« تزييف عميق» لمشاهير الأطباء يهدد حياة المرضى
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
البلاد ــ وكالات
تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي إعلانات مضللة، تستخدم صور أطباء معروفين، ويحظون بالاحترام تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تروج لعلاجات« معجزة» لمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وهي ظاهرة يرى خبراء أن من الصعب لجمها، ولكنها باتت تهدد حياة المرضى؛ إذ يعد هؤلاء الأطباء «المزيفون» بعلاج لمرض السكري من دون تناول الميتفورمين، الذي عادة ما يوصف لهذه الحالات، حتى أنهم يشجعون المرضى على التخلي عن دوائهم الذي« سيقتلهم» على قولهم، واعتماد شراب «طبيعي» غامض بدلًا منه.
وتعرض عمليات الاحتيال هذه حياة مرضى كثر للخطر، وتزداد خطورتها، لأنها تستند إلى صور أطباء مشهورين؛ مثل الدكتور ميشال سيم في فرنسا، أو الدكتور مايكل موسلي في المملكة المتحدة، وهما من ضحايا ظاهرة« التزييف العميق» هذه عبر الإنترنت.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول الطبيب العام البريطاني جون كورماك، الذي يتعاون مع مجلة« بريتيش ميديكال جورنال» (BMJ) بشأن هذا الموضوع:« إن الناس يثقون بهذه الفيديوهات لأن هؤلاء الأطباء أمضوا وقتًا في بناء صدقيتهم…».
ويقول المتخصص في الذكاء الاصطناعي هنري أدجير: إن عمليات «التزييف العميق» هذه بدأت فعليًا خلال السنة الحالية، مشيرًا إلى أن الإعلانات تستهدف بشكل أساس جمهورًا كبيرًا في السن نوعًا ما.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
طفح الكيل ولم يعد في الصبر متسع!
تأمُلات
كمال الهِدَي
. من شدة الحيرة مما نحن فيه من ردود أفعال لا تتسق مع حجم الأهوال التي نعيشها، ولإصرار البعض (الصاعق) على إستمرار هذه الحرب اللعينة وجدت صعوبة في إختيار عنوان لهذا المقال لأنكم (كملتوا الكلام) يا مغيبين ويا موالين لجيش الكيزان الذي يفتك بكم ويشردكم لأهداف بدت معلومة حتى قبل أن تبدأ هذه الحرب.
. ومع تلك الحيرة لجأت للذكاء الإصطناعي، لا للتأكد بالطبع مما إذا كان حميدتى حي يرزق أم ميت، فهذا شأن لا أظن أن عقلي صغير لدرجة إنشغاله به، سألت الذكاء الإصطناعي عن ما إذا كان بجعبته خياراً بنفس معنى (بلغ السيل الزبى) أو (طفح الكيل) فقد وجدت العبارتين غير كافيتين.
. وجاءني الذكاء الاصطناعي بعدد من الخيارات رأيت أن العنوان أعلاه أقواها لتأكيده على نفاد الصبر وليت الصبر وحده الذي نفد، فقد أضعنا معه الفرص الواحدة تلو الأخرى ببلادة حس مُحيرة وكأننا أصبحنا أشباه بشر يتلذذون بفقدان الأحبة وبالدمار والخراب.
. تبادل ومشاهدة الفظائع التي ترتكبها أطراف الحرب صارت وجبة يومية، وبدلاً من أن يدفع ذلك الكثيرين لتغيير موقفهم الخاطيء من الحرب المدمرة تجد أفراداً تعب أهلهم عليهم وأدخلوهم المدارس والجامعات وربما أعانوهم لمواصلة الدراسة والبحث إلى أن حصلوا على درجات عليا، لكنهم للأسف يبدون ونحن في خضم هذه الأهوال والمآسي وكأنهم لم يكملوا رياض الأطفال.
. فتعليم وتجارب حياتية لم تعلمك أن الحرب دمار وخراب ولا أن الكيزان هم آفة هذا البلد وأكثر السودانيين خبثاً وكُرهاً لأهلهم ووطنهم تبدو بلا جدوى.
. مدارس وجامعات لم تعلمك أن العقل نعمة إختصنا بها رب العباد لكي نفكر قبل أن نقرر، وحتى لا ننساق كالخراف بفعل العاطفة وراء أجهل الناس وأشدهم خواءً فكرياً لا طائل منها.
. تعليم لا يعرفك بأن تركز مع جوهر أي موضوع بدلاً عن الهوامش، كأن تنشغل مثلاً بأن حميدتي (مات وشبع موت) وتنسى أن قواته ظلت تقاتل وتتمدد غض النظر عن حياته أم مماته، لا أظنه كان أكثر من إضاعة الوقت وإهدار أموال أهلك.
. علم لا يدرك صاحبه أن ديننا الحنيف ينهانا عن قتل الأبرياء والأسرى والتمثيل بالجثث وتصويرها لا خير فيه إطلاقاً.
. ولو أدرك أن أبنائي سيكبرون على ذات طريقة هؤلاء البعض لأوقفتهم من التعليم اليوم قبل الغد، فقلم لا يزيل بلماً من الأفضل توفير الأموال المنفقة فيه لأمور أخرى.
