الأسبوع:
2025-01-18@04:59:43 GMT

هل نقبل الهزيمة؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

هل نقبل الهزيمة؟

جاءت ضربات إسرائيل لكوادر حزب الله عبر تفجير أجهزة الاتصالات البيجر لتؤكد حقيقتين مهمتين، وهما: أن الدولة الصهيونية تتفوق تقنيًّا على العرب بعشرات السنين، وأن أمريكا وأوروبا كلها تقف خلف الإجرام الصهيوني دون حدود.وأمام نجاح إسرائيل في تنفيذ ضربتها في أعين ووجوه أبناء الشعب العربي في لبنان وسوريا، تعالت أصوات تدَّعي العقلانية تطالب بالاستسلام لهذا العدو الخسيس، بزعم أننا لا نحارب إسرائيل فقط ولكننا نواجه كل جيوش العالم المتقدم تقريبًا، وأن الحرب بهذه المعادلة سوف نخسر فيها دون شك.

ولأن المنافقين ودعاة الهزيمة هم السبب دائمًا في سحق الأمم وإبادة شعوبها، فإن التاريخ هو الأقوى والأصدق في الرد على هؤلاء عبر طرح تساؤلات مفصلية من قلب تاريخنا العربي والإسلامي. والسؤال الأول: ماذا لو استسلمت مصر بعد هزيمة 1967 التي كانت فيها إسرائيل في الواجهة، ولكن أمريكا وأوروبا هي مَن ضربتنا في الخلف؟ هل كان نصر أكتوبر العظيم في العاشر من رمضان 1973 سيأتي ونحتفل به ونفخر برجاله كل عام لو أننا اتبعنا دعاة الهزيمة والاستسلام؟ وهل كان الأقصى والقدس سيعودان لنا بعد 91 عامًا من احتلال الصليبيين له؟ وفي الأصل هل كانت ستقوم للإسلام قائمةً لو أننا زحفنا خلف مدَّعي العقلانية بعد هزيمتنا في غزوة أحد رغم أن القائد كان محمد أعظم مَن خلق الله في البشرية على الإطلاق؟ هناك فارق كبير بين دعاة الهزيمة ودعاة النصر، وأصحاب العقول الحقيقة هم الذين يسهرون لصناعة أسباب النصر، وهم الذين يصرون على كشف فصائل الطابور الخامس خلف جيوش الأمة. والغريب أن نصر أكتوبر العظيم في 73 وفي طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 لم يقنع هؤلاء أن العرب يمكن أن ينتصروا على هذا البعبع الذي زرعه الغرب بيننا كي نخافه ونسجد له عبيدًا. وتطالب إسرائيل ومن بعدها أمريكا حزب الله بتفكيك الترابط والتنسيق مع المقاومة الفلسطينية في فلسطين، وتطالب حزب الله بالانسحاب أربعين كيلو كي ينعم المستوطنون بالأمن والرفاهية في شمال فلسطين. وإذا خضع حزب الله وقرر أن يحمي رأسه بحجة إنقاذ لبنان من التدمير والخراب فإن اليهود سوف يمارسون عليه أبشع أنواع التسلط والذل، وسوف يكون مطلبهم الثاني تسليم سلاحهم، ومطلبهم الثالث تسليم قادته بحجة أنهم مطلوبون على ذمة قضايا أو اتهامات إرهابية، والمطلب الرابع مصادرة جميع أموال الحزب لأنها تعود لمنظمة إرهابية. ولكي يثبت الحزب أنه تخلى عن الإرهاب واستسلم دون قيد أو شرط فلابد أن يقوم بتسليم كل قادة المقاومة الفلسطينية والعراقية والسورية واليمنية، وتسليم جميع المعلومات التي بحوزته عن إيران في لبنان وكل البلاد العربية. كل شواهد التاريخ تقول إن العدو الإسرائيلي لا يقبل من العرب شركاء أو أصدقاء أو حتى جيران، هو فقط يقبل العملاء هكذا فعل مع جيش العميل أنطوان لحد في جنوب لبنان. وهكذا أصر على شرط جوهري يقابل دخول السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وهو تعاون رجال السلطة مع إسرائيل في القبض على رجال المقاومة وتسليمهم بإسرائيل بل والمشاركة في قتلهم إذا اقتضى الأمر، وجاء ذلك تحت مسمى التنسيق الأمني. العدو الإسرائيلي لا يعترف بوجود العرب إلا كحيونات بشرية مَن يقتلهم يدخل الجنة ومَن يتبقى منهم لا يعملون إلا عبيدًا في بلاط قصره. عملية تفجير البيجر تركت لنا الخيار بين أن نكون عبيدًا عند الصهيوني أو أبطالًا يصرون على نصر لتنظيف العالم من شروره.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مقررة أممية لـعربي21: تسامح العرب مع إسرائيل يشجعها على احتلال أراضيهم (شاهد)

شبهت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بـ"الجحيم على الأرض".

