اليوم الوطني.. تتويج وبناء
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
في كل عام، نعيش أجواء الفرح والسعادة والعزّ باليوم الوطني ، ذكرى نفخر بها جميعاً لكيان عظيم أرسى دعائمه وثبت أركانه رجل فريد من نوعه ، هيأه الله تعالى ليجمع شمل أبناء الوطن الواحد، ويوحِّد كلمتهم تحت راية التوحيد. أنه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه).
إن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، قاد ملحمة توحيد هذا الكيان بعد أن كان ممزَّقاً في كيانات متناحرة ، ولكنه بفضل المولى، وبصحبة رجال مخلصين، إستطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم، وهما لحمة تماسك المجتمع المسلم.
في مثل هذا اليوم قبل 94 عاماً، سجل التاريخ مولد هذا الوطن الغالي، الذي يضمّ أقدس بقاع العالم بعد ملحمة بطولية على مدى اثنين وثلاثين عاماً، بعد استرداد الملك المؤسس طيب الله ثراه لمدينة الرياض، عاصمة ملك أجداده، وآبائه، في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ، الموافق 15 يناير 1902م، حيث صدر في 17 جمادى الأولى 1351هـ، مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م، يوماً لإعلان قيام هذا البلد المبارك.
تعتبر مناسبة اليوم الوطني، من المناسبات الأكثر ثباتا في الذهن، ورسوخا في الذاكرة، بعد مسيرة حافلة، سُطرت فيها ملاحم خالدة، في توحيد وبناء هذا الوطن الشامخ، يوماً شهد تتويجاً لمسيرة جهاد ملك عظيم، وانطلاقاً لمسيرة جهاد أعظم، نحو تنمية وبناء الدولة السعودية الحديثة.
إن أبرز القيِّم، والمضامين، التي يجب أن نستشعرها، هي أن نقف في ذكرى اليوم الوطني، وقفة تأمل، نستعيد فيها، أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس ( رحمه الله )، وانعكاساتها على المجتمع، تنمية وتطورا، لقد غرس توحيد هذه البلاد، أول بذور النماء، التي تشكَّل منها عصب الاقتصاد السعودي، إذ أثبتت تجارب الأمم، أن الأمن الوطني، والاستقرار السياسي، شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي. علينا أن نتذكَّر أن ما نعيشه من طمأنينة نفسية واقتصادية واجتماعية وأسرية، قلما تجتمع في شعب واحد، فالشعوب الغربية بترفها واقتصادياتها الكبيرة، إلا أنها تعاني من الانهيارات الأسرية، والانحرافات السلوكية، والخواء الروحي.
وفي الجانب الآخر، بلاد غنية بالجانب الروحي والنفسي، ولكنها تعاني أزمة اقتصادية ، لذلك تنعم بلادنا ولله الحمد والمِنّة، بميزة جمعت محاسن الدين والدنيا. والفضل يعود لتوفيق الله عز وجل، ولقيادتنا الحكيمة، التي طبّقت شرع الله، وبذلك استطاعت أن تجنب البلاد أزمات اقتصادية، وفتناً كقطع الليل المظلم.
الأحلام أصبحت واقعية في كل مناحي الحياة بالمملكة، إذ انعكست بوضوح على مشاريع كبيرة راهنت عليها المملكة في رؤية 2030، وهو ما جعلها ترسِّخ من قوتها ومكانتها لمواصلة دورها المهم والمحوري على جميع الأصعدة. لذلك تشهد المملكة نمواً متسارعاً وتحولاً اقتصادياً تاريخياً وغير مسبوق لعدم تأثر الاقتصاد بالأحداث السياسية بالمنطقة ، ممّا شجع رؤوس الأموال المحلية والخارجية على الاستثمار والاستفادة من الفرص والتسهيلات الكبيرة التي تمنحها حكومتنا الرشيدة، ممّا ساعد في دفع عجلة التنمية.