. محزن جداً أن نشاهد كل ساعة الفظائع الواحدة تلو الأخرى ليُنهي بعضنا مشاهدة الفيديو الفظيع ليبدأ في الترديد ببلاهة " جيشنا ياخ".
. فأي جيوش في هذا الكون الواسع رأيتمونها تقتل مواطنيها تعمداً وبمثل هذه البشاعة!
. وأي عقل يسوق صاحبه لفكرة أن كل هذا يحدث من أجل الوطن وكرامة مواطنه!
. كيف يصون كرامتك من يتعمد قتلك والتمثيل بجثتك!
. هذه أفعال لا تقبل بها حتى الكلاب الضالة، فما بالنا نحن البشر الذين فضلهم المولى عز وجل على جميع خلقه!
. شاهدت بالأمس فيديو لمجموعة من العساكر والمليشياويين المنضوين تحت لواء جيش الكيزان وهم يمارسون هوايتهم اليومية المحببة في القتل والذبح والتمثيل بالجثث وكان أحد المجرمين يردد العبارات التالية : " كَشِفْ الفتك والمتك ده.. ديل اللليلة دي.. بالله شوف الشغل ده كيف... ديني وإيماني شَرَطُوا ليك شرطة... ده ما ميت! طيب انت بتعاين كده مالك يا زول، أديه طلقة ويأتيه الرد من مريض نفسي آخر " لا ده ميت" " أوووه شية شية ده محل الشية هنا يا"
. فهل هؤلاء بشر أسوياء يمشون بيننا بعقول وقلوب وأحاسيس!
. بالطبع لا يمكن أن يكونوا بشراً
فكيف تجاري وتناصر حيوانات كاسرة أنت يا هداك الله! وتتوقع كمان أنهم يحاربون الجنجويد لكي يحافظوا على سلامتك وكرامتك!
أي كرامة بعد الجوع والتشرد والوقوف في الصفوف للحصول على (كُمشة) عدس أو شوربة، وأي سلامة بعد الموت!
. هذا لا يجوز، فلا تقنع نفسك بأن المتعاون يستحق لكونه قد ساعد المغتصبين.
. فأنت نفسك تساعد بمثل هذا الموقف الكريه المغتصبين والقتلة الذين ظلوا يرتكبون في حق أهلك أبشع الجرائم منذ العام ٨٩.
.كما أن تفجير الرؤوس بالسواطير وبقر البطون وجز الرؤوس لا يجوز حتى ولو كانوا يحاربون يهوداً احتلوا هذا السودان إحتلالاً كاملاً، لا مجرد مليشيا صنعوها بإيديهم.
. نتابع جميعاً هذه الأيام تسليم حركة حماس للأسرى اليهود وكيف أنهم عاملوهم بإنسانية ووفقاً لتعاليم ديننا الحنيف لدرجة أنهم يودعونهم وكأنهم أصدقاء لا ألد الأعداء.
. صحيح أن لحماس حساباتها المعقدة التي تفرض عليها المحافظة على حياة هؤلاء الأسرى ورعايتهم، لكن إن إحتمل بعض (متفلتي) الحركة وجود يهودي بينهم دون أن يأذونه ، فكيف يعز على جندي أو مليشاوي سوداني يهلل ويكبر طوال اليوم أن يحافظ على حياة مسلم مثله وهو مجرد متهم بالتعاون مع الجنجويد، التهمة لم تثبتها الجهات المعنية!
. طبعاً مثل هذه المقارنات لا تخطر بأذهان من يُساقون سواقة الضان في هذا السودان الموبوء بجهل لا مثيل له.
. شاهدت فيديو آخر حاول من خلاله عسكر البرهان العزف على عواطف السذج وهم يصورون طفلتين ترتعب إحداهن خوفاً وتترجاهم ألا يغادروا ويتركونهم للجنجويد.
. ولو تمتع أولئك الجنود بعمق التفكير لما صوروا الطفلتين لأن ذلك يفضحهم، فخوفهما ناجم عن تجربة قاسية سابقة فر فيها الجيش الذي كان من المفترض أن يحمي هؤلاء الصغار ولا يعرضهم لأهوال سيبقى أثرها النفسي طويلاً.
. فأتقوا الله في أنفسكم وأهلكم وبلدكم وأرفضوا هذه الحرب التي لن تنتهي مطلقاً بهذه الطريقة، وأعلموا أن طرفيها يتباريان في الإجرام لا غيره ولا تحاولوا إيهام أنفسكم أو الآخرين بأن لدينا جيشاً حريصاً علينا وقادراً على حسم الأمور لمصلحتنا.
. ففي كل الدنيا دي مافي حرب إتحسمت داخل الميدان، وكل الحروب تنتهي بمفاوضات وقد تأخرنا كثيراً بسبب هذا الجهل المتفشي والعواطف البليدة.
. وسيأتي يوم يتنازل فيه هذا الجيش الكيزاني عن جزء من الأرض مثلما ظل يفعل على الدوام وأنتم بأنانيتكم غير عابئين بذلك.
kamalalhidai@hotmail.com