وأكدت ألبانيز في مقابلة مصورة مع "عربي21"، بأن "قطاع غزة يتعرض لقصف لا هوادة فيه منذ 15 شهرا حتى الآن"، مشيرة إلى أن "الناجين من حرب الإبادة الجماعية والمحاصرين في قطاع غزة يعانون من نقص في الغذاء ويعيشون في خيام لا تقيهم من برد الشتاء المميت".

وقالت إن "الأمم المتحدة تعكس الآن أكثر من أي وقت مضى النفاق والمعضلة الأخلاقية التي نحملها معنا، لافتة إلى أن هناك عدم مساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والشعوب الأخرى، حيث يعتبر الشعب الفلسطيني الأكثر تعرضا للتجاهل من بين كل الشعوب الأخرى".

وتاليا نص الحوار كاملا:


كيف تصفين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل عام، وشماله بشكل خاص؟

أولا، أشكركم على استضافتي، يمكنني القول بأن الوضع في قطاع غزة أشبه بالجحيم على الأرض، ولا أعتقد أن تعبيرا آخر يمكنه أن يعبر عن مدى البؤس الذي وصلت إليه حياة الناجين من الإبادة الجماعية والذين ما زالوا محاصرين في الوقت الذي نتحدث فيه.

وبشكل عام، عانى قطاع غزة من شماله إلى جنوبه من قصف لا هوادة فيه لمدة 15 شهرا حتى الآن، مع الحرمان الشديد والنقص والتدمير الوحشي للوسائل الأساسية للبقاء على قيد الحياة، مثل ما تقدمه الأرض من إمدادات المياه والغذاء، كما تم تدمير الأراضي الزراعية ومعظم قوارب الصيد.

كذلك لم يعد هناك طريقة مستدامة لإنتاج الغذاء في غزة، وحتى الغذاء الذي سمح بدخوله إلى غزة -والذي هو غير كافٍ، رديء، وغير متوفر بالكامل في الخدمة المقدمة للأشخاص الذين يتم قصفهم- ليس كافيا، وينطبق الشيء نفسه على الوقود، والملاجئ، والأدوية، وهذا هو الواقع.

وتم تدمير 80 في المئة من المنازل وما تبقى منها تضرر بشدة، وفي الوقت الذي نتحدث فيه، فإن الوضع بالنسبة للناس هو التالي:

بقي بضعة آلاف من الناس على قيد الحياة في شمال قطاع غزة، وسأعود إلى هذا، لكن أغلب الناس اضطروا إلى التحرك جنوبا نحو رفح على أمل أن يتمكنوا من كسر الحدود والدخول إلى مصر.

وعندما لم يحدث هذا، أدركت إسرائيل أن هذا غير ممكن، فحاصرتهم عبر العملية العسكرية ودفعتهم إلى حدود رفح الشمالية وغربا، لذا فإن غالبية الناجين في القطاع محاصرون الآن في شمال شرق وجنوب منطقة المواصي.

ومنطقة المواصي هي في الأساس منطقة أصبحت خالية إلى حد كبير، لذا، إذا قرأت تقرير منظمة "فورنسيك آركيتيكشر" بعنوان "خرائط الإبادة الجماعية"، فسترى أن هذا متعمد، هذه تقنية إبادة جماعية.

بالإضافة إلى ذلك، يعيش الناس هناك في الغالب في خيام غير ملائمة، حيث يتجمدون حتى الموت، ويتعرضون دائما للعوامل الجوية المختلفة، وغالبا ما تغمرهم المياه بسبب الأمطار والمد والجزر، هذا أمر يتجاوز الإنسانية، وهذا شيء لم نشهده من قبل، هذا المستوى من الوحشية، وأقصد قتل الطواقم الطبية والصحفيين والأطباء وتدمير أماكن التعليم والمدارس الجامعية والمستشفيات والعيادات.