لقد كانت انطلاقة هذه النهضة منذ اليوم الوطني السعودي الأول، ولازال عطاء ذلك الغرس المبارك مستمراً، عشرات الأعوام حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة، والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس طيب الله ثراه، وواصل أبناؤه تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً وتنموياً في مملكتنا الحبيبة لتُجسد مسيرة البناء والرخاء للدولة الفتية، وتتواصل مسيرة التنمية والتطوير في أبهى صورها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (حفظهما الله).
فقد شهدت المملكة في العهد الزاهر مشاريع عملاقة في مختلف المجالات التعليمية والصحية والبلدية والعمرانية والطرق والمواصلات، بالإضافة إلى المشاريع العملاقة التي شهدتها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة خدمةً لضيوف الرحمن، إلى جانب الارتقاء بالمستوى المعيشي والتعليمي للمواطن السعودي وغير ذلك من مشروعات التطوير والتحديث التي جعلت المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
إننا مطالبون اليوم بتعزيز وحدتنا الوطنية، وتوحيد صفنا، وكلمتنا، وأهدافنا، وذلك بتجاوز الطابع الاحتفالي، إلى ميدان عملي يعبر عن حبنا الحقيقي للوطن من خلال نوافذ أكثر وعياً وإشراقاً تكرّس للوعي بقيمة الوطن، نشحذ فيه الهمم لمواصلة البناء والتطور والتنمية الحضارية، ونجسِّد فيه تلاحم الموطنين مع القيادة الحكيمة، ووحدة البلاد، وزرع روح الولاء والانتماء لهذا الوطن.
حفظ الله لهذه البلاد المباركة قيادتها، وأدام عزَّها، ورخاءها، وأمنها، وأن تستمر مسيرة البناء والنماء والعطاء. إنه سميع مجيب الدعاء.
وبالله التوفيق.
• رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه بمنطقة مكة المكرمة
• رئيس مجلس الجمعيات الأهلية فرع منطقة مكة المكرمة
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: طیب الله ثراه الملک المؤسس الیوم الوطنی
إقرأ أيضاً:
جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن
مسقط- العُمانية
بحمد الله ورعايته، عاد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى أرض الوطن بعد أن اختتم زيارة "دولة" لمملكة هولندا الصديقة، استغرقت ثلاثة أيام.
وفي وقت سابق من مساء أمس، ومؤيدًا بتوفيق الله تعالى، غادر حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- مملكة هولندا الصديقة بعد زيارة "دولة" استغرقت ثلاثة أيام.
وكان في وداع جلالة السُّلطان المعظم لدى مغادرته مطار شيبول - أمستردام، اللواء بحري لدجر بروميلار مُمثل جلالة ملك هولندا رئيس الجهاز العسكري الملكي ومعالي رينيت كليفر وزيرة التجارة الخارجية والتنمية وعدد من المسؤولين بمملكة هولندا. وقد بعث سُلطان البلاد المفدى برقيَّة شكر وتقدير إلى جلالة الملك ويليام ألكسندر ملك هولندا وقرينته جلالة الملكة مكسيما لدى مغادرته، أعرب جلالتُه فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به ووفده المرافق خلال الزيارة من استقبال حافل وضيافة كريمة.
وأشاد جلالة السُّلطان المُعظم بما أتاحه اللقاء مع جلالة الملك ودولة رئيس الوزراء من توثيق للعلاقات وفتح آفاق جديدة للشراكة والتعاون في شتى المجالات، متمنيًا جلالة السُّلطان لجلالة الملك وجلالة الملكة التوفيق الدائم لتحقيق المزيد مما يتطلع إليه الشعب الهولندي الصديق من تطوُّرات وإنجازات.
ورافق حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظم خلال زيارته السامية وفد رسمي رفيع المستوى ضم كلًّا من: صاحب السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني، ومعالي السيّد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، ومعالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن وسعادة السفير الشيخ الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة هولندا.
بيان مشترك
إلى ذلك، أكّدت سلطنة عُمان ومملكة هولندا التزامهما بتعزيز علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، وتعميق التعاون في مختلف القطاعات الرئيسة وتعزيز مستقبل مبنيٍّ على التعاون والتفاهم المتبادل، وأهمية التعاون والشراكات التجارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار.
