي تضم الهيئة العليا لكبار العلماء في دار الإفتاء، والتي تعمل على التصدي للفتاوى الشاذة. وأشار إلى ضرورة وجود اجتهاد جماعي يستند إلى مناهج علمية رصينة في مواجهة الفتاوى المتطرفة.


كما أوضح الدكتور أبو خزيم أن "المؤشر العالمي للفتوى" يمثل آلية فعالة لرصد الفتاوى التي تدعم بناء الإنسان واستقرار المجتمع، ويعكس جهوده في تحليل الفتاوى الرسمية مقارنةً بتلك الفتاوى المتطرفة، مشيرًا إلى أهمية تقديم الفتاوى المرتبطة بقضايا التنمية المستدامة.


علاوة على ذلك، تناول د. أبو خزيم أهمية "إدارة الأبحاث الشرعية" في دار الإفتاء، والتي تقوم بإعداد بحوث تتسم بالدقة والتأصيل، وتسعى للرد على الشبهات التي تُثار حول الإسلام. وأكَّد أن نتاج هذه الأبحاث يسهم بشكل كبير في مواجهة الفتاوى العشوائية.


في ختام كلمته، دعا الدكتور أبو خزيم إلى أهمية تدريب المفتين وتطوير مهاراتهم من خلال برامج تدريبية متخصصة، مشددًا على أن "الإفتاء صناعة تحتاج إلى تأهيل مستمر، مما يساهم في تعزيز كفاءة المفتين وتمكينهم من التعامل مع الأسئلة المعاصرة بشكل صحيح."


كما أكَّد على دور دار الإفتاء المصرية كمرجعية علمية تسعى إلى الحفاظ على الوسطية والاعتدال في الفتوى، والتصدي لأي محاولات تشوه صورة الإسلام وتعكر صفو التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • القطاع النسائي في عدد من المكاتب والهيئات بالحديدة يقيم فعالية بذكرى ميلاد الزهراء
  • من موتور الثلاجة إلى مأساة عائلة.. حريق المنيل يروي حكاية وجع
  • منتدى البحوث الإسلامية للحوار يوصي بتعزيز الفكر المتوازن
  • جد روح الروح يلحق بها.. حكاية شيخ فلسطيني خطف قلوب العالم حيا وميتا
  • مصر تدرس سفر قطع أثرية في بينالي الفنون الإسلامية بجدة
  • ماكانوش مستحملينه.. إيه حكاية عم أحمد و طرد ولاده له من البيت
  • بحضور أردوغان.. أحمد موسى: مصر تستضيف قمة منظمة الدول الثمانى الإسلامية
  • حكاية خباز كعك القدس على مشارف الأقصى
  • بإسم الرسول الأعظم الحوثيون يغتصبون منزلا بالقوة ويضعون عليه اسم النبي
  • أستاذ الشريعة الإسلامية: يجب استثمار طاقات دار الإفتاء لمواجهة الفتاوى العشوائية