بالطبع كان الوضع في شمال قطاع غزة أسوأ من الجنوب، إن كان هذا ممكنا، لأنه كان هناك حصار داخل حصار داخل حصار، أعني أن قطاع غزة تحت الحصار منذ عام 2007، مع تزايد مستوى الاعتماد على المساعدات النادرة أصلا.

واعتبارا من أكتوبر 2023، تم تشديد الحصار، واضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الانتقال من الشمال إلى الجنوب، أما أولئك الذين بقوا خاصة اعتبارا من أكتوبر من العام الماضي 2024، عاشوا الجحيم المطلق مع إطلاق النار عليهم، ومع عمليات الاختطاف والتعذيب على نطاق أعلى من غيرهم من سكان القطاع، وعانوا من القصف الشديد وتدمير كل ما تركوه وراءهم.

إن ما يحدث في الشمال وبقية القطاع يشبه إلى حد كبير ما تخطط إسرائيل لفعله في ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبينما حدث هذا في غزة، صدقوني، فإن الواقع في الضفة الغربية فظيع.

وأتوقع، كما كتبت في تقريري "الإبادة الجماعية بوصفها محوا استعماريا"، أن تطلق إسرائيل في الضفة الغربية نفس العنف الذي أطلقته ضد الفلسطينيين في غزة، لقد مهدت الأرض وأصبحت جاهزة، واختبرت تسامح المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية، والآن اختبرت القدرة على إلحاق الأذى، وهو ما تفعله الآن بالفلسطينيين.

لقد ذكرتِ أن الناس في غزة يواجهون الموت بسبب البرد، فماذا يمكن أن تفعلي أنتِ وبقية المنظمات الدولية لوقف هذا الوضع؟

الواقع هو أن الأمم المتحدة تعكس الآن أكثر من أي وقت مضى النفاق والمعضلة الأخلاقية التي نحملها معنا، نحن لسنا جميعا متساوين أمام القانون، دولا وشعوبا، والفلسطينيون اليوم هم إلى حد ما الأكثر تعرضا للتجاهل بين كل الشعوب، لأنهم يتعرضون للقصف والتجويع والتعذيب، ويتعرضون للإبادة الجماعية.

وتبدو معظم البلدان متقاعسة، بينما ينزل المجتمع المدني إلى الشارع، ويتخذ الإجراءات القانونية، وتستجيب بعض البلدان في جنوبي وشمالي العالم، ولكن اعذروني، فالغالبية العظمى لا تبذل ما يكفي من الجهد، لأنه لا يمكن أن تكون دولة واحدة تدعمها الولايات المتحدة أقوى من جميع الأعضاء الآخرين في الأمم المتحدة مجتمعين.

لكن هل لديكم تواصل مباشر أو غير مباشر مع الحكومة الإسرائيلية، خاصة عندما يهاجم الجيش الإسرائيلي المستشفيات في غزة ويعتقل الأطباء وآخرهم الدكتور حسام أبو صفية؟

إنني أكتب رسائل إلى الإسرائيليين بصفتي المقررة الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفعل ذلك أيضا من سبقوني في المنصب، ولكن إسرائيل لا ترد.

إن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون، وهذا ما أسميه الغطرسة، أقول هذا لأن إسرائيل ترتكب جرائم فوق الجرائم، كما ترتكب جرائم ضد الأمم المتحدة، لقد حان الوقت لمحاسبة إسرائيل وفقا لقوانين الأمم المتحدة، ومرة أخرى، الناس لا يدركون النقطة الحرجة التي وصلنا إليها.

ولقد شجع غياب القانون المتنمرين في أسرة الأمم المتحدة على التصرف بطريقة أكثر وحشية وأقل تواضعا، إلى الحد الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية القادمة بالفعل عن استخدام القوة للحصول على أراضي الآخرين من غرينلاند إلى بنما.

هل هذا أمر طبيعي حدوثه في عام 2024؟ بالطبع لا، ولكن هذه هي الثمرة المريرة لحالة غياب القانون والتي سمحنا لها جميعا بالتفاقم حيث كانت فلسطين أرض اختبار.

