يمانياتٌ على درب الرسول.. ولاءٌ ونصرة واتّباعٌ وارتباط
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
سجّلت المرأةُ اليمنيةُ حضوراً كَبيراً ومشرِّفاً من خلال الاحتفاء بفعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف، وحضور الفعالية المركزية يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الماضي.
وخرجت المرأة في هذا اليوم مع أطفالها وبكبر سنها وعجزها متحملة عناء الوصول للساحات حباً لرسول الله لإحيَـاء هذه المناسبة التي تحيي القلوب بقيم وأخلاقيات النبي المصطفى محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- اعترافاً بالفضل، وحمداً وشكراً لله على النعمة المهداة.
ومن الساحات المتعددة في صنعاء وعموم محافظات الجمهورية، رفعت حرائر اليمن ذكر النبي المصطفى، عبر رسائل وجهتها للأُمَّـة عن أهميّة هذه المناسبة، ورسائل أُخرى للذين يعادون النبي، وأمته بأنَّ محمداً حي لا يموت ومنهجيته باقية إلى قيام الساعة.
وفي السياق تقول أم علي الصنعاني، من “اللجنة الأمنية” إن الخروج لإحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف تهدف لتجديد العهد والولاء والاتباع والنصرة والتمسك بدينه وسنته كمنهج حياة يرفعنا في الدنيا وفي الآخرة.
وتضيف: “خرجنا لخدمة ضيفات رسول الله، والحفاظ على الساحة من أي اختراق، وعلى الرغم من صعوبة المهمة كونها مسؤولية حماية إلا أنها تكون سهلة عندما نتذكر أنها في سبيل الله، ومن أجل النبي العظيم.
وتوجّـه أم علي الصنعاني رسالة للأُمَّـة للاستمرار في إحيَـاء هذه الذكرى، ورفع ذكر النبي، كي يرتفع ذكر الأُمَّــة، وتحبط كيد الأعداء عليها، مؤكّـدة أن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- حي فينا، وأننا سنربي أولادنا على مبادئ الجهاد والبراءة من أعداء الله ورسوله.
ساحةُ حفل وجهاد:
من جانبها تقول آيات بكيل جبارة “لجنة نظام”: “حضرنا إلى ساحة الفعالية في تمام الساعة السادسة صباحاً ضمن لجنة النظام لضيفات النبي الأعظم؛ لتبدو ساحتنا أنموذجاً راقياً عن الإسلام وأمته المنظمة التي رباها النبي الكريم الذي أحيينا ذكرى مولده كخير يوم أشرقت فيه الشمس على الأرض، وهو يوم ولد فيه الرحمة المهداة للعالمين”.
وأكّـدت أن يوم المولد، هو يوم لا نحييه، وإنما هو من يحيينا بالعودة إلى سيرة النبي وأخلاقه، لنكون كما كانت عليه ابنته الزهراء النموذج الأرقى الذي قدمه النبي للمرأة المسلمة، مشدّدة على ضرورة إحيَـاء هذه المناسبة من كُـلّ الأُمَّــة المحمدية لإحيَـاء معالم الدين المحمدي في أوساطها بعد أن انكب أغلبُ أبنائها على ثقافات الغرب، والأفكار الوهَّـابية التي تبدع إحيائه، فتكون بمثابة رسالة لأعداء الدين عن فشل مخطّطاتهم علينا في فك ارتباطنا بالنبي الخاتم.
وعلى صعيد متصل تقول جميلة محمد سعد، من إحدى الضيوف المشاركات في ذكرى المولد النبوي للعام 1446هـ: “أتينا إلى هنا لإحيَـاء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ورفع ذكر النبي بالصلاة والسلام عليه، ليُسمع في أرجاء الدنيا بما فيها الأعداء الذين حاولوا إبعادنا عنه وعن قيم دينه وعظيم أخلاقه واستبدالها بأخلاقهم الهدامة للدين.
وتؤكّـد جميلة على أن الحضور والإحيَـاء لهذا الدين، هو حربٌ ضد أعداء النبي الذين حاولوا تشويه صورته، وتبديع إحيَـاء هذا اليوم، ليموت محمدٌ من قلوب أبناء الأُمَّــة، فتكون رسالة بأن محمداً حيٌّ فينا، وفي قلوب أجيالنا التي ستتربى على حب محمد، والولاء لآل بيته، والبراءة من أعدائهم؛ ليكون على أبواب الحرب معها، فيفتحونها نصرة لله ورسوله والدين المحمدي الأصيل.