جاء ذلك في البيان المشترك بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا أمس الصادر بمناسبة زيارة "دولة" قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لمملكة هولندا خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025م، وفيما يأتي نصُّه:
"بدعوةٍ من جلالةِ الملك ويليام ألكسندر، ملكِ مملكة هولندا، قام حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- بزيارة "دولة" إلى مملكة هولندا خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025م. وقد أكّدت الزيارة على عُمق الروابط التاريخية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا، والتي تعود إلى أكثر من 400 عام من الصِّلات التجارية والثقافية.
وقد تطوّرت العلاقات بين البلدين إلى شراكة متمثلة في الانفتاح والتجارة الدولية، فضلًا عن تعزيز الحوار حول التحدّيات العالمية.
وقد التقى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- مع جلالة الملك ويليام ألكسندر ورئيس الوزراء ديك شوف؛ حيث جرى تبادلٌ للآراء حول القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكّد البلدان على التزامهما بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، وشدّدا على أهمية التعاون بين الحكومتين والشراكات التجارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار، وشهدت الزيارةُ التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات. وقد تمّ بحثُ فرص التجارة والاستثمار في القطاعات الرئيسة مثل: التحول في مجال الطاقة والخدمات اللوجستية المستدامة والمياه.
وعقَد الجانبان لقاءً مشتركًا لرجال الأعمال بين البلدين. كما تضمّنت الزيارةُ حفلَ استقبال جمعَ حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- أيّدهُ الله- وجلالةَ الملك ويليام ألكسندر.
وإدراكًا من البلدين لتراثهما البحري المشترك ومزاياهما الاستراتيجية في القطاعين البحري واللوجستي؛ بحث البلدان سُبلَ تعميق التعاون في تطوير الموانئ والخدمات اللوجستية المستدامة.
وفي هذا الصدد؛ جرت مناقشات حولَ تعزيز التعاون بين موانئ صُحار وصلالة وروتردام وأمستردام، وكذلك حول مبادرات البناء البحري المبتكرة التي تستفيد من تيارات المحيطات وذلك في إطار التزام البلدين المشترك بالاستدامة.
وأكّد البلدان التزامهما بتعزيز التحول في مجال الطاقة، مع التركيز على الحياد الكربوني والطاقة المتجدِّدة والهيدروجين الأخضر، كما شمل التعاونُ مجالَ إدارة المياه، وذلك استنادًا إلى الخبرة الطويلة التي يتمتّع بها البلدان في مجال الحلول المستدامة للمياه.
وإدراكًا منهما بأهمية التواصل بين الشعوب؛ أعربت سلطنةُ عُمان ومملكةُ هولندا عن التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات الحوكمة والتبادل الثقافي والعلوم والرياضة. وشدّد البلدان على أهمية تبادل المعرفة والابتكار، بما يتماشى مع النموذج الثلاثي الأبعاد للابتكار؛ حيث تتعاون الحكومة والأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وأكّدت سلطنة عُمان ومملكة هولندا مجددًا على التزامهما المشترك بالسِّلم والاستقرار العالميين من خلال الحوار والدبلوماسية. وتبادلَ البلدان وجهات النظر حول التطوُّرات الإقليمية، وشدّدا على المشاركة البنّاءة في مواجهة التحدّيات العالمية.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما بنتائج الزيارة وعن عزمهما البنّاء على هذا الزخم لِما فيه مصلحة البلدين.
واستشرافًا للمستقبل؛ تؤكّد سلطنة عُمان ومملكة هولندا على التزامهما بتعزيز علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، وتعميق التعاون في مختلف القطاعات الرئيسة وتعزيز مستقبل مبنيٍّ على التعاون والتفاهم المتبادل.
وفي ختامِ الزيارة، أعرب حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- عن شكره العميق لجلالةِ الملك ويليام ألكسندر ورئيس الوزراء ديك شوف وللشعب الهولندي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به جلالتُه والوفدُ المرافقُ خلال إقامتهم في مملكة هولندا".