ما تعليقك على قرار إسرائيل حظر الأونروا في الأراضي الفلسطينية خاصة في ظل الأزمة الإنسانية الحالية في قطاع غزة؟

إن هذا الحظر غير قانوني ولا يثير الدهشة، لكن هل يفاجئني هذا؟ لا على الإطلاق، لأن إسرائيل تريد التخلص من الفلسطينيين، والأونروا هي آخر ما تبقى من وكالات الأمم المتحدة، أو التي تعبر عن مسؤولية الأمم المتحدة تجاه الفلسطينيين عما عانوه منذ النكبة.

يجب أن يفهم الناس التاريخ لكي يروا لماذا تهاجم إسرائيل الأونروا، ولاحقا ستتبعها جميع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، ولهذا السبب لا أفهم الروح الانهزامية السائدة والنزعة الذاتية، بما في ذلك أقسام معينة من الأمم المتحدة، التي ينبغي أن تحاول أكثر للحفاظ على الأونروا.

يجب أن يكون لدينا خطة طوارئ للتأكد من السماح للأونروا بالعمل، وإذا عارضت إسرائيل ذلك، فيجب أن تواجه ردا قويا، كما تم سابقا ضد دول أخرى تقمع شعبها.

بعد صدور مذكرة الاعتقال من الجنائية الدولية ضد نتنياهو، كانت هناك ردود فعل غربية متباينة، حيث رفضتها بعض الدول ودول أخرى تراوح موقفها بين التعهد بالالتزام أو محاولة التملص منها بطريقة ما.. ما هو تعليقك؟

هذا مثال آخر على المعايير المزدوجة أو ما أسميه الاستثناء الفلسطيني، حيث ادعت الدول الأعضاء أنها تؤيد نظام حكم القانون الدولي، والنظام الدولي القائم على القانون، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

وبشكل عام، فإن هذا النظام الدولي المكون من قواعد وآليات لتطبيق القانون الدولي يتم الاستناد إليه عموما عندما يتعلق الأمر بالآخرين، وليس بما يفعله الغرب، لأنه كانت هناك سوابق للتغطية على تحقيقات في انتهاكات ارتكبها الغرب.

أفكر في الجرائم التي ارتكبت، بما في ذلك خلال تدخل الغرب، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، في أفغانستان، هل رأى الشعب الأفغاني يوما من العدالة للجرائم التي تحملها؟ لا.

ولهذا السبب أقول إن فلسطين اليوم تكشف عن مشكلة منهجية نعاني منها تتمثل في الافتقار إلى المساواة بين الأمم على المستوى الدولي، حيث أصبح الفلسطينيون مرة أخرى ساحة اختبار للاستراتيجيات والتقنيات والأسلحة العسكرية.

مؤخرا قالت المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إنها واجهت تهديدات وضغوطا من جانب إسرائيل، ماذا عنكِ؟ هل تعرضتِ لتهديدات أو ضغوط مشابهة؟ هل تشعرين بالأمان؟ وهل ستوقفين عملكِ؟

لن أتوقف، وسأستمر، لا أستطيع إلا أن أخبرك أنني سأستمر في فعل ما يجب عليّ فعله، ولن أسكت طالما أنني أتنفس، سأستمر في فعل ما أفعله، بالطبع، أعني، أنا لست بطلة، ولست امرأة خارقة، لذلك، بالطبع، أشعر بالخوف في بعض الأحيان، لكن لا أعرف مدى خطورة التهديدات.

لكن هل يوقفني ذلك؟ لا، لأنه في كل الأحوال.. إذا فكرت في نفسي كأم، أريد لأطفالي أن يعرفوا أن العدالة شيء يستحق العيش من أجله بالضرورة، وأريد منهم أن يفعلوا الشيء نفسه، ولا أستطيع أن أعظ بهذا في الخارج إذا لم أمارس وإذا لم أطبق ما أقول، وهو أمر ضروري أخلاقيا بالنسبة لي، أولا وقبل كل شيء، في حياتي الخاصة، ومع عائلتي، لذا، بطبيعة الحال، أنا أعرف المخاطر التي أتعرض لها وأتحملها.

ذكرتِ أن الوضع في الضفة الغربية أيضا صعب ولا يقل سوءا عن الوضع في قطاع غزة، كيف تفسرين هذا الواقع رغم أن الاحتلال لا يتعرض لهجمات مشابهة لما يحدث في قطاع غزة؟

لا، ولكن هذا لا يهم.. مرة أخرى هذا هو السبب الذي يجعلني أقول إن ما تفعله إسرائيل هو خطة قديمة متجددة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأرض، ليس مع أقل عدد من الفلسطينيين بل بدون فلسطينيين، والآن أصبح الأمر مكشوفا، ويحدث على الهواء مباشرة، إنها إبادة جماعية بوصفها محوا استعماريا، هذا ما قلته في تقريري الأخير.