أم الضيفة الحاجة لطفية عبدالله فتقول: “حضورنا اليوم هو لأجل رسول الله حباً وتعظيماً، وإحيَـاء مولده، واستذكار سنته وأخلاقه التي ربينا أبناءنا وأحفادنا عليها لنكونَ ضمن الأُمَّــة التي رباها النبي على مكارم الأخلاق تحت ظلال الدولة الإسلامية.
وتوجّـه رسالة للأُمَّـة للخروج من حالة الصمت على أفعال الصهاينة، وعليها إحيَـاء هذا اليوم ليحيي قلوبهم ويخرجها من ظلمات الصهيونية إلى نور الإسلام الذي سيولد فيهم روحية جهادية تقف مساندة لغزة وفلسطين، وإعادة اليهود إلى حَيثُ كانوا قبل سبعين عاماً.
عظمة الرسالة:
بدورها توضح الحاجة أم محمد العزي، وهي من ضمن اللواتي خرجن للمشاركة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أنها خرجت مع بناتها وزوجات أبنائها وأحفادها صغاراً وكباراً للاحتفال بهذه المناسبة التي تمثل يوم ميلاد النور المحمدي.
وتؤكّـد أن هذا الحضور العظيم هو حضور الثبات، والتمسك بالدين، وقيمه وفيه ثبات على المنهجية المحمدية التي يجب على الأُمَّــة أن تكون عليها كي تهزم أعداءها الذين يتحالفون اليوم على غزة ويساندون الصهاينة في حربهم عليها.
وتتمنى أم محمد العزي، أن يكون مشهد احتفالات اليمن بيوم المولد حافزاً لبقية الدول الإسلامية لأن تحذو حذو اليمن في هذه الاحتفالات التي تغيض الكفار وتحبط مؤامراتهم، وتحيي القلوب بنور الرسالة الخالدة.
وفي السياق ترى الضيفة شيماء عبد الكريم الرميمة، أن أهميّة إحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف تتمثل في تعظيم شعائر الله سبحانه، يحث يقول تعالى: [وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ] صدق الله العظيم.
وتواصل: “وبالتالي فهذه مناسبة يتم من خلالها الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وعن تربيته وسيرته ورسالته وما فيها من هداية وبصيرة ووعي نحييه في قلوبنا، ونجدد به روحية الإيمان لنحظى بمحبة الله ورسوله ونكون ضمن حزبهم المؤمنين”.
وتشير الرميمة إلى أن الخروج والاحتفال بذكرى المولد يُعبر عن الاهتداء والاقتدَاء برسول الله كما في قوله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}.
محطة جامعة:
أما الضيفة خديجة أحمد الكبسي، فتؤكّـد أن إحيَـاء ذكرى المولد النبوي، هو فعل عظيم يحبه الله ورسوله، ويغيظ الأعداء الذين يحاولون القضاء على دينه وَقيمه؛ لجعل أُمَّـة محمد تابعة لهم؛ وكي تقتدي بشخصيات منهم، فتكون بذلك تابعة لكل أهوائهم، وبعيدة عن كُـلّ ما ينهض بها لتكون الأُمَّــة الأقوى والأعلى مكانة.
وتشير الكبسي إلى أن ما نراه اليوم في غزة من قتل وتدمير في ظل صمت أبناء الأُمَّــة ما هو إلَّا نتيجة البعد عن الدين، وعن النبي محمد الذي جاهد اليهود وطردهم من الجزيرة العربية، وفي القرآن الذي أنزل عليه، حَيثُ حرم الله الولاء لهم وبين مدى حقدهم على النبي ودينه وأمته.
وتتمنى الكبسي أن تكون مناسبة المولد النبوي مناسبة جامعة للأُمَّـة توحدها في التمسك بالدين والاقتدَاء بالنبي وتجمعها على كلمة سواء ضد أعدائها، وليكن الملتقى على أرض غزة بفتح حدودها وتحريرها، ومن ثم التوجّـه للصلاة في المسجد الأقصى مسرى النبي محمد وقبلة المسلمين مهد الأنبياء.
وعلى الصعيد ذاته تقول باسمة أحمد “لجنة نظام”: “أتينا إلى هنا احتفالاً وإحيَـاء لذكرى ولادة النور، والرحمة المهداة نبينا محمد الكريم، الذي بدد ظلمات الجهل والطاغوت، واستنقذ الأُمَّــة من الشرك والضلال إلى عبادة رب العالمين، إلى جانب عملنا في لجنة النظام لنرسل صورة عن أُمَّـة محمد تغيظ أعدائها”.
وتشير إلى أن إحيَـاء هذا اليوم بهذا الزخم الكبير هو تجديد للعهد وترسيخ لمبدأ الولاء لله ورسوله وأعلام الهدى، وفي الوقت ذاته براءة من أعدائهم، وفيها إحيَـاء الإيمان في القلوب التي لطالما عانت من الحرب والحصار ومأساة غزة فتكتسي بهجة وسروراً، لا سيَّما وقد افتتح هذا اليوم بعملية مباركة إلى عمق دولة الاحتلال.
بدورها تبين الضيفة غانمة الدرة، أن أهميّة إحيَـاء المولد تكمن في إطار التذكير برسول الله ودينه وسنته وقيمه التي تمثل خلاص النفس من عبودية الدنيا والفلاح في الآخرة، لا سيَّما في وقت غزت فيه ثقافات الغرب عقول أبناء الأُمَّــة وجعلتهم بعيدين عن دينهم، وأصبحوا مقلدين للغرب في أفعالهم وتصرفاتهم وحتى لكنات ألسنتهم، معتبرةً هذا الحضور هو مساندة لغزة ورسالة للأعداء أننا لا نزال متمسكين بديننا وشعارنا “إلَّا رسول الله”.
من جانبها تؤكّـد رباب الصنعاني، أن حضورها هو لأجل رسول الله انطلاقاً من قوله تعالى: [قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ] صدق الله العظيم.
وتواصل: “وبالتالي فإحيَـاء المولد هو من باب الفرح، وَتأكيداً للعهد أننا لا نزال على العهد، متمسكين بدينه، وسنته وعلى الوعد في نصرته ونصرة المستضعفين من أبناء الأُمَّــة”، مؤكّـدة أن “هذه الحشود سواء في الساحات النسائية، أَو الرجال هي رسالة للأعداء أننا أُمَّـة لا تهزم، وأننا رغم مأساة الحرب، لا نزال نحيي مناسبة المولد لتجديد الإيمان، والثبات على الحق والرسالة الخالدة، وهي دعوة لبقية أبناء الأُمَّــة لإحيَـاء القلوب، وإحيَـاء الدين وإحيَـاء روحية الإسلام التي ستجدد فينا روح المسؤولية تجاه قضية الأُمَّــة ونصرتها والانتصار لها”.
وفي الختام تقول هديل القملي “اللجنة الصحية”: إن “حضورها الأَسَاسي هو لإحيَـاء ذكرى ولادة المصطفى حمداً وشكراً لله على الرحمة، واعتراف بالفضل على النعمة المتمثلة بالنبي ودينه الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، إلى جانب حضورها لخدمة ضيفات رسول الله اللائي خرجن في حرارة الشمس، والبعض من مناطقَ بعيدة لإحيَـاء هذا اليوم تلبية لدعوة السيد القائد”، مؤكّـدة على أن هذه المناسبة يجب أن تكون مناسبة جامعة للأُمَّـة توحدها تحت راية ولواء النبي العظيم لتقف صفاً واحداً في وجه كُـلّ الأعداء، وعلى رأسهم الصهاينة الذين يعتدون على جزء من أبناء الأُمَّــة وينتهكون المقدَّسات ويحرقون المصاحف في استهانة بالدين والأمّة، ولا خلاص للأُمَّـة إلا بالعودة لقيم هذا الدين، الذي يوماً ما جعل منا خيرَ أُمَّـة أخرجت للناس.
—————————————————————————-
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ذکرى المولد النبوی الشریف هذه المناسبة أبناء الأ م لله ورسوله رسول الله ل الله
إقرأ أيضاً:
فضل شهر شعبان.. أسرار حرص النبي على الإكثار من صيام أيامه
فضل شهر شعبان، أصبح فضل شهر شعبان محل بحث الكثيرين عبر محرك البحث العالمي جوجل وذلك بعدما استطلعت دار الإفتاء المصرية أمس الأربعاء 29 رجب بأن الجمعة 31 يناير أول أيام شهر شعبان 1 فبراير.
ويبحث الكثير من المسلمين عن فضل شهر شعبان وأهم اعماله وكيف كان يفعل فيه النبي صلى الله عليه وسلم، لذا يقدم موقع صدى البلد فضل شهر شعبان .
فضل شهر شعبانلما رأى النَّبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم انتباه الكثير من الناس إلى شهر رجب في الجاهليَّة، وتعظيمه وتفضيله على بقيَّة أشهر السَّنَة، ورَأَى تعظيم المسلمين لشهر القرآن، أرادَ أن يُبَيّنَ لهم فضل بقية الأشهر والأيام فعن أسامة بن زيد رضيَ الله عنهما أنَّه سأل النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فقال: يا رسول الله، لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله عليه وسَلَّم:((ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم.