لقد ارتكبت إسرائيل بالفعل أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، ولكن الهدف هنا للتدمير هو الفلسطينيون ككل، وهي ترى أن الفلسطينيين يجب إبعادهم عن الأرض التي تدعي ملكيتها لها من النهر إلى البحر.

ولا يوجد أي غموض في هذا الأمر، ولست أنا من يتكهن، بل إن المسؤولين الإسرائيليين وبعض أفراد الجمهور الإسرائيلي والأصوات العامة والمجتمع هم الذين يقولون إن هذه هي الخطة يجري تنفيذها.. الاستيلاء على الأرض دون الشعب.

ما هي رسالتك للدول العربية، وخاصة مصر الجارة الأقرب لغزة؟ وهل تعتقدين أن العرب يبذلون جهدا كافيا بشأن الوضع هناك؟

لدي علاقات جيدة جدا مع بعض الدول العربية على وجه الخصوص، وأنا أواصل العمل الثنائي للقيام بقدر ما أستطيع، ولكن العالم العربي منقسم أكثر من أي وقت مضى.

والعديد من الدول أفسدها النفوذ والسياسة والمصالح الغربية، ولا أعني هنا كل الغربين، لأن هناك الكثير من الناس الطيبين في الغرب يخاطرون بحياتهم بما في ذلك دول مثل إسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورج وأيرلندا، التي يجسد سياسيوها إلى حد كبير -ليس بشكل مثالي، ولكن إلى حد كبير- إرادة الشعب.

ولكن مرة أخرى، هناك جزء من الغرب لا يزال إمبرياليا للغاية ويمارس سيطرة هائلة على بعض الدول العربية، وأنا شخصيا مصدومة من الافتقار إلى الرؤية والاستراتيجية لدى هذه الدول، لأنها لا تدرك أن ما يحدث للفلسطينيين، سيحدث لكثير منها.

ولأن خطة إسرائيل هي التوسع لتصل إلى إسرائيل الكبرى، فلن تبقى داخل حدود فلسطين وهذا واضح جدا، والشعبان اللبناني والسوري يعرفان ذلك بالفعل، والشعب الأردني يرى ذلك، أعني أنني رأيت رد فعل وزير الخارجية الأردني الذي اشتكى من عرض إسرائيل خرائط لإسرائيل الكبرى وهي تتوسع داخل الأردن.

أصدقائي في العالم العربي، هذا الأمر قادم، وكلما طال أمد تسامحكم مع إفلات إسرائيل من العقاب، كلما كانت العواقب أشد وطأة عليكم جميعا.

أنا فقط أدعو إلى رد أكثر قوة، رد قائم على المبادئ تجاه ما تفعله إسرائيل، يمكنكم القيام بذلك باستخدام القانون الدولي فهو الآن أداة بين أيديكم، وأستطيع أن أقول لكم إنني أتوقع عاجلا أو آجلا أن تصبح غير فعالة تماما، لأنه لدينا نافذة زمنية صغيرة متبقية.

إن العالم اليوم مكان أكثر قسوة مما كان عليه قبل الإبادة الجماعية أو حتى قبل أربع سنوات. لم نفعل شيئا لمنع هذا، والآن سيتعين علينا التعامل مع العواقب.

مقالات مشابهة

  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • توفيق عكاشة: إسرائيل تحتاج العرب للسيطرة على العالم
  • مقررة أممية لـعربي21: تسامح العرب مع إسرائيل يشجعها على احتلال أراضيهم (شاهد)
  • بوادر أزمة محتملة بين إسرائيل وإدارة ترامب بسبب "حزب الله"
  • الرئيس سليمان: لاستخلاص العبر من الهزيمة وفلسفتها
  • إسرائيل تخشى سيناريو 2006... هذا ما قد يقوم به حزب الله
  • إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006
  • ‏المفوض العام لـ "الأونروا": الوكالة تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل
  • المفتي قبلان: لن نقبل بتجاوز ثقلنا النيابي وإلغاء قدراتنا وشراكتنا الميثاقية
  • ظريف: إسرائيل خططت لتفجيرات "بيجر" في إيران