وذكر في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتَّمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في رمضان على مشقة وكلفة؛ بل يكون قد تَمَرَّن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولَذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.
فضل شهر شعبانتمسك الصحابة رضوان الله عليهم بـ شهر شعبان وبالفعل كان النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم يصوم شعبان إلاَّ قليلًا؛ كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المُتَّفق على صحته: ((كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم يصوم حتى نقولَ لا يُفْطر، ويُفْطر حتى نقول لا يصوم))ولا بدَّ من وجود أمر هام، وراء هذا التَّخصيص منَ الصيام في مثل هذا الشهر، وهذا ما نبَّه عليه النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم بقوله: ((إنَّه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى) إذًا فأعمال العباد تُرْفع في هذا الشهر من كل عام وتعرض الأعمال يومَ الاثنين والخميس من كل أسبوع ذَكَر الإمام الشَّوكاني رحمَه الله تعالى حِكْمَة الإكثار منَ الصيام في شعبان، فقال: "ولعَلَّ الحكمة في صوم شهر شعبان: أنه يعقُبه رمضان، وصومه مفروض، وكان النَّبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم يُكثر منَ الصوم في شعبان قدر ما يصوم في شهرين غيره؛ لما يفوته منَ التَّطَوُّع، الذي يعتادُه بسبب صوم رمضان".
فضل الصوم فى شهر شعبانسؤال وُرد لمجمع البحوث الإسلامية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجابت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أنه حكمة الله تعالى اقتضت أن يجعل لعباده مواسم للخير يكثر الأجر فيها؛ رحمةً بعباده، ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات؛ فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له، فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض.
وأوضحت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصوم فيه؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ» متفق عليه. واللفظ لمسلم. وفي هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره.
وتابعت: كذا كان السلف الصالح يجتهدون فيه في العبادة؛ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وفي هذا المعني قول أبي بكر البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".
وأشارت الى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
لماذا كان يصوم النبي في شعبان ؟تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان في الصيام مقرونٌ برفع الأعمال إلى الله، أي أنّ الأعمال ترفع إلى الله في شهر شعبان، بينما تُعرض كلّ اثنين وخميس من أيام الأسبوع، وتجدر الإشارة إلى أنّ رفع الأعمال إلى الله يكون على ثلاثة أنواعٍ؛ فيرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، كما ترفع إليه الأعمال يومي الاثنين والخميس، وترفع أيضًا في شهر شعبان بالخصوص.
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ولأجل رفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان أحبّ النبي أن يكون ذلك وهو صائم، فذلك أدعى لقبول الأعمال من الله تعالى، كما أنّه أحبّ إلى الله عزّ وجلّ.
وخصص الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- شهري شعبان ومحرّم في الصيام؛ فقال: رغم أنّ البعض من الشافعية وغيرهم ذهبوا إلى القول بأفضلية الصيام في شهر محرّم وباقي الأشهر الحُرم على شهر شعبان، إلّا أنّ الأظهر أنّ الصيام في شعبان أفضل من الصيام في شهر شعبان، كما بيّن ابن رجب -رحمه الله- بين تفضيل صيام داود -عليه السلام- وصيام شعبان وصيام يومي الاثنين والخميس؛ فقال بأنّ الرسول بيّن أن صفة صيام داود كانت لنصف الدهر فقط، وكان الرسول يفرّق بين أيام صيامه تحريًّا للأوقات والأيام الفاضلة.
وشهد شهر العديد من الأحداث التاريخية المهمة المتعلّقة بالمسلمين، ففيه أمر الله تعالى المسلمين بالجهاد في سبيله، وأوجبه عليهم، وألزمهم به، كما حوّلت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في شهر شعبان، بعد أن صلّت جموع المسلمين إلى جهة بيت المقدس، وأحدث ذلك العديد من التساؤلات خاصّةً أنّ تحويل القبلة كان بعد الأمر بالجهاد، ومن الأحداث الواقعة في شعبان غزوة بني المصطلق التي انهزم فيها المنافقون، وانكشفت خدعهم ومخططاتهم، إضافةً إلى ما سبق فقد وقعت غزوة بدر الصغرى أيضًا في شعبان التي لم يحصل فيها قتالٌ بين المسلمين والكفار، وبلغ عدد المسلمين فيها ألفًا وخمسمائة مقاتلًا.